مشاهدة النسخة كاملة : جدل ومخالف لقوانين القسم


Mr. Ali 1
14-07-2015, 02:21 AM
(38) أَبُـــــو حَـــنِـــــيْـــــــفَـــــــــــةَ




عِـبَــادَتُـــهُ:


- فَقَد صَلَّى العِشَاءَ والفَجْرِ بِوُضُوْءِ أَربَعِيْنَ سَنَةً!!! فَكَانَ لاَ يَنَامُ اللَّيلَ، وإِنَّمَا يُحْيِيهِ صَلاَةً، وتَضَرُّعاً، ودُعَاءً، وخَتَمَ القُرْآنَ سَبْعَةَ آلاَفِ مَرَّةٍ.

- وقَرَأَ القُرْآنَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ!!







بداية
جزاك الله خيراً وبارك فيك علي هذا الموضوع داعياً المولي عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالي .
ولكن استوقفني ما اقتبسته لما به من مبالغة شديدة تصل لحد الخرافة التي لا أصل لها , ولا يستطيع بشر أن يأتي بها . ومع الأسف يوجد مثل هذه الخرافات في الكثير من الكتب . ولذلك أردت أن أعلق عليها بمشاركة ( منقولة ) وأنا متفق مع ما نقلته منها تماماً . وهو أمر هام جداً وكنت أتمني أن أضعه كموضوع منفصل في المنتدي , ولكن مشاركتي هذه تغني عن ذلك , أو تستطيع أنت أو أي عضو أن يضع موضوع خاص عن هذا الأمر ( إن أردتم ذلك ) .



ظاهرة المبالغات في مرويات العبادة والورع




1- سمع الإمام أبو حنيفة عن شاة سرقت فلم يأكل لحم شاة مدة تعيش الشياه عادة، مخافة أن يأكل من المسروقة.



2- كان السلف يعزون أنفسهم سبعة أيام إذا فاتت أحدهم صلاة الجماعة، وقيل: ركعة، ويعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى مع الإمام.





3- كان الشافعي رحمه الله يقرأ في كل شهر ثلاثين ختمة، وفي كل شهر رمضان ستين ختمة.



4- وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يسبح في اليوم الواحد 100 ألف مرة.



5- سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور فلما بلغ إلى قوله تعالى ((إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع)) ... قال عمر: قسم ورب الكعبة حق، ثم رجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه

.
6- وبكى سعيد بن المسيب حتى عميت عينه وبقي على عين واحدة. وقال: لا خير في عين لا تعمى من كثرة البكاء.


7- بينما أسد بن مهلب على شط الفرات فسمع قارئا يتلو: (( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون )) فتمايل ، فلما قال التالي: (( لا يفتر عنهم وهم فيها مُبلسون )) سقط في الماء فمات.



8- مكث الإمام مالك 50 سنة وهو يصلي الفجر بوضوء العشاء وأبو حنيفة 40 سنة.


9ـ وسمع عبد الله بن الفضيل قوله تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذّبَ بآياتِ رَبّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27]. فبكى حتى غشي عليه، ثم حمل ميتا.

كانت هذه نماذج من القصص التي نسمعها في سياق الوعظ والحث على الورع والعبادة والتأثر بالقرآن. ونحن نحسب أن من يروي مثل هذه القصص يريد خيراً، يريد أن يضرب للمسلمين نموذجاً يحتذى ليحس المسلم بالفارق الكبير بينه وبين أسلافه فيشمرُ عن الساعد ويستجمع القوى ويلحقُ بالركب ... لكن ... هل بالفعل هذه القصص لها أثر إيجابي؟ وهل ذكرها يخلو من المضار؟


من هنا أحببت أن أتكلم عن: ظاهرة المبالغات في مرويات التاريخ الإسلامي.

أولاً: من حيث الثبوت، هل ثبتت هذه القصص؟


لو ثبتت لبحثنا لها عن تأويلات ... لكن الحق أن أكثرها لا يثبت. فإنك إما أن تراها مبدوءة بـ ( قيل ) ... هكذا بلا إسناد ! أو يُذكر رجل واحد في سند القصة، مثل قولهم :
وقال عبد الله بن عيسى : كان في وجه عمر بن الخطاب خطان أسودان من البكاء.


ويكون هذا الأثر مذكوراً في كتاب بينه وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمم وأقوام وقرون طويلة، ولابد ليكون له سند متصل من خمسة عشر أو عشرين راويا، فماذا يُغني قولنا: عن عبد الله بن عيسى؟



والأدهى والأمر عندما يكون الرجل المذكور مطعوناً فيه متهماً بالوضع، كأن تسمع من يقول: عن الواقدي: (كان الإمام ابن أبي ذئب يصلي الليل أجمع)، يعني الليل كله. والواقدي تسبب في تلطيخ كثير من كتب أهل السنة بالأباطيل لا على الأئمة فحسب، بل وعلى كبار الصحابة. فكيف نرفض روايات الواقدي عما شجر بين بعض الصحابة ونقبل مروياته هنا؟!

أو يكون للأثر إسناد معلوم لكنه ضعيف. فمثلاً أثر أن عمر رضي الله عنه مرض شهراً بعد سماع آية أخرجه ابن أبي الدنيا وابن كثير بإسناد ضعيف.



أو يكون الأثر في كتب معروفة بأنها مليئة بالأحاديث الموضوعة والتي لا أصل لها كإحياء علوم الدين، مثل أثر تعزية السلف من فاتته تكبيرة الإحرام أياماً . وهذا الكتاب مع أنه كان ذا نفع عظيم في زمانه، وكان له دور مرحلي أداه، ونُقر لصاحبه الإمام الغزالي بالفضل، إلا أنه لا مبرر في أيامنا هذه وقد تبين صحيح الآثار من سقيمها، لا مبرر للرواية عن إحياء علوم الدين دون تحقق.


قد يقول قائل: لا يلزم في رواية الآثار عن السلف أن نلتزم بشروط التحقيق التي نلتزم بها عند رواية الأحاديث النبوية. صحيح. لكن عندما تكون هذه الآثار مستغربة مخالفة للهدي النبوي فإن رفضها ينبغي أن يكون هو الأصل، والتساهل الشديد في قبولها وروايتها يكون مضراً كما سنرى.

هذا من حيث الإسناد، أما من الناحية العقلية، بالحساب بالورقة والقلم، فإن كثيراً من هذه الروايات مستحيل الوقوع. فمثلاً، رواية أن عليا رضي الله عنه كان يصلي ألف ركعة في اليوم والليلة، رد عليها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (4|32) فكان مما قال:

(فالذي ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه كان يصلي في اليوم والليلة نحو أربعين ركعة وعلي رضى الله عنه أعلم بسنته وأتبع لهديه من أن يخالفه هذه المخالفة لو كان ذلك ممكناً، فكيف وصلاة ألف ركعة في اليوم والليلة مع القيام بسائر الواجبات غير ممكن؟! فإنه لا بد له من أكل ونوم وقضاء حقِّ أهلٍ وقضاء حقوق الرعية وغير ذلك من الأمور التي تستوعب من الزمان إما النصف أو أقل أو أكثر. والساعة الواحدة لا تتسع لثمانين ركعة وما يقارب ذلك إلا أن يكون نقراً كنقر الغراب، وعليٌّ أجلُّ من أن يصلي صلاة المنافقين كما ثبت في الصحيحين عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: تلك صلاة المنافق، يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلاً).
إذن فكثير من هذه الروايات مرفوض سنداً وعقلاً. ولو كان لها سند معلوم لقلنا هذه كرامة من الله عز وجل، أن يبارك في وقت الصحابي حتى يتسع لكذا وكذا من الأعمال، لكن لا سند لها يُقبل، مع ما فيها من مخالفة للهدي النبوي يبعد أن يقع فيها سلفنا الصالح.




والغريب أن بعض دعاة أهل السنة يتصرف عند هذه الروايات كالصوفية، فيروي قريباً مما يرويه الصوفية من قصص كرامات لا تصح، مع إمكان وقوع الكرامات، لكنهم يبالغون فيها بشكل مرفوض.

ثانيا: مضار هذه الروايات:


إن ما دفعني للحديث عن هذا الموضوع هو الأضرار المترتبة علة تناقل مثل هذه الروايات، وهي كثيرة :-



1) ضعف مصداقية الدعاة المتكلمين بها أمام جمهورهم، وهذا أمر خطير. فالدعاة هم حملة القرآن والسنة إلى الناس، فينبغي أن يحرصوا على عدم فقدان المصداقية، وإلا كانوا سبباً في افتتان الناس عن الدين الذين يحملونه إليهم.



2) تشكيك الناس في عموم الروايات التي فيها همة غير مألوفة لهم في العبادات، مع أن بعض هذه الروايات ثابت عن النبي صل الله عليه وسلم نفسه. ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم أن رسول الله قرأ في في ركعة واحدة من قيام ليلة سور البقرة والنساء وآل عمران، ثم ركع فجعل يقول فكان ركوعه نحواً من قيامه، يعني في المدة، ثم قال ((سمع الله لمن حمده))، ثم قام طويلاً قريبا مما ركع، ثم سجد فكان سجوده قريباً من قيامه. هذا الحديث نعتقد بصحته مع أن فيه همة عالية جدا من رسول الله صل الله عليه وسلم الذي كان وقتها قريباً من الستين، ونحن معاشر الشباب تتقاصر هممنا عن عبادة عظيمة كهذه. لكن للأسف، لو ذكرنا هذا الحديث أمام من تعود على سماع الروايات غير الثابتة كالتي ذكرنا فإنه قد ينشغل ذهنه في التشكك والتساؤل عن صحة الحديث وإمكانية وقوعه بدلاً من أن تتحفز همته، لأن ما سمعه قبل هذا الحديث كان مثيراً للشك فعلاً. فيفقد الحديث وقعه القوي على النفوس حينئذ.



3) الضرر الثالث: الشعور باستحالة اللحاق بركب سلفنا الصالح، وبالتالي يستسلم السامع لهذه الروايات ويحس باستحالة السير على هديهم.



لاحظ أن الضررين السابقين يحصلان مع من يتشكك في صحة الروايات. أما هذا الضرر الثالث المذكور فقد يصيب من يصدقها. والروايات بذلك على الحالين لها سلبياتها.



4) التنفير من الدين. فعندما نسمع أن فلانا بكى من خشية الله حتى ذهب بصره ونصحوه بالتداوي فرفض.
ما هذا التنفير! أيحب الله تعالى لنا أن نعمى ونصاب بالإعاقات لنبرهن على صدق إيماننا؟!



5) هذه الروايات تجعلنا أضحوكة للمستهزئين بالدين وللطوائف الضالة. فمثلاً، رأيت في موقع للروافض تعليقا على قصة تورع أبي حنيفة عن أكل لحم الشياه سنة كاملة لعلمه أن شاة سرقت. يقول أحدهم على سبيل السخرية: (لا أدري لأي خرافة أضحك؟ لكذا أم لكذا ... إلى ان قال: أم لورع الرجل الموصولِ بفقهه الناجع في قصة الشاة المسروقة الذي لا يصافقه عليه فيه أي فقيه متورع، وقد أباح الاسلام أكل لحم الشياه في جميع الأحيان، وفي كلها أفراد منها مسروقة في الحواضر الإسلامية وأوساطها، لكن هذا الفقيه لا يعرف) انتهى كلامه. وللأسف، كلامه الأخير صحيح، لقد أباح الإسلام أكل الشياه في كل وقت مع ان سرقة المواشي ممكنة في كل زمان. لكن السفيه بدلاً من أن ينفي القصة اتخذها ذريعة للسخرية من الإمام أبي حنيفة. والسبب هم المسلمون الذين يتناقلون هذه الروايات أصلاً فيجعلون أنفسهم أضحوكة للمستهزئين.



6) هذه الروايات ذريعة للتنطع والتشديد في الدين، لأنها تشير بشكل غير مباشر إلى أن بعض الصالحين تورعوا عن أشياء لم يتورع عنها رسول الله صل الله عليه وسلم. وقد قال النبي صل الله عليه وسلم في الحديث الذي روه مسلم: (( هلك المتنطعون. هلك المتنطعون. هلك المتنطعون.)) والمتنطعون هم الذين يشددون على أنفسهم بغير برهان من الله ورسوله.



سمعت عالماً يجيب عن سؤال سائلة تقول أنه جاءت إلى حيهم امرأة تجمعهم على دروس الدين، لكن هذه المرأة ترفض أن تخلع نقابها أمام النساء وتقول: أخاف أن تصفني إحداكن لزوجها. وهذا يا إخوة ليس ورعا محموداً، بل هو تنطع مذموم. وتصور فرحة المنافقين بمثل هذه القصة وكيف سيتخذونها ذريعة لمهاجمة النقاب والحجاب والحشمة والحياء.


7) أخشى أن هذه الروايات قد تكون من دواعي مرض الوسواس القهري، وهو مرض من أشكاله المبالغة الشديدة في الطهور أو تشكك طويل في صحة النية للوضوء أو الصلاة، أو اتهام مرضي للنفس ... فمدار هذا المرض على المبالغة، والبعض إذا درس عند شيخ يبالغ في أحكام الطهارة والصلاة فإنه يبدأ عنده الوسواس. وأخشى أن سماع الروايات التي فيها مبالغة في وصف التورع قد يكون باباً إلى الوسواس.



8) هذه الروايات، من حيث ظن الناقل لها أنها ترفع قدر أئمتنا من سلفنا الصالح، فإنها على العكس لو ثبتت فيها مآخذ على سلفنا.



فأبو بكر حسب هذه الروايات يدع أكثر الحلال فيقول: (كنا ندع سبعين باباً من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام)، فيكون بذلك قد تورع عما لم يتورع عنه رسول الله بحسب هذه الروايات.


وأبو حنيفة حسبها متنطع يتورع عما لم يتورع عنه النبي صل الله عليه وسلم من أكل لحوم الشياه.


ومالكٌ حسبها خالف السنة فلم ينم في الليل خمسين سنة، مع أن صاحب السنة هو القائل: (( أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني )) (البخاري).


والشافعي حسبها بقراءته القرآن مرتين في اليوم يخالف نهي النبي صل الله عليه وسلم القائل: (( ولا تقرأوه في أقل من ثلاث )) (أخرجه سعيد بن منصور بإسناد صحيح)، والقائل: (( لا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث )) (أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني وصحح إسناده أحمد شاكر).


وعمر بن عبد العزيز حسبها لم يغتسل من جنابة قط منذ تولى الخلافة فقصر في حق امرأته وخالف قول النبي صل الله عليه وسلم: (( وإن لزوجك عليك حقاً )).





خالص تحياتي

Mr. Hatem Ahmed
15-07-2015, 04:19 AM
بداية
جزاك الله خيراً وبارك فيك علي هذا الموضوع داعياً المولي عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالي .
ولكن استوقفني ما اقتبسته لما به من مبالغة شديدة تصل لحد الخرافة التي لا أصل لها , ولا يستطيع بشر أن يأتي بها . ومع الأسف يوجد مثل هذه الخرافات في الكثير من الكتب . ولذلك أردت أن أعلق عليها بمشاركة ( منقولة ) وأنا متفق مع ما نقلته منها تماماً . وهو أمر هام جداً وكنت أتمني أن أضعه كموضوع منفصل في المنتدي , ولكن مشاركتي هذه تغني عن ذلك , أو تستطيع أنت أو أي عضو أن يضع موضوع خاص عن هذا الأمر ( إن أردتم ذلك ) .





قبل أن أرد عليك في موضوعك المنقول هذا، أحب أن أنوه: أن جميع التراجم التي أكتبها هنا في هذا الركن المبارك "مسك الكلام" وردت من أخبار صحيحة أو حسنة أو ما قاربهما، فأنا أُعرض تماماً عن الأخبار الواهية والتي لم تصح. وإلاّ فهل ترى أن تراجم هؤلاء الأئمة الذين ترجمتُ لهم تقع في مثل هذه الصفحات المعدودة؟! فالجواب يقينًا: لا!
وبسم الله نبدأ



(38) أَبُـــــو حَـــنِـــــيْـــــــفَـــــــــــةَ



عِـبَــادَتُـــهُ:

- فَقَد صَلَّى العِشَاءَ والفَجْرِ بِوُضُوْءِ أَربَعِيْنَ سَنَةً!!! فَكَانَ لاَ يَنَامُ اللَّيلَ، وإِنَّمَا يُحْيِيهِ صَلاَةً، وتَضَرُّعاً، ودُعَاءً، وخَتَمَ القُرْآنَ سَبْعَةَ آلاَفِ مَرَّةٍ.

- وقَرَأَ القُرْآنَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ!!





ليست مبالغة شديدة ولا خرافة، بل ثبت هذا بالأسانيد المتصلة إلى الإمام رحمه الله، فلها أصل، وهاك الأصل: قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (ج15/ ص473): أخبرنا علي بن المحسن المعدل، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب الكاغدي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي البخاري، قال: حدثنا أحمد بن الحسين البلخي، قال: حدثنا حماد بن قريش، قال: سمعت أسد بن عمرو، يقول: صلى أبو حنيفة فيما حُفظ عليه صلاة الفجر بوضوء صلاة العشاء أربعين سنة، فكان عامة الليل يقرأ جميع القرآن في ركعة واحدة، وكان يسمع بكاؤه بالليل حتى يرحمه جيرانه، وحُفظ عليه أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعة آلاف مرة.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، قال: حدثنا مقاتل بن صالح أبو علي المطرز، قال: سمعت يحيى بن أيوب الزاهد، يقول: كان أبو حنيفة لا ينام الليل.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرني الحسين بن محمد أخو الخلال، قال: حدثنا إسحاق بن محمد ابن حمدان المهلبي ببخارى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، قال: حدثنا قيس بن أبي قيس، قال: حدثنا محمد بن حرب المروزي، قال: حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، عن أبيه، قال: لما مات أبي سألنا الحسن ابن عمارة أن يتولى غسله ففعل، فلما غسله، قال: رحمك الله وغفر لك، لم تفطر منذ ثلاثين سنة، ولم تتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة، وقد أتعبت من بعدك، وفضحت القراء.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرنا الخلال، قال: أخبرنا الحريري، أن النخعي، حدثهم قال: حدثنا محمد بن الحسن بن مكرم، قال: حدثنا بشر بن الوليد، عن أبي يوسف، قال: بينا أنا أمشي مع أبي حنيفة، إذ سمع رجلا يقول لرجل: هذا أبو حنيفة، لا ينام الليل، فقال أبو حنيفة: والله لا يتحدث عني بما لا أفعل، فكان يحيى الليل صلاة، ودعاء، وتضرعاً.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرنا التنوخي والجوهري، قالا: حدثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي، قال: حدثنا هيثم بن خلف الدوري، قال: حدثني محمد بن يزيد بن سليم مولى بني هاشم، قال: حدثني يحيى بن فضيل، قال: كنت مع جماعة، فأقبل أبو حنيفة، فقال بعض القوم: ما ترونه ما ينام هذا الليل، قال: وسمع أبو حنيفة ذلك، فقال: أراني عند الناس خلاف ما أنا عند الله، لا توسدت فراشا حتى ألقى الله، قال يحيى: كان أبو حنيفة يقوم الليل كله حتى مات.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرنا الخلال، قال: أخبرنا الحريري، أن علي النخعي، حدثهم قال: حدثنا محمد بن علي بن عفان، قال: حدثنا علي بن حفص البزاز، قال: سمعت حفص بن عبد الرحمن، يقول: سمعت مسعر بن كدام، يقول: دخلت ذات ليلة المسجد فرأيت رجلا يصلي، فاستحليت قراءته فقرأ سبعا، فقلت: يركع، ثم قرأ الثالث، ثم النصف، فلم يزل يقرأ القرآن حتى ختمه كله في ركعة، فنظرت فإذا هو أبو حنيفة.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري الحافظ بالري، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين المذكر، قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى الفارسي، قال: حدثنا محمد بن فضيل العابد، قال: حدثنا أبو يحيى الحماني، قال: حدثني سلم بن سالم، عن أبي الجويرية، قال: صحبت حماد بن أبي سليمان، ومحارب بن دثار، وعلقمة بن مرثد، وعون بن عبد الله، وصحبت أبا حنيفة، فما كان في القوم رجل أحسن ليلا من أبي حنيفة، لقد صحبته أشهراً فما منها ليلة وضع فيها جنبه.


ففِعل أبي حنيفة رحمه الله تعالى ليس بغريب، فقد سبقه إلى ذلك من الصحابة: عثمان بن عفان وتميم الداري رضي الله عنهما؛ ومن التابعين: سعيد بن جبير، وإليك الأسانيد الصحيحة عنهم:
- فخبر عثمان بن عفان رضي الله عنه: رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (ج3/ ص75)، قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام، عن محمد بن سيرين: «أن عثمان كان يحيي الليل فيختم القرآن في ركعة».
وقال أيضاً ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (ج3/ ص75): أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عثمان قال: «قمت خلف المقام وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحد تلك الليلة، فإذا رجل يغمزني فلم ألتفت , ثم غمزني فنظرت، فإذا عثمان بن عفان فتنحيت، فتقدم فقرأ القرآن في ركعة , ثم انصرف».
- وخبر تميم الداري رضي الله عنه: قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (ج1/ ص724): أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: أخبرنا عاصم الأحول قال: حدثنا محمد بن سيرين قال: «كان تميم الداري يقرأ القرآن في ركعة».
وقال ابن حبان في "الثقات" (ج3/ ص40/ تر135): حدثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن عاصم عن ابن سيرين: أن تميم الداري قرأ القرآن كله في ركعة.

- وخبر سعيد بن جبير رحمه الله: قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (ج6/ ص270): أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان عن حماد قال: قال سعيد بن جبير: قرأت القرآن في ركعة في الكعبة.
وقال وكيع في "أخبار القضاة" (ج3/ ص54): حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرني، حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا ابن شبرمة، عن سعيد بن جبير، أنه دخل الكعبة فقرأ القرآن في ركعة.

هذا من ناحية النقل؛ وأما من ناحية العقل فأقول لك: هل ذهبتَ يوماً إلى السيرك؟! أو حتى شاهدته على شاشات التلفاز؟! فرأيتَ ذلك الرجل الذي يمشي متبختراً على الحبل المعلق في الهواء؟! هل ما يفعله هذا الرجل نفعله نحن؟! وهل أنكر أحد عليه في فعله هذا؟! أم يصفق له الناس فرحاً بما عمل؟! فلا شك أن هذا الرجل تمرّن سنوات كي يقوم بهذا الفعل الغريب. وكذلك هؤلاء الأئمة تمرّنوا على العبادة سنوات حتى ألفوها، فصارت تجري في عروقهم مجرى الدم. فعندما إبتدأ أحدهم الصلاة لم يصلِّ قطعاً بالقرآن كله في ركعة، وإنما بدأ بجزء فجزئين فثلاثة وهكذا، حتى صار يختمه في ركعة. وإنما هذا يكون لأفراد هذا الأمة وليس لجميعها!


وأما بخصوص قول صاحبه: "أنه صلى العشاء والفجر بوضوء واحد". فهذا قاله على سبيل الغالب على فعله خلال هذه السنوات، وليس معناه أنه يفعل ذلك كل ليلة!


1- سمع الإمام أبو حنيفة عن شاة سرقت فلم يأكل لحم شاة مدة تعيش الشياه عادة، مخافة أن يأكل من المسروقة.




لم أقف على مثل هذا الخبر في كتب التاريخ في ترجمة أبي حنيفة! فليخبرنا صاحب المشاركة الأصلية في أي الكتب هي؟! وبما أنه تلقاها من أفواه الخطباء كما زعم، فهو كلام مرسل لا أصل له حتى يجعله مطعناً في كتب التاريخ!

2- كان السلف يعزون أنفسهم سبعة أيام إذا فاتت أحدهم صلاة الجماعة، وقيل: ركعة، ويعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى مع الإمام.




هذا الآثر موجود عند الغزالي في "الإحياء" (ج1/ ص149)، قال: "ورُوي أن السلف كانوا يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى، ويعزون سبعاً إذا فاتتهم الجماعة".

فكما ترى أن الإمام ضعّف الخبر بصيغة التمريض إذ قال: "رُويَ". وعليه فقد برئت منه الذمة.



3- كان الشافعي رحمه الله يقرأ في كل شهر ثلاثين ختمة، وفي كل شهر رمضان ستين ختمة.




روى هذا الآثر بالإسناد المتصل عنه، الخطيب في "تاريخ بغداد" (ج2/ ص392)، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال: حدثنا الربيع، قال: "كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة". (يعني في رمضان)


4- وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يسبح في اليوم الواحد 100 ألف مرة.





روى هذا الآثر بالإسناد المتصل عنه، ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج47/ ص150)، قال: قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا عمر بن سعيد الدمشقي نا عمرو بن واقد عن ابن حلبس قال: قيل لأبي الدرداء -وكان لا يفتر من الذكر-: كم تسبح يا أبا الدرداء في كل يوم؟! قال مائة ألف، إلا أن تخطئ الأصابع".



5- سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يتهجد في الليل ويقرأ سورة الطور فلما بلغ إلى قوله تعالى ((إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع)) ... قال عمر: قسم ورب الكعبة حق، ثم رجع إلى منزله فمرض شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه.





روى هذا الآثر بالإسناد المتصل عنه، ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج44/ ص308)، قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله (ح) وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضيل بن أبي منصور قالا أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل أنا الفضل بن عكرمة نا موسى بن داود عن صالح المري عن جعفر بن زيد: أن عمر خرج يعس بالمدينة ليلة ومعه غلام له وعبد الرحمن بن عوف، فمر بدار رجل من المسلمين فوافقه وهو قائم يصلي فوقف يسمع لقراءته فقرأ: {والطور} حتى بلغ {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع}. فقال عمر: قسم ورب الكعبة حق، امض لحاجتك. فاستسند إلى حائط فمكث ملياً، فقال له عبد الرحمن: امض لحاجتك. فقال: ما أنا بفاعل الليلة، إذ سمعت ما سمعت. قال: فرجع إلى منزله فمرض شهرًا، يعوده الناس لا يدرون ما مرضه.





6- وبكى سعيد بن المسيب حتى عميت عينه وبقي على عين واحدة. وقال: لا خير في عين لا تعمى من كثرة البكاء.





لم أقف على مثل هذا الخبر في كتب التاريخ في ترجمة سعيد! فليخبرنا صاحب المشاركة الأصلية في أي الكتب هي؟! وبما أنه تلقاها من أفواه الخطباء كما أخبر، فهو كلام مرسل لا أصل له حتى يجعله مطعناً في كتب التاريخ!





7- بينما أسد بن مهلب على شط الفرات فسمع قارئا يتلو: (( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون )) فتمايل ، فلما قال التالي: (( لا يفتر عنهم وهم فيها مُبلسون )) سقط في الماء فمات.





ومَنْ أسد بن مهلب هذا؟! هلاّ جئتنا بترجمة له كي نعرفه أولاً، ثم نتكلم عن أفعاله ثانياً؟!!!






8- مكث الإمام مالك 50 سنة وهو يصلي الفجر بوضوء العشاء وأبو حنيفة 40 سنة.




قمتُ بالرد سابقاً على مثل هذا الكلام، فراجع!


9ـ وسمع عبد الله بن الفضيل قوله تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذّبَ بآياتِ رَبّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27]. فبكى حتى غشي عليه، ثم حمل ميتا.





ومَنْ عبد الله بن الفضيل هذا؟! هلاّ جئتنا بترجمة له كي نعرفه أولاً، ثم نتكلم عن أفعاله ثانياً؟!!!






أولاً: من حيث الثبوت، هل ثبتت هذه القصص؟




بعضها ثبت وبعضها لم يثبت!

وليس في ذلك شيئ، فكما يوجد حديث صحيح وآخر موضوع، فأيضاً هناك أخبار صحيحة وأخبار موضوعة!



لو ثبتت لبحثنا لها عن تأويلات ... لكن الحق أن أكثرها لا يثبت. فإنك إما أن تراها مبدوءة بـ ( قيل ) ... هكذا بلا إسناد !





لقد جئتك بالأسانيد المتصلة إلى أصحابها كما سبق!
وهو مما ينسف حجتك الواهية!
وأيضاً مما يثبت ضحالة علمك، ونقدك الواهي!
--------------------
ولن أتعرّض للباقي، لأن أصل الكلام أُبطل!
----------------

وختاماً
فيا صاحب المشاركة المنقولة: إذا كنتَ ترى أن في كثير من كتب تراثنا خرافات، ففي منتدايات الإنترنت الكثير والكثير من الأفاعي والحيّات! فاحذر من لدغاتها فهي شديدة السموم!

ومنها هذه المشاركة التي نقلتَها عن ذلك المدعو: "إياد القنيبي".

وقد بينتُ لك بطلان سعيه!

فتنبّه!

Mr. Ali 1
16-07-2015, 01:11 AM
[/color]

[/right]

قبل أن أرد عليك في موضوعك المنقول هذا، أحب أن أنوه: أن جميع التراجم التي أكتبها هنا في هذا الركن المبارك "مسك الكلام" وردت من أخبار صحيحة أو حسنة أو ما قاربهما، فأنا أُعرض تماماً عن الأخبار الواهية والتي لم تصح. وإلاّ فهل ترى أن تراجم هؤلاء الأئمة الذين ترجمتُ لهم تقع في مثل هذه الصفحات المعدودة؟! فالجواب يقينًا: لا!
وبسم الله نبدأ



[/center]
[/right]

ليست مبالغة شديدة ولا خرافة، بل ثبت هذا بالأسانيد المتصلة إلى الإمام رحمه الله، فلها أصل، وهاك الأصل: قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (ج15/ ص473): أخبرنا علي بن المحسن المعدل، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب الكاغدي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي البخاري، قال: حدثنا أحمد بن الحسين البلخي، قال: حدثنا حماد بن قريش، قال: سمعت أسد بن عمرو، يقول: صلى أبو حنيفة فيما حُفظ عليه صلاة الفجر بوضوء صلاة العشاء أربعين سنة، فكان عامة الليل يقرأ جميع القرآن في ركعة واحدة، وكان يسمع بكاؤه بالليل حتى يرحمه جيرانه، وحُفظ عليه أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعة آلاف مرة.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، قال: حدثنا مقاتل بن صالح أبو علي المطرز، قال: سمعت يحيى بن أيوب الزاهد، يقول: كان أبو حنيفة لا ينام الليل.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرني الحسين بن محمد أخو الخلال، قال: حدثنا إسحاق بن محمد ابن حمدان المهلبي ببخارى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، قال: حدثنا قيس بن أبي قيس، قال: حدثنا محمد بن حرب المروزي، قال: حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، عن أبيه، قال: لما مات أبي سألنا الحسن ابن عمارة أن يتولى غسله ففعل، فلما غسله، قال: رحمك الله وغفر لك، لم تفطر منذ ثلاثين سنة، ولم تتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة، وقد أتعبت من بعدك، وفضحت القراء.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرنا الخلال، قال: أخبرنا الحريري، أن النخعي، حدثهم قال: حدثنا محمد بن الحسن بن مكرم، قال: حدثنا بشر بن الوليد، عن أبي يوسف، قال: بينا أنا أمشي مع أبي حنيفة، إذ سمع رجلا يقول لرجل: هذا أبو حنيفة، لا ينام الليل، فقال أبو حنيفة: والله لا يتحدث عني بما لا أفعل، فكان يحيى الليل صلاة، ودعاء، وتضرعاً.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرنا التنوخي والجوهري، قالا: حدثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي، قال: حدثنا هيثم بن خلف الدوري، قال: حدثني محمد بن يزيد بن سليم مولى بني هاشم، قال: حدثني يحيى بن فضيل، قال: كنت مع جماعة، فأقبل أبو حنيفة، فقال بعض القوم: ما ترونه ما ينام هذا الليل، قال: وسمع أبو حنيفة ذلك، فقال: أراني عند الناس خلاف ما أنا عند الله، لا توسدت فراشا حتى ألقى الله، قال يحيى: كان أبو حنيفة يقوم الليل كله حتى مات.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرنا الخلال، قال: أخبرنا الحريري، أن علي النخعي، حدثهم قال: حدثنا محمد بن علي بن عفان، قال: حدثنا علي بن حفص البزاز، قال: سمعت حفص بن عبد الرحمن، يقول: سمعت مسعر بن كدام، يقول: دخلت ذات ليلة المسجد فرأيت رجلا يصلي، فاستحليت قراءته فقرأ سبعا، فقلت: يركع، ثم قرأ الثالث، ثم النصف، فلم يزل يقرأ القرآن حتى ختمه كله في ركعة، فنظرت فإذا هو أبو حنيفة.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري الحافظ بالري، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين المذكر، قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى الفارسي، قال: حدثنا محمد بن فضيل العابد، قال: حدثنا أبو يحيى الحماني، قال: حدثني سلم بن سالم، عن أبي الجويرية، قال: صحبت حماد بن أبي سليمان، ومحارب بن دثار، وعلقمة بن مرثد، وعون بن عبد الله، وصحبت أبا حنيفة، فما كان في القوم رجل أحسن ليلا من أبي حنيفة، لقد صحبته أشهراً فما منها ليلة وضع فيها جنبه.


ففِعل أبي حنيفة رحمه الله تعالى ليس بغريب، فقد سبقه إلى ذلك من الصحابة: عثمان بن عفان وتميم الداري رضي الله عنهما؛ ومن التابعين: سعيد بن جبير، وإليك الأسانيد الصحيحة عنهم:
- فخبر عثمان بن عفان رضي الله عنه: رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (ج3/ ص75)، قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام، عن محمد بن سيرين: «أن عثمان كان يحيي الليل فيختم القرآن في ركعة».
وقال أيضاً ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (ج3/ ص75): أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عثمان قال: «قمت خلف المقام وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحد تلك الليلة، فإذا رجل يغمزني فلم ألتفت , ثم غمزني فنظرت، فإذا عثمان بن عفان فتنحيت، فتقدم فقرأ القرآن في ركعة , ثم انصرف».
- وخبر تميم الداري رضي الله عنه: قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (ج1/ ص724): أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: أخبرنا عاصم الأحول قال: حدثنا محمد بن سيرين قال: «كان تميم الداري يقرأ القرآن في ركعة».
وقال ابن حبان في "الثقات" (ج3/ ص40/ تر135): حدثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن عاصم عن ابن سيرين: أن تميم الداري قرأ القرآن كله في ركعة.

- وخبر سعيد بن جبير رحمه الله: قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (ج6/ ص270): أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان عن حماد قال: قال سعيد بن جبير: قرأت القرآن في ركعة في الكعبة.
وقال وكيع في "أخبار القضاة" (ج3/ ص54): حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرني، حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا ابن شبرمة، عن سعيد بن جبير، أنه دخل الكعبة فقرأ القرآن في ركعة.

هذا من ناحية النقل؛ وأما من ناحية العقل فأقول لك: هل ذهبتَ يوماً إلى السيرك؟! أو حتى شاهدته على شاشات التلفاز؟! فرأيتَ ذلك الرجل الذي يمشي متبختراً على الحبل المعلق في الهواء؟! هل ما يفعله هذا الرجل نفعله نحن؟! وهل أنكر أحد عليه في فعله هذا؟! أم يصفق له الناس فرحاً بما عمل؟! فلا شك أن هذا الرجل تمرّن سنوات كي يقوم بهذا الفعل الغريب. وكذلك هؤلاء الأئمة تمرّنوا على العبادة سنوات حتى ألفوها، فصارت تجري في عروقهم مجرى الدم. فعندما إبتدأ أحدهم الصلاة لم يصلِّ قطعاً بالقرآن كله في ركعة، وإنما بدأ بجزء فجزئين فثلاثة وهكذا، حتى صار يختمه في ركعة. وإنما هذا يكون لأفراد هذا الأمة وليس لجميعها!


وأما بخصوص قول صاحبه: "أنه صلى العشاء والفجر بوضوء واحد". فهذا قاله على سبيل الغالب على فعله خلال هذه السنوات، وليس معناه أنه يفعل ذلك كل ليلة!



لم أقف على مثل هذا الخبر في كتب التاريخ في ترجمة أبي حنيفة! فليخبرنا صاحب المشاركة الأصلية في أي الكتب هي؟! وبما أنه تلقاها من أفواه الخطباء كما زعم، فهو كلام مرسل لا أصل له حتى يجعله مطعناً في كتب التاريخ!



هذا الآثر موجود عند الغزالي في "الإحياء" (ج1/ ص149)، قال: "ورُوي أن السلف كانوا يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى، ويعزون سبعاً إذا فاتتهم الجماعة".

فكما ترى أن الإمام ضعّف الخبر بصيغة التمريض إذ قال: "رُويَ". وعليه فقد برئت منه الذمة.





روى هذا الآثر بالإسناد المتصل عنه، الخطيب في "تاريخ بغداد" (ج2/ ص392)، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال: حدثنا الربيع، قال: "كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة". (يعني في رمضان)




روى هذا الآثر بالإسناد المتصل عنه، ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج47/ ص150)، قال: قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا عمر بن سعيد الدمشقي نا عمرو بن واقد عن ابن حلبس قال: قيل لأبي الدرداء -وكان لا يفتر من الذكر-: كم تسبح يا أبا الدرداء في كل يوم؟! قال مائة ألف، إلا أن تخطئ الأصابع".




[center]روى هذا الآثر بالإسناد المتصل عنه، ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج44/ ص308)، قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله (ح) وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضيل بن أبي منصور قالا أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل أنا الفضل بن عكرمة نا موسى بن داود عن صالح المري عن جعفر بن زيد: أن عمر خرج يعس بالمدينة ليلة ومعه غلام له وعبد الرحمن بن عوف، فمر بدار رجل من المسلمين فوافقه وهو قائم يصلي فوقف يسمع لقراءته فقرأ: {والطور} حتى بلغ {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع}. فقال عمر: قسم ورب الكعبة حق، امض لحاجتك. فاستسند إلى حائط فمكث ملياً، فقال له عبد الرحمن: امض لحاجتك. فقال: ما أنا بفاعل الليلة، إذ سمعت ما سمعت. قال: فرجع إلى منزله فمرض شهرًا، يعوده الناس لا يدرون ما مرضه.







لم أقف على مثل هذا الخبر في كتب التاريخ في ترجمة سعيد! فليخبرنا صاحب المشاركة الأصلية في أي الكتب هي؟! وبما أنه تلقاها من أفواه الخطباء كما أخبر، فهو كلام مرسل لا أصل له حتى يجعله مطعناً في كتب التاريخ!






ومَنْ أسد بن مهلب هذا؟! هلاّ جئتنا بترجمة له كي نعرفه أولاً، ثم نتكلم عن أفعاله ثانياً؟!!!






قمتُ بالرد سابقاً على مثل هذا الكلام، فراجع!




ومَنْ عبد الله بن الفضيل هذا؟! هلاّ جئتنا بترجمة له كي نعرفه أولاً، ثم نتكلم عن أفعاله ثانياً؟!!!






بعضها ثبت وبعضها لم يثبت!

وليس في ذلك شيئ، فكما يوجد حديث صحيح وآخر موضوع، فأيضاً هناك أخبار صحيحة وأخبار موضوعة!




لقد جئتك بالأسانيد المتصلة إلى أصحابها كما سبق!
وهو مما ينسف حجتك الواهية!
وأيضاً مما يثبت ضحالة علمك، ونقدك الواهي!
--------------------
ولن أتعرّض للباقي، لأن أصل الكلام أُبطل!
----------------

وختاماً
فيا صاحب المشاركة المنقولة: إذا كنتَ ترى أن في كثير من كتب تراثنا خرافات، ففي منتدايات الإنترنت الكثير والكثير من الأفاعي والحيّات! فاحذر من لدغاتها فهي شديدة السموم!

ومنها هذه المشاركة التي نقلتَها عن ذلك المدعو: "إياد القنيبي".

وقد بينتُ لك بطلان سعيه!

فتنبّه!







لن أتحدث عمن طلبت تراجم لهم حتي لا يخرج الموضوع عن مساره , وسأكتفي بالحديث عما اقتبسته من ترجمة للإمام الجليل أبو حنيفة النعمان .

- للنقل سند ومتن أيضاً . فمن يهتم بالسند ويغفل عن المتن فهو مخطيء , ومن يهتم بالمتن ويغفل السند فهو مخطيء أيضاً . ولو اطلعت علي كتب الصوفية والكرامات , لوجدت لقصصهم أسانيد أيضاً !!

والمثال الذي كتبته في ردك ( السيرك ) هو مثال لا علاقة له مطلقاً بما نتحدث بشأنه . وإلا لقلنا أن الجراح الماهر يقوم بإجراء جراحات غاية في الأهمية والخطورة , ولكنه يجريها بسهولة , وهذا لا يتأتي لغيره . وغير ذلك من الأمور التي يطول الحديث فيها .

نحن نتحدث عن عبادات تُروي عن البعض وهي تفوق قدرات البشر جميعاً . فما سمعنا ولا قرأنا أن رسول الله صل الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ركعة واحدة . هذا وهو خير البشر وأفضلهم جميعاً وأتقاهم وأعبدهم للمولي عز وجل , فما بالنا بمن هم دونه وهم يفعلون ذلك كل ليلة ( في بعض كتب التراجم ستجد أنه كان يفعل ذلك كل ليلة !! )

ومن ناحية العقل يا أستاذ حاتم ( ولن أقول يا صاحب الرد أو الموضوع كما خاطبتني بصاحب المشاركة المنقولة ) فإن قراءة الجزء الواحد من القرآن الكريم تستغرق تقريباً 30 دقيقة . أي أن قراءة القرآن الكريم كله تستغرق 15 ساعة , وفي أقل تقدير تستغرق بين 11 و 12 ساعة . فلو بدأ أي شخص ( مهما كان هو ) في هذه الركعة الساعة الثامنة مساء , فلن ينتهي منها إلا الساعة السابعة من صباح اليوم التالي علي أقل تقدير !!! ولو افترضنا القدرة البدنية لهذا الشخص ( أتحدث عن أي شخص وليس الإمام الجليل فقط ) , فأين ذهبت صلاة الفجر ؟!! ومن هذا الذي كان يجلس ليري من يصلي هذه الركعة طوال هذه المدة ؟!!

ومن المعلوم أن الإمام الجليل كان تاجراً وفقيهاً يجلس إلي طلابه ليعلمهم ويفقههم في الدين , ومن كان دأبه هو احياء الليل كله بصورة متواصلة , فمتي كان ينام شأنه شأن كل البشر حتي يستطيع أن يواصل حياته ؟!! وأين كان حق أهل بيته عليه ؟! أم أن الإمام الجليل كان ظالماً لأهل بيته ؟!! وهذا يتعارض مع فقهه وعلمه بالدين !! وهذا أيضاً يؤكد أنه لم يصلي الفجر بوضوء العشاء لمدة أربعون عاماً , وإلا لكان هذا قدحاً في الإمام وليس مدحاً له !!

لقد تقول الكثيرون عن رسول الله صل الله عليه وسلم ونسبوا له ( زوراً وبهتاناً ) ما لم يقله , ونقلت بعض الكتب عنهم ( بالتأكيد دون قصد أو عمد ) وما كتاب ( احياء علوم الدين ) ببعيد عن ذلك . فكيف يستكثر البعض أن يتقول الناس عمن هم دون رسول الله صل الله عليه وسلم , لما لهم من مكانه كبيرة جداً في نفوس المسلمين . وكل هذه التقولات تتعارض تماماً مع العقل الرشيد .

فلينتبه جيداً من ينقل مثل هذه الأمور التي تضر الدين ولا تنفعه أبداً , وكتب التراث ليست قرآناً لنأخذ كل ما جاء بها , فما بالنا بأمور خارقة لقدرات أي بشر ونرددها علي أنها وقعت لأشخاص وليسوا بأنبياء ولا رسل !!

جزاك الله خيراً وبارك فيك

خالص تحياتي

Mr. Hatem Ahmed
17-07-2015, 06:50 AM
لن أتحدث عمن طلبت تراجم لهم حتي لا يخرج الموضوع عن مساره , وسأكتفي بالحديث عما اقتبسته من ترجمة للإمام الجليل أبو حنيفة النعمان .




قلت لك ذلك على سبيل التعجيز!

وذلك لعدم وجود ترجمة مستوفية لهذين الرجلين!!



- للنقل سند ومتن أيضاً . فمن يهتم بالسند ويغفل عن المتن فهو مخطيء , ومن يهتم بالمتن ويغفل السند فهو مخطيء أيضاً . ولو اطلعت علي كتب الصوفية والكرامات , لوجدت لقصصهم أسانيد أيضاً !!



أتراني لا أميز بين كتب أهل السنة وكتب الصوفية؟! وقد قضيتُ أكثر من نصف عمري في تحصيل وطلب علم الحديث الشريف! ولا زلتُ حتى وقتي هذا وحتى الممات إن شاء الله تعالى.
والكتب التي نقلتُ منها بعاليه، هي من كتب حفاظ الحديث الكبار، فأقرأ عنهم فلعلك تعرف قدرهم!


والمثال الذي كتبته في ردك ( السيرك ) هو مثال لا علاقة له مطلقاً بما نتحدث بشأنه .



بل له علاقة طبعاً، فنحن نتحدث عن قدرات بعض البشر التي لم يسنح لكثير من الناس أن يفعلوا مثلها!


نحن نتحدث عن عبادات تُروي عن البعض وهي تفوق قدرات البشر جميعاً . فما سمعنا ولا قرأنا أن رسول الله صل الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ركعة واحدة . هذا وهو خير البشر وأفضلهم جميعاً وأتقاهم وأعبدهم للمولي عز وجل , فما بالنا بمن هم دونه وهم يفعلون ذلك كل ليلة ( في بعض كتب التراجم ستجد أنه كان يفعل ذلك كل ليلة !! )




تأول العلماء بعض ما ذُكر عن الصحابة رضي الله عنهم وعن التابعين رحمهم الله في قليل ما خالفوا أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم في العبادة، بأنهم تأولوا حديث النبي صلى الله علي وسلم حينما كان يقوم من الليل حتى ترم قدماه، فتسئله أم المؤمنين عائشة عن ذلك فيقول: "أفلا أكون عبداً شكوراً". هذه واحدة!
أما الثانية: فتأولوا أيضاً قول الله عز وجل لنبيه: "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر". فقالوا إذا كان الرب جل في علاه قال هذا في شأن نبيه وقد ثبت عنه أنه قام الليل حتى تورمت أقدامه، فما بالنا نحن؟! ماذا نفعل وماذا نقول؟! فاجتهدوا لذلك. فهم في كلا الحالتين مأجورين.
نعم...، أنا أقول بوجوب الإتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيئ.
ولكن إذا ورد عن أحد الإئمة من الصحابة والتابعين لهم أفعالاً مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة وغيرها، فنحن نعذرهم لإجتهادهم؛ وهذا هو مذهب أهل السّنة سلفاً وخلفاً.



ومن ناحية العقل يا أستاذ حاتم ( ولن أقول يا صاحب الرد أو الموضوع كما خاطبتني بصاحب المشاركة المنقولة )



لم أقدح فيك كي تقول: "ولن أقول يا صاحب.....". فأنت صاحب المشاركة أليس كذلك؟!
فليس ذماً لك، وإن تبادر إلى ذهنك هذا!


فإن قراءة الجزء الواحد من القرآن الكريم تستغرق تقريباً 30 دقيقة . أي أن قراءة القرآن الكريم كله تستغرق 15 ساعة , وفي أقل تقدير تستغرق بين 11 و 12 ساعة . فلو بدأ أي شخص ( مهما كان هو ) في هذه الركعة الساعة الثامنة مساء , فلن ينتهي منها إلا الساعة السابعة من صباح اليوم التالي علي أقل تقدير !!! ولو افترضنا القدرة البدنية لهذا الشخص ( أتحدث عن أي شخص وليس الإمام الجليل فقط ) , فأين ذهبت صلاة الفجر ؟!! ومن هذا الذي كان يجلس ليري من يصلي هذه الركعة طوال هذه المدة ؟!!



وبخصوص قراءة الجزء الواحد من القرآن الكريم، فأنا أقول لك بأني أقرأه في 20 دقيقة!
وأنا أعلم أناس في عصرنا هذا يختمون القرآن مرة ومرتين في اليوم الواحد!
هذا من وجه!
ومن وجه آخر: فقد كان لديهم بركة الوقت التي نفتقدها نحن، ألم تعلم قول نبيك عليه الصلاة والسلام إذْ قال: "لن تقوم الساعة...،". فذكر بعض علاماتها ومنها: "ويتقارب الزمان". يعني تُمحى بركة الوقت، فيقلّ عما كان عليه من قبل.
ومن وجه ثالث: لا شك أن المتمرّس في قراءة القرآن المداوم عليه يقرأه في وقت أقل من غيره.
أقول لك هذا عن يقين، لأني كنتُ في السابق منذ سنوات طوال أقرأ الجزء الواحد في ساعة أو أكثر، أما الآن فقد إنتهيتُ من وردي اليومي وقد قرأت الجزء الواحد في عشرين دقيقة!
فجرّب بنفسك وسترى صدق كلامي!

ومن المعلوم أن الإمام الجليل كان تاجراً وفقيهاً يجلس إلي طلابه ليعلمهم ويفقههم في الدين , ومن كان دأبه هو احياء الليل كله بصورة متواصلة , فمتي كان ينام شأنه شأن كل البشر حتي يستطيع أن يواصل حياته ؟!! وأين كان حق أهل بيته عليه ؟! أم أن الإمام الجليل كان ظالماً لأهل بيته ؟!! وهذا يتعارض مع فقهه وعلمه بالدين !! وهذا أيضاً يؤكد أنه لم يصلي الفجر بوضوء العشاء لمدة أربعون عاماً , وإلا لكان هذا قدحاً في الإمام وليس مدحاً له !!



قلت لك سابقاً بأن هذا كان الغالب على فعله، فلم يكن فعله على الدوام كما فهمتَ.


لقد تقول الكثيرون عن رسول الله صل الله عليه وسلم ونسبوا له ( زوراً وبهتاناً ) ما لم يقله , ونقلت بعض الكتب عنهم ( بالتأكيد دون قصد أو عمد ) وما كتاب ( احياء علوم الدين ) ببعيد عن ذلك . فكيف يستكثر البعض أن يتقول الناس عمن هم دون رسول الله صل الله عليه وسلم , لما لهم من مكانه كبيرة جداً في نفوس المسلمين . وكل هذه التقولات تتعارض تماماً مع العقل الرشيد .



قلت لك أيضاً قبل ذلك: بأن في التاريخ أخبارا صحيحة وأخرى ليست بصحيحة!
وليس معنى هذا أن نأتي بالأخبار التي لم تصح ونجعلها غرضاً للطعن في كتب التاريخ!


فلينتبه جيداً من ينقل مثل هذه الأمور التي تضر الدين ولا تنفعه أبداً , وكتب التراث ليست قرآناً لنأخذ كل ما جاء بها , فما بالنا بأمور خارقة لقدرات أي بشر ونرددها علي أنها وقعت لأشخاص وليسوا بأنبياء ولا رسل !!




سامحك الله! وفيما تضر الدين؟!

فنحن ننقل عن أئمتنا اجتهادهم في العبادة، كي نذكر أنفسنا ما كانوا عليه من كثرة العمل، فنجتهد كما إجتهدوا أو على الأقل قريباً منهم، لعلنا نلحق بركابهم؛ لأننا مهما فعلنا فلن ندرك شأوهم.


جزاك الله خيراً وبارك فيك




؛؛؛كل عام وحضرتك بخير؛؛؛

Mr. Ali 1
17-07-2015, 09:11 AM
قلت لك ذلك على سبيل التعجيز!

وذلك لعدم وجود ترجمة مستوفية لهذين الرجلين!!



أتراني لا أميز بين كتب أهل السنة وكتب الصوفية؟! وقد قضيتُ أكثر من نصف عمري في تحصيل وطلب علم الحديث الشريف! ولا زلتُ حتى وقتي هذا وحتى الممات إن شاء الله تعالى.
والكتب التي نقلتُ منها بعاليه، هي من كتب حفاظ الحديث الكبار، فأقرأ عنهم فلعلك تعرف قدرهم!



بل له علاقة طبعاً، فنحن نتحدث عن قدرات بعض البشر التي لم يسنح لكثير من الناس أن يفعلوا مثلها!



تأول العلماء بعض ما ذُكر عن الصحابة رضي الله عنهم وعن التابعين رحمهم الله في قليل ما خالفوا أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم في العبادة، بأنهم تأولوا حديث النبي صلى الله علي وسلم حينما كان يقوم من الليل حتى ترم قدماه، فتسئله أم المؤمنين عائشة عن ذلك فيقول: "أفلا أكون عبداً شكوراً". هذه واحدة!
أما الثانية: فتأولوا أيضاً قول الله عز وجل لنبيه: "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر". فقالوا إذا كان الرب جل في علاه قال هذا في شأن نبيه وقد ثبت عنه أنه قام الليل حتى تورمت أقدامه، فما بالنا نحن؟! ماذا نفعل وماذا نقول؟! فاجتهدوا لذلك. فهم في كلا الحالتين مأجورين.
نعم...، أنا أقول بوجوب الإتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيئ.
ولكن إذا ورد عن أحد الإئمة من الصحابة والتابعين لهم أفعالاً مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة وغيرها، فنحن نعذرهم لإجتهادهم؛ وهذا هو مذهب أهل السّنة سلفاً وخلفاً.



لم أقدح فيك كي تقول: "ولن أقول يا صاحب.....". فأنت صاحب المشاركة أليس كذلك؟!
فليس ذماً لك، وإن تبادر إلى ذهنك هذا!



وبخصوص قراءة الجزء الواحد من القرآن الكريم، فأنا أقول لك بأني أقرأه في 20 دقيقة!
وأنا أعلم أناس في عصرنا هذا يختمون القرآن مرة ومرتين في اليوم الواحد!
هذا من وجه!
ومن وجه آخر: فقد كان لديهم بركة الوقت التي نفتقدها نحن، ألم تعلم قول نبيك عليه الصلاة والسلام إذْ قال: "لن تقوم الساعة...،". فذكر بعض علاماتها ومنها: "ويتقارب الزمان". يعني تُمحى بركة الوقت، فيقلّ عما كان عليه من قبل.
ومن وجه ثالث: لا شك أن المتمرّس في قراءة القرآن المداوم عليه يقرأه في وقت أقل من غيره.
أقول لك هذا عن يقين، لأني كنتُ في السابق منذ سنوات طوال أقرأ الجزء الواحد في ساعة أو أكثر، أما الآن فقد إنتهيتُ من وردي اليومي وقد قرأت الجزء الواحد في عشرين دقيقة!
فجرّب بنفسك وسترى صدق كلامي!



قلت لك سابقاً بأن هذا كان الغالب على فعله، فلم يكن فعله على الدوام كما فهمتَ.



قلت لك أيضاً قبل ذلك: بأن في التاريخ أخبارا صحيحة وأخرى ليست بصحيحة!
وليس معنى هذا أن نأتي بالأخبار التي لم تصح ونجعلها غرضاً للطعن في كتب التاريخ!



سامحك الله! وفيما تضر الدين؟!

فنحن ننقل عن أئمتنا اجتهادهم في العبادة، كي نذكر أنفسنا ما كانوا عليه من كثرة العمل، فنجتهد كما إجتهدوا أو على الأقل قريباً منهم، لعلنا نلحق بركابهم؛ لأننا مهما فعلنا فلن ندرك شأوهم.



؛؛؛كل عام وحضرتك بخير؛؛؛



- كل عام وأنت بخير

- صاحب المشاركة المنقولة له اسم عضوية لتخاطبه به , ولكن لا عليك .

- ومن قال لك أو لغيرك بأن كل ما جاء في كتب أهل السنة صحيح بأكمله ؟! لفد ضربت لك مثالاً بكتاب "احياء علوم الدين" . أخبرني عمن نقلت عنهم والذين قلت بأنهم حفاظ الحديث الكبار ... هل كان نقلك لما اقتستبه أنا من كتب أحد الصحاح الستة ؟ وهل نحن نتناقش بشأن صحة حديث نبوي شريف نختلف علي صحته أم نتناقش بشأن روايات عن أشخاص لهم مني كل احترام وتقدير , ولكن يوجد الكثير من الخرافات فيما روي عنهم ؟!

- مذهب أهل السنة هو الاقتداء بهدي رسول الله صل الله عليه وسلم .

- اختلفت كتب التاريخ في الكثير من الروايات حتي أنك في بعض الأحيان لا تستطيع أن تتأكد من حدث ما . وسأضرب لك مثالاً علي ذلك ومما جئت أنت به :-

* لقد ذكرت في ترجمة أبو حنيفة بأنه مات في محبسه . فهل اتفقت كتب التاريخ علي ذلك ؟!
* في ردك علي مشاركتي الأولي ( حينما جئت بالأسانيد ) ذكرت بأنه ختم القرآن 7000 مرة في المكان الذي توفي فيه ( وفي ترجمتك قلت بأنه مات في الحبس ) ... فكم كانت مدة حبسه تلك التي سمحت له بختم القرآن الكريم 7000 مرة ؟!
وهل اتفقت كتب التاريخ علي أن ختمه للقرآن الكريم 7000 مرة كان طيلة مدة حياته أم مدة مكوثه في الحبس ؟!!
* هل اتفقت كتب التاريخ علي أن أبو حنيفة قرأ القرآن كله في ركعة واحدة لمرة واحدة فقط أم كان ذلك دأبه كل ليلة ؟! انظر بنفسك لهذا الاقتباس من ردك .





ليست مبالغة شديدة ولا خرافة، بل ثبت هذا بالأسانيد المتصلة إلى الإمام رحمه الله، فلها أصل، وهاك الأصل: قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (ج15/ ص473): أخبرنا علي بن المحسن المعدل، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب الكاغدي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي البخاري، قال: حدثنا أحمد بن الحسين البلخي، قال: حدثنا حماد بن قريش، قال: سمعت أسد بن عمرو، يقول: صلى أبو حنيفة فيما حُفظ عليه صلاة الفجر بوضوء صلاة العشاء أربعين سنة، فكان عامة الليل يقرأ جميع القرآن في ركعة واحدة، وكان يسمع بكاؤه بالليل حتى يرحمه جيرانه، وحُفظ عليه أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعة آلاف مرة.








- قراءة القرآن الكريم بتدبر تختلف عن التعثر في القراءة وتختلف عن السرعة وعدم التدبر في القراءة . ومن المؤكد بأن الإمام أبو حنيفة كان يقرأ القرآن بتدبر , وهذا يستلزمه وقت , والوقت لا يسعفه لا هو ولا غيره ليقرأ القرآن كله في ركعة واحدة وكل ليلة إلا إن ترك صلاة الفجر كل يوم . ولا تقل لي البركة في الوقت ! وستري بعد قليل بركات وبركات في الوقت تجعل من أبي حنيفة في فعله ذلك ( المزعوم ) بالأمر القليل جداً !! وانظر للمصاحف المسجلة لكبار القراء لتعرف كم الوقت الذي يستغرقه قراءة القرآن بتدبر .

وهل كانت صلاة أبو حنيفة وغيره - ممن ورد ذكرهم بنفس الخبر المزعوم - عبارة عن ركعة واحدة فقط كل ليلة ( هذا بإفتراض أنه سيقرأ الجزء في 15 دقيقة فقط وبنفس الهمة من البداية وحتي النهاية ) ؟!! ومتي كانوا ينامون ؟! وماذا كانت أحوالهم مع أهل بيوتهم وأعمالهم الخاصة - هل تركوا كل ذلك وتفرغوا للعبادة فقط ؟!!

- لا تفسر الأمر علي هواك وتقول لي بأن ذلك لم يكن فعل أبو حنيفة علي الدوام . فهو تبرير لم تقل به كتب التراث ( وللمرة الثانية , كتب التراث ليست قرآناً ناخذ منها كل ما جاء فيها حتي وإن كان الاسناد صحيح , بينما العلة في المتن ) وانظر للاقتباس السابق لتري بأن تاريخ بغداد يقول بالمداومة , وليس علي الغالب كما تبرر أنت ! وانظر في هذا الاقتباس أيضاً مما استدللت أنت به علي صحة ما اقتبسته واعترضت عليه من ترجمة أبو حنيفة .




- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، قال: حدثنا مقاتل بن صالح أبو علي المطرز، قال: سمعت يحيى بن أيوب الزاهد، يقول: كان أبو حنيفة لا ينام الليل.
- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرني الحسين بن محمد أخو الخلال، قال: حدثنا إسحاق بن محمد ابن حمدان المهلبي ببخارى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، قال: حدثنا قيس بن أبي قيس، قال: حدثنا محمد بن حرب المروزي، قال: حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، عن أبيه، قال: لما مات أبي سألنا الحسن ابن عمارة أن يتولى غسله ففعل، فلما غسله، قال: رحمك الله وغفر لك، لم تفطر منذ ثلاثين سنة، ولم تتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة، وقد أتعبت من بعدك، وفضحت القراء.

- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرنا التنوخي والجوهري، قالا: حدثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي، قال: حدثنا هيثم بن خلف الدوري، قال: حدثني محمد بن يزيد بن سليم مولى بني هاشم، قال: حدثني يحيى بن فضيل، قال: كنت مع جماعة، فأقبل أبو حنيفة، فقال بعض القوم: ما ترونه ما ينام هذا الليل، قال: وسمع أبو حنيفة ذلك، فقال: أراني عند الناس خلاف ما أنا عند الله، لا توسدت فراشا حتى ألقى الله، قال يحيى: كان أبو حنيفة يقوم الليل كله حتى مات.

- وقال أيضاً كما في المصدر السابق: أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري الحافظ بالري، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين المذكر، قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى الفارسي، قال: حدثنا محمد بن فضيل العابد، قال: حدثنا أبو يحيى الحماني، قال: حدثني سلم بن سالم، عن أبي الجويرية، قال: صحبت حماد بن أبي سليمان، ومحارب بن دثار، وعلقمة بن مرثد، وعون بن عبد الله، وصحبت أبا حنيفة، فما كان في القوم رجل أحسن ليلا من أبي حنيفة، لقد صحبته أشهراً فما منها ليلة وضع فيها جنبه.






- تضر الدين لأنها تنسب أشياء وأموراً لأناس أجلاء لهم قدرهم ومكانتهم العظيمة في الاسلام وفي نفوس المسلمين , وحينما يطلع الكثيرون ( ممن لديهم عقول يتدبرون بها - ونحن لا نتحدث هنا عن عقائد وفروض من الدين حتي نأخذها كما هي , بل نتحدث عن أمور بشرية تتفاوت فيها قدرات البشر بين بعضهم البعض ولكن إلي حد معين ولا يستطيعها بشر - فبدلاً من أن ينجذب من يطلع ويحاول الاقتداء بهذا الفقيه أو ذاك الإمام , نراه إما وأن يشعر بالعجز التام عن اتيان مثل هذه الخرافات ( ومعه كل الحق ) فينصرف إلي الضد , وإما ( كما جاء في مشاركتي المنقولة ) يتشكك في أمور أخري حدثت لرسول الله صل الله عليه وسلم ( وياللعجب أن هذه الخرافات لم يفعلها خير البشر جميعاً , وفعلها غيره كل ليلة وهي عبادات . وكانت قدماه الشريفتين تتورمان كل ليلة من كثرة قيامه , ولكنه لم يختم القرآن كله في ركعة واحدة , بل ولا في ليلة واحدة . فكيف حال قدمان من كان يختمهما كل ليلة وفي ركعة واحدة ؟!!

- وتضر الدين حينما يطلع عليها غير المسلمين أو مسلمين ( بالبطاقة فقط ) فيسخرون مما يقرأون ويقدحون في كل كتب التراث , وفي كل من يصدق هذه الخرافات !!

- لن يُنتقص من قدر ومكانة أبو حنيفة حينما ننفي عنه هذه الخرافات , ولن تزيد في قدره ومكانته أن تُنسب له أموراً تتنافي مع الطبيعة البشرية . وأبو حنيفة كان فقيهاً , ومن أراد أن يقتدي به , فعليه بعلمه وفقهه ومعاملاته مع المعارضين قبل المؤيدين له .

- والأن سأعرض عليك بعض ما وصل إليه الأمر في ختم القرآن ( وبالأسانيد أيضاً ) :

قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام :
حدثنا سـعيد بن عفير ، عن بكر بن مضر ، أن سليم بن عتر التجيبي ، كان يختم القرآن في الليلة ثلاث مرات ويجامع ثلاث مرات . قال : فلما مات ، قالت امرأته : رحمـك الله إنك كنت لترضي ربك ، وترضي أهلك. قالوا : وكيف ذلك ؟ قالت : كان يقوم من الليل فيختم القرآن ، ثم يلم بأهله ، ثم يغتسـل ويعود ،فيقرأ حتى يختم ، ثم يلم بأهله ، ثم يغتسل ، ثم يعود فيقرأ حتى يختم ، ثم يلم بأهله ، ثم يغتسل فيخرج لصلاة الصبح. ( فضائل القرآن 1/276 )



قال النووي في الأذكار :
[فصل] : ينبغي أن يحافظ على تلاوته ليلاً و نهاراً، سفراً و حضراً ، و قد كانت للسلف رضي اللّه عنهم عادات مختلفة في القدر الذي يختمون فيه ، فكان جماعةٌ منهم يختمون في كل شهرين ختمة ، و آخرون في كل شهر ختمة ، و آخرون في كل عشر ليال ختمة ، و آخرون في كل ثمان ليالٍ ختمة ، و آخرون في كل سبع ليالٍ ختمة ، و هذا فعل الأكثرين من السلف ، و آخرون في كل ستّ ليال ، و آخرون في خمس ، و آخرون في أربع ، و كثيرون في كل ثلاث ، و كان كثيرون يختمون في كل يوم و ليلة ختمة ، و ختم جماعة في كل يوم و ليلة ختمتين . و آخرون في كل يوم و ليلة ثلاث ختمات ، و ختم بعضهم في اليوم و الليلة ثماني ختمات: أربعاً في الليل ، و أربعاً في النهار: و ممّن ختم أربعاً في الليل و أربعاً في النهار السيد الجليل ابن الكاتب الصوفي رضي اللّه عنه ، و هذا أكثر ما بلغنا في اليوم و الليلة .
و روى السيد الجليل أحمد الدورقي بإسناده عن منصور بن زاذان بن عباد التابعي رضي اللّه عنه أنه كان يختم القرآن ما بين الظهر و العصر ، و يختمه أيضاً فيما بين المغرب و العشاء ، و يختمه فيما بين المغرب و العشاء في رمضان ختمتين و شيئاً ، و كانوا يؤخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل .


روي الذهبي في السير
( 5 / 441 ، 442 ) : قَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ : كَانَ مَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كُلَّه فِي صَلاَةِ الضُّحَى ، وَ كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ مِنَ الأُوْلَى إِلَى العَصْرِ ، وَ يَخْتِمُ فِي اليَوْمِ مَرَّتَيْنِ ، وَ يُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّه .وَ عَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ ، قَالَ :
كَانَ يَخْتِمُ فِيْمَا بَيْنَ المَغْرِبِ وَ العِشَاءِ مَرَّتَيْنِ ، وَ الثَّالِثَةُ إِلَى الطَّوَاسِيْنَ ، وَ كَانَ يَبُلُّ عِمَامَتَه مِنْ دُمُوْعِ عَيْنَيْهِ .



هل رأيت ما وصل به الأمر من العجائب بما يجعل عبادة أبو حنيفة تبدو ضئيلة جداً ؟!
فما بال من يفكر منا بأن هذه العبادات ( المتواصلة بلا انقطاع ) لم يكن يفعلها رسول الله صل الله عليه وسلم بهذا القدر المزعوم ولا حتي بنصفه !! فهل كان صل الله عليه وسلم مقصراً في العبادة ؟!! حاشا لله . فهو صل الله عليه وسلم أتقي الناس وأعبدهم وأخشاهم لله . وحاشا لله أن يكون هؤلاء الفقهاء قد فعلوا ما نُسب إليهم من أفعال خرافية لا أصل لها !

ملحوظة هامة : لم أتحدث عن نهي رسول الله صل الله عليه وسلم عن ختم القرآن الكريم في أقل من ثلاثة أيام لعلمي بأنك ستستشهد ببعض الأقوال التي فسرت حديثه الشريف علي أنه من قبيل الاستحباب لا من قبيل التحريم . ولكنه كان هديه وسنته صل الله عليه وسلم وكان ينام ويقوم جزءاً من الليل ( لا الليل كله ) .

- الاقتداء برسول الله صل الله عليه وسلم أولي , وخاصة أنه صل الله عليه وسلم كان ينام ويقيم جزءاً من الليل , ولم يختم القرآن الكريم كله في ركعة , ولم يقيم الليل كله ( لا ينام ) لمدة 40 عاماً , ولم يتوضأ لصلاة الفجر بوضوء العشاء لمدة 40 عاما . فهل نقتدي به صل الله عليه وسلم ( وهو الذي أُرسل رحمة للعالمين ) أم نقتدي بغيره مهما كان ؟ وهل من يتعذر عليه الاقتداء بمن يفعل الأقل ( وليسامحني الله عز وجل علي قولي هذا , ولكن حتي يصل المراد ويتبين فساد تبرير مثل هذه الخرافات ) هل سيستطيع أن يقتدي بمن فعل الأكثر ؟!!

لا بشر قبلك ولا بعدك في عبادة ربك يا رسول الله .

- أخيراً : أنصحك بقراءة كتاب أبو حنيفة للإمام ( محمد أبو زهرة ) أو قراءة كتاب تاريخ المذاهب الاسلامية ( لنفس المؤلف ).

جزاك الله خيراً وبارك فيك .

وكل عام وحضرتك وكل أعضاء المنتدي بخير وعافية .

خالص تحياتي