abomokhtar
28-10-2015, 09:52 PM
♦ ملخص السؤال:
فتاة لديها أخ مِن الرضاعة وهو ابنُ خالتها، فوجئتْ بأنه يُعَبِّر لها عن حبِّه ومدى عشقه لها، وعندما أخبرتْه بأنه لا يجوز ذلك؛ لأنهما إخوة في الرضاعة غضب وثار، وهدَّدها بأنه سيُفسد عليها حياتها، وسيعترض طريق كل من يحاول التقدم لها، وتفكر في إخبار أمها لتخبر خالتها.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ مِن عائلة محافظةٍ، وأخت وحيدة لثلاثة ذكور يُعاملونني بقسوةٍ، ودائمًا يراقبونني ولا يريدون أن أذهبَ إلى أي مكانٍ وحدي.
المشكلة أنَّه ابن خالتي، وهو أخي مِن الرضاعة، وهو الصديقُ المقرَّب لي، وهو الوحيدُ الذي يتفهَّمني ويُساعدني، لذا أعدُّه مثل أخي، فُوجئتُ منذ مدة بأنه يُصَرِّح لي بحبِّه وعشقه.
أخبرتُه بأن هذا لا يجوز لأننا إخوة، فلم يفهمْ قصدي وقتها، وعندما كرَّر الأمر عليَّ أخبرتُه بأنه لا يجوز لأننا إخوة من الرضاعة، فصَدَمه كلامي لأنه لم يكن يعلَم بالأمر، ولم يُخبره أحدٌ بذلك، مما جعله يغضب كثيرًا، ويلوم أمه لأنها لَم تخبره بذلك، وقد أخبرها بتعلُّقه بي وعدم استطاعته تركي، فماذا أفعل؟!
هو غيرُ مُقتنعٍ بذلك، ويُريدنا أن نكونَ عاشقَيْنِ، لكني أخبرتُه أن ذلك مُحَرَّم شرعًا، لكنه يقول: أنا أحبُّك وأعشقك، فما دخل ذلك بالشرع؟!
أخبرتُه أنه لا يُمكننا الزواج، لكن يمكن أن نكونَ إخوة وأصدقاء، أو أقطع علاقتي بك نهائيًّا، وحينها صرخ وهددني بأنه سيعترض طريق كلِّ مَن يُحاول التقدُّم لي، وسيفسد عليَّ حياتي.
أخشى على نفسي منه، لَم أخبرْ أحدًا حتى الآن، وأفكِّر في إخبار أمي لتُخبِرَ خالتي، فأرجو أن تساعدوني في أمري.
وجزاكم الله خيرًا
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم.
في البداية أحبُّ أن أُنَبِّه أيتُها الابنة الكريمة إلى ضرورة إخبار أمِّك بالأمر، وعدم التردُّد؛ فهذا شيءٌ خطير؛ لأنهم يَظنون أن أخاك في الرضاعة يُعامَل معاملة الأخ الطبيعي لأخته، ومن ثم يأمنون جانبه، فضلاً عن أنك لا تقوين على دفْع ذلك البلاء والتصدي له ولتهديداته بمفردك.
ثانيًا: تعلمين أن الأخ من الرضاعة كالأخ من النَّسَب في حرمة الزواج منه؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب))؛ رواه البخاري ومسلم، وهذا أمرٌ معلومٌ من الدِّين بالضرورة، وأجمع عليه أئمةُ الدِّين.
ثالثًا: وهو أهم ركنٍ في تلك الاستشارة: أنه يجب عليك أن تتعامَلي مع هذا الشابِّ معامَلة أي رجل أجنبي عنك، فيَحْرُم بينكما المصافَحة والخلوة والاختلاط، والنظر إلى غير ذلك مما يرخص فيه بين المحارم، فتصريحُه لك بأنه يحبك ويعشقك إلى آخر ما ذكرته - يوجب هجره، والحذر من التعامل معه، والابتعاد عنه بالكلية، كما تفعلين تمامًا مع بقية الرِّجال الأجانب.
وتأمَّلي - بارك الله فيك - الحديث الذي رواه البخاريُّ ومسلمٌ، عن أُمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالتْ: إنَّ عُتبة بن أبي وقَّاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن يقبضَ إليه ابن وليدة زمعة، قال عتبة: إنه ابني، فلما قدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زمن الفتح، أخذ سعد ابنَ وليدة زمعة، فأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل معه بعبدِ بنِ زمعة، فقال سعد: يا رسول الله، هذا ابنُ أخي عهد إليَّ أنه ابنُه، فقال عبد بن زمعة: يا رسول الله، هذا أخي ابنُ وليدة زمعة، وُلد على فراشه، فنَظَر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن وليدة زمعة فإذا هو أشبَهُ الناس به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هو لك يا عبد بن زمعة، من أجل أنه وُلِد على فراش أبيه))، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احتجبي منه يا سودة بنت زمعة))، مما رأى من شَبَهِه بعتبة، وكانتْ سودةُ زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم.
فانظري كيف حَكَم النبي صلى الله عليه وسلم بالبينة، وقضى بالولد لزمعة، ولكن لما قامتْ شبهة وهي شدة شبهه بعتبة بن أبي وقاص، أمر رسول الله أم المؤمنين سودة بنت زمعة بالاحتجاب منه، بمعنى أنها تُعامله معاملة الأجنبي، لا أنه أخ لها من أبيها، فكون وليدة زمعة فراشًا لزمعة مقتضٍ لإلحاقه به، والشبَه البَيِّنُ مقتضٍ لإلحاقه بعتبة، فأعطي النسَب بمقتضى الفراش، وألحق بزمعة، ورُوعِيَ أمر الشبه بأمر سودة بالاحتجاب منه، فلم يمحض أمر الفراش فتثبت المحرمية بينه وبين سودة، ولا روعي أمر الشبه مطلقًا فيلتحق بعتبة.
وفقك الله لكل خيرٍ
فتاة لديها أخ مِن الرضاعة وهو ابنُ خالتها، فوجئتْ بأنه يُعَبِّر لها عن حبِّه ومدى عشقه لها، وعندما أخبرتْه بأنه لا يجوز ذلك؛ لأنهما إخوة في الرضاعة غضب وثار، وهدَّدها بأنه سيُفسد عليها حياتها، وسيعترض طريق كل من يحاول التقدم لها، وتفكر في إخبار أمها لتخبر خالتها.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ مِن عائلة محافظةٍ، وأخت وحيدة لثلاثة ذكور يُعاملونني بقسوةٍ، ودائمًا يراقبونني ولا يريدون أن أذهبَ إلى أي مكانٍ وحدي.
المشكلة أنَّه ابن خالتي، وهو أخي مِن الرضاعة، وهو الصديقُ المقرَّب لي، وهو الوحيدُ الذي يتفهَّمني ويُساعدني، لذا أعدُّه مثل أخي، فُوجئتُ منذ مدة بأنه يُصَرِّح لي بحبِّه وعشقه.
أخبرتُه بأن هذا لا يجوز لأننا إخوة، فلم يفهمْ قصدي وقتها، وعندما كرَّر الأمر عليَّ أخبرتُه بأنه لا يجوز لأننا إخوة من الرضاعة، فصَدَمه كلامي لأنه لم يكن يعلَم بالأمر، ولم يُخبره أحدٌ بذلك، مما جعله يغضب كثيرًا، ويلوم أمه لأنها لَم تخبره بذلك، وقد أخبرها بتعلُّقه بي وعدم استطاعته تركي، فماذا أفعل؟!
هو غيرُ مُقتنعٍ بذلك، ويُريدنا أن نكونَ عاشقَيْنِ، لكني أخبرتُه أن ذلك مُحَرَّم شرعًا، لكنه يقول: أنا أحبُّك وأعشقك، فما دخل ذلك بالشرع؟!
أخبرتُه أنه لا يُمكننا الزواج، لكن يمكن أن نكونَ إخوة وأصدقاء، أو أقطع علاقتي بك نهائيًّا، وحينها صرخ وهددني بأنه سيعترض طريق كلِّ مَن يُحاول التقدُّم لي، وسيفسد عليَّ حياتي.
أخشى على نفسي منه، لَم أخبرْ أحدًا حتى الآن، وأفكِّر في إخبار أمي لتُخبِرَ خالتي، فأرجو أن تساعدوني في أمري.
وجزاكم الله خيرًا
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم.
في البداية أحبُّ أن أُنَبِّه أيتُها الابنة الكريمة إلى ضرورة إخبار أمِّك بالأمر، وعدم التردُّد؛ فهذا شيءٌ خطير؛ لأنهم يَظنون أن أخاك في الرضاعة يُعامَل معاملة الأخ الطبيعي لأخته، ومن ثم يأمنون جانبه، فضلاً عن أنك لا تقوين على دفْع ذلك البلاء والتصدي له ولتهديداته بمفردك.
ثانيًا: تعلمين أن الأخ من الرضاعة كالأخ من النَّسَب في حرمة الزواج منه؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب))؛ رواه البخاري ومسلم، وهذا أمرٌ معلومٌ من الدِّين بالضرورة، وأجمع عليه أئمةُ الدِّين.
ثالثًا: وهو أهم ركنٍ في تلك الاستشارة: أنه يجب عليك أن تتعامَلي مع هذا الشابِّ معامَلة أي رجل أجنبي عنك، فيَحْرُم بينكما المصافَحة والخلوة والاختلاط، والنظر إلى غير ذلك مما يرخص فيه بين المحارم، فتصريحُه لك بأنه يحبك ويعشقك إلى آخر ما ذكرته - يوجب هجره، والحذر من التعامل معه، والابتعاد عنه بالكلية، كما تفعلين تمامًا مع بقية الرِّجال الأجانب.
وتأمَّلي - بارك الله فيك - الحديث الذي رواه البخاريُّ ومسلمٌ، عن أُمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالتْ: إنَّ عُتبة بن أبي وقَّاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن يقبضَ إليه ابن وليدة زمعة، قال عتبة: إنه ابني، فلما قدم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زمن الفتح، أخذ سعد ابنَ وليدة زمعة، فأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل معه بعبدِ بنِ زمعة، فقال سعد: يا رسول الله، هذا ابنُ أخي عهد إليَّ أنه ابنُه، فقال عبد بن زمعة: يا رسول الله، هذا أخي ابنُ وليدة زمعة، وُلد على فراشه، فنَظَر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن وليدة زمعة فإذا هو أشبَهُ الناس به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هو لك يا عبد بن زمعة، من أجل أنه وُلِد على فراش أبيه))، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احتجبي منه يا سودة بنت زمعة))، مما رأى من شَبَهِه بعتبة، وكانتْ سودةُ زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم.
فانظري كيف حَكَم النبي صلى الله عليه وسلم بالبينة، وقضى بالولد لزمعة، ولكن لما قامتْ شبهة وهي شدة شبهه بعتبة بن أبي وقاص، أمر رسول الله أم المؤمنين سودة بنت زمعة بالاحتجاب منه، بمعنى أنها تُعامله معاملة الأجنبي، لا أنه أخ لها من أبيها، فكون وليدة زمعة فراشًا لزمعة مقتضٍ لإلحاقه به، والشبَه البَيِّنُ مقتضٍ لإلحاقه بعتبة، فأعطي النسَب بمقتضى الفراش، وألحق بزمعة، ورُوعِيَ أمر الشبه بأمر سودة بالاحتجاب منه، فلم يمحض أمر الفراش فتثبت المحرمية بينه وبين سودة، ولا روعي أمر الشبه مطلقًا فيلتحق بعتبة.
وفقك الله لكل خيرٍ