مشاهدة النسخة كاملة : تناقضات الفصل الثاني من قصة "علي مبارك" المقرر على السادس الابتدائي


فريد البيدق
12-02-2016, 09:04 PM
تناقضات الفصل الثاني من قصة "علي مبارك" المقرر على السادس الابتدائي
(1)
في مقال "تلويث القيم في المخرج التعليمي للقصص التربوي" المنشور في مجلة الواحة الإلكترونية ومختلف المنتديات ومجموعات الـ ********- أبنت عن الأخطاء التربوية في الفصل الثاني من قصة "علي مبارك" المقررة على السادس الابتدائي التي تحتم حذف فقرات من هذا الفصل حتى لا يتأثر التلاميذ سلبا.
وهنا أُظهر ما ينفرد به الفصل الثاني في قصة "علي مبارك" من تناقضات تكثر في هذا الفصل وتتكرر في مساحة نصية محدودة كثرة لم تتكرر في فصول الكتاب التي أبنت خللها في مقالات سابقة.
كيف؟
في نهاية الصفحة الأولى من الفصل ص17 تجد الفراغ الأول.
ما هو؟
قال الكاتب: "وحلت المشكلة بأن يقيم الصبى مع الشيخ فى بيته طوال الأسبوع، ويعود إلى منزله يوم الجمعة، كما اتفقا على أن يبعث الولد إلى الشيخ ما يكفى الطفل أجراً وإقامة".
هكذا قال: "المشكلة"، فماذا يسكن خاطرك أيها القارئ، تتيقنه عندما تقرأ "المشكلة"؟
تتيقن أن الكاتب قد ذكر أمر هذه المشكلة سابقا؛ ف"ألـ" هنا عهدية لا بد لها من علمٍ سابق أو ذكرٍ سابق؛ فهل حدث هذا؟
لا.
كيف؟
لو نقلنا الكلام السابق كاملا فلن نجد شيئا عنها. وها هو النص السابق (ولما اطمأن الشيخ مبارك إلى حياته الجديدة عند عرب السماعنة، التفت إلى تعليم ابنه علي، وأخذ يعلمه بنفسه. لكن مشاغله الكثيرة لم تمكنه من مواصلة هذا التعليم، فبحث عن معلم يثق فيه، حتى اهتدى إلى شيخ مهاجر يسكن قريباً من مساكن البدو أصله من برنبال، واسمه الشيخ أحمد أبو خضر، فاتفق معه على تعليم علي).
هذا هو الكلام السابق، فهل وجدنا فيه إلماحة إلى مشكلة؟
لا.
وقد يقول قائل: المشكلة تُفهم من السياق؛ لذا لا تناقض.
وجواب هذا القول جد يسير يتمثل في كون القصة موجهة إلى أطفال يجب أن تكون لغتها سهلة وفِكَرُها متتابعة لا غموض فيها ولا حذف، وأيضا ليس أسلوب الكاتب أسلوبا بلاغيا تكثر فيه الإشارات البلاغية حتى نقول بالحذف الإيجازي البلاغي.
(2)
وفي مفتتح الصفحة الثانية النصية من الفصل ص19 نجد أن الصبي يملكه الرعب من أول لحظة لقاء.
يقول الكاتب: (عندما ذهب الصبى إلى الشيخ أبى خضر فى كتابه وجده كاشر الوجه قاسى الطبع، بجانبه عصا غليظة، ينظر إليها أولاد الكتاب فى خوف شديد، فملكه الرعب، ثم ازداد ما به من الفزع وهو يرى تلك العصا تهوى على جسد بعض أولئك الأولاد لأتفه الأسباب. فكره الشيخ، وقال لنفسه فى ألمٍ شديدٍ: هل يليق بالمعلم أن يكون بمثل هذه القسوة؟ وهل جئنا إلى هنا لنتعلم الجبن والخوف؟ وبعد فترة أدرك أنه يمكن أن ينجو من شر هذه العصا إذا اجتهد ليتم حفظ القرآن الكريم، وعندئذ يترك الكتاب ويبعد عن صاحبه الذى يقسو على تلاميذه بالضرب والسب والإهانة).
ولو تغاضينا عن هذا الوصف غير اللائق للشيخ فسنجد التناقضات تبرز.
كيف؟
ماذا قال الكاتب؟
قال: (فملكه الرعب، ثم ازداد ما به من الفزع وهو يرى تلك العصا تهوى على جسد بعض أولئك الأولاد لأتفه الأسباب. فكره الشيخ ... وبعد فترة أدرك أنه يمكن أن ينجو من شر هذه العصا إذا اجتهد ليتم حفظ القرآن الكريم، وعندئذ يترك الكتاب ويبعد عن صاحبه الذى يقسو على تلاميذه بالضرب والسب والإهانة).
ما التناقض هنا؟
إنه بين اتهام الشيخ بالضرب لأتفه الأسباب وبين النجاة من الضرب لمن لا يخطئ من صبية الكتاب.
قال الكاتب في الأولى: "ثم ازداد ما به من الفزع وهو يرى تلك العصا تهوى على جسد بعض أولئك الأولاد لأتفه الأسباب". ثم قال في الأخرى: "وبعد فترة أدرك أنه يمكن أن ينجو من شر هذه العصا إذا اجتهد ليتم حفظ القرآن الكريم".
(3)
وهل هذا هو التناقض الوحيد في هذه الفقرة الصغيرة؟
لا.
كيف؟
هناك تناقض آخر.
ما هو؟
قال الكاتب: (فملكه الرعب، ثم ازداد ما به من الفزع وهو يرى تلك العصا تهوى على جسد بعض أولئك الأولاد لأتفه الأسباب). ثم قال: (وأمضى سنتين كاملتين على هذه الطريقة، أتم فيهما حفظ القرآن الكريم للمرة الأولى التى تسمى البداية).
والسؤال: كيف يبقى إنسان في مكان سنتين متتالتين وهو من أول لحظة لقاء مرعوب مرعوب مرعوب؟ أيبقى "علي مبارك" الصبي الوحيد لدى أمه، والمدلل لديها عامين في هذا الجحيم النفسي؟
لا، لا.

عبدالرازق العربى
23-05-2016, 09:27 PM
جزاكم الله خيرا

على العربى
15-08-2016, 04:15 PM
جزاك الله خيرًا .

عماد عبد الستار
18-08-2016, 10:37 AM
http://www.samysoft.net/fmm/fimnew/shokr/3/86868686.gif (http://www.samygames.com/)