أ/رضا عطيه
05-01-2016, 05:01 PM
عمار علي حسن
الإخوان وجماعات العنـــ ف
http://www.elwatannews.com/news/details/898840
أمس PM 10:06
15
عرضت جماعة «الإخوان المسلمين» نفسها طيلة العقود الأربعة الماضية على أنها مختلفة، بل مفترقة عن الجماعات والتنظيمات الجهادية، التى تميل فى الفكر إلى التسلف، وفى الحركة إلى ال***، وفى التفاعل إلى التمايز لا التماثل مع المجتمع، لكن ثبت بمرور الأيام أن هذا العرض كان للتغطية أو التعمية على حقيقة جلية تقول: إن المعروض من الإخوان غير المكنون، أو المضنون به، إذ إن «الجماعة» بينما كانت ترسل شخصيات منها، لتنفتح على المجتمع العام، والقوى المدنية وجماعات المثقفين، كانت تفتح كل الأبواب لسيطرة الفكر القطبى، وكذلك المجموعة المنحدرة من التنظيم الخاص، التى كانت تميل إلى التسلف وممارسة ال*** وإعلاء قيمة ومركزية خطاب سيد قطب وتصوره فى حياة الإخوان.
وقد بدا هذا التشابه، الذى يطل فى بعض المواضع إلى حد التطابق، جلياً فى كتاب «السراب» للدكتور جمال السويدى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات ومدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. وسطور الكتاب تقول لنا بوضوح إننا لو عدنا إلى الأصل، أو لحظة البداية، حين تأسست الجماعة سنة 1928 فى مدينة الإسماعيلية المصرية، سنجد أن صلاتها بالجماعات الجهادية ممتدة، من عدة زوايا، يمكن ذكرها على النحو التالى:
1- نقلت جماعة الإخوان فكرة «الإحياء الإسلامي» من تنظير لم تكن معالمه قد استقرت بعد، إثر ما قاله وفعله جمال الدين الأفغانى، إلى تنظيم، وبالتالى فتحت الباب أمام ما يسمى «الإسلام الحركي» الذى ارتبط بمشروع السلطة السياسية، راغباً فيها وراغباً عن أهل الحكم، من خلال منازعتهم على الشرعية ورفض الدولة المدنية الحديثة أياً كانت صورتها قومية أو وطنية. ومن هنا ينظر إلى الإخوان باعتبارها أصل كل الجماعات الجهادية الموزعة على الساحة الإسلامية رغم تعدد أسمائها ووجود بعض الاختلافات فى تصوراتها وعلاقتها بالوسط الاجتماعى الذى تعيش فيه.
2- لم يكن قيام «التنظيمات الجهادية» التى انزلقت إلى ال*** والإرهاب، بعيداً عن التفاعل مع جماعة الإخوان، مرة بالانشقاق عنها واتهامها بالتخاذل والتكاسل والبطء والتفريط فى «صحيح الإسلام» لحساب الهدف السياسى، ومرة بمحاولة منافستها بوصفها «الجماعة الأم» و«التنظيم الأساسي» صاحب الإمكانات والقدرات الفائقة، ومرة بالتأثر بالطور الأخير منها الذى وضع بصمته سيد قطب.
3- حدثت هجرة عكسية أو متبادلة بين هذه التنظيمات والإخوان، فبعض القادة الجهاديين كانوا أعضاء فى جماعة الإخوان، والمثل الناصع على هذا شكرى مصطفى الذى أسس «جماعة المسلمين» المعروفة أمنياً وإعلامياً وجماهيرياً فى مصر باسم «التكفير والهجرة»، وبعض من كانوا فى التنظيمات الجهادية، خاصة «الجماعة الإسلامية» التى تأسست فى مصر خلال سبعينات القرن العشرين، دخلوا جماعة الإخوان أفواجاً، على يد عبدالمنعم أبوالفتوح، ولذا يعتبره البعض المؤسس الثانى لـ«الإخوان» بعد البنا، لأن ما قام به ضخ دماء عفية فى أوردة «الجماعة» أبقتها على قيد الحياة بعد أن كانت قد تراجعت إلى حد جارح، بعد الضربات التى تلقتها إثر صراعها على السلطة مع الرئيس جمال عبدالناصر، ومحاولتها اغتياله فى المنشية عام 1954.
4- نظرت جماعة الإخوان إلى هذه التنظيمات بوصفها فناء خلفياً لها أحياناً، وأوراق ضغط يمكن توظيفها ضد السلطات الحاكمة أحياناً. فقيام هذه التنظيمات بـ«أسلمة» المجال العام، حتى ولو بطريقة مغايرة لما ينطق به الإخوان ويتصرفون، تراه «الجماعة الأم» جزءاً مهماً من صناعة رصيدها الاجتماعى، لأن هذه الجماعات لا تملك فى حد ذاتها قدرة على إسقاط الحكومات، وبالتالى فهى ستنحاز فى نهاية المطاف إلى الإخوان حين تأتى لحظة صدامهم الفارق مع السلطة، وقد صدق الرهان الإخوانى، فكثير من هذه التنظيمات انحازت إليهم بعد الثورتين التونسية والمصرية، ووقفت معهم تقاتل بعد إسقاطهم عن الحكم فى مصر.
أما أوراق الضغط، فإن الإخوان طالما كانوا يستفيدون من *** هذه الجماعات الجهادية بمحاولة إظهار أنفسهم على أنهم يسلكون طريقاً مختلفاً، وفق القاعدة التى تقول «بضدها تتميز الأشياء»، ولذا كانوا ينتهزون فرصة أى عمل إرهابى فيصدرون بيانات الإدانة، ويعرضون على السلطات إمكانية المساعدة فى احتواء التنظيمات الإرهابية، وبالتالى يكسبون أرضاً جديدة لدى أهل الحكم يستغلونها فى التمدد الاجتماعى.
الإخوان وجماعات العنـــ ف
http://www.elwatannews.com/news/details/898840
أمس PM 10:06
15
عرضت جماعة «الإخوان المسلمين» نفسها طيلة العقود الأربعة الماضية على أنها مختلفة، بل مفترقة عن الجماعات والتنظيمات الجهادية، التى تميل فى الفكر إلى التسلف، وفى الحركة إلى ال***، وفى التفاعل إلى التمايز لا التماثل مع المجتمع، لكن ثبت بمرور الأيام أن هذا العرض كان للتغطية أو التعمية على حقيقة جلية تقول: إن المعروض من الإخوان غير المكنون، أو المضنون به، إذ إن «الجماعة» بينما كانت ترسل شخصيات منها، لتنفتح على المجتمع العام، والقوى المدنية وجماعات المثقفين، كانت تفتح كل الأبواب لسيطرة الفكر القطبى، وكذلك المجموعة المنحدرة من التنظيم الخاص، التى كانت تميل إلى التسلف وممارسة ال*** وإعلاء قيمة ومركزية خطاب سيد قطب وتصوره فى حياة الإخوان.
وقد بدا هذا التشابه، الذى يطل فى بعض المواضع إلى حد التطابق، جلياً فى كتاب «السراب» للدكتور جمال السويدى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات ومدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. وسطور الكتاب تقول لنا بوضوح إننا لو عدنا إلى الأصل، أو لحظة البداية، حين تأسست الجماعة سنة 1928 فى مدينة الإسماعيلية المصرية، سنجد أن صلاتها بالجماعات الجهادية ممتدة، من عدة زوايا، يمكن ذكرها على النحو التالى:
1- نقلت جماعة الإخوان فكرة «الإحياء الإسلامي» من تنظير لم تكن معالمه قد استقرت بعد، إثر ما قاله وفعله جمال الدين الأفغانى، إلى تنظيم، وبالتالى فتحت الباب أمام ما يسمى «الإسلام الحركي» الذى ارتبط بمشروع السلطة السياسية، راغباً فيها وراغباً عن أهل الحكم، من خلال منازعتهم على الشرعية ورفض الدولة المدنية الحديثة أياً كانت صورتها قومية أو وطنية. ومن هنا ينظر إلى الإخوان باعتبارها أصل كل الجماعات الجهادية الموزعة على الساحة الإسلامية رغم تعدد أسمائها ووجود بعض الاختلافات فى تصوراتها وعلاقتها بالوسط الاجتماعى الذى تعيش فيه.
2- لم يكن قيام «التنظيمات الجهادية» التى انزلقت إلى ال*** والإرهاب، بعيداً عن التفاعل مع جماعة الإخوان، مرة بالانشقاق عنها واتهامها بالتخاذل والتكاسل والبطء والتفريط فى «صحيح الإسلام» لحساب الهدف السياسى، ومرة بمحاولة منافستها بوصفها «الجماعة الأم» و«التنظيم الأساسي» صاحب الإمكانات والقدرات الفائقة، ومرة بالتأثر بالطور الأخير منها الذى وضع بصمته سيد قطب.
3- حدثت هجرة عكسية أو متبادلة بين هذه التنظيمات والإخوان، فبعض القادة الجهاديين كانوا أعضاء فى جماعة الإخوان، والمثل الناصع على هذا شكرى مصطفى الذى أسس «جماعة المسلمين» المعروفة أمنياً وإعلامياً وجماهيرياً فى مصر باسم «التكفير والهجرة»، وبعض من كانوا فى التنظيمات الجهادية، خاصة «الجماعة الإسلامية» التى تأسست فى مصر خلال سبعينات القرن العشرين، دخلوا جماعة الإخوان أفواجاً، على يد عبدالمنعم أبوالفتوح، ولذا يعتبره البعض المؤسس الثانى لـ«الإخوان» بعد البنا، لأن ما قام به ضخ دماء عفية فى أوردة «الجماعة» أبقتها على قيد الحياة بعد أن كانت قد تراجعت إلى حد جارح، بعد الضربات التى تلقتها إثر صراعها على السلطة مع الرئيس جمال عبدالناصر، ومحاولتها اغتياله فى المنشية عام 1954.
4- نظرت جماعة الإخوان إلى هذه التنظيمات بوصفها فناء خلفياً لها أحياناً، وأوراق ضغط يمكن توظيفها ضد السلطات الحاكمة أحياناً. فقيام هذه التنظيمات بـ«أسلمة» المجال العام، حتى ولو بطريقة مغايرة لما ينطق به الإخوان ويتصرفون، تراه «الجماعة الأم» جزءاً مهماً من صناعة رصيدها الاجتماعى، لأن هذه الجماعات لا تملك فى حد ذاتها قدرة على إسقاط الحكومات، وبالتالى فهى ستنحاز فى نهاية المطاف إلى الإخوان حين تأتى لحظة صدامهم الفارق مع السلطة، وقد صدق الرهان الإخوانى، فكثير من هذه التنظيمات انحازت إليهم بعد الثورتين التونسية والمصرية، ووقفت معهم تقاتل بعد إسقاطهم عن الحكم فى مصر.
أما أوراق الضغط، فإن الإخوان طالما كانوا يستفيدون من *** هذه الجماعات الجهادية بمحاولة إظهار أنفسهم على أنهم يسلكون طريقاً مختلفاً، وفق القاعدة التى تقول «بضدها تتميز الأشياء»، ولذا كانوا ينتهزون فرصة أى عمل إرهابى فيصدرون بيانات الإدانة، ويعرضون على السلطات إمكانية المساعدة فى احتواء التنظيمات الإرهابية، وبالتالى يكسبون أرضاً جديدة لدى أهل الحكم يستغلونها فى التمدد الاجتماعى.