zeroo
30-08-2008, 07:53 PM
دعوني أشرح لكم مشكلةالعلم مع الله "كان ذلك عنوان لمحاضرة بروفيسور علم الفلسفة ( الملحد ) في جامعة أكسفورد، حيث وقف أمام فصله وطلب من أحد طلبته المستجدين أن يقف
البروفيسور: " أنت مسلم، أليس كذلك يا بني؟ "
الطالب المسلم: " نعم، يا سيدي "
البروفيسور: " لذلك فأنت تؤمن بالله؟ "
الطالب المسلم: " تماماً "
البروفيسور: " هل الله خيّر؟ " ( من الخير وهو عكس الشر )
الطالب المسلم: " بالتأكيد! الله خيّر "
البروفيسور: " هل الله واسع القدرة؟ أعني هل يمكن لله أن يعمل أي شيء؟ "
الطالب المسلم: " نعم "
البروفيسور: " هل أنت خيّر أم شرير؟ "
الطالب المسلم: " القرآن يقول بأنني شرير "
يبتسم البروفيسور إبتسامة ذات مغزى
البروفيسور : " أه!! القرآن "
يفكر البروفيسور للحظات
البروفيسور: " هذا سؤال لك، دعنا نقول أنّ هناك شخص مريض هنا و يمكنك أن تعالجه وأنت في استطاعتك ان تفعل ذلك، هل تساعده؟ هل تحاول ذلك؟ "
الطالب المسلم: " نعم سيدي، سوف أفعل "
البروفيسور: " إذًا أنت خيّر!! "
الطالب المسلم : " لا يمكنني قول ذلك "
البروفيسور: " لماذا لا يمكنك أن تقول ذلك؟ أنت سوف تساعد شخص مريض ومعاق عندما تستطيع ( في الحقيقة معظمنا سيفعل ذلك إن إستطاع ) لكن الله لا يفعل ذلك "
الطالب المسلم: لا إجابةالبروفيسور: " كيف يمكن لهذا الإله أن يكون خيّر؟ هممم..؟ هل يمكن أن تجيب على ذلك ؟ "
الطالب المسلم: لا إجابة أيضًاالرجل العجوز بدأيتعاطف مع الطالب المسلم البروفيسور: " لا تستطيع، أليس كذلك ؟؟
يأخذ البروفيسور رشفه ماء من كوب على مكتبه لإعطاء الطالب وقتاًللإسترخاء، ففي علم الفلسفة، يجب عليك أن تتأنى مع المستجدين البروفيسور : " دعنا نبدأ من جديد أيها الشاب "
البروفيسور : " هل الله خيّر؟ "
الطالب المسلم: " نعم " متمتمًاالبروفيسور: " هل الشيّطان خيّر؟ "
الطالبالمسلم: " لا "
البروفيسور: " من أين أتى الشيّطان؟ "
الطالب المسلم: " من... الله.. " متلعثمًاالبروفيسور : " هذا صحيح، الله خلق الشيّطان، أليس كذلك؟ "
يمرر الرجل العجوز أصابعه النحيلة خلال شعره الخفيف ويستدير لجمهور الطلبةمتكلفي الابتسامةالبروفيسور: " أعتقد أننا سنحصل علي كثير من المتعة في هذا الفصل الدراسي سيداتي و سادتي "
ثم يلتفت للطالب المسلم
البروفيسور : " أخبرني يا بني، هل هناك شّر فيهذا العالم؟ "
الطالب المسلم: " نعم، سيدي "
البروفيسور: " الشّر في كل مكان، أليس كذلك؟ هل خلق الله كل شيء؟ "
الطالب المسلم : " نعم "
البروفيسور: " من خلق الشر ؟؟
الطالب المسلم: لا إجابةالبروفيسور: " هل هناك امراض في هذا العالم ؟ فسق و فجور؟ بغضاء؟ قبح؟ كل الأشياء الفظيعة، هل تتواجدفي هذا العالم؟ "
الطالب المسلم: " نعم " وهو يتلوى على أقدامهالبروفيسور: " من خلق هذه الأشياء الفظيعة؟ "
الطالب المسلم: لا إجابةيصيح الأستاذ فجأةً في الطالب المسلمالبروفيسور: " من الذي خلقها؟ أخبرني "
بدأ يتغير وجه الطالب المسلم البروفيسور بصوت منخفض: " الله خلق كل الشرور، أليس كذلك يا بني؟ "
الطالب المسلم: لا إجابةالطالب يحاول أن يتمسك بالنظرة الثابتة والخبيرةولكنه يفشل في ذلك فجأة المحاضر يبتعد متهاديًا إلى واجهة الفصل كالفهد المسن،والفصل كله مبهورالبروفيسور: " أخبرني، كيف يمكن أنيكون هذا الإله خيّرًا إذا كان هو الذي خلق كل الشرور في جميع الأزمان؟ "
البروفيسور يشيح بأذرعه حوله للدلالة على شمولية شرور العالم البروفيسور : " كل الكره، الوحشية، الآلام، التعذيب، الموت،القبح، المعاناة، التي خلقها هذا الإله موجودة في جميع أنحاء العالم، أليس كذلك ايها الشاب ؟
الطالب المسلم: لا إجابةالبروفيسور: " ألا تراها في كلّ مكان؟ هه؟ "
البروفيسور يتوقّف لبرهةالبروفيسور: " هل تراها؟ "
البروفيسور يحني رأسه في إتجاه وجهالطالب ثانيةً ويهمسالبروفيسور: " هل الله خيّر؟ "
الطالب المسلم : لا إجابةالبروفيسور: " هل تؤمنبالله يا بني؟ "
صوت الطالب يخونه و يتحشرج في حلقه الطالب المسلم: " نعم يابروفيسور، أنا أؤمن "
يهز الرجل العجوز رأسه بحزن نافياًالبروفيسور: " يقول العلم أن لديك خمس حواس تستعملها لتتعرف وتلاحظ العالم من حولك، أليس كذلك؟ "
البروفيسور: " هل رأيت الله ؟؟
الطالب المسلم: " لا يا سيدي لم أره أبداً "
البروفيسور: " إذًا أخبرنا إذا ما كنت قد سمعت إلهك؟ "
الطالبالمسلم: " لا يا سيدي، لم يحدث "
البروفيسور: " هل سبق وشعرت بإلهك؟ تذوقت إلهك؟ أو شممت إلهك فعلياً؟ هل لديك أيّ إدراك حسّي لإلهك من أينوع؟ "
الطالب المسلم: لا إجابةالبروفيسور: " أجبني من فضلك "
الطالب المسلم: " لا يا سيدي، يؤسفني أنه لا يوجد لدي "
البروفيسور: " يؤسفك أنه لا يوجد لديك؟ "
الطالبالمسلم: " لا يا سيدي "
البروفيسور : " ولا زلت تؤمنبه؟ "
الطالب المسلم: " نعم "
البروفيسور: " هذايحتاج لإخلاص! "
البروفيسور يبتسم بحكمة للطالب المسلم
البروفيسور: " طبقاً لقانون التجريب والإختبار وبروتوكول علم مايمكن إثباته يمكننا أن نقول بأن إلهك غير موجود، ماذا تقول في ذلك يا بني؟ "
البروفيسور: " أين إلهك الآن؟ "
الطالب المسلم: لاإجابةالبروفيسور: " إجلس من فضلك "
يجلس الطالب المسلم مهزومًامسلم أخر يرفع يده: "بروفيسور، هل يمكن ان اتحدث للفصل ؟؟
البروفيسور يستدير و يبتسم البروفيسور: اا مسلم اخر في الطليعة ! هيا هيا أيها الشاب، تحدث ببعض الحكمة المناسبة في هذا الاجتماع "
يلقي المسلم نظرة حول الغرفةالطالب المسلم: " لقد أثرت بعض النقاط الممتعة يا سيدي،والآن لدي سؤال لك "
الطالب المسلم: " هل هناك شيءإسمه الحرارة؟ "
البروفيسور : " هناك حرارة "
الطالب المسلم: " هل هناك شيء إسمه البرودة؟ "
البروفيسور : " نعم يا بني يوجدبرودة أيضاً "
الطالب المسلم: " لا يا سيدي لايوجد "
إبتسامة البروفيسور تجمدت، وفجأة الغرفة أصبحت باردة جداالطالب المسلم: " يمكنك الحصول على الكثير من الحرارة، حرارةعظيمة، حرارة ضخمة، حرارة لدرجة إنصهار المعادن، حرارة بسيطة، أو لا حرارة علىالإطلاق، ولكن ليس لدينا شيء يدعى " البرودة " فيمكن أن نصل حتى 458 درجة تحتالصفر، وهي ليست ساخنة، لكننا لن نستطيع تخطي ذلك، لا يوجد شيء إسمه البرودة، وإلالتمكنا من أن نصل لأبرد من 458 تحت الصفر، يا سيدي البرودة هي فقط كلمة نستعملهالوصف حالة غياب الحرارة، فنحن لا نستطيع قياس البرودة، أما الحرارة يمكننا قياسهابالوحدات الحرارية لأن الحرارة هي الطاقة، البرودة ليست عكس الحرارة يا سيدي، إنالبرودة هي فقط حالة غياب الحرارة "
سكوت في الفصل، دبوس يسقط في مكان ماالطالب المسلم: " هل يوجد شيء إسمه الظلام يابروفيسور؟ "
البروفيسور: " نعم "
الطالب المسلم المسلم: " أنت مخطئ مرة أخرى يا سيدي، الظلام ليس شيئا محسوساً، إنها حالةغياب شيء أخر، يمكنك الحصول على ضوء منخفض، ضوء عادي، ضوء مضيء، بريق الضوء، ولكنإذا كان لا يوجد لديك ضوء مستمر فإنه لا يوجد لديك شيء، وهذا يدعى الظلام، أليس كذلك ؟ هذا هو المعنى الذي نستعمله لتعريف الكلمة، في الواقع، الظلام غير ذلك، و لوأنه صحيح لكان بإمكانك أن تجعل الظلام مظلما أكثر وأن تعطيني برطمان منه، هل تستطيعأن تعطيني برطمان من ظلام مظلم يابروفيسور؟ "
مستحقراً نفسه، البروفيسور يبتسم لوقاحة الشاب أمامه البروفيسور: " هذا بالفعل سيكون فصلا دراسيا جيداً "
البروفيسور: " هل تمانع إخبارنا ما هي نقطتك يا فتى؟ "
الطالب المسلم: " نعم يا بروفيسور، نقطتي هي، إن افتراضك الفلسفي فاسد كبدايةً ولذلك يجب أن يكون استنتاجك خاطئ "
تسمّم البروفيسور
البروفيسور: " فاسد؟ كيف تتجرأ؟! "
الطالب المسلم: " سيدي، هل لي أن أشرح ماذا أقصد؟ "
الفصل كله أذان صاغيةالبروفيسور : " تشرح... أه أشرح "
البروفيسور يبذل مجهودا جبارًا لكي يستمرتحكمه ( طبعا لو أن البروفيسور كان عربيًا لطرده من القاعة، وربما من الجامعة )
فجأة يلوّح البروفيسور بيده لإسكات الفصل كي يستمر الطالب
الطالب المسلم: " أنت تعمل على إفتراض المنطقية الثنائية "
الطالب المسلم: " ذلك على سبيل المثال أن هناك حياة و من ثم هناك ممات، إلهخيّر وإله سيئ، أنت ترى أن مفهوم الله شيء ما محدود و محسوس، شيء يمكننا قياسه،سيدي إن العلم نفسه لا يمكنه حتى شرح فكرة إنه يستعمل الكهرباء والمغناطيسية فهي لمتُر أبداً، رغم ذلك فهم يفهمونها تمامًا، إن رؤية الموت كحالة معاكسة للحياة هوجهل بحقيقة أن الموت لا يمكن أن يتواجد كشيء محسوس، الموت ليس العكس من الحياة، بلهو غيابها فحسب "
الطالب المسلم يرفع عاليًا صحيفة أخذها من طاولة جاره الذي كانيقرأهاالطالب المسلم: " هذه أحد أكثر صحف الفضائح *****ة التي تستضيفها هذه البلاد، يا بروفيسور هل هناك شيء إسمه الفسق والفجور؟ "
البروفيسور: " بالطبع يوجد، أنظر ... "
قاطعه الطالب المسلم الطالب المسلم: " خطأ مرة أخرى يا سيدي، الفسق و الفجورهوغياب للمبادئ الأخلاقية فحسب، هل هناك شيء إسمه الظُلّم؟ لا، الظلّم هو غيابالعدل، هل هناك شيء إسمه الشرّ؟ "
الطالب المسلم يتوقف لبرهةالطالب المسلم: " أليس الشر هو غياب الخير؟ "
إكتسى وجه البروفيسور باللون الأحمر وهو غاضب جدًا وغير قادر على التحدث الطالب المسلم: " إذًا يوجد شرور في العالم يا بروفيسور،وجميعنا متفقون على أنه يوجد شرور، ثم أن الله إذا كان موجوداً فهوأنجز عملاًمن خلال توكيله للشرور، ما هو العمل الذي أنجزه الله؟ القرآن يخبرنا أنه ليرى إذاما كان كل فرد منا وبكامل حريته الشخصية سوف يختار الخير أم الشرّ "
اُلجم البروفيسورالبروفيسور : " كعالم فلسفي لا أتصور هذه المسألة لها دخل فياختياري، كواقعي أنا بالتأكيد لا أتعرف على مفهوم الله أو أي عامل لاهوتي آخر ككونه جزء من هذه المعادلة العالمية لأن الله غير مرئي و لا يمكن مشاهدته "
الطالب المسلم : " كان يمكن أن أفكر أن غياب قانون اللهالأخلاقي في هذا العالم هو ربما أحد أكثر الظواهر ملاحظة "
الطالب المسلم: " الجرائد تجمع بلايين الدولارات من إصدارهاأسبوعيًا، أخبرني يا بروفيسور هل تدرسّ تلاميذك أنهم تطوروا من قرد؟ "
البروفيسور: " إذا كنت تقصد العملية الإرتقائية الطبيعية يا فتى، فنعم أنا أدرس ذلك "
الطالب المسلم: " هل سبق وأن رأيت هذاالتطوّر بعينك الخاصة يا سيدي؟ "
يعمل البروفيسور صوت رشف بأسنانه و يحدقبتلميذه تحديقا صامتا متحجراًالطالب المسلم : " برفيسور، بما أنه لم يسبق لأحد أن رأى عملية التطوّر هذه فعلياً من قبل ولا يمكنحتى إثبات أن هذه العملية تتم بشكل مستمر، فهي غير موجودة إذًا، ألست تدرسّ آرائكيا سيدي؟ إذا فأنت لست بعالم و إنما قسيس؟ "
البروفيسور : " سوف أتغاضى عن وقاحتك في ضوء مناقشتنا الفلسفية، الآن هل انتهيت؟ "
البروفيسور يصدر فحيحاًالطالب المسلم: " إذًا أنت لا تقبل قانون الله الأخلاقي لعمل ما هو صحيح و في محله؟ "
البروفيسور : " أنا أؤمن بالموجود، وهذاهو العلم ! "
الطالب المسلم: " أه العلم ! "
وجه الطالب ينقسم بابتسامةالطالب المسلم: " سيدي، ذكرت بشكل صحيح أن العلم هو دراسة الظواهر المرئية، والعلم أيضاً هو فرضياتفاسدة "
البروفيسور: " العلم فاسد؟ !! "
البروفيسور متضجراًالفصل بدأيصدر ضجيجاً، توقف التلميذ المسلم إلى أن هدأ الضجيجالطالب المسلم: " لتكملة النقطة التي كنت أشرحها لباقيالتلاميذ، هل يمكن لي أن أعطي مثالاً لما أعنيه؟ "
البروفيسور بقي صامتا بحكمة،المسلم يلقي نظرة حول الفصل الطالب المسلم: " هليوجد أحد من الموجدين بالفصل سبق له وأن رأى عقل البروفيسور؟ "
إندلعت الضحكات بالفصل التلميذ المسلم أشار إلى أستاذه العجوز المتهاوي الطالب المسلم: " هل يوجد أحد هنا سبق له و أن سمع عقل البروفيسور، أحس بعقل البروفيسور, لمس أو شمّ عقل البروفيسور؟ "
يبدو أنه لايوجد أحد قد فعل ذلك، يهز التلميذ المسلم رأسه بحزن نافياًالطالب المسلم: " يبدو أنه لا يوجد أحد هنا سبق له أن أحسّ بعقل البروفيسور إحساسا من أي نوع، حسناً،طبقاً لقانون التجريب، والاختباروبروتوكول علم ما يمكن إثباته، فإنني أعلن أن هذا البروفيسور لا عقل له " الفصل تعمّه الفوضىالتلميذ المسلم يجلس، إنهار البروفيسورمهزومًا ولم يتفوه بكلمة.
__________
البروفيسور: " أنت مسلم، أليس كذلك يا بني؟ "
الطالب المسلم: " نعم، يا سيدي "
البروفيسور: " لذلك فأنت تؤمن بالله؟ "
الطالب المسلم: " تماماً "
البروفيسور: " هل الله خيّر؟ " ( من الخير وهو عكس الشر )
الطالب المسلم: " بالتأكيد! الله خيّر "
البروفيسور: " هل الله واسع القدرة؟ أعني هل يمكن لله أن يعمل أي شيء؟ "
الطالب المسلم: " نعم "
البروفيسور: " هل أنت خيّر أم شرير؟ "
الطالب المسلم: " القرآن يقول بأنني شرير "
يبتسم البروفيسور إبتسامة ذات مغزى
البروفيسور : " أه!! القرآن "
يفكر البروفيسور للحظات
البروفيسور: " هذا سؤال لك، دعنا نقول أنّ هناك شخص مريض هنا و يمكنك أن تعالجه وأنت في استطاعتك ان تفعل ذلك، هل تساعده؟ هل تحاول ذلك؟ "
الطالب المسلم: " نعم سيدي، سوف أفعل "
البروفيسور: " إذًا أنت خيّر!! "
الطالب المسلم : " لا يمكنني قول ذلك "
البروفيسور: " لماذا لا يمكنك أن تقول ذلك؟ أنت سوف تساعد شخص مريض ومعاق عندما تستطيع ( في الحقيقة معظمنا سيفعل ذلك إن إستطاع ) لكن الله لا يفعل ذلك "
الطالب المسلم: لا إجابةالبروفيسور: " كيف يمكن لهذا الإله أن يكون خيّر؟ هممم..؟ هل يمكن أن تجيب على ذلك ؟ "
الطالب المسلم: لا إجابة أيضًاالرجل العجوز بدأيتعاطف مع الطالب المسلم البروفيسور: " لا تستطيع، أليس كذلك ؟؟
يأخذ البروفيسور رشفه ماء من كوب على مكتبه لإعطاء الطالب وقتاًللإسترخاء، ففي علم الفلسفة، يجب عليك أن تتأنى مع المستجدين البروفيسور : " دعنا نبدأ من جديد أيها الشاب "
البروفيسور : " هل الله خيّر؟ "
الطالب المسلم: " نعم " متمتمًاالبروفيسور: " هل الشيّطان خيّر؟ "
الطالبالمسلم: " لا "
البروفيسور: " من أين أتى الشيّطان؟ "
الطالب المسلم: " من... الله.. " متلعثمًاالبروفيسور : " هذا صحيح، الله خلق الشيّطان، أليس كذلك؟ "
يمرر الرجل العجوز أصابعه النحيلة خلال شعره الخفيف ويستدير لجمهور الطلبةمتكلفي الابتسامةالبروفيسور: " أعتقد أننا سنحصل علي كثير من المتعة في هذا الفصل الدراسي سيداتي و سادتي "
ثم يلتفت للطالب المسلم
البروفيسور : " أخبرني يا بني، هل هناك شّر فيهذا العالم؟ "
الطالب المسلم: " نعم، سيدي "
البروفيسور: " الشّر في كل مكان، أليس كذلك؟ هل خلق الله كل شيء؟ "
الطالب المسلم : " نعم "
البروفيسور: " من خلق الشر ؟؟
الطالب المسلم: لا إجابةالبروفيسور: " هل هناك امراض في هذا العالم ؟ فسق و فجور؟ بغضاء؟ قبح؟ كل الأشياء الفظيعة، هل تتواجدفي هذا العالم؟ "
الطالب المسلم: " نعم " وهو يتلوى على أقدامهالبروفيسور: " من خلق هذه الأشياء الفظيعة؟ "
الطالب المسلم: لا إجابةيصيح الأستاذ فجأةً في الطالب المسلمالبروفيسور: " من الذي خلقها؟ أخبرني "
بدأ يتغير وجه الطالب المسلم البروفيسور بصوت منخفض: " الله خلق كل الشرور، أليس كذلك يا بني؟ "
الطالب المسلم: لا إجابةالطالب يحاول أن يتمسك بالنظرة الثابتة والخبيرةولكنه يفشل في ذلك فجأة المحاضر يبتعد متهاديًا إلى واجهة الفصل كالفهد المسن،والفصل كله مبهورالبروفيسور: " أخبرني، كيف يمكن أنيكون هذا الإله خيّرًا إذا كان هو الذي خلق كل الشرور في جميع الأزمان؟ "
البروفيسور يشيح بأذرعه حوله للدلالة على شمولية شرور العالم البروفيسور : " كل الكره، الوحشية، الآلام، التعذيب، الموت،القبح، المعاناة، التي خلقها هذا الإله موجودة في جميع أنحاء العالم، أليس كذلك ايها الشاب ؟
الطالب المسلم: لا إجابةالبروفيسور: " ألا تراها في كلّ مكان؟ هه؟ "
البروفيسور يتوقّف لبرهةالبروفيسور: " هل تراها؟ "
البروفيسور يحني رأسه في إتجاه وجهالطالب ثانيةً ويهمسالبروفيسور: " هل الله خيّر؟ "
الطالب المسلم : لا إجابةالبروفيسور: " هل تؤمنبالله يا بني؟ "
صوت الطالب يخونه و يتحشرج في حلقه الطالب المسلم: " نعم يابروفيسور، أنا أؤمن "
يهز الرجل العجوز رأسه بحزن نافياًالبروفيسور: " يقول العلم أن لديك خمس حواس تستعملها لتتعرف وتلاحظ العالم من حولك، أليس كذلك؟ "
البروفيسور: " هل رأيت الله ؟؟
الطالب المسلم: " لا يا سيدي لم أره أبداً "
البروفيسور: " إذًا أخبرنا إذا ما كنت قد سمعت إلهك؟ "
الطالبالمسلم: " لا يا سيدي، لم يحدث "
البروفيسور: " هل سبق وشعرت بإلهك؟ تذوقت إلهك؟ أو شممت إلهك فعلياً؟ هل لديك أيّ إدراك حسّي لإلهك من أينوع؟ "
الطالب المسلم: لا إجابةالبروفيسور: " أجبني من فضلك "
الطالب المسلم: " لا يا سيدي، يؤسفني أنه لا يوجد لدي "
البروفيسور: " يؤسفك أنه لا يوجد لديك؟ "
الطالبالمسلم: " لا يا سيدي "
البروفيسور : " ولا زلت تؤمنبه؟ "
الطالب المسلم: " نعم "
البروفيسور: " هذايحتاج لإخلاص! "
البروفيسور يبتسم بحكمة للطالب المسلم
البروفيسور: " طبقاً لقانون التجريب والإختبار وبروتوكول علم مايمكن إثباته يمكننا أن نقول بأن إلهك غير موجود، ماذا تقول في ذلك يا بني؟ "
البروفيسور: " أين إلهك الآن؟ "
الطالب المسلم: لاإجابةالبروفيسور: " إجلس من فضلك "
يجلس الطالب المسلم مهزومًامسلم أخر يرفع يده: "بروفيسور، هل يمكن ان اتحدث للفصل ؟؟
البروفيسور يستدير و يبتسم البروفيسور: اا مسلم اخر في الطليعة ! هيا هيا أيها الشاب، تحدث ببعض الحكمة المناسبة في هذا الاجتماع "
يلقي المسلم نظرة حول الغرفةالطالب المسلم: " لقد أثرت بعض النقاط الممتعة يا سيدي،والآن لدي سؤال لك "
الطالب المسلم: " هل هناك شيءإسمه الحرارة؟ "
البروفيسور : " هناك حرارة "
الطالب المسلم: " هل هناك شيء إسمه البرودة؟ "
البروفيسور : " نعم يا بني يوجدبرودة أيضاً "
الطالب المسلم: " لا يا سيدي لايوجد "
إبتسامة البروفيسور تجمدت، وفجأة الغرفة أصبحت باردة جداالطالب المسلم: " يمكنك الحصول على الكثير من الحرارة، حرارةعظيمة، حرارة ضخمة، حرارة لدرجة إنصهار المعادن، حرارة بسيطة، أو لا حرارة علىالإطلاق، ولكن ليس لدينا شيء يدعى " البرودة " فيمكن أن نصل حتى 458 درجة تحتالصفر، وهي ليست ساخنة، لكننا لن نستطيع تخطي ذلك، لا يوجد شيء إسمه البرودة، وإلالتمكنا من أن نصل لأبرد من 458 تحت الصفر، يا سيدي البرودة هي فقط كلمة نستعملهالوصف حالة غياب الحرارة، فنحن لا نستطيع قياس البرودة، أما الحرارة يمكننا قياسهابالوحدات الحرارية لأن الحرارة هي الطاقة، البرودة ليست عكس الحرارة يا سيدي، إنالبرودة هي فقط حالة غياب الحرارة "
سكوت في الفصل، دبوس يسقط في مكان ماالطالب المسلم: " هل يوجد شيء إسمه الظلام يابروفيسور؟ "
البروفيسور: " نعم "
الطالب المسلم المسلم: " أنت مخطئ مرة أخرى يا سيدي، الظلام ليس شيئا محسوساً، إنها حالةغياب شيء أخر، يمكنك الحصول على ضوء منخفض، ضوء عادي، ضوء مضيء، بريق الضوء، ولكنإذا كان لا يوجد لديك ضوء مستمر فإنه لا يوجد لديك شيء، وهذا يدعى الظلام، أليس كذلك ؟ هذا هو المعنى الذي نستعمله لتعريف الكلمة، في الواقع، الظلام غير ذلك، و لوأنه صحيح لكان بإمكانك أن تجعل الظلام مظلما أكثر وأن تعطيني برطمان منه، هل تستطيعأن تعطيني برطمان من ظلام مظلم يابروفيسور؟ "
مستحقراً نفسه، البروفيسور يبتسم لوقاحة الشاب أمامه البروفيسور: " هذا بالفعل سيكون فصلا دراسيا جيداً "
البروفيسور: " هل تمانع إخبارنا ما هي نقطتك يا فتى؟ "
الطالب المسلم: " نعم يا بروفيسور، نقطتي هي، إن افتراضك الفلسفي فاسد كبدايةً ولذلك يجب أن يكون استنتاجك خاطئ "
تسمّم البروفيسور
البروفيسور: " فاسد؟ كيف تتجرأ؟! "
الطالب المسلم: " سيدي، هل لي أن أشرح ماذا أقصد؟ "
الفصل كله أذان صاغيةالبروفيسور : " تشرح... أه أشرح "
البروفيسور يبذل مجهودا جبارًا لكي يستمرتحكمه ( طبعا لو أن البروفيسور كان عربيًا لطرده من القاعة، وربما من الجامعة )
فجأة يلوّح البروفيسور بيده لإسكات الفصل كي يستمر الطالب
الطالب المسلم: " أنت تعمل على إفتراض المنطقية الثنائية "
الطالب المسلم: " ذلك على سبيل المثال أن هناك حياة و من ثم هناك ممات، إلهخيّر وإله سيئ، أنت ترى أن مفهوم الله شيء ما محدود و محسوس، شيء يمكننا قياسه،سيدي إن العلم نفسه لا يمكنه حتى شرح فكرة إنه يستعمل الكهرباء والمغناطيسية فهي لمتُر أبداً، رغم ذلك فهم يفهمونها تمامًا، إن رؤية الموت كحالة معاكسة للحياة هوجهل بحقيقة أن الموت لا يمكن أن يتواجد كشيء محسوس، الموت ليس العكس من الحياة، بلهو غيابها فحسب "
الطالب المسلم يرفع عاليًا صحيفة أخذها من طاولة جاره الذي كانيقرأهاالطالب المسلم: " هذه أحد أكثر صحف الفضائح *****ة التي تستضيفها هذه البلاد، يا بروفيسور هل هناك شيء إسمه الفسق والفجور؟ "
البروفيسور: " بالطبع يوجد، أنظر ... "
قاطعه الطالب المسلم الطالب المسلم: " خطأ مرة أخرى يا سيدي، الفسق و الفجورهوغياب للمبادئ الأخلاقية فحسب، هل هناك شيء إسمه الظُلّم؟ لا، الظلّم هو غيابالعدل، هل هناك شيء إسمه الشرّ؟ "
الطالب المسلم يتوقف لبرهةالطالب المسلم: " أليس الشر هو غياب الخير؟ "
إكتسى وجه البروفيسور باللون الأحمر وهو غاضب جدًا وغير قادر على التحدث الطالب المسلم: " إذًا يوجد شرور في العالم يا بروفيسور،وجميعنا متفقون على أنه يوجد شرور، ثم أن الله إذا كان موجوداً فهوأنجز عملاًمن خلال توكيله للشرور، ما هو العمل الذي أنجزه الله؟ القرآن يخبرنا أنه ليرى إذاما كان كل فرد منا وبكامل حريته الشخصية سوف يختار الخير أم الشرّ "
اُلجم البروفيسورالبروفيسور : " كعالم فلسفي لا أتصور هذه المسألة لها دخل فياختياري، كواقعي أنا بالتأكيد لا أتعرف على مفهوم الله أو أي عامل لاهوتي آخر ككونه جزء من هذه المعادلة العالمية لأن الله غير مرئي و لا يمكن مشاهدته "
الطالب المسلم : " كان يمكن أن أفكر أن غياب قانون اللهالأخلاقي في هذا العالم هو ربما أحد أكثر الظواهر ملاحظة "
الطالب المسلم: " الجرائد تجمع بلايين الدولارات من إصدارهاأسبوعيًا، أخبرني يا بروفيسور هل تدرسّ تلاميذك أنهم تطوروا من قرد؟ "
البروفيسور: " إذا كنت تقصد العملية الإرتقائية الطبيعية يا فتى، فنعم أنا أدرس ذلك "
الطالب المسلم: " هل سبق وأن رأيت هذاالتطوّر بعينك الخاصة يا سيدي؟ "
يعمل البروفيسور صوت رشف بأسنانه و يحدقبتلميذه تحديقا صامتا متحجراًالطالب المسلم : " برفيسور، بما أنه لم يسبق لأحد أن رأى عملية التطوّر هذه فعلياً من قبل ولا يمكنحتى إثبات أن هذه العملية تتم بشكل مستمر، فهي غير موجودة إذًا، ألست تدرسّ آرائكيا سيدي؟ إذا فأنت لست بعالم و إنما قسيس؟ "
البروفيسور : " سوف أتغاضى عن وقاحتك في ضوء مناقشتنا الفلسفية، الآن هل انتهيت؟ "
البروفيسور يصدر فحيحاًالطالب المسلم: " إذًا أنت لا تقبل قانون الله الأخلاقي لعمل ما هو صحيح و في محله؟ "
البروفيسور : " أنا أؤمن بالموجود، وهذاهو العلم ! "
الطالب المسلم: " أه العلم ! "
وجه الطالب ينقسم بابتسامةالطالب المسلم: " سيدي، ذكرت بشكل صحيح أن العلم هو دراسة الظواهر المرئية، والعلم أيضاً هو فرضياتفاسدة "
البروفيسور: " العلم فاسد؟ !! "
البروفيسور متضجراًالفصل بدأيصدر ضجيجاً، توقف التلميذ المسلم إلى أن هدأ الضجيجالطالب المسلم: " لتكملة النقطة التي كنت أشرحها لباقيالتلاميذ، هل يمكن لي أن أعطي مثالاً لما أعنيه؟ "
البروفيسور بقي صامتا بحكمة،المسلم يلقي نظرة حول الفصل الطالب المسلم: " هليوجد أحد من الموجدين بالفصل سبق له وأن رأى عقل البروفيسور؟ "
إندلعت الضحكات بالفصل التلميذ المسلم أشار إلى أستاذه العجوز المتهاوي الطالب المسلم: " هل يوجد أحد هنا سبق له و أن سمع عقل البروفيسور، أحس بعقل البروفيسور, لمس أو شمّ عقل البروفيسور؟ "
يبدو أنه لايوجد أحد قد فعل ذلك، يهز التلميذ المسلم رأسه بحزن نافياًالطالب المسلم: " يبدو أنه لا يوجد أحد هنا سبق له أن أحسّ بعقل البروفيسور إحساسا من أي نوع، حسناً،طبقاً لقانون التجريب، والاختباروبروتوكول علم ما يمكن إثباته، فإنني أعلن أن هذا البروفيسور لا عقل له " الفصل تعمّه الفوضىالتلميذ المسلم يجلس، إنهار البروفيسورمهزومًا ولم يتفوه بكلمة.
__________