مشاهدة النسخة كاملة : تناقضات متفرقة في موضوعات اللغة العربية للسادس الابتدائي في الفصلين الدراسيين


فريد البيدق
12-02-2016, 09:12 PM
تناقضات متفرقة في موضوعات اللغة العربية للسادس الابتدائي في الفصلين الدراسيين
(1)
إن الاهتمام بخلو المحتوى من مظاهر التضاد الفكري يجب أن يكون مهمة رئيسة لمن يضعون المقررات التعليمية لمراحل تعليم ما قبل الجامعة.
لماذا؟
حتى يطرد الفكر منسجما بعضه مع بعض.
وهل يوجد تناقض في موضوعات السادس الابتدائي؟
نعم. وقد سطرت بعضها في مقالات مستقلة، وأجمع في هذا المقال شتاتا آخر لموضوعات متفرقة.
(2)
في موضوع "الماضى و الحاضر و المستقبل" الذي يرد في موضوعات الفصل الدراسي الأول في وحدة "حياتك بين يديك"، والذي يعالج موضوع الزمن الذي هو الحياة وردت عبارات جميلة دافعة مثل "كل خطوة مهما كانت صغيرة تقربك من الهدف" و"من ملك الحاضر ملك الماضي والمستقبل" وغيرها. لكن وردت جملتان متجاورتان؛ إحداهما صحيحة، والأخرى خاطئة، وهذا يؤكد بشرية الكاتب.
ما الجملتان؟
إنهما في الفقرة الآتية: "الماضى لا يعرف شيئاً عن الحاضر؛ لأنه لا يلتقى به، و لا يتبقى من الماضى سوى التجارب التى نتعلم منها".
الأولى صحيحة؛ فالماضي لا يعرف عن الحاضر شيئا؛ لأن الحاضر مستقبل بالنسبة إلى الماضي. لكن الأخرى غير صحيحة؛ لأن الماضي يلتقي بالحاضر، وإلا انقطع خط الزمن الصاعد الذي لا يعرف مسافات فارغة.
وما يجعل هذه الملحوظة واجبة تجاور الصحيح والخطأ؛ مما قد لا يجعل الفرصة كاملة لاكتشاف الخطأ.
(3)
وفي درس "الصديقان وكعكة السكر" في الفصل الدراسي الآخر، والذي يوجد في الوحدة الثانية المعنونة بـ"من الحياة" يبدأ المؤلف الموضوع بـ"أحمد ويوسف صديقان منذ الصغر، ربطتهما الطفولة معا ببراءتها ولهوها. الصديقان يتعلمان في مدرسة واحدة، هما الآن في الصف السادس. دق الجرس يعلن وقت الفسحة، وعندما وصل الجميع إلى فناء المدرسة بدأ كل منهما المرح واللعب وتناول الطعام، قال أحمد ليوسف كما تعودا دائما: ما رأيك لو تقاسمنا ما لدينا من طعام ...".
هكذا نجد الكاتب يضيف "كما تعودا دائما" ثم يفاجئنا بأن أحمد يقترح الفكرة، فكيف يتفق ذانك الشيئان؟
إن الاقتراح يدل على أنها فكرة جديدة، وإن جملة "كما تعودا دائما" تؤكد أنهما مارساها كثيرا قبل ذلك؛ فإن كان الجزء الأخير صحيحا فإنه يتطلب أن يضع كل منهما طعامه على وفق العادة التي تكسب أصحابها الآلية في التنفيذ ويكون حديثهما عن شيء آخر غير الطعام، لكن شيئا من ذلك لم يحدث فبدا التناقض واضحا.
(3)
وفي موضوع "وتحققت المعجزة" - المحذوف هذا العام الدراسي، ولا أدري سبب اختياره للحذف- من الوحدة نفسها يدور الكلام على اختراع المصباح الكهربي، وبذل "أديسون" المحاولات تلو المحاولات من دون يأس، لكنك تفاجأ في نهاية القصة بهذه الكلمة "وانتصرت الإرادة على اليأس". ويجعلك ذلك تسأل: أين اليأس في القصة؟ إن أديسون حاول على وفق نص الكاتب أكثر من تسعين مرة، ولو راوده اليأس لما كرر محاولته عشر مرات فقط.
إن مورد القصة لتأكيد الإرادة على وفق ما قال معلم اللغة العربية في نهاية الموضوع تعقيبا عليها: "وعلينا أن نتعلم منها الإرادة القوية التي كان أديسون يتمتع بها، والتي جعلته ينجح في التجربة المائة التي سبقتها تسع وتسعون تجربة فاشلة".
فأين اليأس إذن؟
لا يأس، إنما الأمر مرده إلى التناقض.
(4)
وتأتي الملحوظة الرابعة في نص "وطني" من دروس الوحدة الثالثة المعنونة بـ"حدث في الغابة"، وهي أكثر الملحوظات
حدة وتناقضا.
لماذا؟
لأنها تعلم التلاميذ الهروب عند الشدة، والوجود عند الأمن فقط.
كيف؟
يبدأ الشاعر قصيدته بضمير المتكلم، ويظل على ذلك حتى تأتي الشدة فيتكلم عن تضحيات الآخرين، ثم يبدأ ضمير المتكلم مرة أخرى بعد رجوع الأمن.
يقول الشاعر:
وطني وصباي وأحلامي

وطني وهواي وأيامي
ورضا أمي وحنان أبي

وخطا ولدي عند اللعب
يخطو برجاء بسام

وطني وصباي وأحلامي

وطني وصباي وأحلامي

في ظل النخل على الوادي

أصغيت لقصة أجدادي
لمعانيها هتف الحب

ولماضيها خفق القلب

وطني وصباي وأحلامي



هكذا يظهر ضمير المتكلم فتستشعر حب الشاعر وطنه، واستعداده للتضحية، لكنه في وقت التضحية يقول:
بدم الأحرار سأرويه

.....


هكذا، "بدم الأحرار" وليس "بدمي".
لماذا هذا التغيير؟ ولماذا لم ينص على تضحيته هو؟ ولماذا يجعل المتلقي يخمن أنه يعد نفسه من الأحرار؟ ولماذا ...؟
أسئلة من دون إجابة.
وعندما تنتهي لحظات الدماء يعود ضمير التكلم مرة أخرى، فيقول:
.....

وبماضي العزم سأبنيه
وأشيده وطنا نضرا

.....


بعد أن ضحى مَنْ ضحى يظهر هو ليبني، بل ويورثه ابنه.
يقول الشاعر:


وأقدمه لابني حرا
فيصون حماه ويفديه

بعزيمة ليث هجام


والسؤال: كيف سيربي مَنْ يهرب عند الشدة ليثا هجاما؟ أيعقل ذلك؟
لا يعقل، إنما الأمر أمر التناقض من جديد.

سامرسامر
01-04-2016, 06:06 PM
بارك الله فيكم