ابو وليد البحيرى
26-05-2015, 05:08 PM
الرضاعة الطبيعية.. هل أصبحت من الماضي؟
سمية السحيباني
تدل جميع البحوث العلمية على أن لبن الأم هو أفضل غذاء للطفل، ولا شك أن للرضاعة الطبيعية فوائد عظيمة للطفل والأم معاً.
لكن للأسف نجد في وقتنا الحاضر الإحجام من قبل الأمهات عن ذلك واللجوء إلى الرضاعة الصناعية متناسين أهمية ذلك الأمر ولأسباب عديدة.
لماذا أصبحنا نشعر بالعيب من إرضاعنا فلذات أكبادنا رضاعة طبيعية؟ هل قدرنا على تحمل مشاق الحمل والولادة، وعجزنا عن إكمال المسيرة بشيء يسير؟ هل للعمل الدور الرئيس في تخلي كثير من الأمهات عن ذلك؟
إن القصور في الوعي الصحي وعدم الإدراك الحقيقي للأهمية الكبرى التي يعكسها الحليب الطبيعي على صحة الطفل هو أحد أسباب إحجام الأمهات عن الرضاعة الطبيعية، ففي كثير من مستشفيات الولادة نجدهم يقومون بإرضاع الوليد الحليب الصناعي بدون أن يكلفوا أنفسهم عناء سؤال الأم إن كان لها الرغبة في إرضاع وليدها أو لا، وهذا أمر لمسته -للأسف- أنا وكثيرات ممن أعرف؛ فنجد الممرضة حين تأتي بالطفل إلى أمه تخبرها أنهم أرضعوه في الحضانة قبل قليل وأنه لا داعي لإرضاعه الآن.
عجباً فبدلاً من أن يمنع الحليب الصناعي في مستشفيات الولادة إلا لمن لديها عذراً صحياً نجدهم يقدمونه للمواليد وبدون مشاورة الأم أحياناً.
أين دور المراكز الصحية في توعية النساء والمجتمع كافة بأهمية الرضاعة الطبيعية؟
أعتقد أن الدور يقع على أطباء وطبيبات النساء والولادة والأطفال في المقام الأول؛ فينكرون على من تلجأ إلى الحليب الصناعي بدون عذر صحي، إضافة إلى المنشورات التي تبين فوائد الرضاعة لكلا الطرفين: الأم والطفل، وأن يكون أضعف الإيمان إرضاع الطفل لمدة لا تقل عن ستة أشهر؛ لأهمية لبن الأم للرضيع.
إن الإحصائيات في بلادنا حول نسبة تدني المرضعات تعد مخيفة وتنبئ بخطورة الأمر إن لم يتم تداركه سريعاً.
مميزات عديدة:
وللبن الأم مميزات عديدة؛ فهو أسهل في الهضم من الحليب الصناعي، كما أنه معقم جاهز ليس به أي ميكروبات، ويحتوي على كمية كافية من السكر والبروتين والفيتامينات والمعادن بنسب مناسبة للطفل ما يقوي لديه جهاز المناعة ويحميه من الأمراض.
وقد أثبتت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تؤمن للطفل الحماية من السمنة في السنوات اللاحقة.
كما أن الرضاعة الطبيعية لا تعطي الطفل ما يحتاجه من غذاء فقط، بل هي نبع حنان متدفق بين الطفل وأمه؛ فالنمو النفسي للأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم سليم وسريع، كما أنها تساهم في تنشيط ذكاء الطفل.
ومن المعلوم أن فوائد الرضاعة الطبيعية لا تقتصر على الطفل فقط، وإنما للأم المرضع نصيب من ذلك، وهذا ينبغي أن يكون حافزا للأمهات لكي يقبلن عليها بدون تردد؛ فللرضاعة دور كبير جدا في تقليص الرحم بعد الولادة وإعادته لوضعه الطبيعي سريعا، وكذلك في خسارة الوزن، وما ينتج بعد الولادة من زيادة تعاني منها الكثير من الأمهات وصعوبة من التخلص منها؛ حيث تستهلك الرضاعة 500 سعر حراري في اليوم يزيد في حالة التوائم.
وقد دلت الدراسات أن الرضاعة تقلل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي؛ فقد وجد أن النساء المرضعات هن أقل النساء تعرضا للإصابة بهذا المرض.
لا للأعذار:
وتتعذر كثير من الأمهات العاملات بأن خروجهن للعمل أدى إلى عدم قدرتهن على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، لكن بإمكانها أن توفق بين الاثنين، وذلك حسب عملها وطول مدته، وأن يكون إرضاع الطفل من القنينة فترة خروجها للعمل فقط وأن تحاول التعويض عن تلك الفترة بإرضاعه في الصباح قبل الخروج.
وفي المساء بعد مجيئها من العمل وإن كان وقت دوامها طويلا فينبغي أن تحافظ على إدرار الحليب من خلال شفط الحليب بواسطة المضخة وتخزينه في درجة حرارة مناسبة لإعطائه إياه في وقت آخر.
كما أن هناك بعضا من مؤسسات العمل تمنح المرأة بعد وضعها وعودتها للعمل ساعة رضاعة، تأخذها حسب الحاجة إما في بداية الدوام أو نهايته أو وسطه، إضافة إلى إجازة الأمومة التي تمنح للمرأة وتصل مدتها في بعض المؤسسات التعليمية إلى ثلاث سنوات.
وبناء على كل ما سبق ينبغي أن يكون هناك دورات تقام لتوعية الأمهات الحوامل بأهمية الرضاعة وأنجح السبل في ذلك، وأن يكون ذلك بشكل دوري في جميع المستشفيات والمراكز الصحية ووسائل الإعلام المختلفة لإنقاذ أجيالنا ونسائنا من المخاطر والعودة للطبيعة، وترك التمدن الذي يؤدي إلى أضرار جسيمة على الأم وطفلها.
والاقتداء بقوله تعالي: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ...) (البقرة: من الآية 233).
سمية السحيباني
تدل جميع البحوث العلمية على أن لبن الأم هو أفضل غذاء للطفل، ولا شك أن للرضاعة الطبيعية فوائد عظيمة للطفل والأم معاً.
لكن للأسف نجد في وقتنا الحاضر الإحجام من قبل الأمهات عن ذلك واللجوء إلى الرضاعة الصناعية متناسين أهمية ذلك الأمر ولأسباب عديدة.
لماذا أصبحنا نشعر بالعيب من إرضاعنا فلذات أكبادنا رضاعة طبيعية؟ هل قدرنا على تحمل مشاق الحمل والولادة، وعجزنا عن إكمال المسيرة بشيء يسير؟ هل للعمل الدور الرئيس في تخلي كثير من الأمهات عن ذلك؟
إن القصور في الوعي الصحي وعدم الإدراك الحقيقي للأهمية الكبرى التي يعكسها الحليب الطبيعي على صحة الطفل هو أحد أسباب إحجام الأمهات عن الرضاعة الطبيعية، ففي كثير من مستشفيات الولادة نجدهم يقومون بإرضاع الوليد الحليب الصناعي بدون أن يكلفوا أنفسهم عناء سؤال الأم إن كان لها الرغبة في إرضاع وليدها أو لا، وهذا أمر لمسته -للأسف- أنا وكثيرات ممن أعرف؛ فنجد الممرضة حين تأتي بالطفل إلى أمه تخبرها أنهم أرضعوه في الحضانة قبل قليل وأنه لا داعي لإرضاعه الآن.
عجباً فبدلاً من أن يمنع الحليب الصناعي في مستشفيات الولادة إلا لمن لديها عذراً صحياً نجدهم يقدمونه للمواليد وبدون مشاورة الأم أحياناً.
أين دور المراكز الصحية في توعية النساء والمجتمع كافة بأهمية الرضاعة الطبيعية؟
أعتقد أن الدور يقع على أطباء وطبيبات النساء والولادة والأطفال في المقام الأول؛ فينكرون على من تلجأ إلى الحليب الصناعي بدون عذر صحي، إضافة إلى المنشورات التي تبين فوائد الرضاعة لكلا الطرفين: الأم والطفل، وأن يكون أضعف الإيمان إرضاع الطفل لمدة لا تقل عن ستة أشهر؛ لأهمية لبن الأم للرضيع.
إن الإحصائيات في بلادنا حول نسبة تدني المرضعات تعد مخيفة وتنبئ بخطورة الأمر إن لم يتم تداركه سريعاً.
مميزات عديدة:
وللبن الأم مميزات عديدة؛ فهو أسهل في الهضم من الحليب الصناعي، كما أنه معقم جاهز ليس به أي ميكروبات، ويحتوي على كمية كافية من السكر والبروتين والفيتامينات والمعادن بنسب مناسبة للطفل ما يقوي لديه جهاز المناعة ويحميه من الأمراض.
وقد أثبتت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية تؤمن للطفل الحماية من السمنة في السنوات اللاحقة.
كما أن الرضاعة الطبيعية لا تعطي الطفل ما يحتاجه من غذاء فقط، بل هي نبع حنان متدفق بين الطفل وأمه؛ فالنمو النفسي للأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم سليم وسريع، كما أنها تساهم في تنشيط ذكاء الطفل.
ومن المعلوم أن فوائد الرضاعة الطبيعية لا تقتصر على الطفل فقط، وإنما للأم المرضع نصيب من ذلك، وهذا ينبغي أن يكون حافزا للأمهات لكي يقبلن عليها بدون تردد؛ فللرضاعة دور كبير جدا في تقليص الرحم بعد الولادة وإعادته لوضعه الطبيعي سريعا، وكذلك في خسارة الوزن، وما ينتج بعد الولادة من زيادة تعاني منها الكثير من الأمهات وصعوبة من التخلص منها؛ حيث تستهلك الرضاعة 500 سعر حراري في اليوم يزيد في حالة التوائم.
وقد دلت الدراسات أن الرضاعة تقلل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي؛ فقد وجد أن النساء المرضعات هن أقل النساء تعرضا للإصابة بهذا المرض.
لا للأعذار:
وتتعذر كثير من الأمهات العاملات بأن خروجهن للعمل أدى إلى عدم قدرتهن على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، لكن بإمكانها أن توفق بين الاثنين، وذلك حسب عملها وطول مدته، وأن يكون إرضاع الطفل من القنينة فترة خروجها للعمل فقط وأن تحاول التعويض عن تلك الفترة بإرضاعه في الصباح قبل الخروج.
وفي المساء بعد مجيئها من العمل وإن كان وقت دوامها طويلا فينبغي أن تحافظ على إدرار الحليب من خلال شفط الحليب بواسطة المضخة وتخزينه في درجة حرارة مناسبة لإعطائه إياه في وقت آخر.
كما أن هناك بعضا من مؤسسات العمل تمنح المرأة بعد وضعها وعودتها للعمل ساعة رضاعة، تأخذها حسب الحاجة إما في بداية الدوام أو نهايته أو وسطه، إضافة إلى إجازة الأمومة التي تمنح للمرأة وتصل مدتها في بعض المؤسسات التعليمية إلى ثلاث سنوات.
وبناء على كل ما سبق ينبغي أن يكون هناك دورات تقام لتوعية الأمهات الحوامل بأهمية الرضاعة وأنجح السبل في ذلك، وأن يكون ذلك بشكل دوري في جميع المستشفيات والمراكز الصحية ووسائل الإعلام المختلفة لإنقاذ أجيالنا ونسائنا من المخاطر والعودة للطبيعة، وترك التمدن الذي يؤدي إلى أضرار جسيمة على الأم وطفلها.
والاقتداء بقوله تعالي: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ...) (البقرة: من الآية 233).