ابو وليد البحيرى
26-05-2015, 09:31 PM
فضل الأم
إبراهيم عبد العزيز السمري
رِيَاضَ الشِّعْرِ جُودِي بِالْمَعَانِي *** وَبِاللَّفْظِ الْمُعَطَّرِ بِالْبَيَانِ
وَبِالبَحْرِ الطَّرُوبِ فَلاَ تَضِنِّي *** عَلَيَّ فَلَيْسَ يُسْعِفُنِي جَنَانِي
وَصُوغِي لِي مِنَ الأَفْكَارِ بِنْتًا *** أَفُضُّ بِهَا مَغَالِيقَ الأَمَانِي
وَهَاتِي لِي مِنَ الأَنْوَارِ فَيْضًا *** لِيُرشِدَنِي إِلَى دُرَرِ الأَغَانِي
لَعَلِّي يَا رِيَاضَ الشِّعْرِ أَحْظَى *** بِأُغْنِيَةٍ تَدُورُ مَعَ الزَّمَانِ
تُمَجِّدُ فِي البَرَايَا "فَضْلَ أُمٍّ" *** يُقَصِّرُ دُونَ رُتْبَتِهِ لِسَانِي
سَرَى مِنْ ذِكْرِهِ فِي الأُفْقِ لَحْنٌ *** فَهَيَّجَ قَلْبَ صَدَّاحِ الْمَغَانِي
وَغَرَّدَتِ البَلاَبِلُ صَادِحَاتٍ *** وَعَمَّ الكَوْنَ فَيْضٌ مِنْ أمَانِ
فَمَا عَجَبٌ إِذَا مَا قُمْتُ أَشْدُو *** بِأُغْنِيتي لِيَنْبُوعِ الْحَنَانِ
أَبُثُّ لَوَاعِجَ الأَشْوَاقِ فِيهَا *** وَأَبْنِي الشِّعْرَ مُؤْتَلِقَ الْمَعَانِي
أَلَيْسَ بِبِرِّهَا أَوْصَى إِلَهِي؟! *** أَلَيْسَتْ فِي الوَرَى رَمْزَ التَّفَانِي؟
وَفَضْلُ الأُمِّ يَعْلُو أَيَّ فَضْلٍ *** إِذَا أَحْصَيْتَهُ فِي كُلِّ شَانِ
أُسَائِلُ مُهْجَتِي عَنْهَا أَجَابَتْ: *** هِيَ الرَّحَمَاتُ لاَحَتْ لِلْعِيَانِ
هِيَ البَحْرُ الْمَلِيءُ بِكُلِّ غَالٍ *** نفِيسٍ غَارَ مِنْهُ الأَصْفَرَانِ
هِيَ البَدْرُ الْمُطِلُّ بِنَاظِرَيْهِ *** عَلَى الآفَاقِ يَلْمَعُ كَالْجُمَانِ
هِيَ الأَنْسَامُ رَقَّتْ فِي بَهَاءٍ *** وَزَانَتْ ثَوْبَهَا بِالأُقْحُوَانِ
هِيَ الْمَاءُ الزُّلاَلُ لِكُلِّ صَادٍ *** هِيَ الأَمَلُ الضَّحُوكُ لِكُلِّ عَانِ
أَرَاهَا نَخْلَةً بَسَقَتْ وَجَادَتْ *** وَلَمْ تَعْبَأْ بِأَغْيَارِ الزَّمَانِ
تَحَدَّتْ فِي شُمُوخٍ كُلَّ رِيحٍ *** وَآتَتْ أُكْلَهَا فِي كُلِّ آنِ
حَبَتْنِي عَطْفَهَا مُذْ كُنْتُ طِفْلاً *** وَفَاضَتْ بِالْمَحَبَّةِ وَالْحَنَانِ
وَرَغْمَ الفَقْرِ كَمْ جَادَتْ عَلَيْنَا *** يَدَاهَا بِالنَّدَى مَبْسُوطَتَانِ
وَكَمْ سَهِرَتْ تُهَدْهِدُنِي فَأَغْفُو *** عَلَى صَدْرٍ يَئِنُّ بِمَا يُعَانِي
بِجَوْفِ اللَّيْلِ كَمْ قَامَتْ تُصَلِّي *** صَلاَةَ الْخَاشِعِينَ بِلاَ تَوَانِ
تُنَاجِي رَبَّهَا وَالكَوْنُ يُصْغِي *** وَجَادَتْ بالدُّمُوعِ الْمُقْلَتَانِ
دَعَتْهُ فِي الدُّجَى يَرْعَى بَنِيهَا *** يُجَنِّبُهُمْ مَصَائِبَ كُلِّ جَانِ
وَيُرْشِدُهُمْ إِلَى سُبُلِ الْمَعَالِي *** وَيَمْنَحُهُمْ طَرِيقًا لِلْجِنَانِ
أَلاَ مَا أَعْظَمَ الشِّيَمَ العَوَالِي! *** وأَجْمِلْ بِالتَّحِيَةِ وَالتَّهَانِي!
صَبُورٌ لاَ تُزَلْزِلُهَا الدَّوَاهِي *** رَؤُومٌ قَدْ عَلَتْ فَوْقَ العَنَانِ
لَهَا مِنْ ذِي الجَلاَلِ عُهُودُ قُرْبٍ *** وَحَبْلٌ فِي الوِلاَيَةِ غَيْرُ وَانِ
تَرَاهَا حِينَ يَعْصِرُهَا حَنِينٌ *** عَلَى وَلَدٍ يَغِيبُ عَنِ الْمَكَانِ
تُكَتِّمُ حَسْرَةً بَلَغَتْ مَدَاهَا *** وَحِينَئِذٍ يَمِيدُ الْخَافِقَانِ
يَعُودُ لِوَكْرِهِ بَعْدَ اغْتِرَابٍ *** يَقُولُ لأُمِّهِ: مَاذَا دَهَانِي؟!
رَأَيْتُكِ فِي الفَضَاءِ الرَّحْبِ تَبْكِي *** نَ..صَوْتُكِ فِي ضُلُوعِي قَدْ دَعَانِي
أَتَيْتُكِ لاَهِثًا أَرْجُو رِضَاكِ *** وَأَدْنُو رَاغِبًا فِي ذَا التَّدَانِي
لَكِ العُتْبَى إِلَى أَنْ تَسْتَرِيحِي *** فَإِنَّ رِضَاكِ مَرْقًى لِلْجِنَان
إبراهيم عبد العزيز السمري
رِيَاضَ الشِّعْرِ جُودِي بِالْمَعَانِي *** وَبِاللَّفْظِ الْمُعَطَّرِ بِالْبَيَانِ
وَبِالبَحْرِ الطَّرُوبِ فَلاَ تَضِنِّي *** عَلَيَّ فَلَيْسَ يُسْعِفُنِي جَنَانِي
وَصُوغِي لِي مِنَ الأَفْكَارِ بِنْتًا *** أَفُضُّ بِهَا مَغَالِيقَ الأَمَانِي
وَهَاتِي لِي مِنَ الأَنْوَارِ فَيْضًا *** لِيُرشِدَنِي إِلَى دُرَرِ الأَغَانِي
لَعَلِّي يَا رِيَاضَ الشِّعْرِ أَحْظَى *** بِأُغْنِيَةٍ تَدُورُ مَعَ الزَّمَانِ
تُمَجِّدُ فِي البَرَايَا "فَضْلَ أُمٍّ" *** يُقَصِّرُ دُونَ رُتْبَتِهِ لِسَانِي
سَرَى مِنْ ذِكْرِهِ فِي الأُفْقِ لَحْنٌ *** فَهَيَّجَ قَلْبَ صَدَّاحِ الْمَغَانِي
وَغَرَّدَتِ البَلاَبِلُ صَادِحَاتٍ *** وَعَمَّ الكَوْنَ فَيْضٌ مِنْ أمَانِ
فَمَا عَجَبٌ إِذَا مَا قُمْتُ أَشْدُو *** بِأُغْنِيتي لِيَنْبُوعِ الْحَنَانِ
أَبُثُّ لَوَاعِجَ الأَشْوَاقِ فِيهَا *** وَأَبْنِي الشِّعْرَ مُؤْتَلِقَ الْمَعَانِي
أَلَيْسَ بِبِرِّهَا أَوْصَى إِلَهِي؟! *** أَلَيْسَتْ فِي الوَرَى رَمْزَ التَّفَانِي؟
وَفَضْلُ الأُمِّ يَعْلُو أَيَّ فَضْلٍ *** إِذَا أَحْصَيْتَهُ فِي كُلِّ شَانِ
أُسَائِلُ مُهْجَتِي عَنْهَا أَجَابَتْ: *** هِيَ الرَّحَمَاتُ لاَحَتْ لِلْعِيَانِ
هِيَ البَحْرُ الْمَلِيءُ بِكُلِّ غَالٍ *** نفِيسٍ غَارَ مِنْهُ الأَصْفَرَانِ
هِيَ البَدْرُ الْمُطِلُّ بِنَاظِرَيْهِ *** عَلَى الآفَاقِ يَلْمَعُ كَالْجُمَانِ
هِيَ الأَنْسَامُ رَقَّتْ فِي بَهَاءٍ *** وَزَانَتْ ثَوْبَهَا بِالأُقْحُوَانِ
هِيَ الْمَاءُ الزُّلاَلُ لِكُلِّ صَادٍ *** هِيَ الأَمَلُ الضَّحُوكُ لِكُلِّ عَانِ
أَرَاهَا نَخْلَةً بَسَقَتْ وَجَادَتْ *** وَلَمْ تَعْبَأْ بِأَغْيَارِ الزَّمَانِ
تَحَدَّتْ فِي شُمُوخٍ كُلَّ رِيحٍ *** وَآتَتْ أُكْلَهَا فِي كُلِّ آنِ
حَبَتْنِي عَطْفَهَا مُذْ كُنْتُ طِفْلاً *** وَفَاضَتْ بِالْمَحَبَّةِ وَالْحَنَانِ
وَرَغْمَ الفَقْرِ كَمْ جَادَتْ عَلَيْنَا *** يَدَاهَا بِالنَّدَى مَبْسُوطَتَانِ
وَكَمْ سَهِرَتْ تُهَدْهِدُنِي فَأَغْفُو *** عَلَى صَدْرٍ يَئِنُّ بِمَا يُعَانِي
بِجَوْفِ اللَّيْلِ كَمْ قَامَتْ تُصَلِّي *** صَلاَةَ الْخَاشِعِينَ بِلاَ تَوَانِ
تُنَاجِي رَبَّهَا وَالكَوْنُ يُصْغِي *** وَجَادَتْ بالدُّمُوعِ الْمُقْلَتَانِ
دَعَتْهُ فِي الدُّجَى يَرْعَى بَنِيهَا *** يُجَنِّبُهُمْ مَصَائِبَ كُلِّ جَانِ
وَيُرْشِدُهُمْ إِلَى سُبُلِ الْمَعَالِي *** وَيَمْنَحُهُمْ طَرِيقًا لِلْجِنَانِ
أَلاَ مَا أَعْظَمَ الشِّيَمَ العَوَالِي! *** وأَجْمِلْ بِالتَّحِيَةِ وَالتَّهَانِي!
صَبُورٌ لاَ تُزَلْزِلُهَا الدَّوَاهِي *** رَؤُومٌ قَدْ عَلَتْ فَوْقَ العَنَانِ
لَهَا مِنْ ذِي الجَلاَلِ عُهُودُ قُرْبٍ *** وَحَبْلٌ فِي الوِلاَيَةِ غَيْرُ وَانِ
تَرَاهَا حِينَ يَعْصِرُهَا حَنِينٌ *** عَلَى وَلَدٍ يَغِيبُ عَنِ الْمَكَانِ
تُكَتِّمُ حَسْرَةً بَلَغَتْ مَدَاهَا *** وَحِينَئِذٍ يَمِيدُ الْخَافِقَانِ
يَعُودُ لِوَكْرِهِ بَعْدَ اغْتِرَابٍ *** يَقُولُ لأُمِّهِ: مَاذَا دَهَانِي؟!
رَأَيْتُكِ فِي الفَضَاءِ الرَّحْبِ تَبْكِي *** نَ..صَوْتُكِ فِي ضُلُوعِي قَدْ دَعَانِي
أَتَيْتُكِ لاَهِثًا أَرْجُو رِضَاكِ *** وَأَدْنُو رَاغِبًا فِي ذَا التَّدَانِي
لَكِ العُتْبَى إِلَى أَنْ تَسْتَرِيحِي *** فَإِنَّ رِضَاكِ مَرْقًى لِلْجِنَان