رغم أن واحدا من أكبر السجون القطرية يقع على بعد أمتار قليلة من مقر قناة الجزيرة بالعاصمة القطرية الدوحة، ويقبع فيه كثير من معتقلى الرأى وكثير ممن عارضوا النظام القطرى الحالى، إلا أن يد قناة الجزيرة القطرية يمتد دائما إلى مصر لتسلط الضوء على كثير من الأوضاع وتحرف الأخبار وتزيف الحقائق، وهو الأمر الذى يثير كثير من علامات الاستفهام حول الدور الحقيقى الذى تلعبه قناة الجزيرة فى المنطقة بأسرها.

ولعل الشاعر القطرى محمد بن الذيب خير مثال على ذلك، فهو وجد نفسه داخل أسوار السجن القريب من منبر قطر وحكم عليه بالمؤبد لمجرد أنه قال بيت شعر فقط أيد فيه ثورة الياسمين فى تونس واعتبرته الأسرة الحاكمة فى قطر تحريضا مباشرا للثورة عليها ثم اضطر الأمير تميم ليصدر عفوا عنه بعد ذلك بعد هذه الفضيحة الكبرى.

كشفت مصادر من داخل قناة الجزيرة القطرية، أنه عقب غلق قناة الجزيرة مباشر مصر وغلق مكتب قناة الجزيرة فى مصر، شكلت الجزيرة غرفة عمليات خاصة بتسليط الضوء على الأوضاع فى مصر، واعتمدت فيها على فريق عمل داخل قطر يعاونه البعض من داخل مصر من خلال إرسال فيديوهات وصور عبر وسائل التواصل الاجتماعى ليتم إخراجها وبثها على قناة الجزيرة بعد إضافة لها مقاطع من دول أخرى فى محاولة لتزييف الحقائق.

وأوضحت المصادر لــ"اليوم السابع"، أن قطر أعدت سلسلة من الافلام الوثائقية تتحدث فيها عن قطاعات معينة فى مصر بدأتها بفيلم عن وزارة الداخلية بعنوان "المندس"ثم فيلم عن الجيش المصرى وحكايات التجنيد الإجبارى فيما تعد قطر حاليا فيلم آخر عن القضاء فى مصر وتتناول فيه الحياة الشخصية لعدد من القضاة وتنتقد فيه الأحكام التى صدرت ضد قيادات جماعة الإخوان فى مصر فى محاولة لتشويه منظومة العدالة فى مصر.

وأوضحت المصادر أن قناة الجزيرة استعانت بعدد من القضاة الهاربين خارج مصر منهم وليد شرابى عضو حركة قضاة من أجل مصر المعروفة بانتمائها لجماعة الإخوان، وعدد آخر من القضاة من أجل الظهور خلال الفيلم التسجيلى الجديد والحديث عن أوضاع القضاة فى مصر لتزعم بان هناك محاولات من أجهزة الأمن للسيطرة على القضاة وتسييس الأحكام.

وأكدت المصادر، أن قناة الجزيرة ستستعين خلال الفيلم بعدد من الوثائق التى سربها قضاة ينتمون للإخوان من أجل تشويه صورة القضاء فى مصر، كذلك تحاول أن تصل لعدد من اللقطات والصور المفبركة عن حياة القضاة.

فيما أعدت قطر عدد من التقارير الصحفية عن قطاعات مختلفة بمصر لعل آخرها تقرير تحت عنوان "مستشفيات مصر تذكرة الموت" والتقرير الذى نشر أمس الأحد بتاريخ 23 نوفمبر، ويتناول الأوضاع السيئة داخل المستشفيات فى مصر وبدأت الجزيرة التقرير بافتتاحية جاء فيها " ربى لا أسالك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه"،كما زعمت أن المستشفيات تُغلق بواباتها الحديدية بصريرها المُوحِش فى وجوه المرضى الذين نال الشيب من قلوبهم قبل رؤوسهم على حد تعبيرها.

من جانبه قال ياسر عبد العزيز أستاذ الإعلام، أنه صحيح أن مصر تعانى من القصور فى كثير من المشكلات ومن حق أى وسيلة إعلامية تقع مصر ضمن نطاق اهتمامها أن تعالج هذه المشكلات ولكن لدينا تحفظات واضحة على قناة الجزيرة القطرية وكثير من التساؤلات أولها هل تقوم قناة الجزيرة بتسليط الضوء على المشكلات التى تحدث فى قطر والمشتركة فى نفس الرؤية السياسية التى تدافع عنها القناة.

أضاف عبد العزيز، ان هناك داخل قطر مشكلات تتعلق بحرية الرأى ولا تقوم القناة بتسليط الضوء عليها لافتا إلى أننا سنقبل أى معالجة نقدية من هيئة الإذاعة البريطانية مثلا أو من السى ان ان لسبب بسيط أن هذه الوسائل الإعلامية تستطيع أيضا أن تسلط الضوء على ظواهر ومشكلات داخل بلادها أما الجزيرة فهى على العكس لأنها لن تستطيع أن تسلط الضوء على مشاكل داخل قطر.

وأوضح عبد العزيز أن الجزيرة أداء وذراع سياسية لها توجهات واضحة تجاه قضايا بعينها كما يحدث فى مصر أو سوريا مثلا ولكن أى معالجة نقدية للأوضاع فى مصر سنقبلها من وسيلة إعلام قادرة على أن تقوم بنفس المعالجة للأوضاع الداخلية للبلد التى تصدر منها.

بدوره قال اللواء حسن السيد، أن أفضل رد على قناة الجزيرة وممارستها العدائية ضد مصر " دع الكلاب تنبح والقافلة تسير، وموتوا بغيظكم" لافتا إلى أن قناة الجزيرة والتنظيم الدولى للإخوان أفلسا فى محاولاتهم للوقيعة بين الجيش والشعب والآن يحاولون أن يشككوا فى الجيش ويحرضوا المجندين عليها.

وأوضح السيد أن المجندين فى مصر يعاملون معاملة جيدة للغاية ومحاولات الجزيرة وراء قطر وتركيا وأمريكا وهم يحاولون دائما تسليط الأضواء على الأوضاع فى مصر ولا يتحدثون عن الجيوش فى أمريكا أو فى بريطانيا أو غيرها من الدول الأخرى.

واوضح السيد ان الجزيرة مستاءة من التجاهل التام من قبل الدولة المصرية لهذه المحاولات المغرضة والأفضل لنا أن نتجاهلها تماما فهى ليس لها اى مصداقية أو قدرات مهنية .

من جانبه قال صلاح شوقى عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن قناة الجزيرة قناة مغرضة ولها توجهات واضحة وعدائية ضد الدولة المصرية، ودائمًا ما تحاول التحريض ضدها وتبث أخبارًا من شأنها المساس بالجيش المصرى.

وأضاف شوقى، أن الفيلم الوثائقى الذى تنتجه قناة الجزيرة عن التجنيد الإجبارى فى مصر هو محاولة للتشكيك والوقيعة بين الجيش والشعب ولن تفلح فيها، فإن العلاقة بين الجيش المصرى والشعب قوية للغاية ولا يمكن لأحد أن يتدخل فيها

فى عالم لا يعرف معنى الجندية والجيوش الوطنية تعيش قناة الجزيرة الذراع الإعلامية للأسرة الحاكمة فى قطر وأداتها للتطاول على الشعوب العربية، وإثارة الفتن، تنفيذا لمخططات أجهزة الاستخبارات الغربية، حيث يعتقد أصحاب العروش الوهمية فى الدوحة وأتباعهم من إعلامييى القناة، أن الجيوش يمكن أن تبنى بالتجنيس من مرتزقة الدول، كالعسكر الذين يجلبونهم بالمال، لحماية المساحة التى يتحركون فيها داخل قصورهم، فهم لا يفهمون معنى وجود جيش وطنى، لقصر معرفتهم فى هذا الشأن على العصابات والمرتزقة.
فى هذه المرة تقمصت قناة الجزيرة التى يحلو للبسطاء تسميتها بـ"الخنزيرة" دور الشيطان، وأعدت فيلما وثائقيا تحت عنوان " حكايات التجنيد الإجبارى فى مصر" يتحدث عن فسوة الجندية المصرية، ويزعم معاناة الجنود.

"جزيرة الشيطان" ترصد صورا مفبركة ومجهولة لمجندين

"جزيرة الشيطان" التى يرعاها حاكم قطر المقتصرة معرفته بالجندية عند تجنيد الجواسيس، رصدت فى هذا الفيلم حكايات المجندين فى مصر زاعمة أن المجندين يعانون من حياة شاقة، مستعينة بصور ولقطات مفبركة ومجهولة المصدر لخير أجناد الأرض.

وعرضت قناة تفتيت الجيوش الوطنية، وصاحبة الفضل فى إدخال العقائد الإسرائيلية للمشاهد العربى بعض مشاهد من هذا الفيلم على شاشاتها فيما تعرض الفيلم كاملا يوم 27 نوفمبر الجارى، ويستعرض الفيلم الإجابة عدد من الأسئلة عن المجندين فى مصر منها " ما التدريب الذي يتلقَّونه؟ما الوظائف التي يؤدونها؟ وحديث عن الأكل والشرب داخل الجيش المصرى.

مخرج الفيلم وتاريخ من الخيال التآمرى

من الطبيعى أن تستعين "جزيرة الشيطان"، بمخرج ذات مواصفات خاصة، فمخرج الفيلم هو عماد الدين السيد وسبق له أن أخرج فيلما وثائقيا بعنوان "المندس" وهو الفيلم الذى حرض ضد قوات الشرطة فى مصر ، وادعى أن وزارة الداخلية تؤجر بلطجية للاعتداء على المواطنين فى مصر، ووجود ***** من قبل وزارة الداخلية للمواطنين،ومن قوات الأمن للمتظاهرين.

أستاذ إعلام: القناة تنشغل بمصر أكثر من انشغالها بالوطن

تقول ليلى عبد المجيد أستاذ الإعلام،فى تصريح لــ"اليوم السابع"، إن اهتمام الجزيرة بما يحدث فى مصر وتسليط الضوء على الجيش المصرى أمر غريب للغاية، فإلى جانب أنها تمثل الصوت الأول للإخوان الإرهابية فى العالم العربى فهى أيضا تحاول بشكل مغرض أن تشوه الجيش والدولة المصرية، فهى قناة منشغلة تماما بالدولة المصرية ولا تنشغل بأى أحداث تقع فى قطر نفسها.

وأضافت أستاذ الإعلام، أن الأمر لم يعد يحتمل الصبر من الدولة المصرية ويجب أن تتحرك فورا فى اتجاهين، الأول هو رفع قضية فى الجنائية الدولية ضد دولة قطر وقناة الجزيرة ومحاولاتها للتدخل السافر وتزييف الحقائق فى مصر ، والثانى هو عمل توعية سياسية واضحة لدى كثير من المواطنين للتعريف بأهداف واتجاهات هذه القناة المغرضة.

وأوضحت عبد المجيد أن القنوات المصرية سواء الخاصة أو العامة عليها أن تجابه محاولات قناة الجزيرة، وتنتج أفلاما وثائقية تبين الحقائق التى تزيفها هذه القناة وتفند كذبها، وتوضح للجميع حقائق ومعلومات هامة عما يجرى داخل الأراضى المصرية وتكشف فساد قناة الجزيرة.

بدوره طالب طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بالنظر إلى عدة محاور فى هذا الأمر خاصة توقيت عرض الفيلم ومصادره، فمثلا تحدث الفيلم عن عدة مصطلحات أبرزها اليوميات القاسية لحياة الجنود فى مصر، وأيضا تجربة التجنيد المؤلمة والصادمة وكذلك حكايات التجنيد الإجبارى فى مصر وجميعها مصطلحات الغرض منها تحريض واضح كما زعم صناع الفيلم أن هناك لقطات مسربة من داخل أرشيف القوات المسلحة وحقيقة الأمر أنه لا يوجد أرشيف بهذا المعنى داخل الجيش المصرى.

وأوضح فهمى أن الفيلم الوثائقى لم يكشف عن مصادره الحقيقية فى بث هذه الصور واللقطات كما تطرق لحياة المجند المصرى خلال الـ45 يوما الأولى فى الجيش .

وقال إن هناك أغراض واضحة من نشر هذا الفيلم، أولها التشويش على الأزمة التى تعانى منها قطر حاليا وهى أزمة الصخرة حيث العمل الإجبارى بسبب الاستعداد للمونديال، وهناك قضايا دولية مرفوعة من عمال آسيويين ضد الحكومة القطرية فى هذا الصدد هذا إلى جانب الرسالة السياسية الواضحة منه وهى محاولة إعطاء صورة سلبية عن الجيش المصرى وهو أمر غير منطقى بالمرة، فوفقا لترتيب موقع جلوبال فير - الأشهر عالميا فى تصنيف الجيوش - فإن الجيش المصرى يحتل مرتبة متقدمة جدا.

حكام قطر لا يملكون قرارهم


من جانبه قال محمد الغباشى الخبير الأمنى إن القوات المسلحة المصرية من أقدم الجيوش النظامية فى العالم، تعمل على إعادة تأهيل المتقدمين للجيش نفسيا ومعنويا والجميع يعلم أن قناة الجزيرة الهدف من عملها تحريضى واضح، وعملت منذ سنوات طويلة للتحريض على الدولة المصرية وحقيقة الأمر أن القطريين أنفسهم لا يملكون قرارا داخل دولتهم فالجزيرة تدار بشكل مباشر من مخابرات دولية عالمية، على رأسها الاستخبارات الأمريكية المركزية، وعلى سبيل المثال هل يستطيع أن يجلس حاكم قطرى على عرشه دون مباركة هذا الجهاز؟، فبالتالى هم لا يملكون أى قرارا داخل دولتهم على الإطلاق وقرار العمل داخل قناة الجزيرة أو اختيار محتوى القناة تديره المخابرات الأمريكية بشكل واضح.

وأكد الغباشى، أن الجزيرة تنفذ جزءا هاما من المخطط الصهيوأمريكى لتفتيت دول المنطقة، فهى تعتبر بشكل واضح لسان وأداة فى يد المخابرات المركزية الأمريكية، ولم تعد تتمتع بأى مصداقية، فالجميع أصبح يعلم الحقيقة الكاملة عن هذه القناة وتوجهاتها.

قال أحمد مدين عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أنه عمل من قبل رئيسا لمنطقتى تجنيد طنطا وقنا لسنوات طويلة ولا توجد أى مشاكل بالنسبة للمجندين، ولا يوجد مجندين يرفضون أو يستاءون داخل الجيش بل نجد كثير من المجندين يشرعون بواجبهم الوطنى تجاه بلدهم ولديهم كل الحماس للالتحاق بالجيش.

وأضاف "مدنى"، أن قناة الجزيرة "مغرضة"، تحاول الإساءة لسمعة مصر بكل الطرق، وتروج لوجود اضطهاد داخل الجيش المصرى وفى حقيقة الأمر أن الجيش والشعب فى تلاحم كبير وللجيش مكانة كبيرة فى قلوب المصريين، وهم لديهم مشكلة بسبب هذه العلاقة ويحاولون دائما ان يتدخلوا فى محاولة للتزييف والتخريب، ولكن كل محاولات هذه القناة ستبوء بالفشل.

الدولارات تنفق من الجزيرة من أجل هذه الأهداف

من جانبه قال مصطفى كمال حسين عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن الجميع يعلم توجهات قناة الجزيرة وتمويلها فآلاف الدولار تنفق عليها من أجل أهداف واضحة ومحاولات تحريضية ضد الجيش المصرى ولكن الجيش فى مصر هو ركن أصيل من الدولة ويحظى بعلاقة طيبة مع الشعب المصرى، وحينما تم الإعلان عن مخطط اغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسى حاولت قناة الجزيرة أن تروج لوجود ضباط بالجيش هم من قاموا بهذا المخطط

كل الشكر و التقدير لحضرتك أستاذنا الفاضل العشرى على هذه المتابعة الرائعة

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك