abomokhtar
25-03-2016, 09:21 AM
يقولونَ: عيدُ الحبِّ قدْ حلَّ بيْنَنَا*
فقلتُ لهم: لا حسَّ حتى ولا خبرْ*
فلمْ يكُ يأتِيْ عِنْدَنا؛ حيثُ إننا*
بلادٌ بها الإسلامُ في أُفْقِها انتَشَرْ*
فقالوا: بلى قدْ جاءَ، قلْتُ: فأينَ هُوْ*
أيجريْ على الإسلام، هل خِلْتَهُ عَبَرْ؟*
فقالَ: لقدْ شاهدْتُهُ فيْ صحِيْفَةٍ*
مُزْرْكَشَةٍ حمراءَ في أحْسنِ الصورْ*
رأيتُ بِها قلْبًا كَثِيْرًا نَزِيْفُهُ*
وجُدْرانُهُ قد مُزِّقَتْ يا أخا الفِكَرْ*
وذِكْراهُ في أدنى التَّصاويرِ جملةٌ*
تُهني بعيدِ الحبِّ إذ كاتبٌ سَطَرْ*
فَعَنْوَنَ "يا للحبِّ" يا عِيْدَهُ، انتَظِرْ*
سأحْمِلُ فيْ أيّامِكَ السّمعَ والبَصرْ*
ومِنْ تحْتِهِ سطرٌ علاهُ تحيّةٌ*
تزُفّ جَحِيْمًا يُشْعِلُ الرأسَ بالشّرَرْ*
تأملتُ، قلتُ: العيدُ حبٌّ وبهجةٌ*
وما للمُعنّى مِن حضورٍ ولا أثرْ*
فقلتُ له: سُحقًا زعمتَ رأيتَهُ*
فأخبرتَنِيْ أنّ الجريْدَ بِها الْخَبَرْ*
وأدهشتَنِيْ: لا، قد رأيتُ حضورَهُ*
فقلتُ: نعم، لكنه قال ما هذرْ*
رأيتُ لهُ الإعلانَ حقًّا بشاشةٍ*
مُعلّقةٍ فيها الشياطينُ بالحُفرْ*
فتحتُ قناة الفحشِ ثم رأيتهُ*
يهنى به العشاق ردمًا على مَدَرْ*
وأيقنتُ أن الحبّ لا شكَّ نعمةٌ*
وليسَ لنا عيدٌ إذا ما لنا أَسَرْ*
فقلت له: دعني من اللغوِ أفتِنِيْ*
أشاهدتَه في الدينِ أو نصِّ مُعتبرْ*
أم العالمُ النحريرُ هنّا قدومَه*
وشاهدَ ضَرْبًا مِن مزاياه فانبهرْ*
وهل خِلْتَه شدَّ المطايا لقُرْبِهِ*
وصلى صلاة الفرضِ في الجمعِ أو قَصَرْ*
وهل ظنَّهُ المخدُوعُ يومًا سجيَّةً*
وقدّمَ فضْلًا فوقَ مَنْ حجَّ واعتَمَرْ*
فقال: تُماريني لأمرٍ مُسَلّمٍ*
لقد شاعَ هذا الأمرُ في السُّوق وانتشرْ*
وقال سمعت الناس أن الذي نهى*
بهجران هذا العيد هم سادةُ النظرْ*
وحرّمه الأعلامُ من خِيرة الورى*
ولم يتبجحْ عالم من ذوي البشرْ*
وذلك أن الدين أثبت حينها*
لأمته عيدينِ؛ هذا هو الأثرْ*
وأخبرتُه أنّ الذي لا يحبّه*
من القوم مَن في الناس إيمانُه وقَرْ*
وما الحبّ في الدينِ الحنيفِ محرمًا*
ولكنْ من الحبّ الحقيقيِّ ما بَهَرْ*
وما نظّمَ الإنسان في ضبط أمره*
ولم يتخذْ بغيًا ولم يعزفِ الوترْ*
ففي القلب روحٌ لا أعيشُ بدونها*
ولكنّ عيدًا صادقًا يا أخا الحذرْ*
هي النفس تجري في الفضاء رحيبةً*
إذا كان لقيانا به كلنا افتخرْ*
وأُنشدُ بالشوقِ الذي يستفزّني*
يحدثني في الرملِ أو رفقةِ النَّهَرْ*
وكلّ له نفسٌ لها جدُّ صبوةٍ*
ولا بدّ يعروها اشتياقٌ ومُنْتَظَرْ*
وما الناسُ إلا مُكثرٌ أو مقصّرٌ*
وما الناس إلا مُقسطٌ أو بِه بَذَرْ*
وإن قليلًا في الرجالِ مُقَدِّرٌ*
إذا العرضُ آواهُ وجاءَ ليُختبرْ*
لعلهمُ يرْجونَ فوزًا وجنَّةً*
فيا ربّ غُفرانًا لكلّ الذي بدَرْ
*
صالح بن عبدالله صالح البيضاني
فقلتُ لهم: لا حسَّ حتى ولا خبرْ*
فلمْ يكُ يأتِيْ عِنْدَنا؛ حيثُ إننا*
بلادٌ بها الإسلامُ في أُفْقِها انتَشَرْ*
فقالوا: بلى قدْ جاءَ، قلْتُ: فأينَ هُوْ*
أيجريْ على الإسلام، هل خِلْتَهُ عَبَرْ؟*
فقالَ: لقدْ شاهدْتُهُ فيْ صحِيْفَةٍ*
مُزْرْكَشَةٍ حمراءَ في أحْسنِ الصورْ*
رأيتُ بِها قلْبًا كَثِيْرًا نَزِيْفُهُ*
وجُدْرانُهُ قد مُزِّقَتْ يا أخا الفِكَرْ*
وذِكْراهُ في أدنى التَّصاويرِ جملةٌ*
تُهني بعيدِ الحبِّ إذ كاتبٌ سَطَرْ*
فَعَنْوَنَ "يا للحبِّ" يا عِيْدَهُ، انتَظِرْ*
سأحْمِلُ فيْ أيّامِكَ السّمعَ والبَصرْ*
ومِنْ تحْتِهِ سطرٌ علاهُ تحيّةٌ*
تزُفّ جَحِيْمًا يُشْعِلُ الرأسَ بالشّرَرْ*
تأملتُ، قلتُ: العيدُ حبٌّ وبهجةٌ*
وما للمُعنّى مِن حضورٍ ولا أثرْ*
فقلتُ له: سُحقًا زعمتَ رأيتَهُ*
فأخبرتَنِيْ أنّ الجريْدَ بِها الْخَبَرْ*
وأدهشتَنِيْ: لا، قد رأيتُ حضورَهُ*
فقلتُ: نعم، لكنه قال ما هذرْ*
رأيتُ لهُ الإعلانَ حقًّا بشاشةٍ*
مُعلّقةٍ فيها الشياطينُ بالحُفرْ*
فتحتُ قناة الفحشِ ثم رأيتهُ*
يهنى به العشاق ردمًا على مَدَرْ*
وأيقنتُ أن الحبّ لا شكَّ نعمةٌ*
وليسَ لنا عيدٌ إذا ما لنا أَسَرْ*
فقلت له: دعني من اللغوِ أفتِنِيْ*
أشاهدتَه في الدينِ أو نصِّ مُعتبرْ*
أم العالمُ النحريرُ هنّا قدومَه*
وشاهدَ ضَرْبًا مِن مزاياه فانبهرْ*
وهل خِلْتَه شدَّ المطايا لقُرْبِهِ*
وصلى صلاة الفرضِ في الجمعِ أو قَصَرْ*
وهل ظنَّهُ المخدُوعُ يومًا سجيَّةً*
وقدّمَ فضْلًا فوقَ مَنْ حجَّ واعتَمَرْ*
فقال: تُماريني لأمرٍ مُسَلّمٍ*
لقد شاعَ هذا الأمرُ في السُّوق وانتشرْ*
وقال سمعت الناس أن الذي نهى*
بهجران هذا العيد هم سادةُ النظرْ*
وحرّمه الأعلامُ من خِيرة الورى*
ولم يتبجحْ عالم من ذوي البشرْ*
وذلك أن الدين أثبت حينها*
لأمته عيدينِ؛ هذا هو الأثرْ*
وأخبرتُه أنّ الذي لا يحبّه*
من القوم مَن في الناس إيمانُه وقَرْ*
وما الحبّ في الدينِ الحنيفِ محرمًا*
ولكنْ من الحبّ الحقيقيِّ ما بَهَرْ*
وما نظّمَ الإنسان في ضبط أمره*
ولم يتخذْ بغيًا ولم يعزفِ الوترْ*
ففي القلب روحٌ لا أعيشُ بدونها*
ولكنّ عيدًا صادقًا يا أخا الحذرْ*
هي النفس تجري في الفضاء رحيبةً*
إذا كان لقيانا به كلنا افتخرْ*
وأُنشدُ بالشوقِ الذي يستفزّني*
يحدثني في الرملِ أو رفقةِ النَّهَرْ*
وكلّ له نفسٌ لها جدُّ صبوةٍ*
ولا بدّ يعروها اشتياقٌ ومُنْتَظَرْ*
وما الناسُ إلا مُكثرٌ أو مقصّرٌ*
وما الناس إلا مُقسطٌ أو بِه بَذَرْ*
وإن قليلًا في الرجالِ مُقَدِّرٌ*
إذا العرضُ آواهُ وجاءَ ليُختبرْ*
لعلهمُ يرْجونَ فوزًا وجنَّةً*
فيا ربّ غُفرانًا لكلّ الذي بدَرْ
*
صالح بن عبدالله صالح البيضاني