ابو وليد البحيرى
04-06-2015, 04:44 AM
على شَطِّ الدِّمَاءِ
بسام أبو شرخ
هنا الوطن المذبوح ضجّت منابرُهْ *** وثارت على سدّ الظّـلام منائـرُهْ
هنا الجرح يتلو للزّمـان قصيـدةً *** فيشدو بهـا أحـراره وحرائـرُهْ
هنا الموت مفتوحاً يظـلُّ سجِلُّـهُ *** ومن دمنا المسفوح تروى محابرُهْ
هنا الأمّ تلقى بالزّغاريـد نجلهـا *** شهيداً إلى الأحباب زُفَّتْ بشائـرُهْ
لترتفع الأعلام في يـوم عرسـه *** ويحتضن النعشَ المعطَّـرَ قابـرُهْ
هنا وطـنٌ غشَّـى القتـام قبابـهُ *** وبُحَّتْ بألـوان النّـداء حناجِـرُهْ
وقد أثقل الأقصى بأغـلال أسـرِهِ *** ورجس بني صهيون ظلَّ يحاصرُهْ
وأغفِلَ في تلـك العواصـم ذِكْـرُهُ *** وأقصيَ عن كلّ المحافل شاعـرُهْ
كأن لم يكن مسرى النبـيِّ بليلـةٍ *** تخلَّـدَ فيهـا فضلُـهُ ومـآثِـرُهْ
أهانت على أهل العقيـدة قدسهـم *** ومليارهم ماتت لديه ضمائـرُهْ؟!
إذا صَوَّرَ التلفاز إجـرامَ غاصـبٍ *** تُمَارِسُهُ في كـلّ شبـرٍ عساكـرُهْ
تراهم حيارى قد تبيَّـن عجزهـم *** إزاء عدوٍّ كـم توالـت مجـازرُهْ
تَرُوغ من التّلفاز طـوراً عيونهـم *** وطوراً تعبُّ اللّهو خمـراً تعاقـرُهْ
فهل وجد العـدوانُ فيهـم حَمِيَّـةً *** وهل خاف منهم ردَّ فعلٍ يحاذرُهْ؟!
فيا أمّـةً والمجـد كـان لواءهـا *** تسامى إلى درب السّحاب يفاخـرُهْ
وظلَّتْ قروناً فوقَ هام عصورهـا *** يسامرها نجـمُ العـلا وتسامـرُهْ
لماذا تولّت عن ذراها وأصبحـت *** تلوذُ بأطـرافِ الهـوان تُجَـاوِرُهْ
ويا وطن الإسراء مازلـت نازفـاً *** وشعبكَ لم يركن إلى الـذلِّ ثائـرُهْ
يصدُّ حشوداً ليس يحصى عديدها *** وتنمو على شطِّ الدِّمـاءِِ أزاهـرُهْ
وأيّامهُ ما بيـن عـرس شهـادةٍ *** وبين حصـارٍ مطبـقٍ لا يغـادرُهْ
وأبناؤهُ مـا بيـن شلـوٍ ممـزَّعٍ *** وبين سجيـنٍ والقيـودُ أسـاورُهْ
ولكنَّهم لم يكسـروا فيـه عزمـه *** ولا عشيـت أبصـارهُ وبصائـرُهْ
ولا غيّرت كـلُّ السُّـدود مسيـره *** ولا حاد عن درب الكرامة عابـرُهْ
كطودٍ أشمّ رغـمَ أنـف ظروفِـهِ *** يذود عن الأقصى الّذي عزَّ ناصرُهْ
فهل تولدُ الآمال من سجف الدُّجى *** فتزأر في غاب الزّمان قساورُهْ؟؟
وهل تعبرُ الجسم المخدَّر صحـوةٌ *** فتحيا بها بعد الهوان مشاعرُهْ؟؟
هنا الوطن المغدور لكـنّ شعبـهُ *** على الصّبر باقٍ لم ينل منه غادرُهْ
إلى أن يرى الأمجاد يبزغُ فجرها *** ويصدح في دوحِ الحقيقةِ طائـرُهْ
فيرتدع الباغي وقد خـاب سعيـه *** ويمسي وقد دارت عليهِ دوائـرُة
بسام أبو شرخ
هنا الوطن المذبوح ضجّت منابرُهْ *** وثارت على سدّ الظّـلام منائـرُهْ
هنا الجرح يتلو للزّمـان قصيـدةً *** فيشدو بهـا أحـراره وحرائـرُهْ
هنا الموت مفتوحاً يظـلُّ سجِلُّـهُ *** ومن دمنا المسفوح تروى محابرُهْ
هنا الأمّ تلقى بالزّغاريـد نجلهـا *** شهيداً إلى الأحباب زُفَّتْ بشائـرُهْ
لترتفع الأعلام في يـوم عرسـه *** ويحتضن النعشَ المعطَّـرَ قابـرُهْ
هنا وطـنٌ غشَّـى القتـام قبابـهُ *** وبُحَّتْ بألـوان النّـداء حناجِـرُهْ
وقد أثقل الأقصى بأغـلال أسـرِهِ *** ورجس بني صهيون ظلَّ يحاصرُهْ
وأغفِلَ في تلـك العواصـم ذِكْـرُهُ *** وأقصيَ عن كلّ المحافل شاعـرُهْ
كأن لم يكن مسرى النبـيِّ بليلـةٍ *** تخلَّـدَ فيهـا فضلُـهُ ومـآثِـرُهْ
أهانت على أهل العقيـدة قدسهـم *** ومليارهم ماتت لديه ضمائـرُهْ؟!
إذا صَوَّرَ التلفاز إجـرامَ غاصـبٍ *** تُمَارِسُهُ في كـلّ شبـرٍ عساكـرُهْ
تراهم حيارى قد تبيَّـن عجزهـم *** إزاء عدوٍّ كـم توالـت مجـازرُهْ
تَرُوغ من التّلفاز طـوراً عيونهـم *** وطوراً تعبُّ اللّهو خمـراً تعاقـرُهْ
فهل وجد العـدوانُ فيهـم حَمِيَّـةً *** وهل خاف منهم ردَّ فعلٍ يحاذرُهْ؟!
فيا أمّـةً والمجـد كـان لواءهـا *** تسامى إلى درب السّحاب يفاخـرُهْ
وظلَّتْ قروناً فوقَ هام عصورهـا *** يسامرها نجـمُ العـلا وتسامـرُهْ
لماذا تولّت عن ذراها وأصبحـت *** تلوذُ بأطـرافِ الهـوان تُجَـاوِرُهْ
ويا وطن الإسراء مازلـت نازفـاً *** وشعبكَ لم يركن إلى الـذلِّ ثائـرُهْ
يصدُّ حشوداً ليس يحصى عديدها *** وتنمو على شطِّ الدِّمـاءِِ أزاهـرُهْ
وأيّامهُ ما بيـن عـرس شهـادةٍ *** وبين حصـارٍ مطبـقٍ لا يغـادرُهْ
وأبناؤهُ مـا بيـن شلـوٍ ممـزَّعٍ *** وبين سجيـنٍ والقيـودُ أسـاورُهْ
ولكنَّهم لم يكسـروا فيـه عزمـه *** ولا عشيـت أبصـارهُ وبصائـرُهْ
ولا غيّرت كـلُّ السُّـدود مسيـره *** ولا حاد عن درب الكرامة عابـرُهْ
كطودٍ أشمّ رغـمَ أنـف ظروفِـهِ *** يذود عن الأقصى الّذي عزَّ ناصرُهْ
فهل تولدُ الآمال من سجف الدُّجى *** فتزأر في غاب الزّمان قساورُهْ؟؟
وهل تعبرُ الجسم المخدَّر صحـوةٌ *** فتحيا بها بعد الهوان مشاعرُهْ؟؟
هنا الوطن المغدور لكـنّ شعبـهُ *** على الصّبر باقٍ لم ينل منه غادرُهْ
إلى أن يرى الأمجاد يبزغُ فجرها *** ويصدح في دوحِ الحقيقةِ طائـرُهْ
فيرتدع الباغي وقد خـاب سعيـه *** ويمسي وقد دارت عليهِ دوائـرُة