ابوإسراء
28-12-2015, 08:38 PM
صديقي العزيز/......
أيها القلب النابض بالحياة، أعتذر منك اعتذار المقصر الذي يعرف لك قدرك ويحفظ لك حقك، لقد ساءتني حالك وآلمني هجرك، قد تبدو للناظر إليك على عجل أنك وحيدٌ مفرد لا تستطيع أن تختلس لحظة من لحظات السعادة التي مَنَّ بها الدهر على من هم دونك في العطاء.، لكن صاحب النظرة الثاقبة يعرفك ويأنس بك، ويتمنى أن تقبل صداقته. لقد ابتعد عنك الكثيرون من دون وجه حق، بل من دون خجل ولا اعتراف بسابق مننك وعطاياك.... قديمًا كنت أنت المقدس عند محبي المعرفة، كنت النور الذي يهدي والنار التي تحمي، كنت شعاع الأمل الذي يزين سفن البناء والتشييد ويحمي روادها من الهلاك الخلقي والفساد اللاإنساني....نعم كان محبوك يضعونك أحيانًا فوق الأرفف ولكنهم كانوا يرونك تاجًا لا يستحق إلا أن يكون فوق الرؤوس، كيف لا وأنت من يصنع الرؤوس؟! وأحيانًا أخرى كانوا يضعونك في أدراج مغلقة لأنهم يعرفون جيدًا قيمة الكنز الثمين الذي بين أيديهم، كم ارتفعت بك يا صديقي أوطان، وكم أنارت دروب، وكم لهج في طلب صداقتك من ندعي الآن نبوغهم ...مسكين يا صديقي! أبعد كل هذا المجد تصير وحيدًا..دمية..زينة اصطناعية؟ ! أبعد كل تلك الخدمات الجلى يريدون وأدك والتخلص منك؟! لقد أحالوك للتقاعد ولكنهم لم يعرفوا أنهم بذلك قد أحالوا أنفسهم هم إلى التقاعد؛ فهنيئًا لك يا حامي التراث ويا مشعل المستقبل في زمن انطفأت فيه مشاعل الهداية، وسحقًا ثم سحقًا لكل من نبذك وهجرك بقصد أو من دون قصد، ولكن لك أن تعلم أن للكنوز رجال يعرفون كيف يقتنوها ويمسكون بتلابيبها، وسأختم رسالتي إليك يا صديقي بهذا البيت الذي اخترق الماضي السحيق لينبئنا بقدرك ومكانتك وليدعوك إلى عدم اليأس أيها الكنز الثمين فأنت المستقبل المنير وحتماً سيعود إليك كل من يحتاج إلى قبس نورك
أعز مكان في الدنا سرج سابح### وخير جليس في الزمان (كتاب)
#الكتاب-#الصديق-#الحق
أيها القلب النابض بالحياة، أعتذر منك اعتذار المقصر الذي يعرف لك قدرك ويحفظ لك حقك، لقد ساءتني حالك وآلمني هجرك، قد تبدو للناظر إليك على عجل أنك وحيدٌ مفرد لا تستطيع أن تختلس لحظة من لحظات السعادة التي مَنَّ بها الدهر على من هم دونك في العطاء.، لكن صاحب النظرة الثاقبة يعرفك ويأنس بك، ويتمنى أن تقبل صداقته. لقد ابتعد عنك الكثيرون من دون وجه حق، بل من دون خجل ولا اعتراف بسابق مننك وعطاياك.... قديمًا كنت أنت المقدس عند محبي المعرفة، كنت النور الذي يهدي والنار التي تحمي، كنت شعاع الأمل الذي يزين سفن البناء والتشييد ويحمي روادها من الهلاك الخلقي والفساد اللاإنساني....نعم كان محبوك يضعونك أحيانًا فوق الأرفف ولكنهم كانوا يرونك تاجًا لا يستحق إلا أن يكون فوق الرؤوس، كيف لا وأنت من يصنع الرؤوس؟! وأحيانًا أخرى كانوا يضعونك في أدراج مغلقة لأنهم يعرفون جيدًا قيمة الكنز الثمين الذي بين أيديهم، كم ارتفعت بك يا صديقي أوطان، وكم أنارت دروب، وكم لهج في طلب صداقتك من ندعي الآن نبوغهم ...مسكين يا صديقي! أبعد كل هذا المجد تصير وحيدًا..دمية..زينة اصطناعية؟ ! أبعد كل تلك الخدمات الجلى يريدون وأدك والتخلص منك؟! لقد أحالوك للتقاعد ولكنهم لم يعرفوا أنهم بذلك قد أحالوا أنفسهم هم إلى التقاعد؛ فهنيئًا لك يا حامي التراث ويا مشعل المستقبل في زمن انطفأت فيه مشاعل الهداية، وسحقًا ثم سحقًا لكل من نبذك وهجرك بقصد أو من دون قصد، ولكن لك أن تعلم أن للكنوز رجال يعرفون كيف يقتنوها ويمسكون بتلابيبها، وسأختم رسالتي إليك يا صديقي بهذا البيت الذي اخترق الماضي السحيق لينبئنا بقدرك ومكانتك وليدعوك إلى عدم اليأس أيها الكنز الثمين فأنت المستقبل المنير وحتماً سيعود إليك كل من يحتاج إلى قبس نورك
أعز مكان في الدنا سرج سابح### وخير جليس في الزمان (كتاب)
#الكتاب-#الصديق-#الحق