مشاهدة النسخة كاملة : س & ج في العقيدة


Mr. Hatem Ahmed
01-09-2015, 12:36 AM
س1: ما هي أنواع التوحيد مع تعريف كل منها...؟!


الجواب: أنواع التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

فتوحيد الربوبية: هو إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والإحياء والإماتة وسائر أنواع التصريف والتدبير لملكوت السماوات والأرض، وإفراده تعالى بالحكم والتشريع بإرسال الرسل وإنزال الكتب، قال الله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}. (1)

وتوحيد الألوهية: هو إفراد الله تعالى بالعبادة فلا يعبد غيره، ولا يدعى سواه، ولا يستغاث ولا يستعان إلا به، ولا ينذر ولا ي*** ولا ينحر إلا له، قال الله تعالى: {قل إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (2)، {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. (3)، وقال: {فصل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}. (4)

وتوحيد الأسماء والصفات: هو وصف الله تعالى وتسميته بما وصف وسمى به نفسه وبما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة، وإثبات ذلك له من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تأويل ولا تعطيل، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. (5)

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) سورة الأعراف - الآية 54
(2) سورة الأنعام - الآية 162
(3) سورة الأنعام - الآية 163
(4) سورة الكوثر - الآية 2
(5) سورة الشورى - الآية 11

Mr. Hatem Ahmed
01-09-2015, 12:42 AM
س2: هل مَن يعتقد تَصرّف أحد في الكون سِوى الله كافر...؟!


الجواب: مَن يعتقد ذلك كافر؛ لأنه أشرك مع الله غيره في الربوبية، بل هو أشد كفراً مِن كثير مِن المشركين الذين أشركوا مع الله غيره في الألوهية.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
01-09-2015, 12:45 AM
س3: هل يوجد في القرآن الكريم الأرضون السبع أو عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن فيه اختلافاً بيننا..؟! وفي أي سورة من القرآن الكريم أو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم..؟! جزاكم الله خير الجزاء.


الجواب: ثَبت في القرآن الكريم أن الله تعالى خلق سبع أرضين، كما خلق سبع سماوات، قال سبحانه: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}. (1)؛ وثَبت أيضاً في الحديث الصحيح: أن الأرضين سبع، فقد روى البخاري ومسلم، عن سعيد بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا، طَوَّقَهُ اللهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ». (2)

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
------------------------


(1) سورة الطلاق - الآية رقم 12
(2) صحيح البخاري (3/ 2452)، وصحيح مسلم (3/ 1610) وله اللفظ.

Mr. Hatem Ahmed
01-09-2015, 12:48 AM
س4: هذا الولد من عطاء المرشد، وهذا الذي يزيد في الرزق وينقص؛ ما الحُكْم في هذا الاعتقاد...؟!


الجواب: مَن اعتقد أن الولد مِن عطاء غير الله وأن أحدًا سوى الله يزيد في الرزق وينقص منه فهو مُشرك شركًا أشد مِن شرك العرب وغيرهم في الجاهلية، فإن العرب ونحوهم كانوا في جاهليتهم إذا سُئلوا عَمَن يرزقهم مِن السماء والأرض وعَمَن يخرج الحي مِن الميت ويخرج الميت مِن الحي؟! قالوا: الله! وإنما عبدوا آلهتهم الباطلة لزعمهم أنها تقربهم إلى الله زلفى، قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ}. (1)، وقال: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}. (2)، وقال: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ}. (3)، وثَبت في السّنة أن العطاء والمنع إلى الله وحده، من ذلك ما رواه البخاري في باب الذكر بعد الصلاة من صحيحه أن ورّادًا كاتب المغيرة بن شعبة قال: "أَمْلَى عَلَيَّ المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فِي كِتَابٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ».(4)، لكن قد يعطي الله عبده ذرية ويوسع له في رزقه بدعائه إياه ولجئه إليه وحده كما هو واضح في سورة إبراهيم من دعاء إبراهيم الخليل ربه وإجابة الله دعاءه، وفي سورة مريم والأنبياء وغيرهما من دعاء زكريا ربه وإجابته دعاءه، وكما ثَبَت عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ». رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما؛ والله أعلم. (5)

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن سليمان بن منيع
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
------------------------


(1) سورة يونس-الآية 31
(2) سورة الزمر-الآية 3
(3) سورة الملك-الآية 21
(4) صحيح البخاري (1/ 844) وله اللفظ، وصحيح مسلم (1/ 593).
(5) صحيح البخاري (3/ 2067)، وصحيح مسلم (4/ 2557).

Mr. Hatem Ahmed
01-09-2015, 12:51 AM
س5: هل هناك مِن الإنسان يجري الرزق إلى غيره مِن المخلوقات أو يدفع الضُرّ عنه...؟!


الجواب: اللهُ هو الرزاق ذو القوة المتين، وهو الذي يُجيب المُضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويدفع الضُرّ، أما الإنسان الحي فقد يجعله اللهُ سببًا في كسب الرزق لإنسان آخر ودفع الضُرّ عنه بإذن الله تعالى، أما هو في نفسه فلا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضرًا.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
01-09-2015, 12:56 AM
س6: هناك مَن يقول: إن الإنسان منذ زمن بعيد كان قرداً وتطوّر، فهل هذا صحيح، وهل مِن دليل...؟!


الجواب: هذا القول ليس بصحيح، والدليل على ذلك أن الله بيّن في القرآن أطوار خلق آدم، فقال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} (1)، ثم إن هذا التراب بل حتى صار طيناً لازباً يعلق بالأيدي، فقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} (2)، وقال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ} (3)، ثم صار حمأً مسنونًا، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} (4)، ثم لما يَبَس صار صلصالاً كالفخار، قال تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} (5)، وصوّره الله على الصورة التي أرادها ونَفخ فيه مِن رُوحه، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} (6)، {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (7)، هذه هي الأطوار التي مرت على خلق آدم من جهة القرآن، وأما الأطوار التي مرت على خلق ذرية آدم فقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} (8)، {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} (9)، {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (10)، أما زوجة آدم حواء فقد بيّن اللهُ تعالى أنه خلقها مِنه، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} (11) الآية.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) سورة آل عمران - الآية 59
(2) سورة المؤمنون - الآية 12
(3) سورة الصافات - الآية 11
(4) سورة الحجر - الآية 26
(5) سورة الرحمن - الآية 14
(6) سورة الحجر - الآية 28
(7) سورة الحجر - الآية 29
(8) سورة المؤمنون - الآية 12
(9) سورة المؤمنون - الآية 13
(10) سورة المؤمنون - الآية 14
(11) سورة النساء - الآية 1

Mr. Hatem Ahmed
01-09-2015, 12:58 AM
س7: يقول بعض الناس: كيف يكون الرزق كله مِن الله وأنا يمكنني أن أزيد في عملي اليوم من أجل أن أحصل رزق أكثر، فكيف يكون مقدر علي الرزق ومكتوب علي لا دخل لي في زيادته أو نقصانه...؟!


الجواب: الرزق مِن عند الله إيجادًا وتقديرًا وإعطاءًا وكسباً وتسبباً، فالعبد يباشر السبب أيًّا كان صعبًا أو سهلاً كثيرًا أو قليلاً، والله يُقَدّر السببَ ويُوجده فضلاً منه ورحمة، فينسب الرزق إلى الله تقديرًا وإعطاءًا وإلى العبد تسببًا وكسبًا.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
01-09-2015, 01:01 AM
س8: هل نَفهم مِن نَفخ الرُّوح في الجنين بعد أربعة أشهر أن الحيوان المنوي المُتحد ببيضة المرأة والذي يتكون الجنين منه لا روح فيه أو ماذا...؟!


الجواب: لكل مِن الحيوان المنوي وبويضة المرأة حياة تناسبه -إذا سلم من الآفات- تهيأ كلاً منهما بإذن الله وتقديره للاتحاد بالآخر، وعند ذلك يتكون الجنين إن شاء الله ذلك، ويكون حياً أيضاً حياة تناسبه حياة النمو والتنقل في الأطوار المعروفة، فإذا نفخ فيه الروح، سرت فيه حياة أخرى بإذن الله اللطيف الخبير، ومهما بذل الإنسان وسعه ولو كان طبيباً ماهراً فلن يحيط علماً بأسرار الحمل وأسبابه وأطواره، إنما يعرف عنه بما أوتي من علم وفحص وتجارب بعض الأعراض والأحوال، قال الله تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} (1)، {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (2)، وقال: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} (3).

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
------------------------

(1) سورة الرعد - الآية 8
(2) سورة الرعد - الآية 9
(3) سورة لقمان - الآية 34

Mr. Hatem Ahmed
01-09-2015, 01:03 AM
س9: وَجدت في بعض الكتب عبارة "وأنتم أيها المسلمون خُلفاء الله في أرضه"، فما حكم ذلك...؟!


الجواب: هذا التعبير غير صحيح مِن جهة معناه؛ لأن الله تعالى هو الخالق لكل شيء، المالك له، ولم يغب عن خلقه وملكه، حتى يتخذ خليفة عنه في أرضه، وإنما يجعل الله بعض الناس خلفاء لبعض في الأرض، فكلما هَلك فرد أو جماعة أو أمة جعل غيرها خليفة منها يخلفها في عمارة الأرض، كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} (1)، وقال تعالى: {قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} (2)، وقال: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} (3)، أي: نوعاً مِن الخلق يخلف مَن كان قبلهم مِن مخلوقاته.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
------------------------

(1) سورة الأنعام - الآية 165
(2) سورة الأعراف - الآية 129
(3) سورة البقرة - الآية 30

Mr. Hatem Ahmed
01-09-2015, 01:05 AM
س10: هل يجوز التعبير بما يأتي: "هذا الهواء طبيعي"، أم لا يجوز...؟!


الجواب: إذا كان المقصود من هذا التعبير أن الهواء مُعتدل فهو جائز.


وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
01-09-2015, 01:07 AM
س11: لماذا سُمي الدين الإسلامي "بالإسلام"...؟!


الجواب: لأن مَن دخل فيه أسلم وجهه لله واستسلم وانقاد لكل ما جاء عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن الأحكام، قال تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}.... إلى قوله: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (1)، وقال: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} (2).

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
------------------------

(1) سورة البقرة - الآيتان 130، 131
(2) سورة البقرة - الآية 112

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 02:55 AM
س12: ما معنى العبادة...؟!


الجواب: معناها: التّألُّه والتّذلل لله وحده، والانقياد له سبحانه بفعل ما أَمَر به وتَرك ما نَهى عنه؛ وقد عرّفها العلماء بأنها: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 02:57 AM
س13: هل تجوز الجملة: "الموت واحد والأسباب كثيرة"...؟!

الجواب: نعم، يجوز التعبير بذلك ولا حَرج فيه إن شاء الله.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 03:00 AM
س14: الكلمة الطيبة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: «مَن قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة». هذه الكلمة التامة مع الجزأين أي (لا إله) نفي و (إلا الله) إثبات، وذلك دال على وحدانية الله تعالى، والجزء الثاني الدال على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم في أي كتاب أجدها..؟! وإن كانت مع الجزأين في كتاب الله تعالى وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ما سواهما في أي كتاب ما جمعا مع الجزأين...؟!


الجواب: وَرَد الركن الأول مِن أركان الإسلام بجزأيه في القرآن الكريم كثيرًا، فالجزء الأول، كقوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (1)، وقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (2)، وقوله: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (3)، والجزء الثاني، كقوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (4)، وقوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} (5)؛ وأما السُّنة ففي الصحيحين، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ،وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». (6)، وفي صحيح مسلم، عن عمر رضي الله عنه قال: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا». قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ». قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ». قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا، قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ». قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ». (7)، وفي الصحيحين، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ،وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ». (8)، وفي البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، وَصَلَّوْا صَلاَتَنَا، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا، وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ». (9)، وفي الصحيحين من حديث عتبان رضي الله عنه مرفوعاً: «فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ». (10)؛ وقد فَسّر أهل العلم هذه الأحاديث وما جاء في معناها: بأن مَن تلفظ بهاتين الشهادتين والتزم بحقهما مِن أداء الفرائض وترك المحرم وإخلاص العبادة لله وحده، فإن الله يدخله الجنة من أول وهلة. أما من مات على شيء من المعاصي دون الشرك ولم يتب منها فهو تحت مشيئة الله إن شاء سبحانه غفر له وأدخله الجنة على ما كان عليه من عمل، وإن شاء عذبه على قدر معصيته ثم يدخله الجنة، كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن القرآن يفسر بعضه بعضا وهكذا السنة، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (11)، وهذه الآية في غير التائبين. وأما قوله سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (12)، فهي في التائبين بإجماع أهل العلم، وهذا قول أهل السنة والجماعة مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن سار على نهجهم مِن أهل العلم والإيمان، كالأئمة الأربعة وأتباعهم.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
------------------------

(1) سورة البقرة - الآية 255
(2) سورة محمد - الآية 19
(3) سورة الأنعام - الآية 102
(4) سورة الفتح - الآية 29
(5) سورة آل عمران - الآية 144
(6) صحيح البخاري (1/ 8)، وصحيح مسلم (1/ 16).
(7) صحيح مسلم (1/ 8)، وسُنَن أبي داود (4/ 4695).
(8) صحيح البخاري (4/ 3435)، وصحيح مسلم (1/ 28).
(9) صحيح البخاري (9/ 393)، وصحيح مسلم (1/ 20).
(10) صحيح البخاري (1/ 425)، وصحيح مسلم (1/ 33).
(11) سورة النساء - الآية 48
(12) سورة الزمر - الآية 53

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 03:02 AM
س15: أودّ أن أطرح عليكم سؤالاً كان محض خلاف بين عدد من الناس، وهو أنه كانت مكتوبة كلمة الله وكلمة محمد بشكل متداخل فيما بينهما في أعلى باب أحد المساجد؛ فمِنهم مَن قال: بأنه لا يجوز كتابتها على هذا الشكل، وبرهنوا على قولهم: بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم أصبح بذلك في مرتبة الله، وهذا غير معقول. ومنهم مَن قال: بأن كتابتها ليس فيها أية حرمانية؛ لأن الله عز وجل جعل اسمه بجانب اسم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. فأرجو منكم الإرشاد الصحيح، ولكم مني جزيل الشكر.


الجواب: مما جاء في نصوص الشريعة القرن بين الشهادة لله بالتوحيد والشهادة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة في مواضع، من ذلك: القرن بينهما في الأذان للصلاة وفي الإقامة لها، وفي حديث: « بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ». (1)، وغير ذلك، مع بيان ما يجب الإيمان به على المكلفين بالنسبة لكل منهما مما هو أهله، كقول المكلف: لا إله إلا الله محمد رسول الله، أما مزجهما كتابة فلم يأتِ في كتاب الله ولا في سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ففيه خطر عظيم، إذ فيه مشابهة لعقيدة النصارى الباطلة في التثليث، وأن الأب والابن وروح القدس إله واحد، وفيه أيضا رمز للعقيدة الباطلة.. عقيدة وحدة الوجود، وفيه أيضا ذريعة إلى الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم وعبادته مع الله سبحانه، وعليه يجب أن يُمنع كتابة اسم الله تعالى واسم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم على شكل تداخل حروف اسميهما كتابةً، وتقاطع حروف اسم كل منهما بحروف اسم الآخر، بل لا يجوز كتابة (الله - محمد) على باب المسجد ولا على غيره؛ لما في ذلك من الإيهام والتلبيس؛ لما ذكر من المحاذير وغيرها.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) صحيح البخاري (1/ 8)، وصحيح مسلم (1/ 16).

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 03:05 AM
س16: ما هي حقيقة الإسلام...؟!


الجواب: حقيقة الإسلام جاءت في جواب الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه الصلاة والسلام حينما سأله عن الإسلام فقال: «الْإِسْلَامُ: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا». (1)، ويدخل في ذلك الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، كما يدخل في ذلك الإحسان وهو: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك؛ لأن الإسلام متى أطلق شمل هذه الأمور؛ لقول الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (2)، وحديث جبرائيل حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان أجابه بما ذكر، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن جبرائيل سأل عن هذه الأمور لتعليم الناس دينهم، ولا يخفى أن هذا يدل أن دين الإسلام هو الانقياد لأوامر الله ظاهراً وباطناً وترك ما نهى عنه ظاهرًا وباطنًا، وهذا هو الإسلام الكامل.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) صحيح مسلم (1/ 8)، وسُنَن أبي داود (4/ 4695).
(2) سورة آل عمران - الآية 19

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 03:09 AM
س17: ما هي العبودية الحقيقية..؟! أهي جعل المرء غيره عبدًا ولو كان على غير طريقة الإسلام...؟!


الجواب: العبودية أنواع:

1. عبودية حقيقية عامة لجميع الخلق في كل زمان، وهذه ليست لأحد إلا لله وحده، كما في قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} (1)، {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا} (2)، {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} (3)، وكما في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا». (4)، وكما في الحديث النبوي في الدعاء المشهور: «اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي». (5)، فهذه عبودية كونية قدرية حقيقية عامة، مقتضاها تصرف الله في خلقه كيف يشاء وانقيادهم له طوعاً وكَرهاً لا مُعقب لحكمه وهو اللطيف الخبير لا شَريك له في شيء من ذلك.

2. عبودية تشريف وتكريم لأصفيائه وأوليائه من أنبيائه وملائكته وسائر الصالحين من عباده، كما في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} (6) الآيات، وقوله تعالى في الملائكة: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} (7) الآيات، وقوله تعالى في عموم الصالحين: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} (8) إلى الآية الأخيرة من سورة الفرقان. وهذه عبودية حقيقية خاصة اختص الله تعالى بها الصالحين الأخيار من عباده؛ تشريفاً لهم وتكريماً.

3. عبودية بين مخلوق ومخلوق وهذه عبودية خاصة محدودة مؤقتة، وهي إما شرعية إن كانت عن حرب إسلامية للكفار، خوّلها الله للغانمين ولمَن اشترى منهم وجعل لها حقوقًا، وإما غير شرعية وهي التي تكون عن سرقة أحرار أو التسلّط عليهم ظلمًا وعدواناً، أو تكون بشراء من هؤلاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ». (9) متفق عليه

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) سورةمريم - الآية 93
(2) سورةمريم - الآية 94
(3) سورةمريم - الآية 95
(4) صحيح مسلم (4/ 2577)، وسُنَن الترمذي (4/ 2495).
(5) مُسْند أحمد بن حنبل (6/ 3712)، وصَحيح ابن حبان (3/ 972). وصحّحه الألباني
(6) سورةالإسراء - الآية 1
(7) سورةالأنبياء - الآية 26
(8) سورةالفرقان - الآية 63
(9) صحيحالبخاري (3/ 2270)، وسُنَن ابن ماجة (2/ 2442).

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 03:10 AM
س18: أريد تفسير كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله".


الجواب: شهادة (أن لا إله إلا الله) و (أن محمدًا رسول الله) هي الركن الأول مِن أركان الإسلام، ومعنى (لا إله إلا الله): لا معبود بحق إلا الله، وهي نفي وإثبات. (لا إله) نافياً جميع العبادة لغير الله، (إلا الله) مُثبتاً جميع العبادة لله وحده لا شريك له، ونوصيك بمراجعة كتاب "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" تأليف الشيخ عبد الرحمن بن حسن، لأنه قد بسط الكلام في ذلك في باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله. وأما كلمة (محمد رسول الله) فمعناها: الإقرار برسالة محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان بها والانقياد لها قولاً وفعلاً واعتقادًا، واجتناب كل ما ينافيها من الأقوال والأعمال والمقاصد والتروك، وبعبارة أخرى معناها: طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 03:12 AM
س19: مِن المعلوم البيّن والواضح المتعيّن: أن الإسلام جاء لتحرير الناس، والحرية في الإسلام، كما وصفها أحد العلماء الربّانيين أنها: "أن تكون عبدًا لله وحرًا لسواه". فالرجاء منكم أن توضحوا لنا باختصار مفهوم العبودية في الإسلام، وكيف يتم تحرير العبد من سيده وكل ما تفرع عن ذلك، إضافة إلى ذلك تفسير الحكمة من اتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم لأنس كخادم واتخاذ عمر للغلام ... إلخ.


الجواب: معنى العبودية: الخضوع والتذلل والانقياد لله تعالى بطاعة أوامره وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده؛ تقرباً إليه سبحانه، ورغبةً في ثوابه، وحذرًا من غضبه وعقابه، فهذه هي العبودية الحقة ولا تكون إلا لله. وأما عبودية الرِّق فهي عبودية طارئة لأسباب كثيرة، أصلها تلبس الشخص بالكفر فيُسبى من الكفار بالجهاد الشرعي.
أما كيف يتحرر العبد مِن سيده..؟! فلذلك أسباب أوضحها العلماء في كتاب العتق، منها: أن يعتقه سيده على سبيل التقرب إلى الله سبحانه، ومنها أن يعتقه عن كفارة *** أو ظهار أو نحوهما. وأما اتخاذ الخادم فجائز؛ لما ثبت في حديث أنس وغيره من الأحاديث، ومن الحكمة في ذلك قضاء حوائج النبي صلى الله عليه وسلم ومساعدته في لوازمه الخاصة ومعرفة الآداب والأخلاق التي كان يتحلى بها، وليس في ذلك معارضة العبودية الخاصة لله وحده.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 03:14 AM
س20: أسلم كافر فهل ينطق بالشهادتين أو يتوضأ أو لا...؟!

الجواب: يَنطق بالشهادتين أولاً، ثم يتطهّر للصلاة، ويُشرع له الغُسل لأن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَر بعض الصحابة بذلك لما أسلم.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 03:19 AM
س21: رجل يعيش في جماعة تستغيث بغير الله، هل يجوز له الصلاة خلفهم، وهل تجب الهجرة عنهم، وهل شِركهم شِرك غليظ، وهل موالاتهم كموالاة الكفار الحقيقيين...؟!


الجواب: إذا كانت حال مَن تعيش بينهم - كما ذكرتَ: مِن استغاثتهم بغير الله، كالاستغاثة بالأموات والغائبين عنهم من الأحياء أو بالأشجار أو الأحجار أو الكواكب ونحو ذلك- فهم مشركون شركًا أكبر يخرج مِن مِلّة الإسلام، لا تجوز موالاتهم، كما لا تجوز موالاة الكفار، ولا تصح الصلاة خلفهم، ولا تجوز عشرتهم ولا الإقامة بين أظهرهم إلا لمَن يدعوهم إلى الحق على بينة، ويرجو أن يستجيبوا له وأن تصلح حالهم دينيًا على يديه، وإلا وجب عليه هجرهم والانضمام إلى جماعة أخرى يتعاون معها على القيام بأصول الإسلام وفروعه وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يجد اعتزل الفرق كلها ولو أصابته شدة؛ لما ثبت عن حُذَيفة رضي الله عنه أنه قال: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ». قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ». قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا». قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا». قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ». قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ». (1) متفق عليه

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
-------------------------------------------

(1) صحيح البخاري (4/ 3606)، وصحيح مسلم (3/ 1847).

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 11:52 PM
س22: إنني أسمع وأرى بعيني، يقولون: بأن الأولياء عندهم التصرف في الدنيا في العبد، ويقولون: بأنهم عندهم أربعين وجهاً.. تَراه رجلاً وتَراه ثعبانًا وأسدًا وغير ذلك، ويذهبون عند المقابر وينامون هناك ويدلجون هناك، ويقولون: بأنه يقف عندهم في المنام، ويقول لهم: اذهبوا فإنك شفيت، فهل هذا الكلام صحيح أم لا...؟!


الجواب: ليس للأولياء تصرف في أحد، وما آتاهم الله من الأسباب العادية التي يؤتيها الله لغيرهم من البشر، فلا يملكون خرق العادات، ولا يمكنهم أن يتمثلوا في غير صور البشر من ثعابين أو أسود أو قرود أو نحو ذلك من الحيوان، إنما ذلك أعطاه الله للملائكة والجن وخصهم به، ويشرع الذهاب إلى القبور لزيارتها والدعاء بالمغفرة والرحمة لأهلها، ولا يجوز الذهاب إليها لطلب البركة والشفاء من أهلها والاستغاثة بهم في تفريج الكربات وقضاء الحاجات، بل هذا شرك أكبر، كما أن ال*** لغير الله شرك أكبر، سواء كان عند قبور الأولياء أم غيرها، فما حكيته عنهم مخالف للشرع، بل من البدع المنكرة والعقائد الشركية.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 11:55 PM
س23: إن رجلاً خطيب مسجد بإحدى القرى التي نعيش فيها نحن، وهو من الصوفية والطريقة الشاذلية التي يسمونها على أنفسهم. وهذا الرجل يدعو الناس ويعلمهم التوسل بمخلوقات الله مثل: الأنبياء، والأولياء، ويدعوهم إلى زيارة الأضرحة (القِبَاب)، ويُحلّ لهم الحلف بالنبي والولي والكفارة في هذا الحلف إذا حنث الحالف. ونحن ناظرناه في ذلك الخطأ الذي يفعله ويُعلّمه للناس ولكنه مُصِرّ على ذلك، ويستدل بأحاديث ضعيفة وموضوعة فهل هذا يُصلى وراءه..؟!
لأننا لم نتم بناء المسجد؛ لأننا جمعنا تبرعات لبناء هذا المسجد ولكن لم ينشأ إلى الآن. فنرجو فتواكم على هذا السؤال؛ وفقنا ووفقكم الله تعالى.


الجواب: إن الاستغاثة بالأموات ودعاءهم من دون الله أو مع الله شِرك أكبر يخرج مِن مِلّة الإسلام، سواء كان المُستغاث به نبيًا أم غير نبي، وكذلك الاستغاثة بالغائبين شِرك أكبر يخرج من ملة الإسلام والعياذ بالله، وهؤلاء لا تصح الصلاة خلفهم لشركهم. أما من استغاث بالله وسأله سبحانه وحده متوسلا بجاههم أو طاف حول قبورهم دون أن يعتقد فيهم تأثيراً وإنما رَجَا أن تكون منزلتهم عند الله سببًا في استجابة الله له فهو مبتدع آثم مرتكب لوسيلة من وسائل الشرك، ويُخشى عليه أو أن يكون ذلك منه ذريعة إلى وقوعه في الشرك الأكبر. ونسأل الله أن يعينكم على نشر التوحيد ونصرة الحق وجهاد المبتدعين.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
02-09-2015, 11:58 PM
س24: الاستغاثة بالأنبياء والأولياء والصالحين في حياتهم وبعد مماتهم في كشف السُّوء وجَلب الخير والتّوسل بهم أيضًا في الحالتين لقضاء الحوائج والمآرب، أيجوز ذلك أم لا...؟!

الجواب: أما الاستغاثة بالأموات مِن الأنبياء وغيرهم فلا تجوز، بل هي من الشِّرك الأكبر، وأما الاستغاثة بالحي الحاضر والاستغاثة به فيما يقدر عليه فلا حرج؛ لقول الله سبحانه في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} (1)؛ أما التّوسل بالأحياء والأموات من الأنبياء وغيرهم بذواتهم أو جاههم أو حقهم فلا يجوز، بل هو مِن البِدَع ووسائل الشِّرك.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) سورة القصص - الآية 15

Mr. Hatem Ahmed
03-09-2015, 12:01 AM
س25: رجل يُصلي ويصُوم ويفعل جميع أركان الإسلام ومع ذلك كله يدعو غير الله حيث إنه يتوسل بالأولياء وينتصر بهم ويعتقد أنهم قادرون على جلب المنافع ودفع المضار، أخبرنا جزاكم الله خيرًا، هل يَرثهم أولادهم المُوَحِّدون بالله الذين لا يُشركون مع الله شيئاً..؟!


الجواب: مَن كان يُصلي ويصوم ويأتي بأركان الإسلام إلا أنه يستغيث بالأموات والغائبين وبالملائكة ونحو ذلك فهو مُشرِك، وإذا نُصح ولم يقبل وأصرّ على ذلك حتى مات فهو مُشرِك شركاً أكبر يُخرجه مِن مِلّة الإسلام، فلا يُغسّل ولا يُصلّى عليه صلاة الجنازة ولا يُدفن في مقابر المسلمين ولا يُدعَى له بالمغفرة ولا يَرثه أولاده ولا أبواه ولا إخوته المُوَحِّدون ولا نحوهم ممَن هو مُسْلِم لاختلافهم في الدين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ،وَلاَ الكَافِرُ المُسْلِمَ». (1) رواه البخاري ومسلم

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) رواه البخاري (8/ 6764)، ومسلم (3/ 1614).

Mr. Hatem Ahmed
03-09-2015, 12:04 AM
س26: يقول أرباب الصوفية: أنهم يستعينون ويستغيثون بعباد صالحين مجازاً والله عز وجل هو المستعان حقيقة فكيف تَرُدّ على هؤلاء..؟! ثم إنهم يقولون حُجة لهم في الاستعانة بالصالحين: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (1)، حُجة لهم فكيف تَرُدّ على هذا...؟!


الجواب: أولاً: الاستعانة والاستغاثة بغير الله من الأموات والغائبين والأصنام ونحوها شِرك بالله عز وجل، وهكذا الاستغاثة والاستعانة بغير الله من الأحياء فيما لا يقدر عليه إلا الله شِرك أكبر يخرج من ملّة الإسلام.

ثانياً: الاستدلال على مشروعية الاستعانة والاستغاثة بغير الله بقوله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (1)، استدلال باطل، فإن معناها: وما أصبت عيون الكفار في غزوة بدر مع كثرتهم وانتشارهم في ميدان القتال بما حذفتهم به من الحَصَى مع ضَعفك وقِلّة ما بيدك من الحَصَى، ولكن الله تعالى هو الذي أوصله إليهم فأصاب أعينهم جميعًا بقدرته سبحانه، فليس في الآية استغاثة بغير الله، إنما فيها أخذ بالأسباب ولو ضعيفة وهو حذف الحصى مع الضراعة لله واللجوء إليه فكانت النتائج بفضل الله وقدرته عظيمة، وكان مع حذف الحصى أيضاً دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم وطلبه النصر من الله وحده على أعدائه لا دعاء الصالحين.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) سورة الأنفال - الآية 17

Mr. Hatem Ahmed
03-09-2015, 12:07 AM
س27: قال بعض أهل البِدَع الذين يدعون أهل القبور قال: كيف تقولون: الميت لا ينفع وقد نفعنا موسى عليه الصلاة والسلام حيث كان السبب في تخفيف الصلاة من خمسين إلى خمس، وقال بعضهم: كيف تقولون: كل بِدعة ضلالة، فماذا تقولون في شكل القرآن ونقطه، كل ذلك حدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبماذا نجيبهم...؟!


الجواب: أولاً: الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون نداء مَن ناداهم مِن الناس، ولا يستجيبون دعاء مَن دعاهم، ولا يتكلمون مع الأحياء مِن البشر ولو كانوا أنبياء، بل انقطع عملهم بموتهم؛ لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (1)، {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (2)، وقوله: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} (3)، وقوله: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} (4)، {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} (5)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». (6) رواه مسلم في صحيحه، ويُستثنى مِن هذا الأصل ما ثَبت بدليل صحيح، كسماع أهل القليب من الكفار كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب غزوة بدر، وكصلاته بالأنبياء ليلة الإسراء، وحديثه مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في السماوات حينما عُرِج به إليها، ومِن ذلك نُصح موسى لنبينا عليهما الصلاة والسلام أن يسأل الله التخفيف مما افترضه عليه وعلى أمته من الصلوات فراجع نبينا صلى الله عليه وسلم ربه في ذلك حتى صارت خمس صلوات في كل يوم وليلة، وهذا من المعجزات وخوارق العادات فيقتصر فيه على ما ورد.. ولا يُقاس عليه غيره مما هو داخل في عموم الأصل؛ لأن بقاءه في الأصل أقوى من خروجه عنه بالقياس على خوارق العادات، علماً بأن القياس على المستثنيات من الأصول ممنوع خاصة إذا لم تُعلَم العِلّة، والعِلّة في هذه المسألة غير معروفة؛ لأنها من الأمور الغيبية التي لا تُعلَم إلا بالتوقيف من الشرع، ولم يثبت فيها توقيف فيما نعلم، فوجب الوقوف بها مع الأصل.

ثانياً: الأُمَّة مأمورة بحفظ القرآن كتابة وتلاوة، وبقراءته على الكيفية التي علمهم إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانت لغة الصحابة رضي الله عنهم عربية سليمة؛ لِقِلّة الأعاجم بينهم، وعنايتهم بتلاوته - كما أُنْزِل- عظيمة، واستمر ذلك في عهد الخلفاء الراشدين فلم يخش عليهم اللحن في قراءة القرآن ولم يشق عليهم قراءته من المصحف بلا نقط ولا شكل، فلما كانت خلافة عبد الملك بن مروان وكثر المسلمون من الأعاجم واختلطوا بالمسلمين من العرب خشي عليهم اللحن في التلاوة وشق عليهم القراءة من المصحف بلا نقط ولا شكل، فأمر عبد الملك بن مروان بنقط المصحف وشكله، وقام بذلك الحسن البصري، ويحيى بن يعمر رحمهما الله، وهما من أتقى التابعين وأعلمهم وأوثقهم؛ محافظة على القرآن، وصيانة له من أن يناله تحريف، وتسهيلاً لتلاوته وتعليمه وتعلمه، كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبهذا يتبين أن كلاً مَن نقط القرآن وشكله -وإن لم يكن موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم- فهو داخل في عموم الأمر بحفظه وتعليمه وتعلمه على النحو الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أُمّتَه؛ ليتم البلاغ، ويَعُمّ التشريع، ويستمر حتى يَرِث اللهُ الأرض ومَن عليها، وعلى هذا لا يكون من البدع؛ لأن البدعة: ما أحدث ولم يدل عليه دليل خاص به أو عام له ولغيره، وقد يسمي مثل هذا بعض من تكلم في السنن والبدع: مصلحة مرسلة، لا بدعة، وقد يسمى هذا: بدعة من جهة اللغة؛ لكونه ليس على مثال سابق لا من جهة الشرع؛ لدخوله تحت عموم الأدلة الدالة على وجوب حفظ القرآن وإتقانه تلاوةً وتعلماً وتعليماً، ومن هذا قول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس على إمام واحد في التراويح: "نِعْمَتِ البِدْعَةُ هَذِهِ" (7). والظاهر دخول النقط والشكل في عموم النصوص الدالة على وجوب حفظ القرآن كما أنزل.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) سورة فاطر - الآية 13
(2) سورة فاطر - الآية 14
(3) سورة فاطر - الآية 22
(4) سورة الأحقاف - الآية 5
(5) سورة الأحقاف - الآية 6
(6) صحيح مسلم (3 / 1631)، وسُنَن أبيداود (3/ 2880).
(7)صحيح البخاري (3/ 2010)، ومُوَطّأ مالك (1/ 241) وله اللّفظ.

Mr. Hatem Ahmed
03-09-2015, 05:44 AM
س28: إذا كان إنسان إمام مسجد ويستغيث بالقبور ويقول: هذه قبور ناس أولياء ونستغيث بهم من أجل الواسطة بيننا وبين الله، هل يجوز لي أن أُصلي خلفه...؟!


الجواب: مَن ثَبَت لديك أنه يستغيث بأصحاب القبور أو ينذر لهم فلا يصح أن تصلي خلفه؛ لأنه مُشرِك، والمُشرِك لا تصح إمامته ولا صلاته ولا يجوز للمسلم أن يصلي خلفه؛ لقول الله سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (1)، وقوله عز وجل: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (2)، {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (3).

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) سورةالأنعام - الآية 88
(2) سورةالزمر - الآية 65
(3) سورةالزمر - الآية 66

Mr. Hatem Ahmed
03-09-2015, 05:46 AM
س29: هل يجوز لمسلم أن يقول في دعائه: "أجيبوا وتوكلوا يا خُدّام هذه الأسماء الحسنى بقضاء حاجتي"...؟!


الجواب: نداء خُدّام الأسماء الحسنى لقضاء الحاجات شِرك؛ لأنه نداء لغير الله من خَدَم غائبين، موهومين لا نعلم له أصلاً، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} (1)، {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} (2)، وقال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (3)، وقال تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} (4)، {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} (5) الآية، وقال عز وجل: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (6)، وقال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (7)، وثَبَت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا سَأَلْتَ،فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ». (8)، إلى غير ذلك مِن الآيات والأحاديث الدالة على أن الدعاء لجلب النفع أو دفع الضرر إنما هو لله، فصرفه لغير الله شِرك؛ لأنه عبادة.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) سورةالأحقاف - الآية 5
(2) سورةالأحقاف - الآية 6
(3) سورةالمؤمنون - الآية 117
(4) سورةيونس - الآية 106
(5) سورةيونس - الآية 107
(6) سورةالجن - الآية 18
(7) سورةالجن - الآية 6
(8) سُنَن الترمذي (4 / 2516) وصحّحه، ومُسْنَد أحمد (4/ 2763).

Mr. Hatem Ahmed
03-09-2015, 05:48 AM
س30: هل يجوز لمسلم أن يكتب الأسماء الروحانية (الجن أو الملائكة) أو أسماء الله الحسنى أو غير ذلك من الحرز والعزيمة المشهورة عند العلماء الروحانيين بإرادة حفظ البدن من شر الجن والشيطان والسحر...؟!


الجواب: الاستعانة بالجن أو الملائكة والاستغاثة بهم لدفع ضر أو جلب نفع أو للتحصن من شر الجن شِرك أكبر، يُخرج عن مِلّة الإسلام -والعياذ بالله- سواء كان ذلك بطريق ندائهم أو كتابة أسمائهم وتعليقها تميمة أو غسلها وشرب الغسول أو نحو ذلك، إذا كان يعتقد أن التميمة أو الغسل تجلب له النفع أو تدفع عنه الضر دون الله.

وأما كتابة أسماء الله تعالى وتعليقها تميمة فقد أجازه بعض السَّلف وكرهه بعضهم؛ لعموم النّهي عن التّمائم واعتبار تعليقها ذريعة إلى تعليق غيرها من التّمائم الشِركية؛ ولأن تعليقها يُعرّضها للأوساخ والأقذار وفي ذلك امتهان لها، وهذا هو الصواب.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
03-09-2015, 05:51 AM
س31: شخص عبد غير الله، أو دعا غير الله، أو *** لشيخ، كما يحدث في بعض البلاد، فهل يُعذر بجهله أم لا يُعذر بجهل..؟! وإذا كان لا عُذْر بجهل فما الرد على قصة ذات أنواط...؟! أفتونا مأجورين.


الجواب: لا يُعذَر المُكَلّف بعبادته غير الله أو تقرّبه بالذبائح لغير الله أو نَذره لغير الله ونحو ذلك من العبادات التي هي من اختصاص الله إلا إذا كان في بلاد غير إسلامية ولم تبلغه الدعوة؛ فيُعذَر لعدم البلاغ لا لمجرد الجهل، لما رواه مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ». (1)، فلم يَعذُر النبي صلى الله عليه وسلم مَن سمع به، ومَن يعيش في بلاد إسلامية قد سمع بالرسول صلى الله عليه وسلم فلا يُعذَر في أصول الإيمان بجهله.

أما مَن طلبوا مِن النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط يعلقون بها أسلحتهم، فهؤلاء كانوا حديثي عهد بكفر، وقد طلبوا فقط ولم يفعلوا؛ فكان ما حصل منهم مخالفًا للشرع، وقد أنكره عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يفعلوه.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------------------


(1) صحيح مسلم (1/ 153)، ومسند أحمد (13/ 8203).

Mr. Hatem Ahmed
03-09-2015, 05:54 AM
س32: ما حُكم طالب المَدَد مِن شخص ميت بأن يقول: "مَدَد يا فلان"..؟! وما الحُكم في طلبه أيضًا مِن الأحياء الغير حاضرين لذلك الشخص الطالب للمَدَد...؟!


الجواب: أولاً: طالب المدد مِن شخص ميّت بأن يقول: "مَدَد يا فلان"، يجب نُصحه وتنبيهه بأن هذا أمر مُحَرّم، بل هو شِرك، فإن أَصرّ على ذلك فهو مُشرِك كَافِر؛ لأنه طلب مِن غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله، فقد صَرَف حق الله إلى المخلوق، قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} (1) الآية.

ثانياً: طلب المَدَد من الحي الذي ليس بحاضر لا يجوز؛ لأنه دعا غير الله وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، وهو شرك أيضًا، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (2)، ودعاء الحي الغائب نوع من العبادة، فمَن فعل ذلك نُصِح، فإن لم يقبل فهو مُشرِك شركًا يُخرج من المِلّة.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) سورة المائدة - الآية 72
(2) سورة الكهف - الآية 110

Mr. Hatem Ahmed
03-09-2015, 05:56 AM
س33: أبي يعتقد في الشيخ المتوفى، ويعرف عندنا بالولي فيتوسل به ويشركه في الدعاء مع الله، فيقول مثلاً: "يا رب، يا سيدي عبد السلام"، ما حُكم الإسلام في ذلك مع أنه يصلي ويصوم ويُزكي...؟!


الجواب: دعاء الأموات والغائبين من الأنبياء والأولياء وغيرهم وحدهم أو مع الله شِرك أكبر، ولو صام وصَلّى وزَكّى؛ لقول الله سبحانه: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} (1)، وقوله سبحانه: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (2)، {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (3)، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) سورة يونس - الآية 106
(2) سورة فاطر - الآية 13
(3) سورة فاطر - الآية 14

Mr. Hatem Ahmed
03-09-2015, 05:58 AM
س34: يقول الناس عند النوازل والشدائد: "يا رسول الله"، وغيره من الأولياء، ويذهبون إلى مقابر الصالحين في حالة المرض ويستغيثون بهم، ويقولون: إن الله يدفع البلاء بهم، نحن نستمدهم لكن نيتنا إلى الله، لأن المؤثر هو الله، هل هذا شرك أم لا، وهل يُقال لهم: إنهم مشركون...؟! والحال أنهم يُصَلّون ويقرأون القرآن وغيره من العمل الصالح.


الجواب: ما يفعله هؤلاء هو الشِرك الذي كان عليه أهل الجاهلية الأولى، فإنهم كانوا يدعون اللات والعزى ومناة وغيرهم ويستغيثون بهم؛ تعظيمًا لهم، ورجاء أن يقربوهم إلى الله ويقولون: {ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (1)، ويقولون أيضًا: {هؤلاء شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} (2)، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء عبادة، وأنها لا تكون إلا لله، ونهى الله تعالى عن دعاء غيره، فقال: {ولا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} (3)، {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (4)، وعلى المسلمين أن يقولوا: {إياك نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (5)، في كل ركعة من صلواتهم؛ إرشادًا لهم إلى أن العبادة لا تكون إلا له، وأن الاستعانة لا تكون إلا به دون الأموات من الأنبياء وسائر الصالحين، ولا يغرّنك مع ذلك كثرة صلاة هؤلاء وصيامهم وقراءتهم، فإنهم ممَن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا؛ وذلك أنها لم تُبن على أساس التوحيد الخالص، فكانت هَباءًا مَنثورًا، والأدلة من الكتاب والسُّنة على شركهم وإحباط عملهم كثيرة، فراجع في ذلك آيات القرآن والسنة الصحيحة وكتب أهل السنة، نسأل الله لنا ولك الهِداية.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) سورة الزمر - الآية 3
(2) سورة يونس - الآية 18
(3) سورة يونس - الآية 106
(4) سورة يونس - الآية 107
(5) سورة الفاتحة - الآية 5

Mr. Hatem Ahmed
03-09-2015, 06:00 AM
س35: هل للأولياء الصالحين أن يسمعوا نداء مَن دعاهم..؟! ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ، إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ». (1)، أفيدوني...؟!


الجواب: الأصل أن الأموات صالحين كانوا أو غير صالحين لا يسمعون كلام البشر؛ لقوله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (2)، وقوله سبحانه: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} (3)، ولكن قد يسمع الله الموتى صوت رسول من رُسله لحكمة من الحِكَم، كما أسمع سبحانه ***ى بدر من الكفار صوت رسوله صلى الله عليه وسلم؛ إهانةً وتبكيتًا لهم، وتكريماً لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما استنكر بعضهم ذلك: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا». (4)

وأما سماع الميت حيث يُوضع في قبره قرع نعال المشيعين فهو إسماع خاص ثبت في النص فلا يُزاد عليه لاستثنائه من الأدلة العامة الدالة على عدم سماع الموتى، كما تقدم.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) صحيح البخاري (2/ 1374)، وصحيح مسلم (4/ 2870).
(2) سورة فاطر - الآية 14
(3) سورة فاطر - الآية 22
(4) صحيح البخاري (5/ 3976)، وصحيح مسلم (4/ 2874)، وسُنَن النسائي (4/ 2075) وله اللّفظ.

Mr. Hatem Ahmed
04-09-2015, 01:12 AM
س36: إن في بلادي التي أنا فيها مشايخ كثير وهم يفعلون الأشياء التالية: هم يضربون الدفوف ويذهبون إلى القبور وي***ون عليها الأغنام والإبل والبقر ويطبخون الطعام هل هذا شيء حرام أم لا..؟! هم يبنون قُبة خارج المدينة ويضربون فيه الدفوف والطبل وهناك ترتفع أصواتهم وهم قائلون: "أغثنا يا شيخنا جيلاني"، وغيرهم من المشائخ الآخرين؛ ويمشون بين الناس ويأخذون المال ويقولون: زيارة شيخ ابن فلان إلى آخره. وإذا مرض أحد من الناس يأخذونه إليهم ويقرأون عليه الآيات ويقولون: تأتي بكبش أو ثور أو ناقة وغيره من المواشي، وفي السنة يدفع الناس مالاً كثيراً ويذهبون إليهم فهل هذا شيء مُحَرَّم في ديننا...؟!


الجواب: أولاً: لا يجوز ***هم الإبل والبقر والغنم ونحوها على القبور، بل هو شِرك يخرج مِن مِلّة الإسلام إذا قصدوا التقرب إليها رجاء بركتها؛ لأن التقرّب بذلك لا يكون إلا لله، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (1)، {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (2)، وكذا لا يجوز الضرب بالدفوف للرجال مطلقًا، ويجوز الضرب عليها للنساء في النكاح لإعلانه.

ثانياً: الاستغاثة بالأموات والغائبين مِن الأحياء مِن جِن وملائكة وإنس ودعاؤهم لجلب نفع أو دفع ضر، شِرك أكبر يخرج مِن المِلّة، قال الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} (3) {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} (4) أما الضرب على الطبول فلا يجوز لا للرجال ولا للنساء.

ثالثاً: زيارة مشايخ الطرق الصوفية لمريديهم لأخذ أموال منهم، تَسوّل وأكل للمال بالباطل، وينبغي لمَن يقدر على نصحهم والأخذ على أيديهم أن يقوم بذلك وأن يقوم بنصح المريدين حتى لا يدفعوا لهم الأموال إلا بحقها الشرعي.

رابعاً: رُقْية المريض بقراءة القرآن والأذكار والدعوات النبوية الثابتة عنه عليه الصلاة والسلام مشروعة، أما الذهاب إلى مَن ذكرتَ ليقرأ عليه أبياتاً ويأمره ب*** كبش أو ثور مثلاً فهذا لا يجوز؛ لأن ذلك رُقْية بِدعية وأكل للمال بالباطل، وقد يكون شِركًا إذا *** ما ذكر للجن أو للأموات ونحو ذلك؛ لدفع شر أو جلب نفع منهم.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) سورة الأنعام - الآية 162
(2) سورة الأنعام - الآية 163
(3) سورة يونس - الآية 106
(4) سورة يونس - الآية 107

Mr. Hatem Ahmed
04-09-2015, 01:14 AM
س37: يقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (1)، ما حق مَن دَعَا الله بأسمائه الحسنى..؟! أيتوسل بعشرة أسماء مِن أسمائه أو أكثرها أو يتوسل بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله...؟!


الجواب: دُعاء الله بأسمائه الحسنى والتّوسل إليه بها مشروع؛ لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (1)، ولما رواه الإمام أحمد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا». قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: «بَلَى، يَنْبَغِيلِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا». (2)

وللدّاعي أن يتوسل إلى الله بأي اسم من أسمائه الحسنى التي سمى بها نفسه، أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم، ولو اختار منها ما يناسب مطلوبه كان أحسن مثل: يا مغيث، أغثني، ويا رحمن، ارحمني، رب اغفر لي وارحمني، إنك أنت التواب الرحيم.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) سورة الأعراف - الآية 180
(2) رواه أحمد في "المُسْنَد" (6 / 3712)، وصحيح ابن حبان (3/ 972)؛ وصحّحه الألباني.

Mr. Hatem Ahmed
04-09-2015, 01:16 AM
س38: هل الدعاء يَرُدّ القضاء...؟!


الجواب: شَرَع اللهُ سبحانه الدعاءَ وأَمر به، فقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (1)، وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (2)، فإذا فعل العبد السبب المشروع ودَعَا فإن ذلك مِن القضاء فهو رَدّ القضاء بقضاء إذا أراد الله ذلك، وقد ثَبَت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ». (3)

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) سورة غافر - الآية 60
(2) سورة البقرة - الآية 186
(3) رواه أحمد في "المُسْنَد" (37/ 22386)، وابن ماجة (1/ 90)، وصحيح ابن حبان (3/ 872).

Mr. Hatem Ahmed
04-09-2015, 01:18 AM
س39: هل يجوز قول الإنسان عند الاستعانة مثلاً بالله عز وجل: يا مُعين، يا رب، أو عند طلب التيسير فيسأل: يا مُسَهِّل، أو يا مُيَسِّر يا رب، وما الضابط في ذلك..؟! وما حُكم مَن يقول ذلك ناسيًا أو جاهلاً أو مُتعمدًا...؟!


الجواب: يجوز لك أن تقول ما ذكرتَ؛ لأن المقصود مِن المعين والمسهل والميسر في ندائك هو الله سبحانه وتعالى؛ لتصريحك بقولك: يا رب، آخر النداء، سواء قلتَ ذلك ناسيًا أو جاهلاً أو مُتعمدًا.


وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

هامييس
04-09-2015, 01:31 PM
ممتازززززز

Mr. Hatem Ahmed
05-09-2015, 12:06 AM
ممتازززززز


شكرًا جزيلاً لمرورك الكريم

Mr. Hatem Ahmed
05-09-2015, 12:08 AM
س40: ما حُكْم المناذير وهو دعاء الجن والشياطين على شخص ما، ليعملا به عملاً مكروهًا، كأن يُقال: خذوه اذهبوا به، انفروا به بقصد أو بغير قصد، وما حكم مَن دعا بهذا القول، حيث سمعت قول أحدهم: أنه مَن دعا الجن لم تُقبل له صلاة ولا صيام ولا يُقبر في مقابر المسلمين ولا تُتبع جنازته ولا يُصلى عليه إذا مات...؟!


الجواب: الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات من الإِضرار بأحد أو نفعه، شِرك في العبادة؛ لأنه نوع من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته، قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} (1)، {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (2)، وقال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (3)، فاستعانة الإنسي بالجني في إنزال ضرر بغيره واستعاذته به في حفظه من شر من يخاف شره كله شرك. ومَن كان هذا شأنه فلا صلاة له ولا صيام؛ لقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (4)، ومَن عُرِف عنه ذلك لا يُصَلّى عليه إذا مات، ولا تُتَّبَع جنازته، ولا يُدفن في مقابر المسلمين.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن منيع
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

------------------------

(1) سورة الأنعام - الآية 128
(2) سورة الأنعام - الآية 129
(3) سورة الجن - الآية 6
(4) سورة الزمر - الآية 65

Mr. Hatem Ahmed
05-09-2015, 12:10 AM
س41: هل يُعِين علي رضي الله عنه أحدًا عند المَصائب...؟!


الجواب: قُتِلَ علي رضي الله عنه ولم يَعلم بتدبير قاتله ولم يستطع أن يدفع عن نفسه فكيف يُدعى أنه يدفع المصائب عن غيره بعد موته وهو لم يستطع أن يدفعها عن نفسه في حياته؟! فَمَن اعتقد أنه أو غيره من الأموات يجلب نفعًا أو يعين عليه أو يكشف ضُراً فهو مُشْرِك؛ لأن ذلك مِن اختصاص الله سبحانه فَمَن صرفه إلى غيره عقيدةً فيه أو استعانةً به فقد اتخذه إلهاً، قال الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (1).

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) سورة يونس - الآية 107

Mr. Hatem Ahmed
05-09-2015, 12:14 AM
س42: هل الخَضِر عليه السلام حارس في الأنهار والصحاري، وهل يُعين كل مَن يَضلّ عن الطريق إذ ناداه...؟!


الجواب: الصّحيح مِن أقوال العلماء: أن الخضر عليه السلام تُوفي قبل إرسال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} (1)، وعلى تقدير أنه بقي حيًّا حتى لَقِي نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقد دَلّت السُّنة على وفاته بعد وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بمدة محدودة، بيّنها صلى الله عليه وسلم بقوله فيما ثبت عنه: «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ». (2)، وعلى هذا يكون شأنه شأن الأموات لا يسمع نداء مَن ناداه، ولا يجيب مَن دعاه، ولا يهدي مَن ضلّ عن الطريق إذا استهداه، وعلى تقدير أنه حي إلى اليوم فهو غائب، شأنه شأن غيره مِن الغائبين لا يجوز دعاؤه ولا الاستنجاد به في شِدّة أو رخاء.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) سورة الأنبياء - الآية 34
(2) رواه البخاري (1/ 116)، ومسلم (4/ 2537).

Mr. Hatem Ahmed
05-09-2015, 12:17 AM
س43: هناك فرقتان: فِرقة تقول: إن الاستعانة بالأنبياء والأولياء كُفر وشِرك مُستدلين بالقرآن والسنة، وفِرقة تقول: إن الاستعانة بهم حق؛ لأنهم أحباء الله تعالى وعباده المصطفون الأخيار، فأي الفريقين على الحق...؟!


الجواب: الاستعانة بغير الله في شفاء مريض أو إنزال غيث أو إطالة عُمْر وأمثال هذا مما هو مِن اختصاص الله تعالى نوع من الشرك الأكبر الذي يُخرج مَن فعله مِن مِلّة الإسلام، وكذا الاستعانة بالأموات أو الغائبين عن نظر مَن استعان بهم مِن ملائكة أو جِن أو إنس في جلب نفع أو دفع ضُرّ نوع مِن الشِرك الأكبر الذي لا يغفر الله إلا لمَن تاب منه؛ لأن هذا النوع من الاستعانة قُربة وعبادة، وهي لا تجوز إلا لله خالصةً لوجهه الكريم، ومِن أدلة ذلك ما عَلّم اللهُ عبادَه أن يقولوه في آية: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (1)، أي: لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك، وقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (2)، وقوله: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (3) الآية،وقوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (4)، وما ثَبَت من قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إِذَاسَأَلْتَ، فَاسْأَلِاللهَ، وَإِذَااسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْبِاللهِ». (5)، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ: «حَقُّاللَّهِعَلَىعِبَادِهِأَنْيَعْبُدُوهُ، وَلاَيُشْرِكُوابِهِشَيْئًا». (6)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ، وَهُوَيَجْعَلُلِلَّهِنِدًّا، أَدْخَلَهُاللَّهُالنَّارَ». (7)

أما الاستعانة بغير الله فيما كان في حدود الأسباب العادية التي جعلها الله إلى الخلق وأقدرهم على فعلها؛ كالاستعانة بالطبيب في علاج مريض وبغيره، وإطعام جائع، وسُقي عطشان، وإعطاء غني مالا لفقير، وأمثال ذلك فليس بشرك، بل هو من تعاون الخلق في المعاش وتحصيل وسائل الحياة، وهكذا لو استعان بالأحياء الغائبين بالطرق الحسية؛ كالكتابة، والإبراق، والمكالمة الهاتفية ونحو ذلك.

وأما حياة الأنبياء والشُّهداء وسائر الأولياء فحياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله وليست كالحياة التي كانت لهم في الدنيا، وبهذا يتبين أن الحق مع الفرقة الأولى التي قالت: إن الاستعانة بغير الله على ما تقدم شِرك.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) سورة الفاتحة - الآية 5
(2) سورة الإسراء - الآية 23
(3) سورة البينة - الآية 5
(4) سورة الجن - الآية 18
(5) رواه الترمذي (4/ 2516) وصحّحه، وأحمد (4/ 2763).
(6) رواه البخاري (7/ 5967)، ومسلم (1/ 30).
(7) رواه البخاري (8/ 6683)، وأحمد (7/ 4425) واللّفظ له.

Mr. Hatem Ahmed
05-09-2015, 12:19 AM
س44: امرأة استعاذت بالله مِن زوجها أو العكس فما الحُكْم...؟!


الجواب: تجب إعاذة مَن استعاذ بالله تعظيمًا له جَلّ شأنه، فقد أخرج أبو داود والنسائي بسند صحيح، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ، فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ». (1)، وهذا إذا كان المُستعيذ لا يلزمه ما استعاذ منه، أما إن كان يلزمه ما استعاذ منه كالدّيْن، وحق الزوج، والقَصاص، ونحو ذلك لم تجب إعاذته، والواجب عليه أداء الحق عليه إلا أن يسمح خصمه عن حقه؛ جمعاً بين الأدلة.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) رواه أبو داود (2/ 1672) والنسائي (5/ 2567)؛ وصحّحه الألباني.

hebabibo
05-09-2015, 12:23 AM
جزاك الله كل خير

Mr. Hatem Ahmed
06-09-2015, 03:20 AM
جزاك الله كل خير

بارك الله فيكِ

Mr. Hatem Ahmed
06-09-2015, 03:22 AM
س45: في النَّذر لغير الله تعالى، فطائفة تقول: لا نَذر إلا لله تعالى، وهو لغير الله تعالى كُفر وشِرك؛ لأنه عبادة وهي لغيره تعالى كُفر، وطائفة أخرى تقول: النَّذر لهم عمل صالح يُوجب الأجر والمثوبة لفاعله، فما هو الحق في ذلك...؟!


الجواب: النَّذر نوع من أنواع العبادة التي هي حق لله وحده، لا يجوز صرف شيء منها لغيره، فَمَن نَذَر لغيره فقد صرف نوعًا من العبادة التي هي حق الله تعالى لمَن نَذَر له، ومَن صرف نوعًا من أنواع العبادة نذرًا أو ***اً أو غير ذلك لغير الله يعتبر مُشْرِكًا مع الله غيره داخلاً تحت عموم قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (1)، وكل مَن اعتقد مِن المُكَلّفين المسلمين جواز النذر وال*** للمقبورين؛ فاعتقاده هذا شِرك أكبر مخرج عن المِلّة يُستتاب صاحبه ثلاثة أيام ويُضيّق عليه فإن تاب وإلا قُـتِـل.
وبهذا يتبين أن الحق مع الفرقة الأولى التي قالت: "لا نذر إلا لله تعالى، وهو لغير الله تعالى كُفر وشِرك".

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز


------------------------


(1) سورة المائدة - الآية 72

Mr. Hatem Ahmed
06-09-2015, 03:25 AM
س46: إذا كان الأب مُحافظًا على الصلوات الخمس وأركان الإسلام ولكنه يعتقد جواز النَّذر وال*** للمقبورين في الأضرحة والمشاهد، فهل لابنه الموجود أن يأخذ مِن ماله ما يبني به مستقبله أو أن يَرثه بعد موته أم لا...؟!


الجواب: مَن اعتقد مِن المُكَلّفين المسلمين جواز النَّذر وال*** للمقبورين فاعتقاده هذا شِرك أكبر مُخْرج مِن المِلّة، يُستتاب صاحبه ثلاثة أيام ويُضيّق عليه فإن تاب وإلا قُـتِـل. أما أخذ ابنه مِن ماله ما يبني به مستقبله وكونه يرثه بعد موته في نفس المسألة المسؤول عنها فإن هذا مبني على معرفة حقيقة واقع الأب ومعرفة الحال التي يموت عليها، فإذا كان أبوه مات على هذه العقيدة لا يعلم أنه تاب فإنه لا يرثه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ، وَلاَ الكَافِرُ المُسْلِمَ». (1)، متفق على صحته.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) رواه البخاري (8/ 6764)، ومسلم (3/ 1614).

Mr. Hatem Ahmed
06-09-2015, 03:27 AM
س47: عندنا أُناس كثير ينذرون الذبائح لغير الله مِن الأموات، وفي نفس الوقت يقولون مثلاً: يا رب يا رب، لو نجح ربنا ابني أو بنتي سأ*** لك يا شيخ فلان خروف...؟!


الجواب: النَّذر لغير الله شِرك، وال*** لغير الله شِرك؛ لقول الله سبحانه: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ} (1)، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ} (2)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ». (3)، والنَّذر داخل في قوله تعالى: {وَنُسُكِي} (4).

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) سورة البقرة - الآية 270
(2) سورة الأنعام - الآيتان 162، 163
(3) رواه مسلم (3/ 1978)، وأحمد (2/ 855).
(4) سورة الأنعام - الآية 162

Mr. Hatem Ahmed
06-09-2015, 03:29 AM
س48: يقول صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ». (1)، ما هو المقصود من ذلك، ونحن في الجنوب إذا *** شخص لضيف أو لأهل بيته يقول: باسم الله وعلى مِلّة رسول الله صدقةً لوجه الله، اللهم اجعل ثوابها لي ولأهل بيتي..؟!


الجواب: المقصود من الحديث تحريم ال*** لِمَن مات مِن الأنبياء والأولياء؛ رجاء بركتهم، وال*** للجن؛ إرضاءًا لهم، ورجاء قضائهم للحاجات، أو دفعًا لِشرّهم فإن هذا شِرك أكبر يستحق فاعله لعنة الله وغضبه، أما ال*** للضيوف إكراما لهم أو للأهل توسعة عليهم، وال*** تقربا إلى الله من أجل أن تجعل صدقة على الأموات يُرجى ثوابها مِن الله للحي والميت فهذا جائز، بل هو إحسان يرجى ثوابه مِن الله، وهكذا الضحايا يوم النَّحر عن الأموات والأحياء.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) رواه مسلم (3/ 1978)، وأحمد (2/ 855).

Mr. Hatem Ahmed
06-09-2015, 03:30 AM
س49: هناك أضرحة للأولياء تُ*** فيها كل سنة في عاشوراء أكثر من 40 غنم وغنمة تقريبًا وأكثر من 10 أبقار تقريبًا. يجتمع فيها بعض المسلمين المخرفين يقرؤون القرآن باسم الدعاء للأموات ثم يأكلون هذه الذبائح، المطلوب من سماحتكم أن تفتونا في هذه المشكلة مع الدليل.


الجواب: أولاً: ما ذكرتَ مِن *** الذبائح عند أضرحة الأولياء شِرك، وفاعله ملعون؛ لأنه *** لغير الله، وقد ثَبَت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ». (1)، وعلى هذا لا يجوز الأكل من الغنم والأبقار التي ذُبحت عند قبور الأولياء.

ثانياً: قراءة القرآن على الأموات بِدعة مُحدَثَة، وقد ثَبَت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ». (2)، مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) رواه مسلم (3/ 1978)، وأحمد (2/ 855).
(2) رواه البخاري (3/ 2697)، ومسلم (3/ 1718).

Mr. Hatem Ahmed
06-09-2015, 03:32 AM
س50: إن في بلادي التي أنا فيها مشايخ كثيرين وهم يفعلون الأشياء التالية: إذا مرض أحد مِن الناس يأخذونه إليهم ويقرأون عليه الآيات ويقولون: تأتي بكبش أو ثور أو ناقة وغيره من المواشي، وفي السنة يدفع الناس مالاً كثيرًا ويذهبون إليهم، فهل هذا شيء مُحَرّم في ديننا...؟!


الجواب: أولاً: لا يجوز ***هم الإبل والبقر والغنم ونحوها على القبور، بل هو شِرك يُخْرج مِن مِلّة الإسلام إذا قصدوا التّقرب إليها رجاء بركتها؛ لأن التّقرب بذلك لا يكون إلا لله، قال تعالي: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (1).

ثانياً: رُقية المريض بقراءة القرآن والأذكار والدعوات النبوية الثابتة عنه عليه الصلاة والسلام مشروعة، أما الذهاب إلى مَن ذكرتَ ليقرأ عليه أبياتًا ويأمره ب*** كبش أو ثور مثلاً فهذا لا يجوز؛ لأن ذلك رُقية بِدعية، وأكل للمال بالباطل، وقد يكون شركًا إذا ذَبَح ما ذكر للجِن أو للأموات ونحو ذلك لدفع شرّ أو جلب نفع منهم.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) سورة الأنعام - الآيتان 162، 163

Mr. Hatem Ahmed
06-09-2015, 03:35 AM
س51: ما حُكْم مَن نَشَأ في بلده ولم يُدرك شيئًا إلا الصلاة، بل أركان الإسلام الخمسة، ولكنه ي*** للجِن ويدعوهم عند حاجته، ولكنه لا يعرف أن الشريعة تمنع ذلك هل هو معذور لجهله أم لا؟ وهل يقال له: أنت مشرك، قبل البيان؟


الجواب: يجب على مَن عرف منه ذلك مِن أهل العلم بالتوحيد أن يُبيّن له أن ال*** لغير الله مِن الجن أو غيرهم؛ كالأنبياء والملائكة والأصنام شِرك أكبر يُخرج مِن الإسلام، وكذا دعاؤهم لقضاء الحاجات شِرك أكبر يُخرج مِن الإسلام أيضًا؛ لأن كلاً منهما عبادة يجب الإخلاص فيها لله وحده، فصَرفها لغير الله شِرك أكبر، قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (1)، {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} (2) الآية، وقال: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} (3)، {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} (4) الآية، وقال: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (5)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ» (6).

وإن أصرّ على ال*** للجِن ودعائهم لقضاء الحاجة فهو مُشرِك شِركًا أكبر ولا عُذْر له؛ لقيام الحُجّة عليه بالكِتَاب والسُّنة، ويُقال له: كَافِر مُشرِك.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) سورة الأنعام - الآيتان 162، 163
(2) سورةالأنعام - الآية 164
(3) سورةيونس - الآية 106
(4) سورةيونس - الآية 107
(5) سورةالكوثر - الآية 2
(6) رواه مسلم (3/ 1978)، وأحمد (2/ 855).

Mr. Hatem Ahmed
06-09-2015, 03:37 AM
س52: مَن أَحَلّ ذبيحة المُشْرِك، وهو يَحتجّ بقول الله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ} (1)، ويقول: إن هذه الآية لا تحتاج إلى تفسير، وهو دام على هذه الآية، ولم يسمع قول أحد بعد، هل يكون كافراً...؟!


الجواب: مَن أَحَلّ ذبيحة مُشْرِك الشِّرك الأكبر لِذِكْرِه اسم الله عليها فهو مُخطئ، لكنه ليس بكافر لوجود الشُّبهة ولا حُجّة له في الآية؛ لأن عمومها مُخصص بالإجماع على تحريم ذبيحة المُشْرِك، وعلى مَن قَوِيَ على البيان وعَلِمَ ذلك منه إرشاده.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن قعود
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------

(1) سورة الأنعام - الآية 118

Mr. Hatem Ahmed
06-09-2015, 03:40 AM
س53: طالعتنا صحيفة الرياض في عددها رقم 6411 بتاريخ 1\ 5\ 1406 هـ، والمرفق صورة منه تحت عنوان: (ال*** على عتبة المنزل الجديد)، التي تتساءل المحررة فيه عن مدى صحة هذا الاعتقاد، حيث إنها عادة تبعها البعض؛ لذا وددت أن أرسل لسماحتكم صورة من هذا الخبر للاطلاع -ال*** على عتبة الباب- عادة أخرى من العادات التي لم أستطع التوصل إلى معرفة جذورها غير أنه من المتعارف عليه بين الناس أن ال*** على عتبة المنزل الجديد وقبل دخوله من أهم الأسباب لدفع العين، ولجعل البيت مباركًا، ولتجنب المآسي والحوادث غير المستحبة، ولأننا نؤمن بأنه لا ينفع حَذَر مِن قَدَر؛ لذا لا ندري بالضبط صحة هذا الاعتقاد غير أن هذه النقطة مناسبة للتوقف عندها.


الجواب: إذا كانت هذه العادة من أجل إرضاء الجِنّ وتجنب المآسي والأحداث الكريهة فهي عادة مُحَرّمة، بل شِرك، وهذا هو الظاهر من تقديم الذّبح على النزول بالبيت وجعله على العتبة على الخصوص.

وإن كان القصد مِن الذّبح إكرام الجيران الجُدد والتعرّف عليهم وشكر الله على ما أنعم به من السكن الجديد، وإكرام الأقارب والأصدقاء بهذه المناسبة وتعريفهم بهذا المسكن فهذا خير يُحمد عليه فاعله، لكن ذلك إنما يكون عادة بعد نزول أهل البيت فيه لا قبل، ولا يكون *** الذبيحة أو الذبائح عند عتبة الباب أو مَدخل البيت على الخصوص.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
07-09-2015, 12:04 AM
س54: هل يجوز أكل اللّحم الذي ي*** لمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره مِن الموالد...؟!


الجواب: ما ذُبِح في مولد نبي أو ولي تعظيمًا له، فهو مما ذُبِح لغير الله تعالى، وذلك شِرك، فلا يجوز الأكل منه، وقد ثَبَت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ». (1)


وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

------------------------


(1) رواه مسلم (3/ 1978)، وأحمد (2/ 855).

Mr. Hatem Ahmed
07-09-2015, 01:34 AM
س55: ما حُكْم مَن يقول: إنه مُسْلِم بالقول فقط، وهو مع أهل البِدَع والشِرك بفعله، وهل يكون مُسْلِمًا حقيقة، وهل يجوز أكل ***ه...؟!


الجواب: مَن نطق بالشهادتين مُصدقًا بما دَلّتا عليه وعمل بمقتضاهما فهو مُسْلِم مؤمن، ومَن أتى بما يناقضهما مِن الأقوال أو الأعمال الشركية فهو كافر وإن نطق بهما وصلّى وصام، مثل أن يستغيث بالأموات أو ي*** لهم توقيراً وتعظيماً، ولا يجوز الأكل مِن ذبيحته.


وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية
رئيس اللجنة سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

Mr. Hatem Ahmed
07-09-2015, 01:37 AM
س56: إذا طَلب رجل به ألم رُقَى، وكُتِب له بعض آيات قرآنية، وقال الراقي: "ضعها في ماء واشربها"، فهل يجوز أم لا...؟!


الجواب: كتابة شيء مِن القرآن في جام (كُوب) أو ورقة وغسله وشربه يجوز؛ لعموم قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (1)، فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان، ولما رواه الحاكم في المستدرك وابن ماجة في السُّنَن عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عَلَيْكُم بِالشِّفَاءَيْنِ: العَسَل والقُرْآن». (2)، وما رواه ابن ماجة، عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خَيْرُ الدَّوَاءِ الْقُرْآنُ». (3)، وروى ابن السني عن ابن عباس رضي الله عنهما: "إذا عُسِر على المرأة ولادتها خذ إناءًا نظيفًا فاكتب عليه: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ} (4) الآية، و {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا} (5) الآية، و {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (6) الآية، ثم يغسله وتُسْقَى المرأة منه، وتُنْضَح على بطنها وفي وجهها".

وقال ابن القيّم (7): "قال الخلاّل: حدثني عبد الله بن أحمد قال: رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عُسِر عليها ولادتها في جام أبيض أو شيء نظيف يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ العَظِيمِ». (8)، {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (9)، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ} (10)، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} (11)؛ قال الخلاّل: "أنبأنا أبو بكر المروذي، أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، تكتب لامرأة عسرت عليها ولادتها منذ يومين، فقال: قل له: يجيء بجام واسع وزعفران، ورأيته يكتب لغير واحد".، وقال ابن القيم أيضًا: "ورأى جماعة مِن السَّلف أن يكتب له الآيات من القرآن ثم يشربها، قال مُجَاهد: لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض، ومثله عن أبي قِلاَبة".

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن منيع
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

------------------------

(1) سورة الإسراء - الآية 82
(2) رواه ابن ماجة (2/ 1142)، والحاكم في "المستدرك" (4/ 403) وصحّحه ووافقه الذهبي.
(3) رواه ابن ماجة (2/ 1158، 1169)، وضعّفه الألباني.
(4) سورة الأحقاف - الآية 35
(5) سورة النازعات - الآية 46
(6) سورة يوسف - الآية 111
(7) زادالمعاد (جـ3/ ص381)
(8) رواه ابن ماجة (2/ 3883)، وصحّحه الألباني؛ وهو عند البخاري دون لفظة "سبحان الله". (8/ 6345، 6346)
(9) سورة الفاتحة - الآية 2
(10) سورة الأحقاف - الآية 35
(11) سورة النازعات - الآية 46

Mr. Hatem Ahmed
08-09-2015, 12:46 AM
س57: هل تلاوة سورة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة للاستشفاء حرام أم حلال..؟! وهل فعل ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام أو أحد من السلف الصالح أفيدونا...؟!


الجواب: إن تلاوة سورة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة وغير هذه السور من القرآن على المريض من الرقية الجائزة التي شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعله وبإقراره لأصحابه، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي المَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ، وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا؛ -كَانَ يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ-». (1)، وروى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ؟ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، وَلاَ نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ القُرْآنِ، وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ، فَبَرَأَ فَأَتَوْا بِالشَّاءِ، فَقَالُوا: لاَ نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وَقَالَ: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ». (2)، ففي الحديث الأول: قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه بالمعوذات في مرضه، وفي الثاني: إقراره للصحابة على الرقية بالفاتحة.

وبالله التوفيق؛
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

((اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء))
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن منيع
عضو اللجنة فضيلة الشيخ/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس فضيلة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي عطية

------------------------

(1) رواه البخاري (7/ 5735)، ومسلم (4/ 2192).
(2) رواه البخاري (7/ 5736)، ومسلم (4/ 2201).