مشاهدة النسخة كاملة : ابن الدولة يكتب: المتربصون فى قلوبهم مرض.. المهووسون بأنفسهم على مواقع التواصل لديهم استعداد للتضحية


العشرى1020
29-09-2016, 04:52 PM
/
نقلا عن العدد اليومى..
ببساطة شديدة جدا، مصر تعانى من تأثير تنظيم المرضى قلوبهم، هؤلاء المهووسين بأنفسهم، وبجمع أكبر عدد من اللايك والشير على مواقع التواصل الاجتماعى، الذين يملكون استعدادا كاملا لأن يضحوا بوطن وناسه من أجل السخرية، بهدف الحصول على «تسقيف» عشرات الأيادى مغيبة عقول أصحابها، وتوزع ألقاب الشرف والنضال على كل من هب ودب مجانا، ودون قيمة لمجرد أنه يسخر أو ينشر التفاهة فى الموضوعات والقضايا الجادة.

كان الرئيس السيسى فى الإسكندرية قد شهد تغييرا حقيقيا فى منطقة غيط العنب، واحدة من أشهر وأخطر عشوائيات الإسكندرية، كان الرئيس يتكلم بفخر عن عزيمة وإرادة تمتلكها مؤسسات الدولة ورجال المنطقة الشمالية لتحويل الخراب إلى جنة على الأرض، وتحويل منطقة عشوائية خطرة إلى مدينة متكاملة الخدمات تحقق أحلام أهل المنطقة، التى ظل أهل الفىسبوك والفضائيات يتاجرون بفقرهم ومساكنهم الآيلة للسقوط وعشوائيتهم على مدار السنين الماضية، ولما تحقق الحلم، ونجحت الدولة فى تقديم نموذج محترم للقضاء على العشوائيات، صمت المتاجرون بأهل العشوائيات، وتحول صمتهم إلى سخرية بهدف التغطية على الإنجاز الكبير.

تنظيم المرضى قلوبهم فى مصر يهوى التربص والتزييف، يتربص بكلمات الرئيس، ويختار جملة عادية تأتى فى سياق اقتراح استخدمته مصر من قبل، وتعمل به دول كبرى مثل بريطانيا وأمريكا وغيرها، ثم قاموا باقتطاع العبارة من سياقها، وقاموا بتزييفها لتصبح صالحة للاستهلاك الساخر بهدف التغطية على إنجاز الرئيس.

فرحة الرئيس السيسى بالإنجاز الذى حدث فى غيط العنب، وقدرة مؤسسات الدولة على التعاون مع رجال الأعمال والشركات والمجتمع المدنى فى تحويل الخراب إلى منطقة آدمية والقضاء على العشوائيات بعملية تكافل تحتاج مصر إلى تطبيقها فى كل المحافظات للقضاء على العشوائيات، دفعته لأنه يقترح على البنوك البحث عن آلية لاستغلال «الفكة»، وكان يقصد ما تبقى من قروش فى معاملات المبالغ الكبيرة أو المتوسطة، وإعادة توجيهها إلى أعمال الخير والتكافل الاجتماعى، وهو اقتراح معمول به فى دولة كبيرة، وسبق وأن استخدمته مصر وقت الكساد الاقتصادى العالمى سنة 1931 وأنقذها وأنقذ محصول القطن من أزمة اقتصادية متوقعة، ومع ذلك تم تحريف كلام الرئيس واعادة تصديره للناس، وكأنها دعوة لجمع أموال المواطنين.

تزييف تصريحات الرئيس والتربص بكلماته وخلق أجواء من السخرية حولها تبدو عملية منظمة، يقودها تنظيم المرضى قلوبهم، بهدف التغطية على إنجاز مهم وحيوى وحلم مصر القديم بالقضاء على العشوائيات، التى كانوا يتاجرون بأهلها فى الماضى، ولما نجح الرئيس السيسى فى تحقيق الحلم أصابهم الغيظ، لأنهم لن يجدوا ما يتاجرون به أمام الناس

العشرى1020
29-09-2016, 04:59 PM
يسأل بعضهم بجهل أو بخبث عن أهمية قضية اللاجئين، لماذا تشغل اهتمام العالم ولماذا تشغل اهتمام مصر، كما ظهر فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى بالأمم المتحدة.

اللافت للنظر أن الخبثاء الذين لايريدون حديثًا عن اللاجئين هم ينتمون لمعسكرات الإسلامى السياسى التى تسعى طوال الوقت لاستغلال اللاجئين كورقة ضغط أو جماعات دعم لمصالحها وأفكارها فى دول مختلفة مقابل دعم مالى لهؤلاء اللاجئين، الإخوان وأنصار تيار الإسلام السياسى المتطرف هم تجار، يتاجرون بكل شىء، فكما تاجروا بالدين هم يتاجرون الآن باللاجئين، ومصر لا تريد ذلك، ومصر لا تحب أبدا أنها تشاهد أبناء البلدان العربية وهم محل تجارة أو استغلال من قبل الإخوان ومن معهم، تارة يستخدمونهم فى الحشد وتارة يستخدمونهم فى جمع الأموال، وتارة أخرى يستخدمونهم لتحسين صورة أردوغان.

شغلت قضية اللاجئين السوريين بأوروبا والدول الغربية طوال الفترة الماضية بال الكثيرين، خاصة بعد تكرار حوادث غرق بعضهم فى البحار أثناء الهجرة، أو الموت على الحدود، وبدا الأمر وكأن أوروبا تكتشف المأساة لأول مرة، وبدأت الصور والقرارات باستقبال اللاجئين، الذين تم نشر صورهم، ولا تزال أوروبا كدول مختلفة حول القضية، وقامت المستشارة الألمانية، ميريكل، بجهد لدفع أوروبا لاستقبال عدة آلاف من اللاجئين، يواجهون مشكلة كراهية الأجانب، لكن الموضوع فى مصر كان مختلفا فقد استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين خلال السنوات العشر الماضية مليونين على الأقل من العراق عاد بعضهم ولا يزال البعض موجودا، ومئات الآلاف من السودان وإريتريا وإثيوبيا، أما السوريون فلم تتوقف مصر عن استقبالهم طوال السنوات الماضية، وتم استقبالهم كأشقاء لنا معهم تاريخ، ولهذا فإن مصر من الدول التى لا تعزل اللاجئين، وإنما تستقبلهم كمواطنين يعيشون مع أهلها من دون معسكرات أو مخيمات، بالرغم من وجود محاذير أمنية.

هناك بين 500 و600 ألف سورى من بين مليون تقريبا دخلوا وخرجوا، وهؤلاء يقيمون بين المواطنين، ولهم حرية الحركة والعمل، بل إنهم يحظون بتعاطف أخوى من أشقائهم المصريين، ولهذا كانت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشاركته فى أعمال الأمم المتحدة، أن مصر لا تتاجر بالقضية، واقعية ومؤثرة، خاصة أنه شرح جهود مصر فى مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وحرص الرئيس بالطبع على تناول قضية اللاجئين بوصفها نتيجة لتداعيات السياسة الدولية والإقليمية، وعدم الانتباه إلى المخططات، التى ترمى لتقسيم الدول، وإعادة تشكيل المنطقة<. وهو أمر لم ينتبه له من أسهموا بوعى أو بدون فى مآسى بلادهم، حيث إن التغيير يجب أن يتم بأيادى المواطنين والشعب وليس بخطط وسلاح وحروب أهلية. الرئيس كان يعبر عن وعى الأغلبية فى مصر، التى تثق به، وتتفق مع هذه الوجهة، إننا لا يفترض أن نتاجر بقضية اللاجئين، وأن نواجه مشكلاتنا بأنفسنا، ومن دون استماع لوسوسات خارجية.

العشرى1020
29-09-2016, 05:11 PM
نقلا عن العدد اليومى...
فى قضية سوريا أمام الأمم المتحدة كان الموقف المصرى الأكثر وضوحا وتحديدا وحسما، من دون التفافات أو مناورات، ونفس الأمر من الموقف تجاه ليبيا وقضيتها، مصر لم تكن طرفا فى الفوضى، بل كانت دائما ما تحذر الغرب من الأخطاء التى يرتكبونها بترك الفوضى بلا تدخلات.
بالطبع فإن لكل دولة أو تحالف مصالح فى المنطقة، لكن مصر مصلحتها فى استقرار وانتهاء للتنظيمات الإرهابية والمرتزقة التى ترعاها دول وأنظمة تحاول لعب أدوار أكبر من حجمها، وكما أشرنا فإن الموقف المصرى من قضايا الشرق الأوسط والمنطقة وأفريقيا ثابت، وأن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام الدورة الواحدة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، واضحة تعبر عن رؤية لمأساة فعلية.
ومن استعراض الأوضاع فى ليبيا وسوريا يمكن اكتشاف صواب الرؤية المصرية، وانطلاقها من رؤية واضحة وهى وحدة واستقرار هذه الدول وحق شعوبها فى تحديد مستقبلها، وإبعاد المغامرين وتجار الإرهاب والمرتزقة، ومن هنا فقد كان تحرك مصر بهدوء وصبر من دون استعراض أو خطط تآمرية حتى أصبحت طرفا شريفا تثق فيه الأطراف المختلفة، وهو أمر استلزم الكثير من الجهد والدراسة للملفات، ومن دون التورط فى مغامرات مثل بعض الأنظمة اللقيطة التى تفتقد إلى الخبرة أو العمق التى أنفقت مليارات على سراب بناء سلطة من تنظيمات إرهابية ومرتزقة.
ومن هنا فإن الرؤية المصرية التى أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول سوريا وليبيا، لا تنطلق من مجرد كلام، وإنما من تفهم واطلاع على واقع ما يجرى على الأرض ومعرفة لعناصر القوة والضعف، بما يجعلها بابا للحل وليس مجرد طرف من أطراف متعددة.
مصر ترى أن الحل السياسى يحقن دماء السوريين ويضع حدا لمأساة اللاجئين، بينما أمريكا تتحدث عن توطين اللاجئين، يتحدث الرئيس عن حل الأزمة لمنع اللجوء، ونفس الأمر فيما يتعلق بليبيا أن مصر ترى أن على العالم ترك الشعب الليبيى يحدد مصيرة ويتم رفع الحظر عن التسلح لجيش ليبيا والمؤسسات الشرعية بما سيتيح للشعب الليبى تقرير مصيره بعيدا عن التلاعب والتدخلات المغامرة.
مصر كانت أكثر دولة تحدثت عن ضرورة وقف الإرهاب والدول التى تدعمه وهى دول أعضاء فى الأمم المتحدة، وأن الإرهاب يهدد الجميع ويحتاج إلى مواجهة دولية، وهذا هو ما يفسر الحمى التى أصابت بعض الأطراف فى قطر أو غيرها، ممن اكتشفوا أن رهاناتهم تخيب، وأن ما بذلوه من جهود لرعاية الإرهاب يعود إليهم.
لهذا فقد كانت نبرة حديث الرئيس حول سوريا وليبيا، تتعلق من معرفته بما يجرى، وليس مجرد طرف يتمنى، ولهذا تلجأ الأطراف المختلفة للقاهرة بحثا عن حل لكونهم يعرفون أن مصر طرف شريف لا يداهن بحثا عن مصالح ويعرف قيمة الأمن القومى، وسوف تكشف الأيام المقبلة كيف تسود رؤية واضحة لمصر، بعيدا عن سياسات ومغامرات صنعت الفوضى، لتكون مصر أحد مفاتيح الحل فى المنطقة.