aymaan noor
21-11-2015, 11:33 AM
حوار دكتور البرادعي من مؤتمر "إقتصاديات الحرب والسلام"
سويسرا - 16/11/2015.
ترجمة هاجر رشيد
فيديو المحاضرة
https://www.youtube.com/watch?v=hEPdBqrEgVw
في البداية أود أن اعبر عن سعادتي واتشرف بوجودي هنا اليوم في حديث عن كيفية تسيير العالم نحو مزيد من الإنسانية والسلام حيث انه وقت عصيب يمر به الجميع، انه وقت التكاتف لنتأكد من أن هؤلاء الذين يحملون شعاع السلام سوف يستمرون في المضي قدماً.
هذا المؤتمر يتحدث عن اقتصاديات الحرب والسلام وكيف يؤثر الصراع في النهضة الاقتصادية، لست خبيرا اقتصاديا ولكن مثلي مثل أي شخص يعلم ان الازدهار الاقتصادي هو مفتاح الكرامة الإنسانية وأداة فعالة في تقليل الصراعات والحروب وكما نعلم ما تحدثه الصراعات في الإقتصاد ككل.
في عام 1952 قال "ستيفنسون": نحن الان في مرحلة القرارات العظيمة الصعبة ولكن القليل من الصبر والكفاح لمواجهة أعداء الإنسان وهم (الحرب والفقر والإرهاب) فالسلام هو المنقذ الوحيد في ذلك العصر.
السلام دائماً هدف صعب المنال والحروب اجتاحت الإنسان منذ القدم، الاّف الملايين فقدوا أرواحهم بإسم الدين والعرق. يمكننا أن نذكر مسببات كل ذلك وهو اختيارنا لل*** لحل الخلافات.
جميعنا يشهد تكور علمي وتكنولوجي وقد افادنا بشكل هائل في التواصل ومواكبة الأحداث حول العالم فأصبحنا أكثر قربا في نفس الوقت نفتقر للشعور بالاّخر وعاجزين عن تحقيق السلام الدائم والأمن والتمسك بكرامة الإنسان.
العالم الاّن مروع وي*** الأحلام والاّمال، الحرب والفقر والإرهاب في تزايد مستمر ضد كرامة الإنسان. فاليوم بعض الصراعات في فلسطين وكوريا قد أهملت منذ زمن لتجتاح الأجيال الحالية وحقوق الإنسان المهمشة والملشيات العسكرية تجوب العالم.
مسؤلية حماية المباديء من قبل الأمم المتحدة أصبحت جوفاء منذ عام 2005، هناك العديد من القضايا في أفريقيا وملايين البشر الأبرياء يتم إعدامهم في رواندا والكنغو والعناصر المتطرفة في بوكو حرام، ومؤخرا الأحداث الشنيعة في بيروت وباريس وكينيا.
القمع وسحق الكرامة الإنسانية هي السمة الأصلية في دول العالم الثالث حيث افتقار حقوق الإنسان، فكم من ال*** المنظم والهجمات الارهابية وال*** يرتكب بإسم الديمقراطية.
هناك حوالي 896 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر و 2.2 مليون شخص يعيشون بأقل من 2.10 دولار يومياً في الدول النامية, مليون شخص يموتون كل عام بسبب نقص الرعاية الصحية، أعداد هائلة من المهاجرين يعيشون في بؤس أو يموتون بحثاً عن الحياة.
الفقر وسوء التوزيع في العالم من أقوي أسلحة الدمار الشامل لأنها لست مجرد أرقام، إحتياج لأساسيات الحياة، أحلام واّمال ملايين الشباب المكسورة، مظلومين في السجون. كل ذلك يخلق مناخ ملوث من الغضب يؤدي إلي فقدان الإنتماء للدولة وخلق أرض خصبة لل*** والتطرف، والشعوب البريئة هي من تدفع ثمن لك كله. بعد كل ما تم ذكره كيف نندهش من أن هناك نصف مليون شخص قد عبروا البحار في 2015 من بينهم 3 الاّف شخص لقوا مصيرهم في رحلتهم.
ونجد رودو الأفعال العالمية والأوروبية مضطربة، إنسانية في بعض الأحيان وغير مهمتة في أحيان أخري، المستشار الألمانية "ميركل" قالت: أنه لا يوجد تسامح مع هؤلاء الذين ليسوا علي استعداد لتقديم المساعدة القانونية والانسانية فالمساعدة واجبة. أيصا "تريزا ماي" قالت: أن أرتفاع مستويات الهجرة يخلق مجتمع متماسك. بينما قال "فيكتور اوربان": أننا لا نريد مزيد من المسلمون في بلادنا. أيضا قال "كازنكس": ان اللاجئين من الشرق الأوسط قد يحملوا الأمراض والأوبئة لأوروبا. أما "بوب فرانسس": طلب من كل أسرة أوروبية أن تستضيف عائلة من اللاجئين. والرئيس "أوباما" قال: اهتمامنا اليوم بقضية اللاجئين ليس فقط من منطلق الضمير بل من الذات لمساعدة هؤلاء، إنها مسألة الأمن الجماعي.
من الواضح أن حل قضية اللاجئين تكمن في توضيح جذور المشكلة ولما أن هؤلاء يخاطرون بكل شيء للهروب، نريد أن نضع مدخل إنساني يعترف بقدسية الحياة. فما الذي نتوقعه من هذا المناخ الملوث الذي ليس له حدود (الفقر، الإرهاب، الأمراض، أسلحة الدمار الشامل، الجريمة المنظمة، الإغتيالات، الهجرة غير الشرعية وتجارة الأدوية) فأفعالنا وغيابها دائما ما تأتي وتتصدينا أينما كنا. فنحن نواجه أزمة حكومات تتبع سياسات قصيرة المدي تفشل في مواكبة التحديات الدولية.
نعاود الحديث عن الشرق الأوسط كمنطقة أكثر توتراً في العالم اليوم وأيضا انتفاضات الربيع العربي الذين يطالبون بالكرامة الانسانية والعدالة ومحاربة الفقر، جميعنا يعلم ان طريق الحرية طويل وبه بعض الفوضي خاصة في ظل غياب المجتمع المدني ودستور حقيقي. فبعد عقود طويلة من غياب الديمقراطية أفقتر الربيع العربي إلي التنظيم و الاتفاق علي خطة للغد.
والتحدي الرئيسي لتلك الدول أن تتحول إلي ثقافة جديدة قائمة علي الحرية والكرامة. والاّن 3 أسئلة تطرح: 1) كيف نحقق مجتمع متماسك؟ 2) كيف نتجنب ال*** في حل الخلافات؟ 3) كيف نبعد التدخلات والحروب؟ ..
إن أول بناء المجتمع المتماسك هو وثيقة قيم مشتركة للحقوق ودستور يتفق عليه الجميع ونظام ديمقراطي وفي غياب لك ظهر ال***.
تونس نجحت بعد مجهود عظيم في بناء دستور يحظي بإصطفاف الجميع، الاسلاميين والمدنيين نحوا خلافتهم إلي جنب وعملوا سوياً لبناء تونس الديمقراطية.
علي النقيض في مصر وكنتيجة للصراع علي السلطة والإستقطاب من جميع تيارات المجتمع (الإسلاميين، الليبرالين، النظام القديم والجيش) 7 دساتير في أربع سنوات ما بين النكهة الدينية والعسكرية ومصر بلا برلمان وفي اّخر ثلاث سنوات الرئيس هو المشرع والمنفذ.
في ليبيا هناك حكومتين وبرلمانين وحرب مدينة ولا اتفاق علي دستور، في اليمن حرب داخلية وحروب خارجية، اما سوريا كان هناك صعود سلمي انتهي بحرب مدنية مع حرب عالمية وعناصر متطرفة.
بعض الدروس المهمة لدول الربيع العربي هو أن الانتقال الديمقراطي من بعد عصور الديكتاتورية يبدأ بالعدالة الانتقالية وقيام دستور وأحزاب سياسية ومجتمع مدني، فالديمقراطية ليست قهوة سريعة الذوبان ولكنها مجموعة خطوات يجب أن تتخذ بعناية.
بعض القضايا القائمة في الدول العربية الإسلامية هي طبيعة العلاقة بين الدين والقانون والدولة والسؤال الدائم الطرح هو هل هناك حاجة للإصلاح الديني أم أن التوتر والصراع هو نتيجة فقدان الناس إنتماؤهم للدولة فيتجهون للبحث عنها في الدين؟ .. البشر يشعرون بالإنتماء للدولة حينما يكون هناك كرامة انسانية واحتراما للحريات وإذا لم يحدث ذلك فإن السلطات تبدأ في الإستقطاب بإسم الدين أو القانون.
كما نعلم ال*** يجلب ال*** وأن وحدة المجتمع في ظل احترام حقوق الإنسان والعدالة هما الطريق الوحيد للمضي قدما، فالإستقرار بلا حرية هو استقرار زائف ينتظره الإنفجار.
الغالبية العظمي للشعوب في دول الربيع العربي في حاجة إلي الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية وتوفير فرص للعمل ومستوي معيشة كريم، الفقراء يدفعون الثمن من انخفاض مستوي التعليم وانعدام الرعاية الصحية وانعدام البنية التحتية، أفريقيا تفقد 50 بليون دولار سنويا من التدفقات المالية غير المشروعة. فالتعليم في وضع حرج في دول الربيع العربي التي تعاني من أرتفاع مستوي الجهل وانخفاض جودة التعليم ونسمع عن خطط ولا يتعدي وجودها سوي علي الورق!
الفقر يزيد من ال***، لابد من نشر ثقافة السلام القائم علي حرية الإنسان والكرامة والعدالة الإجتماعية وتلك هي أسس الديمقراطية والحوار، في دول الربيع العربي لايزال أمامنا الكثير لتحقيق تلك النجاحات.
أما عن نظام الامن العالمي المضطرب فكان هدف الأمم المتحدة تقليل استخدام ال*** مع أن ذلك لم يحدث في سوريا والعراق واليمن، فأسلحة الدمار الشامل هي ما خلفته الحرب الباردة وفي الربع الأخير من القرن الماضي أصبح لدينا 16 ألف رأس حربي نووي يوجد ألفين منهم في حالة استعداد، هل تسألنا كيف ستكون العواقب إذا امتلك هؤلاء الإرهابيين مثل تلك الأسحلة؟ ومع ذلك نتجه في الطريق المعاكس بإنفاق البلايين علي الأسلحة النووية.
بعد عدة عقود رجعنا إلي ما كان يجب علينا البدء فيه (الحوار وتجنب ال***)، علينا أن نعي أننا أسرة بشرية وأن افتقار شخص للحرية يعني أن الجميع ليسوا أحرار وافتقار شخص للأمن يعني أن الجميع في خطر، لكننا نظل في الإستمرار بنبذ الاّخر. علينا أن نفكر ونتعامل علي أساس الوحدة الإنسانية وأن تكون كرامة الإنسان أولويتنا الأولي.
أخيرا نحتاج أن نفهم أن التحديات التي تواجهنا أكبر من أي صراع في أي دولة وكما قال "ويليام جيمس": نحن متفرقون في السطح ولكن متواصلون في العمق، حان الوقت لتصحيح أخطاء الماضي وأن ننقذ أنفسنا من أنفسنا.
س: إذا طلب منك الرئيس الفرنسي أن تقترح حلا لمواجهة الأزمة الأخيرة التي حدثت في باريس فماذا سوف يكون إقتراحك؟
البرادعي: ما نراه اليوم هو حصيلة لسوء الإدارة لذلك علينا اتخاذ بعض الإجرائات علي المدي الطويل، فالعناصر الإرهابية المتطرفة مثل داعش والقاعدة نريدهم أن يتوقفوا عن ذلك في نفس القت لا يمكن إبعادهم لأنهم يعيشون بالفعل في المدن والبلاد، علينا أن حل جذور المشكلة لأنهم عرض لمجموعة من امراض العالم المنقسم. في عدة أعوام قد توفي 5 مليون شخص في الكنغو ولم يشر شخص واحد إلي ما حدث لهموفي ابريل الماضي مات نفس عدد من ***وا بباريس ولم يحظوا بأي تغطية إعلامية أو دولية. الجميع يرسل الأسلحة إلي الشرق الأوسط وهذا اّخر ما تحتاجه المنطقة، نحتاج أن يشعر هؤلاء المتطرفين أننا جيران في أسرة انسانية والمفتاح لذلك هو النمو الأقتصادي.
عامل الإنسان كبني اّدم .. يتصرف كبني اّدم.
س: كيف يمكن إعادة دور الأمم المتحدة وكيف نعمل سوياً كدول؟
البرادعي: الحرب العالمية الثانية خلفت 5 مليون لاجيء والاّن اتحدث عن مشكلة الأمن الذي يفتقر إليه الجميع، فماذا فعلنا للصومال أو العراق بسبب سياسات حمقاء علي مدار عشرة أعوام ولكن علينا أن لا نخلط بين قضايا اللاجئين وبين ما يحدث من إرهاب، إعادة نظام الأمم المتحدة أن تقوم بدورها وهو حفظ الأمن ونكف عن التعامل مع المشاكل والقضايا بحلول قصيرة المدي.
سويسرا - 16/11/2015.
ترجمة هاجر رشيد
فيديو المحاضرة
https://www.youtube.com/watch?v=hEPdBqrEgVw
في البداية أود أن اعبر عن سعادتي واتشرف بوجودي هنا اليوم في حديث عن كيفية تسيير العالم نحو مزيد من الإنسانية والسلام حيث انه وقت عصيب يمر به الجميع، انه وقت التكاتف لنتأكد من أن هؤلاء الذين يحملون شعاع السلام سوف يستمرون في المضي قدماً.
هذا المؤتمر يتحدث عن اقتصاديات الحرب والسلام وكيف يؤثر الصراع في النهضة الاقتصادية، لست خبيرا اقتصاديا ولكن مثلي مثل أي شخص يعلم ان الازدهار الاقتصادي هو مفتاح الكرامة الإنسانية وأداة فعالة في تقليل الصراعات والحروب وكما نعلم ما تحدثه الصراعات في الإقتصاد ككل.
في عام 1952 قال "ستيفنسون": نحن الان في مرحلة القرارات العظيمة الصعبة ولكن القليل من الصبر والكفاح لمواجهة أعداء الإنسان وهم (الحرب والفقر والإرهاب) فالسلام هو المنقذ الوحيد في ذلك العصر.
السلام دائماً هدف صعب المنال والحروب اجتاحت الإنسان منذ القدم، الاّف الملايين فقدوا أرواحهم بإسم الدين والعرق. يمكننا أن نذكر مسببات كل ذلك وهو اختيارنا لل*** لحل الخلافات.
جميعنا يشهد تكور علمي وتكنولوجي وقد افادنا بشكل هائل في التواصل ومواكبة الأحداث حول العالم فأصبحنا أكثر قربا في نفس الوقت نفتقر للشعور بالاّخر وعاجزين عن تحقيق السلام الدائم والأمن والتمسك بكرامة الإنسان.
العالم الاّن مروع وي*** الأحلام والاّمال، الحرب والفقر والإرهاب في تزايد مستمر ضد كرامة الإنسان. فاليوم بعض الصراعات في فلسطين وكوريا قد أهملت منذ زمن لتجتاح الأجيال الحالية وحقوق الإنسان المهمشة والملشيات العسكرية تجوب العالم.
مسؤلية حماية المباديء من قبل الأمم المتحدة أصبحت جوفاء منذ عام 2005، هناك العديد من القضايا في أفريقيا وملايين البشر الأبرياء يتم إعدامهم في رواندا والكنغو والعناصر المتطرفة في بوكو حرام، ومؤخرا الأحداث الشنيعة في بيروت وباريس وكينيا.
القمع وسحق الكرامة الإنسانية هي السمة الأصلية في دول العالم الثالث حيث افتقار حقوق الإنسان، فكم من ال*** المنظم والهجمات الارهابية وال*** يرتكب بإسم الديمقراطية.
هناك حوالي 896 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر و 2.2 مليون شخص يعيشون بأقل من 2.10 دولار يومياً في الدول النامية, مليون شخص يموتون كل عام بسبب نقص الرعاية الصحية، أعداد هائلة من المهاجرين يعيشون في بؤس أو يموتون بحثاً عن الحياة.
الفقر وسوء التوزيع في العالم من أقوي أسلحة الدمار الشامل لأنها لست مجرد أرقام، إحتياج لأساسيات الحياة، أحلام واّمال ملايين الشباب المكسورة، مظلومين في السجون. كل ذلك يخلق مناخ ملوث من الغضب يؤدي إلي فقدان الإنتماء للدولة وخلق أرض خصبة لل*** والتطرف، والشعوب البريئة هي من تدفع ثمن لك كله. بعد كل ما تم ذكره كيف نندهش من أن هناك نصف مليون شخص قد عبروا البحار في 2015 من بينهم 3 الاّف شخص لقوا مصيرهم في رحلتهم.
ونجد رودو الأفعال العالمية والأوروبية مضطربة، إنسانية في بعض الأحيان وغير مهمتة في أحيان أخري، المستشار الألمانية "ميركل" قالت: أنه لا يوجد تسامح مع هؤلاء الذين ليسوا علي استعداد لتقديم المساعدة القانونية والانسانية فالمساعدة واجبة. أيصا "تريزا ماي" قالت: أن أرتفاع مستويات الهجرة يخلق مجتمع متماسك. بينما قال "فيكتور اوربان": أننا لا نريد مزيد من المسلمون في بلادنا. أيضا قال "كازنكس": ان اللاجئين من الشرق الأوسط قد يحملوا الأمراض والأوبئة لأوروبا. أما "بوب فرانسس": طلب من كل أسرة أوروبية أن تستضيف عائلة من اللاجئين. والرئيس "أوباما" قال: اهتمامنا اليوم بقضية اللاجئين ليس فقط من منطلق الضمير بل من الذات لمساعدة هؤلاء، إنها مسألة الأمن الجماعي.
من الواضح أن حل قضية اللاجئين تكمن في توضيح جذور المشكلة ولما أن هؤلاء يخاطرون بكل شيء للهروب، نريد أن نضع مدخل إنساني يعترف بقدسية الحياة. فما الذي نتوقعه من هذا المناخ الملوث الذي ليس له حدود (الفقر، الإرهاب، الأمراض، أسلحة الدمار الشامل، الجريمة المنظمة، الإغتيالات، الهجرة غير الشرعية وتجارة الأدوية) فأفعالنا وغيابها دائما ما تأتي وتتصدينا أينما كنا. فنحن نواجه أزمة حكومات تتبع سياسات قصيرة المدي تفشل في مواكبة التحديات الدولية.
نعاود الحديث عن الشرق الأوسط كمنطقة أكثر توتراً في العالم اليوم وأيضا انتفاضات الربيع العربي الذين يطالبون بالكرامة الانسانية والعدالة ومحاربة الفقر، جميعنا يعلم ان طريق الحرية طويل وبه بعض الفوضي خاصة في ظل غياب المجتمع المدني ودستور حقيقي. فبعد عقود طويلة من غياب الديمقراطية أفقتر الربيع العربي إلي التنظيم و الاتفاق علي خطة للغد.
والتحدي الرئيسي لتلك الدول أن تتحول إلي ثقافة جديدة قائمة علي الحرية والكرامة. والاّن 3 أسئلة تطرح: 1) كيف نحقق مجتمع متماسك؟ 2) كيف نتجنب ال*** في حل الخلافات؟ 3) كيف نبعد التدخلات والحروب؟ ..
إن أول بناء المجتمع المتماسك هو وثيقة قيم مشتركة للحقوق ودستور يتفق عليه الجميع ونظام ديمقراطي وفي غياب لك ظهر ال***.
تونس نجحت بعد مجهود عظيم في بناء دستور يحظي بإصطفاف الجميع، الاسلاميين والمدنيين نحوا خلافتهم إلي جنب وعملوا سوياً لبناء تونس الديمقراطية.
علي النقيض في مصر وكنتيجة للصراع علي السلطة والإستقطاب من جميع تيارات المجتمع (الإسلاميين، الليبرالين، النظام القديم والجيش) 7 دساتير في أربع سنوات ما بين النكهة الدينية والعسكرية ومصر بلا برلمان وفي اّخر ثلاث سنوات الرئيس هو المشرع والمنفذ.
في ليبيا هناك حكومتين وبرلمانين وحرب مدينة ولا اتفاق علي دستور، في اليمن حرب داخلية وحروب خارجية، اما سوريا كان هناك صعود سلمي انتهي بحرب مدنية مع حرب عالمية وعناصر متطرفة.
بعض الدروس المهمة لدول الربيع العربي هو أن الانتقال الديمقراطي من بعد عصور الديكتاتورية يبدأ بالعدالة الانتقالية وقيام دستور وأحزاب سياسية ومجتمع مدني، فالديمقراطية ليست قهوة سريعة الذوبان ولكنها مجموعة خطوات يجب أن تتخذ بعناية.
بعض القضايا القائمة في الدول العربية الإسلامية هي طبيعة العلاقة بين الدين والقانون والدولة والسؤال الدائم الطرح هو هل هناك حاجة للإصلاح الديني أم أن التوتر والصراع هو نتيجة فقدان الناس إنتماؤهم للدولة فيتجهون للبحث عنها في الدين؟ .. البشر يشعرون بالإنتماء للدولة حينما يكون هناك كرامة انسانية واحتراما للحريات وإذا لم يحدث ذلك فإن السلطات تبدأ في الإستقطاب بإسم الدين أو القانون.
كما نعلم ال*** يجلب ال*** وأن وحدة المجتمع في ظل احترام حقوق الإنسان والعدالة هما الطريق الوحيد للمضي قدما، فالإستقرار بلا حرية هو استقرار زائف ينتظره الإنفجار.
الغالبية العظمي للشعوب في دول الربيع العربي في حاجة إلي الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية وتوفير فرص للعمل ومستوي معيشة كريم، الفقراء يدفعون الثمن من انخفاض مستوي التعليم وانعدام الرعاية الصحية وانعدام البنية التحتية، أفريقيا تفقد 50 بليون دولار سنويا من التدفقات المالية غير المشروعة. فالتعليم في وضع حرج في دول الربيع العربي التي تعاني من أرتفاع مستوي الجهل وانخفاض جودة التعليم ونسمع عن خطط ولا يتعدي وجودها سوي علي الورق!
الفقر يزيد من ال***، لابد من نشر ثقافة السلام القائم علي حرية الإنسان والكرامة والعدالة الإجتماعية وتلك هي أسس الديمقراطية والحوار، في دول الربيع العربي لايزال أمامنا الكثير لتحقيق تلك النجاحات.
أما عن نظام الامن العالمي المضطرب فكان هدف الأمم المتحدة تقليل استخدام ال*** مع أن ذلك لم يحدث في سوريا والعراق واليمن، فأسلحة الدمار الشامل هي ما خلفته الحرب الباردة وفي الربع الأخير من القرن الماضي أصبح لدينا 16 ألف رأس حربي نووي يوجد ألفين منهم في حالة استعداد، هل تسألنا كيف ستكون العواقب إذا امتلك هؤلاء الإرهابيين مثل تلك الأسحلة؟ ومع ذلك نتجه في الطريق المعاكس بإنفاق البلايين علي الأسلحة النووية.
بعد عدة عقود رجعنا إلي ما كان يجب علينا البدء فيه (الحوار وتجنب ال***)، علينا أن نعي أننا أسرة بشرية وأن افتقار شخص للحرية يعني أن الجميع ليسوا أحرار وافتقار شخص للأمن يعني أن الجميع في خطر، لكننا نظل في الإستمرار بنبذ الاّخر. علينا أن نفكر ونتعامل علي أساس الوحدة الإنسانية وأن تكون كرامة الإنسان أولويتنا الأولي.
أخيرا نحتاج أن نفهم أن التحديات التي تواجهنا أكبر من أي صراع في أي دولة وكما قال "ويليام جيمس": نحن متفرقون في السطح ولكن متواصلون في العمق، حان الوقت لتصحيح أخطاء الماضي وأن ننقذ أنفسنا من أنفسنا.
س: إذا طلب منك الرئيس الفرنسي أن تقترح حلا لمواجهة الأزمة الأخيرة التي حدثت في باريس فماذا سوف يكون إقتراحك؟
البرادعي: ما نراه اليوم هو حصيلة لسوء الإدارة لذلك علينا اتخاذ بعض الإجرائات علي المدي الطويل، فالعناصر الإرهابية المتطرفة مثل داعش والقاعدة نريدهم أن يتوقفوا عن ذلك في نفس القت لا يمكن إبعادهم لأنهم يعيشون بالفعل في المدن والبلاد، علينا أن حل جذور المشكلة لأنهم عرض لمجموعة من امراض العالم المنقسم. في عدة أعوام قد توفي 5 مليون شخص في الكنغو ولم يشر شخص واحد إلي ما حدث لهموفي ابريل الماضي مات نفس عدد من ***وا بباريس ولم يحظوا بأي تغطية إعلامية أو دولية. الجميع يرسل الأسلحة إلي الشرق الأوسط وهذا اّخر ما تحتاجه المنطقة، نحتاج أن يشعر هؤلاء المتطرفين أننا جيران في أسرة انسانية والمفتاح لذلك هو النمو الأقتصادي.
عامل الإنسان كبني اّدم .. يتصرف كبني اّدم.
س: كيف يمكن إعادة دور الأمم المتحدة وكيف نعمل سوياً كدول؟
البرادعي: الحرب العالمية الثانية خلفت 5 مليون لاجيء والاّن اتحدث عن مشكلة الأمن الذي يفتقر إليه الجميع، فماذا فعلنا للصومال أو العراق بسبب سياسات حمقاء علي مدار عشرة أعوام ولكن علينا أن لا نخلط بين قضايا اللاجئين وبين ما يحدث من إرهاب، إعادة نظام الأمم المتحدة أن تقوم بدورها وهو حفظ الأمن ونكف عن التعامل مع المشاكل والقضايا بحلول قصيرة المدي.