مشاهدة النسخة كاملة : تشابه عجيب بين بين احداث هذة القصة وبين الأحداث التي نعيشها الآن، فحال


om3mohamedmem
25-11-2015, 09:51 PM
هناك تشابه عجيب بين بين احداث هذة القصة وبين الأحداث التي نعيشها الآن، فحال المسلمين وقت التتار يشبه إلى حدٍ بعيد حال المسلمين الآن، والخونة الذين فتحوا أبواب بغداد للتتار سنة 1258 م هم نفسهم الخونة الشيعة الذين فتحوا أبواب بغداد للغزاة سنة 2003 م، والتحالف الدولي على المسلمين من التتار والصليبيين يشبه ما نراه الآن على الساحة الدولية، كما أن معرفة مقدار القوة التي وصل إليها التتار قبل عين جالوت يوضح لنا مدى عظمة هذا القائد الرباني العظيم الذي أنقذ هو وجنوده العنصر البشري بشكلٍ عام من وحشية التتار.
وقصة التتار تبدأ سنة 603 هـ من على قمم "جبال خنتي" في أرض "منغوليا" الواقعة شرق آسيا، هناك ظهر رجلٌ مغولي اسمه (تيموجين)، وهو نفس الرجل الذي أطلق التتار عليه فيما بعد اسم (جنكيزخان) وهي كلمة تعني: (قاهر العالم) باللغة المنغولية. وكان هذا الرجل سفاحًا مجرمًا، لا هم له في الحياة إلا ال*** والتخريب، فالعجيب في قصة التتار أن الجيش التتري لم يكن يأخذ الغنائم أبدًا، بل كان هدف التتار من حروبهم تلك هو ال*** لمجرد ال***! فكان التتار ي***ون كل كائنٍ حيٍ يجدونه أمامهم، لا يفرقون في ذلك بين رجل وامرأة، ولا بين رضيع وشاب، ولا بين صغير وشيخ، مدني أو محارب، وكأنهم حيوانات متوحشة تعشق رائحة الدماء وحسب!
وما هي إلا سنوات قليلة حتى استطاع التتار بوحشيتهم أن يبنوا إمبراطورية كبيرة ممتدة من "كوريا" شرقًا إلى "بولندا" غربًا ومن "سيبيريا" شمالًا إلى "كمبوديا" جنوبًا، قبل أن تتحرك غريزة الخيانة المغروسة في كيان الشيعة لكي يراسلوا (هولاكو خان) قائد المغول والمعروف اختصارًا (هولاكو) ليطلبوا منه القدوم "لتحريرهم من الخلافة العباسية

رفض هولاكو فى بادىء الامر العرض الشيعي بدخول عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد خوفًا من أن تحل عليه لعنة من السماء (كما نصحه بذلك حكماء المغول)، فما كان من شيخ الطائفة الشيعة الأكبر عبر التاريخ (نصير الدين الطوسي) إلا أن تطوع لطمأنة هولاكو بدخول بغداد، وإخباره بأن شيئًا من الأذى لن يصيبه إذا ما *** الخليفة العباسي، وفي نفس الوقت قام الخائن الأعظم في تاريخ الشيعة الاثني عشرية الوزير الشيعي (مؤيد الدين بن العلقمي) بفتح أبواب بغداد للمغول مقابل عرضٍ يجعله فيه هولاكو واليه في المدينة المنورة لكي ينبش قبر أم المؤمنين عائشة وقبر أبي بكر وعمر (وربما قبر رسول اللَّه أيضًا!)، وطلب الخائن ابن العلقمي من خونة الشيعة في العراق رفع رايات مميزة فوق بيوتهم عند ساعة الصفر لكي ي*** التتار المسلمين السنة فقط، وفي يوم 4 صفر من سنة 656 هـ الموافق لـ 20 فبراير من سنة 1258 م دخل التتار بغداد أكبر مدينة في العالم آنذاك، ف*** التتار 1000000 مسلم خلال أربعين فقط بفضل خيانة الشيعة، وكأن التاريخ يعيد نفسه! بل وكأن الأرقام تعيد نفسها! وتعفنت الجثث في شوارع بغداد، وحرق التتار الهمجيون "مكتبة بغداد" أكبر مكتبة في العالم، وأصبح الطريق مفتوحًا أمام المغول لتدمير "الكعبة" بعد أن احتلوا الشام، وصار مصير الإسلام -وليس المسلمين فقط- لأول مرة في التاريخ مهددًا بالفناء، قبل أن يحدث شيءٌ عجيب!
فلقد بعث اللَّه للأمة رجلًا اسمه (محمود بن ممدود الخوارزمي)، هذا الرجل عُرف في التاريخ باسم آخر هو: (سيف الدين قطز)! وقصة قطز تمثل ترجمة فعلية لقول رب العالمين: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50)}، فكما أن فرعون هو الذي ربى موسى في بيته لكي يدمره بعد ذلك، فإن التتار هم الذين صنعوا قطز، بل هم الذين أطلقوا عليه اسم (قطز) ويعني "الحيوان المتوحش"، وذلك بعد أن لاحظوا أنه طفل متمرد، وقطز هو ابن أخت (جلال الدين بن خوارزم شاه) ملك "المملكة الخوارزمية الإسلامية" في آسيا الوسطى، والتي كانت أول ضحايا التتار، فقد قام التتار ب*** جميع أهل قطز وإبقائه حيًا لكي يبيعوه بعد ذلك في سوق النخاسة، والمضحك في القصة أن التتار أنفسهم هم الذين نقلوه من مجاهل آسيا الوسطى إلى أرض الشام بالتحديد والتي سوف ستشهد تدمير إمبراطوريتهم على يدي نفس ذلك الطفل الذي نقلوه هم بأيديهم إلى هذه الأرض!!! فقد قام الملك الأيوبي المجاهد (نجم الدين أيوب) رحمه اللَّه بشراء قطز وغيره من العبيد ليربيهم تربية دينية وعسكرية صارمة، ليكون كتيبة ربانية مجاهدة من أعظم الكتائب التي عرفتها أمة محمد، هذه الكتيبة الخاصة عُرفت فيما بعد باسم "المماليك".
إن السر الحقيقي لعظمة هذا العملاق الإسلامي يتمثل في إمكانية هذا الرجل بمفرده من تغيير حال أمة بأسرها من قمة الهزيمة إلى قمة النصر، كل هذا في أحد عشر شهرًا وثلاثة عشر يومًا هي كل مدة حكم سيف الدين قطز!

ثم ارسل هولاكو الى قطز رساله مليئة بالتهديد والوعيد والاهانة حملها له أربعون سَفيرًا من وحوش التتار وما إن قرأ قطز رسالة التهديد التترية حتى *** جميع السفراء المغول ثم علق رؤوسهم في شوارع القاهرة لكي يرفع الروح المعنوية في أوساط الشعب المصري الذي كانت تأتيه أخبار التتار المخيفة، وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة 658 هـ، وبشروق الشمس، أضاءت الدنيا على فجر جديد انبثق من سهل عين جالوت، فالتقى المسلمون والتتار هناك، ليقاتل قطز بنفسه بين صفوف الشعب، ليتفاجأ المسلمون بأعداد الجيش التتري الهائلة والمخيفة، وفعلًا كاد التتار أن ينتصروا بالفعل، عندها أدرك الفارس الإسلامي البطل قطز أن الإسلام هذه المرة مهددٌ كدين على وجه الأرض، فإذا سقطت مصر، سقطت آخر قلاع المسلمين في الكرة الأرضية، لتصبح بعدها مكة والمدينة تحت رحمة المغول وعملائهم من الشيعة، عند هذه اللحظة. . .
توقفت ساعة الزمن عن الدوران في وجدان وكيان هذا المجاهد الإسلامي، فنزل سيف الدين قطز من على ظهر فرسه وأخذ يصيح في السماء بصوتٍ زلزل الأرض:
واإسلاماه. . . . واإسلاماه
واإسلاماه
ثم خلع الملك المظفر قطز خوذته ومرَّغ رأسه على التراب وهو يتضرع للَّه قائلًا: "يا اللَّه. . . انصر عبدك قطز على التتار! فما إن انتهى قطز من دعائه، حتى دارت رحى الحرب في صالح المسلمين، فانتصر الجيش المصري، على أرض فلسطين المباركة، لتعلو بذلك راية الإسلام العالمي إلى الأبد!