ragb782
17-10-2015, 12:20 AM
فيها سم قاتل!
سليمان جودة (http://www.almasryalyoum.com/editor/details/945)
http://www.almasryalyoum.com/news/details/827508
سوف تكتشف وأنت تتأمل ما يحدث حولك أنك أمام خلل فادح فى أولويات الدولة المفترضة هذه الأيام، وكيف أن رقم واحد، فى قائمة الأولويات، قد صار رقم عشرة، وأن رقم عشرة قد صار رقم واحد، بما يعنى أن الدنيا مقلوبة، وأنها فى انتظار مَنْ يعدلها، وبسرعة.
الأمثلة كثيرة، ولكنى سوف أتوقف اليوم عند واحد صارخ منها فقط.. فالدكتور خالد العادلى، محافظ الجيزة، يقول فى حوار منشور معه، فى الأهرام، صباح أمس، إن مياه الشرب غير الموجودة فى مناطق الهرم وفيصل وأكتوبر، سوف تعود خلال أيام.. صحيح أنه لم يحدد عدد هذه الأيام، ولكنها على كل حال أيام!
وهى مشكلة كما يعرف الجميع، ليست جديدة، لأن عدداً من أبناء فيصل كانوا قد خرجوا، قبل نحو شهر من الآن، وقطعوا الطريق الدائرى، احتجاجاً على جفاف المياه فى بيوتهم.. ولابد لك أن تتصور حالك، وشكلك، وهيئتك أمام نفسك، إذا ما صحوت ذات يوم، فوجدت أن الحنفية فى بيتك خاوية تماماً.. ولأيام، بل وأسابيع!
ولم يقتصر الأمر على فيصل، والهرم، وأكتوبر، ولكنه وصل كما قالت «الأهرام» نفسها، صباح أمس أيضاً، إلى أسيوط، التى وصل سعر جركن المياه فى بعض قراها إلى 25 جنيهاً، وقد هجر المصلون فى تلك القرى، مساجدها، لأنها بلا ماء!
أين الخلل فى الأولويات إذن؟!.. الخلل سوف تشاهده بعينيك وتتابعه، عندما تقرأ فى الصحف ذاتها التى تنقل معاناة أبناء فيصل، والهرم، وأكتوبر، وأسيوط، خبراً على النقيض تماماً!
والخبر هو أن البلدوزرات تحفر فى همة عالية من أجل توصيل مياه الشرب إلى العاصمة الإدارية الجديدة!
فالدولة تحفر، بل تستعجل توصيل مياه الشرب إلى العاصمة الإدارية الجديدة، لتروى بها الأشجار، لا لتسقى الناس هناك طبعاً، لأنه لا ناس فى المدينة بعد.. بينما الأهالى فى فيصل، والهرم، وأكتوبر، وأسيوط يموتون عطشاً!
أى شخص، بالتالى، أشار ولايزال يشير على الرئيس، بالعاصمة الجديدة، أو بأولويتها بمعنى أدق فى ظروفنا هذه، ثم أى عقاب يستحقه مثل هذا الشخص؟!
المياه فى فيصل والهرم وأكتوبر وأسيوط ليس فيها سم قاتل، لأنها ليست موجودة أصلاً، ولكن الأولويات هذه الأيام، يا سيادة الرئيس، فيها سم قاتل!.. فاعدلها إن شئت
سليمان جودة (http://www.almasryalyoum.com/editor/details/945)
http://www.almasryalyoum.com/news/details/827508
سوف تكتشف وأنت تتأمل ما يحدث حولك أنك أمام خلل فادح فى أولويات الدولة المفترضة هذه الأيام، وكيف أن رقم واحد، فى قائمة الأولويات، قد صار رقم عشرة، وأن رقم عشرة قد صار رقم واحد، بما يعنى أن الدنيا مقلوبة، وأنها فى انتظار مَنْ يعدلها، وبسرعة.
الأمثلة كثيرة، ولكنى سوف أتوقف اليوم عند واحد صارخ منها فقط.. فالدكتور خالد العادلى، محافظ الجيزة، يقول فى حوار منشور معه، فى الأهرام، صباح أمس، إن مياه الشرب غير الموجودة فى مناطق الهرم وفيصل وأكتوبر، سوف تعود خلال أيام.. صحيح أنه لم يحدد عدد هذه الأيام، ولكنها على كل حال أيام!
وهى مشكلة كما يعرف الجميع، ليست جديدة، لأن عدداً من أبناء فيصل كانوا قد خرجوا، قبل نحو شهر من الآن، وقطعوا الطريق الدائرى، احتجاجاً على جفاف المياه فى بيوتهم.. ولابد لك أن تتصور حالك، وشكلك، وهيئتك أمام نفسك، إذا ما صحوت ذات يوم، فوجدت أن الحنفية فى بيتك خاوية تماماً.. ولأيام، بل وأسابيع!
ولم يقتصر الأمر على فيصل، والهرم، وأكتوبر، ولكنه وصل كما قالت «الأهرام» نفسها، صباح أمس أيضاً، إلى أسيوط، التى وصل سعر جركن المياه فى بعض قراها إلى 25 جنيهاً، وقد هجر المصلون فى تلك القرى، مساجدها، لأنها بلا ماء!
أين الخلل فى الأولويات إذن؟!.. الخلل سوف تشاهده بعينيك وتتابعه، عندما تقرأ فى الصحف ذاتها التى تنقل معاناة أبناء فيصل، والهرم، وأكتوبر، وأسيوط، خبراً على النقيض تماماً!
والخبر هو أن البلدوزرات تحفر فى همة عالية من أجل توصيل مياه الشرب إلى العاصمة الإدارية الجديدة!
فالدولة تحفر، بل تستعجل توصيل مياه الشرب إلى العاصمة الإدارية الجديدة، لتروى بها الأشجار، لا لتسقى الناس هناك طبعاً، لأنه لا ناس فى المدينة بعد.. بينما الأهالى فى فيصل، والهرم، وأكتوبر، وأسيوط يموتون عطشاً!
أى شخص، بالتالى، أشار ولايزال يشير على الرئيس، بالعاصمة الجديدة، أو بأولويتها بمعنى أدق فى ظروفنا هذه، ثم أى عقاب يستحقه مثل هذا الشخص؟!
المياه فى فيصل والهرم وأكتوبر وأسيوط ليس فيها سم قاتل، لأنها ليست موجودة أصلاً، ولكن الأولويات هذه الأيام، يا سيادة الرئيس، فيها سم قاتل!.. فاعدلها إن شئت