مشاهدة النسخة كاملة : التفكير الخرافي في درس "نعمة العقل" بالصف الثاني الإعدادي


فريد البيدق
12-02-2016, 09:10 PM
التفكير الخرافي في درس "نعمة العقل" بالصف الثاني الإعدادي


(1)
التفكير الخرافي هو التفكير غير العلمي وغير الموضوعي الذي لا يجد دليلا على صحته. وتخبرنا "الموسوعة العربية العالمية" عن الخرافة، فتقول: "الخرافة في اللُّغة مأخوذة من الخَرَف وهو فساد العقل، وهي أيضًا الحديث المُسْتَملح من الكذب. ومن أمثال العرب "حديث خرافة". ووجدت الخرافة عبر التاريخ في معظم المجتمعات البشرية، ويؤمن بعض الناس حتى الذين تلقوا تعليمًا عاليًا بالخرافة من وقت لآخر. وقد سَخِر العديد من الناس من لمس الخشب لتفادي الحظ السيء، أو تجنب المرور تحت السلم لذات السبب. ويعتقد بعض العلماء أن معظم الخرافات قد ظهرت في وقت قريب نسبيا".
(2)
وهذا ما وجدتني أردده عندما وقعت عيناي على درس "نعمة العقل" المقرر على الصف الثاني الإعدادي في الفصل الدراسي الآخر. كيف؟ هذا العنوان يرغب في إبراز دور العقل وأثره في صورة قصصية بطلها الأسد الغاضب الذي يريد الثأر من ابن آدم ل*** والده، وفي طريقه للقاء ابن آدم يصادف بعض الحيوانات فيحدثها عن ابن آدم فتزيده طلبا للثأر.
وكان مما صادف الحصان، فماذا قال الحصان ليدلل للأسد على مكر ابن آدم وخطر عقله؟ يقول المؤلفون ص21:
"سار الأسد على الطريق حتى رأى حصانا جامحا قادما يجري، فسأله: ما بك؟ فقال الحصان: يقولون: إن ابن آدم قادم من هذا الطريق! تعجب الأسد، وقال: كيف تخاف ابن آدم ولك أرجل قوية يمكنها أن تطيح به؟ فأجابه الحصان: إنك لا تعرفه يا سيدي؛ لقد خدع أبي وكان أحكمنا وأكثرنا فطنة نحن معشر الجياد؛ فقد قابل أبي وهو يأكل فقال له: لماذا تتعب رقبتك الجميلة؟ واقترح عليه أن يطعمه البرسيم في فمه وهو معتدل، ووعده أن يقوم بهذا كل يوم. ولكنه في اليوم التالي اعتذر لأبي بأنه متعب ولن يستطيع إطعامه، ثم اقترح عليه أن يقوم أبي بحمله على ظهره وهو يطعمه، فوافق أبي. فما إن جلس على ظهر أبي حتى ظل يحمله بقية عمره".
(3)
هكذا يروي المؤلفون وهم سيطرة ابن آدم على الخيل بهذه الطريقة الخرافية، ولا أقصد بالخرافة أن ينطق الأسد أو الحصان. لا، لا أقصد ذلك. ماذا أقصد؟ أقصد أنهم أغفلوا الحقيقة التي هي تسخير الله تعالى بعض المخلوقات لابن آدم فاستأنسها، وأرادوا إظهار إحكام العقل فوقعوا في الخرافة التي هي نقيضة العقل.
فماذا سيقول المؤلفون لطالب استخدم نعمة العقل وسألهم عن المخلوقات البرية غير المستأنسة التي لم يسخرها الله تعالى للإنسان وظلت مستعصية عليه بدءا من البرغوث وانتهاء بأكبر مخلوق غير مستأنس؟ والعجيب أنهم في كتابهم "دليل المعلم" قالوا ص196 ناصحين المعلم: "تقبل إجاباتهم –يقصدون التلاميذ- وتوصل معهم إلى أن الله سبحانه وتعالى سخر للإنسان كل ما في الكون من مخلوقات، وجعلها في خدمته تكريما له".
وأسأل: لماذا لم ينعكس ذلك على قصتهم المروية في كتاب التلميذ؟ وأترك الجواب لمن يقرأ ويتأمل، وللمعلم الذي يجب عليه تنبيه طلابه إلى هذا الخلل!

Mr. Bayoumy Ghreeb
12-02-2016, 09:19 PM
طالما لم تنقح المناهج من مثل هذة الترهات فلا يمكن ان نخلق جيل واع