مشاهدة النسخة كاملة : الإرهاب بالسلاح والإرهاب بالفكر


صوت الحق
14-10-2015, 09:04 AM
الإرهاب بالسلاح والإرهاب بالفكر (http://goweda.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1)

(http://goweda.com/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1)

(http://goweda.com/wp-content/uploads/getsubpic.ashx_2.jpg) للمرة الأولى ادرك المصريون ان جيشهم الباسل يخوض حربا
حقيقية ضد الإرهاب فى سيناء ولا ادرى على من تقع مسئولية ذلك وهل
الإعلام المغرض والمتخاذل طرف فيها ام انه تقصير من جهات اخرى كان ينبغى ان تقدم الحقيقة للشعب فى كل مراحلها فوجئ المصريون بما حدث فى الهجوم الإرهابى على مدينة الشيخ زويد ومع الساعات الأولى من الصباح اندفعت حشود الإرهاب فى هجوم مباغت على المدينة الآمنة
لابد ان نعترف بأن هذا الهجوم الساذج قد تمادى فى اوهامه بأنه قادر بعدد من الأشخاص مهما يكن عددهم ان يواجه اكبر جيش فى الساحة العربية هذه واحدة
اما الثانية فربما تصور الإرهابيون دون وعى ان ادبيات وثوابت الجيش المصرى قد منعته احيانا من الرد بقسوة وليس فقط بقوة
اما الثالثة فإن نشر صور ***ى الإرهاب كان رسالة لأطراف كثيرة خارجية وداخلية واهم ما فيها ان جيش مصر قادر على الرد واقدر على الحسم ، وقبل هذا كله هو جيش يحمى وطنا حتى لو كان العدو عصابات مسلحة تجد من يمولها ويقدم لها العتاد والسلاح والتأييد الإعلامى المشبوه
هناك اكثر من قراءة لما حدث فى الشيخ زويد ربما لأنه الحدث الأكبر والأوضح فى كل ما شهدته سيناء منذ ظهور الجماعات الإرهابية فيها
اولا
ان جيش مصر امام اعتبارات انسانية وربما اخلاقية كثيرة لا اقول كان رحيما بالإرهابيين ولكنه لم يستخدم كل قوته فى الرد عليهم فى المراحل السابقة كان يراعى المكان والسكان والظرف التاريخى الذى تجرى فيه المواجهات ان ما يحدث هو فى النهاية على ارض مصرية فيها مواطنون مصريون الجيش حريص على حمايتهم كما ان من بين هؤلاء الإرهابيين المضللين شبابا مصريا تعرض لعمليات تضليل واسعة فى افكاره وتوجهاته ، وقبل هذا كله فإن الجيش يدرك بوعيه التاريخى ان وراء ذلك كله جماعة دينية ضلت طريقها فأفسدت الدين والسياسة معا وخسرت الاثنين
من هنا كان الجيش حريصا فى استخدام قوته وهو قادر ولكن حين وجد حشود الإرهاب وقد تمادت فى غيها وطغيانها كان الرد قاسيا وعنيفا حتى وان كان هذا الكم من ال***ى فى صفوف الإرهابيين ، الشئ الخطير ان البعض خرج فى وسائل الإعلام والفضائيات يقول ان الجيش المصرى افرط فى استخدام القوة وماذا يفعل المقاتل المصرى وهو يشاهد امامه300 ارهابى يقتحمون مدينة آمنة ويرفعون عليها أعلامهم السوداء ويحملون الأسلحة الثقيلة والمدافع ويفرشون الأرض بالألغام هل كان المطلوب من جنود مصر ان يستقبلوهم بالرياحين ام بالموت والدمار ان ما فعله الجندى المصرى مع هذه العصابات تأجل بل تأخر بعض الوقت وكان ينبغى ان يكون الرد بهذا الحسم فى اوقات سابقة
ثانيا
حين زار الرئيس عبد الفتاح السيسى سيناء والتقى جنوده وضباطه البواسل كان يؤكد اننا نعيش حالة حرب وان هناك من يسعى الى دخول مصر فى تلك الدائرة الجهنمية التى تريد إغراق المنطقة كلها فى بحر من الدماء كان الرئيس السيسى يوجه رسالة الى الجميع ان مصر غير ما يحدث حولنا وان جيش مصر قادر على حمايتها وان القوات التى تحارب فى سيناء لا تمثل اكثر من واحد فى المائة من قدرات الجيش المصرى ولم ينس الرئيس وهو يقف بين جنوده ان يشكر اهلنا فى سيناء الذين تحملوا كل اعباء هذه المواجهة بصبر وانتماء ووفاء مطالبا كل اجهزة الدولة بأن تقدم لهم كل مظاهر الدعم والمشاركة
ثالثا
اخطأ الإخوان المسلمين بل تمادوا فى جرائمهم وهم يعلنون توسيع المواجهة مع الجيش والشرطة وهم بذلك يخسرون آخر ما بقى لهم فى الشارع المصرى لأن الاعتداء على اى جندى مصرى الأن هو اعتداء على الشعب المصرى كله ، ولا اعتقد ان الإخوان يمكن ان يتحملوا عبء المواجهة مع 90 مليون مصرى اخطأ الإخوان سواء القابعين خلف قضبان السجون او الهاربين فى تركيا او قطر وهم يحرضون الشباب لتخريب مصر وتدمير منشآتها ويباركون فى بيان رسمى العدوان الإرهابى على جيش مصر بعيدا عن قيم الدين وشعارات الوطنية فإن هؤلاء الناس قد تخلوا عن ابسط قواعد الإنسانية وهم يدمرون وطنا من اجل رئيس مخلوع او حكم فاسد فاشل ان يؤيد الإخوان المسلمين هجوم العصابات الإرهابية فى سيناء على سكان الشيخ زويد الآمنين وان يطالبوا شبابهم المخدوع المضلل بأن ي***وا جنودنا فهذه جرائم ضد الشعب المصرى لن تسقط بالتقادم ويكفى ان الشعب قد اسقطهم تماما من كل حساباته وعليهم ان ينتظروا مائة عام اخرى حتى يكون لهم عضو واحد فى برلمان مصرى قادم
ان الإخوان يلعبون السياسة على مائدة قمار خسروا فيها كل شىء الدين قبل السياسة والأن يحرضون ما بقى لهم فى صفوف الشباب المضللين للقيام بأعمال *** وتخريب ضد مجتمعهم فهل يدفعون الأحداث فى مصر الى حرب اهلية نشاهد فيها صور ما حدث فى سوريا وليبيا والعراق ، وهل سيطرت عليهم لعنة السلطة حتى وصلوا الى هذه الدرجة من الجنون والغباء والتآمر؟
رابعا
طالبت الإعلام المصرى اكثر من مرة بأن يتمهل او يدقق فيما ينشره من اخبار الجماعات الإرهابية بما فيها اخبار الإخوان المسلمين لأن فيها اكاذيب كثيرة..ولقد اتضحت فى احداث مدينة الشيخ زويد هذه الأخطاء حين نشرت وسائل الإعلام المصرية اخبارا عن حشود الإرهابيين فى مبالغات ابعد ما تكون عن الحقيقة لا ادرى هل ينشر البعض هذه الأخبار بدوافع سيئة ام انها اخطاء مهنية ، وفى الحالتين يجب ان يراعى الإعلام المصرى حساسية المرحلة وظروف المواجهة وان يدقق كثيرا فى كل ما ينشره من الأخبار والقصص والحكايات ولا ابالغ إذا قلت ان الإعلام المصرى ينبغى ان يمنع تماما نشر بيانات الجماعات الإرهابية و أعمالها وأنشطتها بما فيها الإخوان المسلمين ان الإعلام جزء من اهم اجزاء المعركة التى تخوضها مصر ضد الإرهاب ومن الخطأ ان يستخدم الإرهابيون الإعلام المصرى فى هذه المواجهة اما جهلا او تواطؤا وهى كارثة فى كل الأحوال
خامسا
فى تقديرى ان مصر كلها تخوض الأن معركة ضارية ضد الإرهاب وهذه المعركة تشمل اكثر من جانب وتدور على محاور كثيرة ، ان تقديم الحقائق والمعلومات للشعب المصرى هو اهم عناصر هذه المواجهة والدليل ما حدث اخيرا فى هجوم الإرهابيين على الشيخ زويد فى سيناء وتكاتف الشعب مع جيشه وحكومته والإحساس لدى المواطن المصرى بخطورة ما يحدث فى سيناء..هذا الإحساس غاب كثيرا عن الشارع المصرى امام غياب المعلومات والحقائق..ان الشارع المصرى ينبغى ان يشعر بقيمة وقدسية دماء شبابه الذين يستشهدون على ترابه وان يشارك الإعلام فى تقديمهم وتكريمهم بما يليق بهم من التقدير والإعجاب ، ولا ادرى اين المراسلون العسكريون الذين كانوا يرافقون الجيش المصرى فى عملياته ومعاركه ومنهم من كان جنديا يحارب مع جنود الجيش البواسل؟ ، كانت دماء ابنائنا تسيل فى سيناء والمعارك ضارية ونحن غارقون فى مسلسلات الهلس والشم والمخدرات والمقالب الساذجة ان هذا الإنفصام بل الانفصال فى تركيبة المجتمع يمثل خللا اجتماعيا واخلاقيا وسلوكيا ولا يعقل ان تدور المعارك ويسقط الشهداء ونحن تائهون ضائعون وسط هذه التفاهات
سادسا
لاشك ان المواجهة الأمنية مع حشود الإرهاب سواء فى سيناء او داخل الوطن هى حصن الأمان لنا جميعا وهذه مهمة جيش مصر واجهزتها الأمنية من رجال الشرطة ، ولكن يبقى الشطر الثانى من القضية وهو فكر الإرهاب لأن هؤلاء الذين حملوا السلاح و***وا جنودهم وأبناء وطنهم وخربوا المنشآت ودمروا المرافق هؤلاء المرضى فى حاجة الى علاج فكرى ودينى واقتصادى
ان اهمال ارض سيناء هو الذى اخرج هذه الخفافيش لتسكن الجبال وتحارب التقدم وتهدم كل احلام المستقبل وعلينا ان نعالج كل هذه الشروخ التى اصابت هذا الجزء العزيز من الوطن ولا حل لها إلا التنمية والعمل والإنتاج ومواجهة الفكر الضال حتى الأن لم نتقدم خطوة واحدة فى الحرب ضد فكر الإرهاب وهو فكر تأصل وأصبحت له مدارس وشيوخ ومواكب ولا سبيل لإ***اع كل هذه الأشجار السامة إلا بالفكر والوعى والثقافة والدين الصحيح
هل يمكن ان يتحقق ذلك ولدينا اجهزة ثقافية ترهلت وشاخت وتتحدث بلغة العصور الوسطى هل يمكن ان نخوض هذه المعركة وسط هذا الصخب الإعلامى الجاهل والمجنون وهو يحطم كل شىء تحت دعاوى الحريات والفكر والتجديد..هل هؤلاء المراهقون فكريا هم الذين سيقودون معركة الإصلاح الدينى على فضائيات الرقص والهشك بيشك
ومسلسلات الإدمان والخيانات الزوجية هل هؤلاء الأدعياء الذين لا يجيدون نطق آية قرآنية واحدة هم الذين سيراجعون وينقدون كتابات الشافعى والغزالى وابى حنيفة ومالك وابن حنبل هل هؤلاء الصبية الذين دفع بهم الإعلام المصرى على الشاشات كأنهم يلعبون مباراة فى كرة القدم معلقين او لاعبين هم اصحاب الرأى والفكر والرؤى ان الجيش المصرى يخوض معركته ضد الإرهاب بقوة وبسالة وشبابنا يموت على تراب هذى الأرض راضيا مرضيا دفاعا عن الأمن والاستقرار ولكن أين النخبة التى فرقتها الأهواء وشردتها المصالح واصبح كل واحد لا يفكر إلا فى حدود ذاته وماذا كسب وماذا أخذ وكيف يكون له مكان فى سباق الهبر والنصب والتحايل
من الظلم الشديد ان نلقى كل شئ على عاتق الجيش المصرى ، ان يدافع عن الأرض وان يبذل الدماء وان يحفر القناة وينشئ الطرق ويجدد شباب هذا الوطن وهناك فصائل اجتماعية واقتصادية وسياسية اخرى تعبث بمستقبل هذا الوطن ان الإعلام يمارس لعبة رخيصة فى المال والابتزاز والإسفاف والمصالح ورجال الأعمال يبحثون عن صفقات جديدة ليزدادوا ثراء حتى لو ازداد المجتمع فقرا والنخبة السياسية مازالت حتى الأن وبعد مرور اربع سنوات على الثورة تبحث عن النغمة الصحيحة التى تتواصل بها مع الناس ولم تعثر عليها والنخبة الدينية حائرة بعد ان انقسمت على نفسها ما بين وسطى وسلفى وصوفى ومحايد وهناك معارك تدور حول ترشيد الخطاب الدينى والكل ينهش فى مؤسسة الأزهر بالحق وبالباطل
هل يمكن بعد ذلك ان ينفصل ما يحدث فى سيناء عن هذا المجتمع المفكك الحائر ما بين الفوضى والارتباك ومتى يدرك العقلاء فى هذا الوطن ان معركة الإرهاب ليست فقط جيشا يحارب وامنا يقاوم ولكنها معركة شعب بكل اطيافه ومؤسساته وفصائله الفكرية والدينية والاقتصادية مازالت النخبة المصرية غائبة عن الساحة لأن كل شخص يبحث عن زورق ينجو به الإعلام افسده المال رجال الأعمال افسدتهم الصفقات والأطماع رجال الدين حائرون بين ثوابت الدين ومتطلبات السياسة والأحزاب تمشى فى الشوارع بلا هدى والمغامرون فى مواكب الفكر يبحثون عن صيد رخيص هل يعقل ان يكون هذا حال امة يهددها الإرهاب وتحيطها المؤامرات والعواصف شىء من الضمير والحكمة ينقذ السفينة

نسر الشرق 2010
14-10-2015, 10:48 AM
موضوع يستحق القراءة والتأمل
شكرا جزيلا استاذنا الغالى

صوت الحق
14-10-2015, 05:01 PM
موضوع يستحق القراءة والتأمل
شكرا جزيلا استاذنا الغالى



جزاكم الله كل خير