ابو وليد البحيرى
08-06-2015, 04:16 AM
من العلماء الذين برزوا في عصر المماليك
الإمام ابن قيِّمِ الجوزية - رحمه الله
(691 - 751هـ)[1]
د. جمال بن فرحان الريمي
هو الإمام محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حرَيْزٍ الزُّرَعي، ثم الدمشقي الفقيه الأصولي، المفسر النحوي، العارف، شمس الدين أبو عبدالله بن قيِّم الجوزية، ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة.
تفقه في المذهب الحنبلي، وبرع وأفتى، ولازم الشيخ تقي الدين وأخذ عنه، وتفنن في علوم الإِسلام، وكان عارفًا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيهما المنتهى، والحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، وبالفقه وأصوله وبالعربية، وله فيها اليد الطولى، وتعلم الكلام والنحو وغير ذلك، وكان عالمًا بعلم السلوك، وكلام أهل التصوف، وإشاراتهم، ودقائقهم، له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى.
قال الحافظ بن رجب رحمه الله: وكان رحمه الله ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشغف بالمحبة، والإِنابة والاستغفار، والافتقار إلى الله، والانكسار له، والاطِّراح بين يديه على عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علمًا، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس هو المعصوم، ولكن لم أرَ في معناه مثله.
وقد امتُحِن وأوذي مرات، وحُبِس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة، منفردًا عنه، ولم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ تقي الدين ابن تيمية.
وكان في مدة حبسه مشتغلاً بتلاوة القرآن بالتدبر والتفكر، ففتح عليه من ذلك خير كثير، وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف، والدخول في غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بذلك، وحج مرات كثيرة، وجاور بـ"مكة"، وكان أهل "مكة" يذكرون عنه من شدةِ العبادة، وكثرة الطواف أمرًا يتعجب منه.
قال الحافظ ابن رجب: ولازمت مجالسه قبل موته أزيَدُ من سنة، وسمعت عليه " قصيدته النونية الطويلة " في السنة، وأشياء من تصانيفه، وغيرها.
وأخذ عنه العلم خلقٌ كثير، وانتفعوا به، وكان الفضلاء يعظمونه، ويتتلمذون له، كابن عبد الهادي وغيره.
وقال القاضي برهان الدين الزُّرْعي عنه: ما تحت أديم السماء أوسع علمًا منه.
صنف تصانيف كثيرة جدًا في أنواع العلم، وكان شديد المحبة للعلم وكتابته ومطالعته وتصنيفه واقتناء الكتب، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره.
فمن تصانيفه:
1- تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته، والكلام على ما فيه من الأحاديث المعلولة.
2- سفر الهجرتين وباب السعادتين.
3- مراحل السائرين بين منازل ﴿ إياكَ نَعْبُدُ وإياكَ نَسْتَعِين ﴾، وهو شرح "منازل السائرين" لشيخ الإِسلام الأنصاري.
4- شرح أسماء الكتاب العزيز.
5- زاد المسافرين إلى منازل السعداء في هدي خاتم الأنبياء.
6- زاد المعاد في هدي خير العباد.
7- جلاء الأفهام في ذكر الصلاة والسلام على خير الأنام وبيان أحاديثها وعللها.
8- بيان الدليل على استغناء المسابقة عن التحليل.
9- إِعلام الموَقِّعين عن رب العالمين.
10- بدائع الفوائد.
11- الشافية الكافية في الانتصار للفرقة الناجية.
12- القصيدة النونية في السنة.
13- الصواعق المنزلة على الجهمية والمعطلة.
14- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
15- صفة الجنة.
16- نزهة المشتاقين وروضة المحبين.
17- الداء والدواء.
18- تحفة الودود في أحكام المولود.
19- مفتاح دار السعادة.
20- اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الفرقة الجهمية.
21- مصائد الشيطان.
22- الطرق الحكمية.
23- رفع اليدين في الصلاة.
24- عدة الصابرين.
25- الكبائر.
26- حكم تارك الصلاة.
27- نور المؤمن وحياته.
28- حكم إِغمَام هلال رمضان.
29- الكلم الطيب والعمل الصالح.
30- الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم.
توفى رحمه الله وقت عشاء الآخرة ليلة الخميس في الثالث والعشرين من رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، وصلَّى عليه من الغد بالجامع عَقِيبَ الظهر، ودفن بمقبرة الباب الصغير، وشيَّعه خلقٌ كثير، ورؤيت له منامات كثيرة حسنة... رحمه الله.
[1] انظر في ترجمته: ذيل طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب، مكتبة العبيكان، ط/1، 1425هـ - 2005م، ج/5 ص 170 - 175.
الإمام ابن قيِّمِ الجوزية - رحمه الله
(691 - 751هـ)[1]
د. جمال بن فرحان الريمي
هو الإمام محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حرَيْزٍ الزُّرَعي، ثم الدمشقي الفقيه الأصولي، المفسر النحوي، العارف، شمس الدين أبو عبدالله بن قيِّم الجوزية، ولد سنة إحدى وتسعين وستمائة.
تفقه في المذهب الحنبلي، وبرع وأفتى، ولازم الشيخ تقي الدين وأخذ عنه، وتفنن في علوم الإِسلام، وكان عارفًا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيهما المنتهى، والحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، وبالفقه وأصوله وبالعربية، وله فيها اليد الطولى، وتعلم الكلام والنحو وغير ذلك، وكان عالمًا بعلم السلوك، وكلام أهل التصوف، وإشاراتهم، ودقائقهم، له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى.
قال الحافظ بن رجب رحمه الله: وكان رحمه الله ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشغف بالمحبة، والإِنابة والاستغفار، والافتقار إلى الله، والانكسار له، والاطِّراح بين يديه على عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علمًا، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس هو المعصوم، ولكن لم أرَ في معناه مثله.
وقد امتُحِن وأوذي مرات، وحُبِس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة، منفردًا عنه، ولم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ تقي الدين ابن تيمية.
وكان في مدة حبسه مشتغلاً بتلاوة القرآن بالتدبر والتفكر، ففتح عليه من ذلك خير كثير، وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف، والدخول في غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بذلك، وحج مرات كثيرة، وجاور بـ"مكة"، وكان أهل "مكة" يذكرون عنه من شدةِ العبادة، وكثرة الطواف أمرًا يتعجب منه.
قال الحافظ ابن رجب: ولازمت مجالسه قبل موته أزيَدُ من سنة، وسمعت عليه " قصيدته النونية الطويلة " في السنة، وأشياء من تصانيفه، وغيرها.
وأخذ عنه العلم خلقٌ كثير، وانتفعوا به، وكان الفضلاء يعظمونه، ويتتلمذون له، كابن عبد الهادي وغيره.
وقال القاضي برهان الدين الزُّرْعي عنه: ما تحت أديم السماء أوسع علمًا منه.
صنف تصانيف كثيرة جدًا في أنواع العلم، وكان شديد المحبة للعلم وكتابته ومطالعته وتصنيفه واقتناء الكتب، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره.
فمن تصانيفه:
1- تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته، والكلام على ما فيه من الأحاديث المعلولة.
2- سفر الهجرتين وباب السعادتين.
3- مراحل السائرين بين منازل ﴿ إياكَ نَعْبُدُ وإياكَ نَسْتَعِين ﴾، وهو شرح "منازل السائرين" لشيخ الإِسلام الأنصاري.
4- شرح أسماء الكتاب العزيز.
5- زاد المسافرين إلى منازل السعداء في هدي خاتم الأنبياء.
6- زاد المعاد في هدي خير العباد.
7- جلاء الأفهام في ذكر الصلاة والسلام على خير الأنام وبيان أحاديثها وعللها.
8- بيان الدليل على استغناء المسابقة عن التحليل.
9- إِعلام الموَقِّعين عن رب العالمين.
10- بدائع الفوائد.
11- الشافية الكافية في الانتصار للفرقة الناجية.
12- القصيدة النونية في السنة.
13- الصواعق المنزلة على الجهمية والمعطلة.
14- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
15- صفة الجنة.
16- نزهة المشتاقين وروضة المحبين.
17- الداء والدواء.
18- تحفة الودود في أحكام المولود.
19- مفتاح دار السعادة.
20- اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو الفرقة الجهمية.
21- مصائد الشيطان.
22- الطرق الحكمية.
23- رفع اليدين في الصلاة.
24- عدة الصابرين.
25- الكبائر.
26- حكم تارك الصلاة.
27- نور المؤمن وحياته.
28- حكم إِغمَام هلال رمضان.
29- الكلم الطيب والعمل الصالح.
30- الصراط المستقيم في أحكام أهل الجحيم.
توفى رحمه الله وقت عشاء الآخرة ليلة الخميس في الثالث والعشرين من رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، وصلَّى عليه من الغد بالجامع عَقِيبَ الظهر، ودفن بمقبرة الباب الصغير، وشيَّعه خلقٌ كثير، ورؤيت له منامات كثيرة حسنة... رحمه الله.
[1] انظر في ترجمته: ذيل طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب، مكتبة العبيكان، ط/1، 1425هـ - 2005م، ج/5 ص 170 - 175.