مشاهدة النسخة كاملة : سيِّد القُرَّاء الشَّـــــــــــاطــــــــــــــــــبيُّ


ابو وليد البحيرى
27-05-2015, 05:11 AM
الشَّــاطـــبيُّ


( 538 ـ 590 هـ )


هو الشَّيخ،الإمام، العالِم، العامل، القدوة، سيِّد القُرَّاء، أحد الأعلام الكِبار،والمشتهرين في الأقطار: أبو محمَّد، وأبو القاسم، القاسم بن فِيرُّه بن خَلَف بنأحمد الرُّعَيْنِيُّ، الأندلسيُّ، الشَّاطبيُّ، الضَّرير، ناظم "الشَّاطبية" و"الرَّائيَّة".
وُلِدَ سنة 538 هـ بشاطبةَ مِنَ الأندلس، وقرأ ببلده القراءات، وأتقنَها علىأبي عبد الله محمَّد بن أبي العاص النفزيِّ، ثُمَّ رَحَل إلى بَلَنْسِيةَ -بالقربمن بَلَدِه-؛ فعَرَضَ بِها "التَّيسير" مِنْ حفظه والقراءات على ابنِ هُذَيْل. ثُمَّ رَحَل للحجِّ؛ فسمع من أبي طاهر السِّلَفِيِّ بالإسكندريَّة وغيره. ولمَّادَخَل مِصْر؛ أكْرَمَهُ القاضي الفاضل، وعَرَفَ مِقْدارَه، وأنزله بالمدرسةالفاضليَّة بالقاهرة، وَجَعله شيخَها، وعظَّمه تعظيمًا كثيرًا. وَنَظَمَقصيدَتَيْهِ "اللاَّميَّة" و"الرَّائية" بها، وجَلَس للإقراء؛ فقَصَده الخلائق مِنَالأقطار. ثمَّ إنَّه لَمَّا فَتَح الملك النَّاصر صلاح الدين يوسف بيتَ المقدس؛توجَّه فَزَارَه سنة 589 هـ، ثُمَّ رَجَع، فأقام بالمدرسة الفاضليَّة يقرئ، حتَّىتُوُفِّيَ سنة 590 هـ.
قرأ عليه بالسَّبع: أبو موسى عيسى بن يوسف المقدسيُّ، وعبد الرَّحمن بن سعيدالشَّافعي، وأبو عبد الله محمَّد بن عمر القُرطبيُّ، وأبو الحسن السَّخاويُّ،وآخرون.
وله أولادرَوَوْا عَنْهُ، منهم: أبو عبد الله محمَّد.
كان إمامًا، علاَّمة، مُحَقِّقاً، واسعَ المحفوظ، كثيرالفنون، أُعجوبةًَ في الذَّكاء، بارعًا في القراءات وعِلَلِها، حافظًا للحديث، كثيرالعناية، أُستاذًا في العربيَّة، له الباع الأطول في فنِّ القراءات، والرَّسم،والنَّحو، والفِقْه، والحديث، وقصيدتاه في القراءات والرَّسم تدلُّ على تبحُّره. قال الذَّهبيُّ -رحمه الله-: "وقَدْ سارتِ الرُّكبان بقصيدتيه "حِرْز الأماني"،و"عقيلة أتراب القصائد" -اللَّتين في القراءات والرَّسم-، وحَفِظَهُما خَلْقٌ لايُحْصَوْن، وَخَضَعَ لهما فحولُ الشُّعراء، وكِبار البُلَغاء، وحُذَّاقُ القُرَّاء؛فلَقَدْ أبدَعَ، وأوْجَزَ، وسهَّل الصَّعْبَ".
وكان الشَّاطبيُّ -رحمه الله- يقولُ عَن قصيدته فيالقراءات: "لا يقرأُ أحدٌ قصيدتي هذه إلاَّ وينفعُه اللهُ -عزَّ وجلَّ- بها؛لأنَّني نظمتُها مخلصًا لله -تعالى-".
وله قصيدة داليَّة نحو خمسمئة بيت، مَنْ قَرَأَها؛ أحاطعلمًا بـ "التَّمهيد" لابن عبد البرِّ.
وكان إذا قُرِئَ عليه "الموطَّأ" و"الصَّحيحان"؛ يُصحِّح النُّسَخَ مِنْ حِفْظِه، حتَّى كان يُقال: إنه يحفظ وِقْرَبَعيرٍ مِنَ العُلوم.
وكان يجلس إليه مَنْ لا يعرفه؛ فلا يرتاب به أنَّه مُبْصِر؛ لذكائه، لا يظهرمنه ما يدلُّ على العَمَى.
وكانَ يتجنَّب فضول الكلام، ولا ينطق إلاَّ لضرورةٍ، ولا يجلس للإقراء إلاَّعلى طهارة، في هيئة حَسَنة، وتخشُّع واستكانةٍ.
وكان زاهدًا، عابدًا، قانتًا،مَهيبًا.
كانَ يعتلُّ العلَّة الشَّديدة؛ فلا يشتكي ولا يتأوَّه، وإذا سُئِلَ عَنْ حالِه؛ قال: "العافية"، لا يزيد على ذلك.
وكان -رحمه الله- يعذلُ أصحابَه في السِّرِّ على أشياءلا يعلمها إلاَّ اللهُ -عزَّ وجلَّ-.
رحمه الله -تعالى-، ونَفَعنابعلمه.
استُقيتُالتَّرجمة السَّابقة مِنَ المصادر التَّالية:
" الوافي بالوَفَيات " للصَّفَدِيِّ. " سير أعلام النُّبلاء " للذَّهَبِيِّ. " معرفة القُرَّاء الكِبار " للذَّهبيِّ. " غاية النِّهاية في طبقات القُرَّاء " لابن الجَزَرِيِّ.
منقول