ابو وليد البحيرى
01-06-2015, 04:43 AM
الطفولة.. تعريفات وخصائص
د. موسى نجيب موسى معوض
أولاً: تعريف الطفولة Childhood Definition:
الطفل في اللغة هو المولود حتى البلوغ، والطفولة هي مرحلة من الميلاد إلى البلوغ.
ويشير قاموس أكسفورد Oxford:
إلى الطفل على أنه الإنسان حديث الولادة سواء كان ذكراً أو أنثى، كما يشير إلى الطفولة على أنها الوقت الذي يكون فيه الفرد طفلاً ويعيش طفولة سعيدة.
كما يشير قاموس لونجمان Longman:
إلى الطفل على أنه الشخص صغير السن منذ وقت ولادته حتى بلوغه سن الرابعة عشر أو الخامسة عشر وهو الابن أو الابنة في أي مرحلة سنية، كما يعرف الطفولة على أنها المرحلة الزمنية التي تمر بالشخص عندما يكون طفلاً.
وينطوي مفهوم الطفل في علم النفس على معنيين معنى عام ويطلق على الأفراد من سن الولادة حتى النضج ال***ي، ومعنى خاص ويطلق على الأعمار فوق سن المهد وحتى المراهقة.
وتعرف الطفولة من وجهة نظر علماء الاجتماع على أنها:
هي تلك الفترة المبكرة من الحياة الإنسانية التي يعتمد فيها الفرد على والديه اعتماداً كلياً فيما يحفظ حياته؛ ففيها يتعلم ويتمرن للفترة التي تليها وهي ليست مهمة في حد ذاتها بل هي قنطرة يعبر عليها الطفل حتى النضج الفسيولوجي والعقلي والنفسي والاجتماعي والخلقي والروحي والتي تتشكل خلالها حياة الإنسان ككائن اجتماعي.
كما يعرف الطفل وفقاً للمادة الأولى من مشروع اتفاقية الأمم المتحدة على أنه:-
هو كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه، وأما الطفولة فتعرف على أنها مرحلة لا يتحمل فيها الإنسان مسئوليات الحياة متعمدا على الأبوين وذوي القربى في إشباع حاجته العضوية وعلى المدرسة في الرعاية للحياة وتمتد زمنياً من الميلاد وحتى قرب نهاية العقد الثاني من العمر وهي المرحلة الأولى لتكوين ونمو الشخصية وهي مرحلة للضبط والسيطرة والتوجيه التربوي.
والطفولة أيضاً هي الفترة التي يكون خلالها الوالدان هما الأساس في وجود الطفل وفي تكوينه عقلياً وجسمياً وصحياً.
وتعتبر مرحلة الطفولة في الإنسان من أطول مراحل الطفولة بين الكائنات الحية حيث إنها تمتد من لحظة الميلاد وحتى سن الثانية عشر، وسوف تستند هذه الدراسة إلى التقسيم التالي لمرحلة الطفولة للإنسان حيث إنه يحدد بدقه المجال البشري الذي سوف تطبق عليه الدراسة الحالية وهو الفئة العمرية من (6 سنوات إلى 12 سنة) وهو ما يسمى بمرحلة الطفولة المتأخرة وتنقسم مرحلة الطفولة وفقاً لهذا التفسير إلى فترتين متميزتين هما:-
مرحلة الطفولة المبكرة من (2-5سنوات) Early childhood:
وهي المرحلة التي تمتد من عامين إلى خمسة أعوام وفيها يكتسب الطفل المهارات الأساسية مثل المشي واللغة مما يحقق قدراً كبيراً من الاعتماد على النفس.
مرحلة الطفولة المتأخرة (6-12سنة) Late childhood:
وهي المرحلة التي تمتد من سن السادسة حتى سن الثانية عشر من العمر وتنتهي هذه المرحلة ببلوغ الطفل ودخوله مرحلة مختلفة كثيراً عن سابقتها وهي مرحلة المراهقة.
ثانياً: تعريف رعاية الطفولة Childhood Care Definition:
أما رعاية الطفولة فقد بدأت كعلم واهتمام مجتمعي في إنجلترا على هيئة إرسال زائرات صحيات إلى منازل الأمهات لتعليمهن قواعد الصحة العامة وكيفية العناية بالأطفال وبعد ذلك انتقل الاهتمام برعاية الطفل إلى فرنسا حيث اهتمت بافتتاح مراكز رعاية الطفل لإعطاء النصائح للأمهات وتشجيع الرضاعة الطبيعية وكذلك اهتمت بلجيكا بافتتاح مدارس الأمهات لتتلقى الأمهات دراسات مسائية تدور حول العناية بالطفل وبصحته وكذلك العناية بالأمهات واهتمامهن بصحتهن.
أما في مصر فيرجع الفضل في رعاية الطفولة إلى الدكتور عبد العزيز نظمي الذي أنشأ في سنة 1907م جمعية رعاية الطفل هدفها العناية بالسيدات الحوامل والوالدات والأطفال حديثي الوالدة وكان مقرها القاهرة ولكن أعمالها لم تكن قاصرة على القاهرة وحدها بل امتدت لتشمل باقي الأقاليم القريبة منها، وبعد أن قامت الجمعية بمجهداتها خلال عشرين عاماً ضمتها الحكومة إليها عام 1937، حيث ضمت إلى وزارة الصحة التي قامت بإنشاء مراكز رعاية الأمومة والطفولة بالعناية بالأمهات أثناء فترة الحمل والولادة والنفاس ورعاية الأطفال منذ ولادتهم حتى سن الحضانة كما تقوم هذه المراكز بتثقيف الأمهات صحياً وتزويدهم بالنصائح اللازمة لصحتهن وسلامة أطفالهن.
وعن مفهوم رعاية الطفولة فهو مفهوم متشعب ويشير إلى معالم كثيرة فهو يشير إلى رفاهية الأطفال التي هي هدف كل نشاط مبذول من أجل الطفولة وتعنى برامج الرعاية الاجتماعية التي تصاغ لصالح الطفولة كما تعرفها منظمة رعاية الطفولة بأمريكا على أنها أسلوب لتقديم الخدمات الاجتماعية للأطفال والشباب الذين يعجز آبائهم عن الوفاء بالتزامات التربية والإعالة أو الذين يعيشون في مجتمع يعجز عن إمدادهم بالموارد والحماية - وأيضاً تعرف منظمة رعاية الطفولة والمكتب الإداري لرعاية الطفولة بأمريكا رعاية الطفولة على أنها تلك الخدمات المتخصصة من أجل الرعاية الاجتماعية والتي تعنى أساساً بالطفل الذي يشبع حاجاته بالأسرة أو داخل أي منظمة اجتماعية أخرى وهذه الخدمة تصاغ بحيث تحقق الإشباع عن طريق تقويه وتعزيز مقدرة الوالدين على بذل الرعاية وتقديم ما يحتاجه الطفل من حب وإرشاد بما في ذلك من تقوية لعلاقات الأسرة بالمنظمات الاجتماعية وذلك عن طريق استكمال الرعاية بمعالجة نواحي الضعف والخلل أو القصور في تلك الرعاية أو التعويض عنها بتولي الرعاية المتوقعة للطفل من أسرته وتوفير وصياغة هذه الرعاية قدر الإمكان.
كما تعرف رعاية الطفولة أيضاً على أنها ميدان يهتم بتقديم كافة البرامج والخدمات للأطفال وأسرهم بغية الاهتمام بالطفولة وحمايتها من المشكلات المختلفة.
وبذلك يتضح لنا أن رعاية الطفولة لا تنصب على الطفل فقط بل تمتد لتشمل الأم في مختلف المراحل حيث الاهتمام بها يكون منذ حدوث الحمل ومتابعته وكذلك بعد الولادة وما يصاحبها من متاعب ومشكلات صحية مختلفة أيضاً تمتد هذه الرعاية لتشمل الطفل الوليد في مختلف مراحل طفولته منذ ولادته وحتى يشب كبيراً معتمداً على نفسه.
ثالثاً: خصائص مرحلة الطفولة Childhood Traits:
إن مرحلة الطفولة تعد من الاكتشافات الحديثة العهد حيث بدأت في القرن الماضي عندما اكتشف بعض الناس أن الطفولة تشكل أهمية خاصة بالنسبة للمتغيرات التي تطرأ على النواحي الصحية واللغوية كما اكتشفوا أن للعلاقات الوالدية دوراً كبيراً في التأثير على الطفل في هذه المرحلة، لذا يجب على الوالدين الوقوف على أهم خصائص وسمات هذه المرحلة حتى يستطيعوا أن يتعاملوا مع أطفالهم بأساليب سوية تحقق الهدف الأساسي من عملية التنشئة الاجتماعية.
وتتمثل خصائص مرحلة الطفولة في مرحلة ما قبل المدرسة من (2-5) سنوات فيما يلي:
(أ) الخصائص العقلية Intellectual Traits:
تتلخص الخصائص العقلية في مرحلة ما قبل المدرسة في الخصائص التالية:
1- الواقعية عند الطفل:
يقصد بها أن الطفل يعيش بواقعية خاصة من نوعها والتي تختلف بدورها عن واقعية الكبار وهذه الواقعية تتمركز حول الذات وتبعد عن الموضوعية عن النظر إلى العالم الخارجي وذلك لعدم قدرة الطفل على التمييز بين الموضوعي والذاتي ويميل الطفل في هذه المرحلة إلى مزج الأحلام بالواقع وإسقاط مشاعره وأحاسيسه في كل ما يراه حوله كما أنه يعتمد في تفكيره على الإلهام وليس المنطق ويدرك العالم من منظوره الخاص ولا يستطيع إدراك الزمن ويعتمد على حواسه.
2- حب الاستطلاع:
إن النمو العقلي للطفل في مرحلة الطفولة يتميز بحب الاستطلاع حيث تتسع مداركه فيكتسب الطفل خبرات ومعلومات عن العالم الخارجي ويكون ذلك عن طريق استعمال الحواس وربطها يبعضها مثل اللمس والنظر والسمع وكذلك عن طريق التفكير في حل مشكلاته اليومية فهو يمسك الأشياء بيديه ويفحصها وتساعده عملية المشي على الوصول إلى أشياء كانت بعيدة عن متناول يده وذلك يشبع رغبة الطفل في المعرفة واستطلاع الأشياء من حوله.
3- الإحيائية وخصوبة الخيال والميل إلى التفكيك والتركيب:
ويقصد بها إعطاء الأشياء والكائنات من حوله صفة الحياة وكأنها تحس وتشعر وتفرح وتحزن وتتألم مثلماً يحس ويشعر ويفرح ويتألم كما يعتقد أن الأشياء من حوله إرادة ورغبة، أما خصوبة الخيال فتعني أنه يتسم خيال الطفل في هذه المرحلة بالخصوبة وهي التي تجعله يتجاوز حدود الزمان والمكان الذي يخرجه من عالمه الصغير ويجعله ينسج عالم آخر ملئ بألوان السحر وإشباع الحاجات والرغبات التي يقف فيها الكبار من حوله أمام إشباعها.
أما بالنسبة إلى الميل للتفكيك والتركيب فيتم من خلال حب الطفل للاستطلاع ومعرفة الأشياء من حوله حيث تنمو لديه الرغبة في فك تلك الأشياء وإعادة تركيبها ثانية للتعرف عليها وإدراك سرها واكتشافها وهو بذلك يكتسب معلومات ومعارف أكثر من العالم الخارجي والطفل يحاول فك لعبته في أجزاء ويدرس كل جزء فيها على حدة ثم يحاول تركيبها مرة أخرى عن طريق المحاولة والخطأ ورغم أنه غالباً ما يفشل في إعادة تركيب الأشياء كما كانت عليه من قبل إلا أنه يجد لذة وشوقاً كبيراً في فهمها.
يتبع
د. موسى نجيب موسى معوض
أولاً: تعريف الطفولة Childhood Definition:
الطفل في اللغة هو المولود حتى البلوغ، والطفولة هي مرحلة من الميلاد إلى البلوغ.
ويشير قاموس أكسفورد Oxford:
إلى الطفل على أنه الإنسان حديث الولادة سواء كان ذكراً أو أنثى، كما يشير إلى الطفولة على أنها الوقت الذي يكون فيه الفرد طفلاً ويعيش طفولة سعيدة.
كما يشير قاموس لونجمان Longman:
إلى الطفل على أنه الشخص صغير السن منذ وقت ولادته حتى بلوغه سن الرابعة عشر أو الخامسة عشر وهو الابن أو الابنة في أي مرحلة سنية، كما يعرف الطفولة على أنها المرحلة الزمنية التي تمر بالشخص عندما يكون طفلاً.
وينطوي مفهوم الطفل في علم النفس على معنيين معنى عام ويطلق على الأفراد من سن الولادة حتى النضج ال***ي، ومعنى خاص ويطلق على الأعمار فوق سن المهد وحتى المراهقة.
وتعرف الطفولة من وجهة نظر علماء الاجتماع على أنها:
هي تلك الفترة المبكرة من الحياة الإنسانية التي يعتمد فيها الفرد على والديه اعتماداً كلياً فيما يحفظ حياته؛ ففيها يتعلم ويتمرن للفترة التي تليها وهي ليست مهمة في حد ذاتها بل هي قنطرة يعبر عليها الطفل حتى النضج الفسيولوجي والعقلي والنفسي والاجتماعي والخلقي والروحي والتي تتشكل خلالها حياة الإنسان ككائن اجتماعي.
كما يعرف الطفل وفقاً للمادة الأولى من مشروع اتفاقية الأمم المتحدة على أنه:-
هو كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه، وأما الطفولة فتعرف على أنها مرحلة لا يتحمل فيها الإنسان مسئوليات الحياة متعمدا على الأبوين وذوي القربى في إشباع حاجته العضوية وعلى المدرسة في الرعاية للحياة وتمتد زمنياً من الميلاد وحتى قرب نهاية العقد الثاني من العمر وهي المرحلة الأولى لتكوين ونمو الشخصية وهي مرحلة للضبط والسيطرة والتوجيه التربوي.
والطفولة أيضاً هي الفترة التي يكون خلالها الوالدان هما الأساس في وجود الطفل وفي تكوينه عقلياً وجسمياً وصحياً.
وتعتبر مرحلة الطفولة في الإنسان من أطول مراحل الطفولة بين الكائنات الحية حيث إنها تمتد من لحظة الميلاد وحتى سن الثانية عشر، وسوف تستند هذه الدراسة إلى التقسيم التالي لمرحلة الطفولة للإنسان حيث إنه يحدد بدقه المجال البشري الذي سوف تطبق عليه الدراسة الحالية وهو الفئة العمرية من (6 سنوات إلى 12 سنة) وهو ما يسمى بمرحلة الطفولة المتأخرة وتنقسم مرحلة الطفولة وفقاً لهذا التفسير إلى فترتين متميزتين هما:-
مرحلة الطفولة المبكرة من (2-5سنوات) Early childhood:
وهي المرحلة التي تمتد من عامين إلى خمسة أعوام وفيها يكتسب الطفل المهارات الأساسية مثل المشي واللغة مما يحقق قدراً كبيراً من الاعتماد على النفس.
مرحلة الطفولة المتأخرة (6-12سنة) Late childhood:
وهي المرحلة التي تمتد من سن السادسة حتى سن الثانية عشر من العمر وتنتهي هذه المرحلة ببلوغ الطفل ودخوله مرحلة مختلفة كثيراً عن سابقتها وهي مرحلة المراهقة.
ثانياً: تعريف رعاية الطفولة Childhood Care Definition:
أما رعاية الطفولة فقد بدأت كعلم واهتمام مجتمعي في إنجلترا على هيئة إرسال زائرات صحيات إلى منازل الأمهات لتعليمهن قواعد الصحة العامة وكيفية العناية بالأطفال وبعد ذلك انتقل الاهتمام برعاية الطفل إلى فرنسا حيث اهتمت بافتتاح مراكز رعاية الطفل لإعطاء النصائح للأمهات وتشجيع الرضاعة الطبيعية وكذلك اهتمت بلجيكا بافتتاح مدارس الأمهات لتتلقى الأمهات دراسات مسائية تدور حول العناية بالطفل وبصحته وكذلك العناية بالأمهات واهتمامهن بصحتهن.
أما في مصر فيرجع الفضل في رعاية الطفولة إلى الدكتور عبد العزيز نظمي الذي أنشأ في سنة 1907م جمعية رعاية الطفل هدفها العناية بالسيدات الحوامل والوالدات والأطفال حديثي الوالدة وكان مقرها القاهرة ولكن أعمالها لم تكن قاصرة على القاهرة وحدها بل امتدت لتشمل باقي الأقاليم القريبة منها، وبعد أن قامت الجمعية بمجهداتها خلال عشرين عاماً ضمتها الحكومة إليها عام 1937، حيث ضمت إلى وزارة الصحة التي قامت بإنشاء مراكز رعاية الأمومة والطفولة بالعناية بالأمهات أثناء فترة الحمل والولادة والنفاس ورعاية الأطفال منذ ولادتهم حتى سن الحضانة كما تقوم هذه المراكز بتثقيف الأمهات صحياً وتزويدهم بالنصائح اللازمة لصحتهن وسلامة أطفالهن.
وعن مفهوم رعاية الطفولة فهو مفهوم متشعب ويشير إلى معالم كثيرة فهو يشير إلى رفاهية الأطفال التي هي هدف كل نشاط مبذول من أجل الطفولة وتعنى برامج الرعاية الاجتماعية التي تصاغ لصالح الطفولة كما تعرفها منظمة رعاية الطفولة بأمريكا على أنها أسلوب لتقديم الخدمات الاجتماعية للأطفال والشباب الذين يعجز آبائهم عن الوفاء بالتزامات التربية والإعالة أو الذين يعيشون في مجتمع يعجز عن إمدادهم بالموارد والحماية - وأيضاً تعرف منظمة رعاية الطفولة والمكتب الإداري لرعاية الطفولة بأمريكا رعاية الطفولة على أنها تلك الخدمات المتخصصة من أجل الرعاية الاجتماعية والتي تعنى أساساً بالطفل الذي يشبع حاجاته بالأسرة أو داخل أي منظمة اجتماعية أخرى وهذه الخدمة تصاغ بحيث تحقق الإشباع عن طريق تقويه وتعزيز مقدرة الوالدين على بذل الرعاية وتقديم ما يحتاجه الطفل من حب وإرشاد بما في ذلك من تقوية لعلاقات الأسرة بالمنظمات الاجتماعية وذلك عن طريق استكمال الرعاية بمعالجة نواحي الضعف والخلل أو القصور في تلك الرعاية أو التعويض عنها بتولي الرعاية المتوقعة للطفل من أسرته وتوفير وصياغة هذه الرعاية قدر الإمكان.
كما تعرف رعاية الطفولة أيضاً على أنها ميدان يهتم بتقديم كافة البرامج والخدمات للأطفال وأسرهم بغية الاهتمام بالطفولة وحمايتها من المشكلات المختلفة.
وبذلك يتضح لنا أن رعاية الطفولة لا تنصب على الطفل فقط بل تمتد لتشمل الأم في مختلف المراحل حيث الاهتمام بها يكون منذ حدوث الحمل ومتابعته وكذلك بعد الولادة وما يصاحبها من متاعب ومشكلات صحية مختلفة أيضاً تمتد هذه الرعاية لتشمل الطفل الوليد في مختلف مراحل طفولته منذ ولادته وحتى يشب كبيراً معتمداً على نفسه.
ثالثاً: خصائص مرحلة الطفولة Childhood Traits:
إن مرحلة الطفولة تعد من الاكتشافات الحديثة العهد حيث بدأت في القرن الماضي عندما اكتشف بعض الناس أن الطفولة تشكل أهمية خاصة بالنسبة للمتغيرات التي تطرأ على النواحي الصحية واللغوية كما اكتشفوا أن للعلاقات الوالدية دوراً كبيراً في التأثير على الطفل في هذه المرحلة، لذا يجب على الوالدين الوقوف على أهم خصائص وسمات هذه المرحلة حتى يستطيعوا أن يتعاملوا مع أطفالهم بأساليب سوية تحقق الهدف الأساسي من عملية التنشئة الاجتماعية.
وتتمثل خصائص مرحلة الطفولة في مرحلة ما قبل المدرسة من (2-5) سنوات فيما يلي:
(أ) الخصائص العقلية Intellectual Traits:
تتلخص الخصائص العقلية في مرحلة ما قبل المدرسة في الخصائص التالية:
1- الواقعية عند الطفل:
يقصد بها أن الطفل يعيش بواقعية خاصة من نوعها والتي تختلف بدورها عن واقعية الكبار وهذه الواقعية تتمركز حول الذات وتبعد عن الموضوعية عن النظر إلى العالم الخارجي وذلك لعدم قدرة الطفل على التمييز بين الموضوعي والذاتي ويميل الطفل في هذه المرحلة إلى مزج الأحلام بالواقع وإسقاط مشاعره وأحاسيسه في كل ما يراه حوله كما أنه يعتمد في تفكيره على الإلهام وليس المنطق ويدرك العالم من منظوره الخاص ولا يستطيع إدراك الزمن ويعتمد على حواسه.
2- حب الاستطلاع:
إن النمو العقلي للطفل في مرحلة الطفولة يتميز بحب الاستطلاع حيث تتسع مداركه فيكتسب الطفل خبرات ومعلومات عن العالم الخارجي ويكون ذلك عن طريق استعمال الحواس وربطها يبعضها مثل اللمس والنظر والسمع وكذلك عن طريق التفكير في حل مشكلاته اليومية فهو يمسك الأشياء بيديه ويفحصها وتساعده عملية المشي على الوصول إلى أشياء كانت بعيدة عن متناول يده وذلك يشبع رغبة الطفل في المعرفة واستطلاع الأشياء من حوله.
3- الإحيائية وخصوبة الخيال والميل إلى التفكيك والتركيب:
ويقصد بها إعطاء الأشياء والكائنات من حوله صفة الحياة وكأنها تحس وتشعر وتفرح وتحزن وتتألم مثلماً يحس ويشعر ويفرح ويتألم كما يعتقد أن الأشياء من حوله إرادة ورغبة، أما خصوبة الخيال فتعني أنه يتسم خيال الطفل في هذه المرحلة بالخصوبة وهي التي تجعله يتجاوز حدود الزمان والمكان الذي يخرجه من عالمه الصغير ويجعله ينسج عالم آخر ملئ بألوان السحر وإشباع الحاجات والرغبات التي يقف فيها الكبار من حوله أمام إشباعها.
أما بالنسبة إلى الميل للتفكيك والتركيب فيتم من خلال حب الطفل للاستطلاع ومعرفة الأشياء من حوله حيث تنمو لديه الرغبة في فك تلك الأشياء وإعادة تركيبها ثانية للتعرف عليها وإدراك سرها واكتشافها وهو بذلك يكتسب معلومات ومعارف أكثر من العالم الخارجي والطفل يحاول فك لعبته في أجزاء ويدرس كل جزء فيها على حدة ثم يحاول تركيبها مرة أخرى عن طريق المحاولة والخطأ ورغم أنه غالباً ما يفشل في إعادة تركيب الأشياء كما كانت عليه من قبل إلا أنه يجد لذة وشوقاً كبيراً في فهمها.
يتبع