عزة عثمان
01-05-2016, 02:57 AM
http://up.yaqamar.com/uploads/images/yakamar.com-896505b3d1.gif
http://up.n4hr.com/uploads/1424614253561.jpg
على شرف أول مايو من كل عام يقف الجميع منتبهين، ليحتفلوا بالماكينة والمصنع، والكف التى تحنو عليهما لتصنع مجد وتقدّم الإنسانية، هو عيد العمال الذى لا يخلف موعدًا، حتى وإن لم يكن العمال على خير ما يرام، أو خلفت السلطات والحكومات وأصحاب رؤوس الأموال مواعيدهم.
إن لم تكن عاملاً أو قريبًا وجارًا لعامل، فأنت لا تعرف الكثير عن روح الحياة وجنّتها وجمرها، عن أناس يصنعون ما لا يستهلكون، ينتجون الحرير ولا يلبسونه، ويصنعون السيارات الفارهة ولا يعتلونها، ربما لا تعرف العامل ولا تعاينه معاينة الإنسان للإنسان، ولكنه يظل صاحب جهد غير منكور، وصاحب فضل كبير علىّ وعليك وعلى اللحظة التى تقرأ فيها هذه الكلمات عبر شاشة صنعها ذهن وخيال ويد عامل، ربما لا يمتلك مثلها فى منزله، فكل عام وأنت بخير على شرف العمال.
◄نبذة تاريخية
تمّ الاحتفال بأول عيد للعمال فى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، فى الخامس من سبتمبر عام 1882، وذلك فى أعقاب وفاة عدد من العمال على أيدى الجيش الأمريكى وماريشالات الولايات المتحدة، خلال "بولمان سترايك"، أو "إضراب بولمان".
عام 1894 وضع الرئيس الأمريكى "جروفر كليفلاند" تسويات مصالحة مع حزب العمل باعتبارها أولوية سياسية عليا، وفى الأول من مايو 1886 شهد العالم أكبر عدد من الإضرابات العمالية فى يوم واحد فى تاريخ أمريكا، حيث وصل عددها إلى خمسة آلاف إضراب، بمشاركة 340 ألف عامل، وكان مطلبهم وشعارهم هو: "من اليوم ليس على أى عامل أن يعمل أكثر من 8 ساعات"، وفى ولاية شيكاغو طالبوا بتخفيض ساعات العمل، وكان شعارهم: "ثمانى ساعات للعمل، ثمانى ساعات للراحة، ثمانى ساعات للنوم"، وفى يوليو من العام نفسه - وبمناسبة العيد المئوى للثورة الفرنسية - دعا الجناح اليسارى الماركسى لمظاهرات عمالية في نفس اليوم، وبنفس المطالب الداعمة لاستصدار قانون الثمانى ساعات، وتم اختيار نفس اليوم للتظاهر فى أوروبا.
[/URL] (http://media.cairodar.com/innerphotos/eidel3omaal/1.jpg)
◄عمال مصر يرفضون رأسمالية الإنجليز
فى نهاية مارس 1882، قام عمال تفريغ الفحم فى بورسعيد بالإضراب عن العمل، للمطالبة بالحصول على الأجر مباشرة من الشركات، حيث كان العمال يشتغلون عن طريق مكاتب حرفية للفحم يديرها مقاولون أو معلّمون، وكذلك من أجل المطالبة برفع رواتبهم المدفوعة من الشركات الأجنبية، وكان لهذا الإضراب صدى كبيرًا لدى الحكومة المصرية، وقد وافقت الشركة على المطلب الأول فقط.
وفى العام نفسه قامت الثورة العرابية، ووجد العمال فيها طريقًا للخلاص من الاستغلال الرأسمالى الأجنبى، فدعموها وأيّدوها بقوة، ففى 30 يوليو 1882 أقيم فى الإسكندرية احتفال عمالى أبدى فيه العمال تضامنهم مع النضال الوطنى بقيادة الزعيم أحمد عرابى، لتضفى الحركة العمالية مضمونًا سياسيًّا على كفاحها الاقتصادى – لأول مرة – وهو الكفاح الموجه أساسًا ضد الرأسمالية الأجنبية فى هذه الحقبة التاريخية الخصبة من تاريخ الشعب المصرى.
◄35 ألف عامل يؤسسون أول اتحاد عام 1921
الإضرابات العمالية شهدتها مصر وعرفت طريقها منذ عام 1908، وهو العام الذى نظّم فيه عمال الترام والسكة الحديد بالقاهرة إضرابهم لأول مرة، وذلك بسبب التمييز الملحوظ بين العمال المصريين والأجانب، الأمر الذى دفعهم إلى البحث عن وسيلة تجمع شتاتهم لاتخاذ قرارات يتجمّع حولها كل عمال مصر.
كانت أولى محاولات العمال المصريين من أجل توحيد خطواتهم، عبر تأسيس "الاتحاد المصرى للعمال" عام 1921، من خلال 22 نقابة تضم خمسة وثلاثين ألف عامل، ففى عام 1920 عُقد المؤتمر التأسيسى للاتحاد العمالى بمدينة الإسكندرية، إلا أن الحكومة البريطانية أصدرت القانون رقم 2 لسنة 1921، والذى أكدت من خلاله عدم إجازة التنازل عن الأجور إلى نقابة أو جمعية، كمحاولة منها لضرب النقابات وحرمانها من جمع الاشتراكات.
◄العمال والرؤساء:
عبد الناصر
كانت الفترة التى تولى فيها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حكم البلاد من أفضل الفترات التى مرّ بها عمال مصر، حيث أسس قاعدة صناعية كبرى فى حلوان والمحلة ونجع حمادى وغيرها من المناطق، وازدهرت فى عهده الصناعة - وخاصة صناعة الأسلحة والذخائر والمعدات الثقيلة - فكانت المصانع الحربية تنتج التليفزيون والمروحة والثلاجة والتكييف والغسالة ولعب الأطفال، كما بدأ فى تصنيع الطائرات وخوض مجال الطاقة النووية مع كل من الهند والصين فى وقت متزامن، وبخطط تكاد تكون مُنسّقة بين هذه الدول.
[URL]http://media.cairodar.com/innerphotos/eidel3omaal/5.jpg
اعتمد الزعيم الراحل على وضع الخطط الخمسية لمضاعفة الدخل القومى فى عشر سنوات، والتى ساهمت فى ارتفاع نسبة النمو الاقتصادى فى مصر من 2.6 % سنويًّا إلى 6.6 % فى الفترة من 1960 حتى 1965، ما يعنى نجاح عبد الناصر فى إحداث طفرة تنموية خلال عشر سنوات، كما اعتاد ناصر أن يلقى خطاباته فى المدن العمالية الشهيرة فى الأول من مايو من كل عام، للاحتفال بالعيد العالمى للعمال، ومن أبرزها: شبرا الخيمة والمحلة الكبرى، وذلك تقديرًا لما تقدّمه تلك الطبقة من مجهودات وإنجازات للدولة المصرية.
http://www.youtube.com/watch?v=UN_Ri5iI10k
http://up.n4hr.com/uploads/1424614253561.jpg
على شرف أول مايو من كل عام يقف الجميع منتبهين، ليحتفلوا بالماكينة والمصنع، والكف التى تحنو عليهما لتصنع مجد وتقدّم الإنسانية، هو عيد العمال الذى لا يخلف موعدًا، حتى وإن لم يكن العمال على خير ما يرام، أو خلفت السلطات والحكومات وأصحاب رؤوس الأموال مواعيدهم.
إن لم تكن عاملاً أو قريبًا وجارًا لعامل، فأنت لا تعرف الكثير عن روح الحياة وجنّتها وجمرها، عن أناس يصنعون ما لا يستهلكون، ينتجون الحرير ولا يلبسونه، ويصنعون السيارات الفارهة ولا يعتلونها، ربما لا تعرف العامل ولا تعاينه معاينة الإنسان للإنسان، ولكنه يظل صاحب جهد غير منكور، وصاحب فضل كبير علىّ وعليك وعلى اللحظة التى تقرأ فيها هذه الكلمات عبر شاشة صنعها ذهن وخيال ويد عامل، ربما لا يمتلك مثلها فى منزله، فكل عام وأنت بخير على شرف العمال.
◄نبذة تاريخية
تمّ الاحتفال بأول عيد للعمال فى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، فى الخامس من سبتمبر عام 1882، وذلك فى أعقاب وفاة عدد من العمال على أيدى الجيش الأمريكى وماريشالات الولايات المتحدة، خلال "بولمان سترايك"، أو "إضراب بولمان".
عام 1894 وضع الرئيس الأمريكى "جروفر كليفلاند" تسويات مصالحة مع حزب العمل باعتبارها أولوية سياسية عليا، وفى الأول من مايو 1886 شهد العالم أكبر عدد من الإضرابات العمالية فى يوم واحد فى تاريخ أمريكا، حيث وصل عددها إلى خمسة آلاف إضراب، بمشاركة 340 ألف عامل، وكان مطلبهم وشعارهم هو: "من اليوم ليس على أى عامل أن يعمل أكثر من 8 ساعات"، وفى ولاية شيكاغو طالبوا بتخفيض ساعات العمل، وكان شعارهم: "ثمانى ساعات للعمل، ثمانى ساعات للراحة، ثمانى ساعات للنوم"، وفى يوليو من العام نفسه - وبمناسبة العيد المئوى للثورة الفرنسية - دعا الجناح اليسارى الماركسى لمظاهرات عمالية في نفس اليوم، وبنفس المطالب الداعمة لاستصدار قانون الثمانى ساعات، وتم اختيار نفس اليوم للتظاهر فى أوروبا.
[/URL] (http://media.cairodar.com/innerphotos/eidel3omaal/1.jpg)
◄عمال مصر يرفضون رأسمالية الإنجليز
فى نهاية مارس 1882، قام عمال تفريغ الفحم فى بورسعيد بالإضراب عن العمل، للمطالبة بالحصول على الأجر مباشرة من الشركات، حيث كان العمال يشتغلون عن طريق مكاتب حرفية للفحم يديرها مقاولون أو معلّمون، وكذلك من أجل المطالبة برفع رواتبهم المدفوعة من الشركات الأجنبية، وكان لهذا الإضراب صدى كبيرًا لدى الحكومة المصرية، وقد وافقت الشركة على المطلب الأول فقط.
وفى العام نفسه قامت الثورة العرابية، ووجد العمال فيها طريقًا للخلاص من الاستغلال الرأسمالى الأجنبى، فدعموها وأيّدوها بقوة، ففى 30 يوليو 1882 أقيم فى الإسكندرية احتفال عمالى أبدى فيه العمال تضامنهم مع النضال الوطنى بقيادة الزعيم أحمد عرابى، لتضفى الحركة العمالية مضمونًا سياسيًّا على كفاحها الاقتصادى – لأول مرة – وهو الكفاح الموجه أساسًا ضد الرأسمالية الأجنبية فى هذه الحقبة التاريخية الخصبة من تاريخ الشعب المصرى.
◄35 ألف عامل يؤسسون أول اتحاد عام 1921
الإضرابات العمالية شهدتها مصر وعرفت طريقها منذ عام 1908، وهو العام الذى نظّم فيه عمال الترام والسكة الحديد بالقاهرة إضرابهم لأول مرة، وذلك بسبب التمييز الملحوظ بين العمال المصريين والأجانب، الأمر الذى دفعهم إلى البحث عن وسيلة تجمع شتاتهم لاتخاذ قرارات يتجمّع حولها كل عمال مصر.
كانت أولى محاولات العمال المصريين من أجل توحيد خطواتهم، عبر تأسيس "الاتحاد المصرى للعمال" عام 1921، من خلال 22 نقابة تضم خمسة وثلاثين ألف عامل، ففى عام 1920 عُقد المؤتمر التأسيسى للاتحاد العمالى بمدينة الإسكندرية، إلا أن الحكومة البريطانية أصدرت القانون رقم 2 لسنة 1921، والذى أكدت من خلاله عدم إجازة التنازل عن الأجور إلى نقابة أو جمعية، كمحاولة منها لضرب النقابات وحرمانها من جمع الاشتراكات.
◄العمال والرؤساء:
عبد الناصر
كانت الفترة التى تولى فيها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حكم البلاد من أفضل الفترات التى مرّ بها عمال مصر، حيث أسس قاعدة صناعية كبرى فى حلوان والمحلة ونجع حمادى وغيرها من المناطق، وازدهرت فى عهده الصناعة - وخاصة صناعة الأسلحة والذخائر والمعدات الثقيلة - فكانت المصانع الحربية تنتج التليفزيون والمروحة والثلاجة والتكييف والغسالة ولعب الأطفال، كما بدأ فى تصنيع الطائرات وخوض مجال الطاقة النووية مع كل من الهند والصين فى وقت متزامن، وبخطط تكاد تكون مُنسّقة بين هذه الدول.
[URL]http://media.cairodar.com/innerphotos/eidel3omaal/5.jpg
اعتمد الزعيم الراحل على وضع الخطط الخمسية لمضاعفة الدخل القومى فى عشر سنوات، والتى ساهمت فى ارتفاع نسبة النمو الاقتصادى فى مصر من 2.6 % سنويًّا إلى 6.6 % فى الفترة من 1960 حتى 1965، ما يعنى نجاح عبد الناصر فى إحداث طفرة تنموية خلال عشر سنوات، كما اعتاد ناصر أن يلقى خطاباته فى المدن العمالية الشهيرة فى الأول من مايو من كل عام، للاحتفال بالعيد العالمى للعمال، ومن أبرزها: شبرا الخيمة والمحلة الكبرى، وذلك تقديرًا لما تقدّمه تلك الطبقة من مجهودات وإنجازات للدولة المصرية.
http://www.youtube.com/watch?v=UN_Ri5iI10k