مشاهدة النسخة كاملة : درس ليبي لسويسرا


رضا حسب الله
07-09-2008, 01:28 PM
درس ليبي لسويسرا
وأخيرا وجدت الأزمة الليبية ـ السويسرية حلا أوقف تصاعدها وحال دون المزيد من ردود الأفعال الحادة والمؤثرة‏,‏ وذلك بتنازل خادم مغربي وآخر تونسي عن شكواهما ضد هانيبال الابن الرابع للزعيم والقائد التاريخي معمر القذافي‏.‏

وكان الخادمان بعد ان تعرضا للضرب علي يدي هانيبال القذافي وزوجته في أحد فنادق جنيف الضخمة الفخمة‏,‏ قد تقدما بشكوي للشرطة السويسرية‏,‏ طالبا فيها بالتحقيق واتخاذ اللازم ضد المتهمين‏.‏ ومع أن الطرفين الضارب والمضروب لا يحمل أي منهما الجنسية السويسرية‏,‏ إلا أن السلطات في جنيف أقدمت علي اعتقال ابن القذافي وزوجته استنادا إلي أن الجريمة وقعت علي أرض سويسرية‏.‏ وباشرت السلطات التحقيق أثناء احتجاز المتهمين خلال شهر يوليو الماضي‏,‏ وكما كان متوقعا فقد أنكر هانيبال وزوجته التهمة وان لم يتمكنا من انكار وجود الخادمين معهما وقيامهما بخدمتهما‏.‏ وماهي الا ساعات‏,‏ وتفجرت قضية هددت بتدمير العلاقات‏,‏ خاصة الاقتصادية بين البلدين‏.‏ ولم تكتف السلطات الليبية بالمطالبة بالافراج عن المتهمين‏,‏ بل وطالبت باعتذار سويسري ورأت السلطات السويسرية في مدينة جنيف الجميلة انها لم تفعل سوي تطبيق القانون‏,‏ وأخيرا تم الافراج عن ابن القذافي وزوجته بكفالة مالية بلغت نصف مليون فرنك سويسري أي‏312‏ ألف يورو أي مايقرب من ثلاثة ملايين جنيه مصري‏.‏

ولجأت السلطات الليبية إلي التصعيد وممارسة ضغوط قوية ومؤثرة لتلقين سويسرا درسا قاسيا‏,‏ لأنها تجاهلت ان السيد هانيبال ليس سائحا عاديا بل مواطن ليبي يحمل جواز سفر ديبلوماسيا كما انه ابن العقيد القذافي‏,‏ واستهدفت الضغوط أيضا‏,‏ التأثير في أطراف أخري‏,‏ أي ان الدرس الليبي لم يكن لسويسرا فقط‏,‏ بل ولدول أخري للحيلولة بينها وبين سلوك نفس الطريق في الحالات المشابهة‏.‏

وحاولت السلطات الليبية التأكيد في قراراتها التي ارتبطت بهذه القضية انها دولة عظمي فعلا‏,‏ وأنها الجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية العظمي‏,‏ التي يجب ان يحسب حسابها‏.‏ وتضمنت الضغوط الليبية وقف تصدير البترول الذي تعتمد عليه سويسرا بشكل رئيسي والحد من الرحلات الجوية لشركة الطيران السويسرية‏,‏ فبدلا من‏3‏ رحلات اسبوعية إلي ومن طرابلس تم قصر الأمر علي رحلة واحدة‏,‏ ووقف اصدار تأشيرات دخول للمواطنين السويسريين الراغبين في زيارة ليبيا سواء للسياحة أو العمل‏,‏ ومنع السفن التي تحمل العلم السويسري من دخول الموانئ الليبية‏,‏ واعتقال عدد من السويسريين الموجودين علي الأراضي الليبية‏,‏ واتهام بعضهم بمخالفة القوانين الليبية‏,‏ واغلاق بعض المصانع والشركات السويسرية في ليبيا ومنها المصانع التابعة لشركة نسلة‏,‏ وترحيل عدد من المديرين‏,‏ وطرد عدد آخر‏,‏ هذا بخلاف المظاهرات اليومية المعادية والصاخبة التي كانت تتوجه إلي مبني السفارة السويسرية بطرابلس العاصمة‏.‏

وقد أدرك المسئولون السويسريون حقيقة وأبعاد القضية أي الفعل ورد الفعل وحاولوا المسارعة لترضية الزعيم الليبي وابنه وكل من يمت له بصلة‏,‏ وسافرت وفود للشرح والتوضيح وأبدي رئيس الوزراء استعداده للسفر إلي ليبيا للقاء المسئولين بها‏.‏ وطوال هذه الفترة لم يكن هناك في سويسرا من يملك القدرة علي شطب القضية الخاصة بالسيد هانيبال وزوجته أو التغاضي عن تطبيق القانون‏.‏

وبالرغم من الضغوط العاتية التي مارستها ليبيا وتأثيرها السلبي علي سويسرا والسويسريين‏,‏ فقد حافظ المسئولون علي هدوئهم وتجنبوا التصعيد من جانبهم‏,‏ كما حافظت وسائل الاعلام علي نبرتها الهادئة وهي تعالج هذه القضية‏.‏

كان الدرس الليبي لسويسرا واضحا ومؤثرا وقويا‏,‏ وفي نفس الوقت كان الدرس السويسري شديد الوضوح‏,‏ كانوا يقولون للجميع ان القانون هو القانون‏,‏ ولايمكن تحت أي ظرف أو ضغوط تجاهله أو اعتباره كأن لم يكن‏.‏

ولم يبق أمام الجانب الليبي من أجل انهاء هذه القضية وطي صفحتها سوي التعامل والاقتراب بشكل ودي من الخادمين للتنازل عن الشكوي‏.‏

وقد بدأت المحاولات عن طريق المحامين‏,‏ وفي نفس الوقت بدأت المساومات وأخيرا قبل الخادمان المغربي والتونسي بالحصول علي تعويض مادي مجز وان يوضع في الاعتبار انهما تعرضا لمعاناة هائلة وانهما في سبيلهما لرفع الامر إلي المفوضية العليا لحقوق الانسان في جنيف لانصافهما وتعويضهما عن حالة الاحتجاز القهري التي تعرضا لها وعاشا تحت وطأتها‏.‏

وخلال الاتصالات الدبلوماسية والقانونية تبينت الأطراف المختلفة انه لايمكن شطب القضية ابدا لأسباب سياسية وقد عملت ليبيا من جانبها علي انجاح هذه الاتصالات والمفاوضات فقررت وقف تنفيذ القرار الخاص بقطع امدادات البترول إلي سويسرا‏.‏ واعتبرت السلطات السويسرية الامر موقفا مشجعا‏,‏ لإضاءة الأنوار الخضراء أمام المحامين لانجاز الاتفاق والتسوية المطلوبة‏.‏ وفي النهاية قبل الخادمان بالتعويض الكبير وتنازلا عن الشكوي ووصلت أزمة العلاقات الليبية السويسرية إلي نهاية سعيدة بعد ان تبادلت الدولتان الدروس‏.‏

الاحتفال الثلاثيني
لعب الاحتفال الثلاثيني دورا كبيرا في حياة الملوك المصريين وعقيدة الألوهية الملكية‏,‏ وبالتالي في تاريخ مصر والمصريين طوال التاريخ الفرعوني‏.‏

وهذا الاحتفال عرفته مصر دون شك قبل الأسرة الأولي‏3200‏ ـ‏2980‏ ق‏.‏ م‏,‏ بزمن طويل‏,‏ ويرجع أصله إلي عادة مازالت تمارسها بعض الشعوب الإفريقية حتي الان‏.‏ ويرتبط الاحتفال بالاقتناع بأن من حق الحاكم أو الملك أو الزعيم البقاء علي قمة السلطة‏30‏ عاما فإذا ما امتد عمره إلي أكثر من ذلك قضوا عليه في حفل ديني‏,‏ ومازلنا نري حتي اليوم بعض القبائل الإفريقية‏,‏ تضع حدا لحياة زعمائها اذا ما استمروا في مقاعدهم لهذه الفترة التي تعد طويلة نسبيا‏.‏

وفي مرحلة تاريخية تالية كانت الشعوب قد زادت نضجا وفكرا لذا أتاحت للزعيم أو الحاكم فرصة لإثبات قوته وجدارته للاستمرار في الحكم وذلك بقتل عدو له أو اصطياد أسد‏.‏ واذا ما نجح فإنه يشتري بذلك النجاح سنوات أخري‏.‏

وبعد سنوات من التطور‏,‏ أصبح في إمكان الحاكم أن يشتري سنوات إضافية باسترضاء الآلهة وذلك بإقامة معبد جديد أو بتقديم قرابين خاصة في حفل خاص يثبت فيه تمتعه بالصحة الوفيرة والقوة وصفاء الذهن‏.‏

وقد ظل ملوك مصر منذ الأسرة الأولي وحتي آخر أيام الحضارة المصرية القديمة مخلصين لهذا التقليد‏,‏ وكثيرا ماسجلوا هذا الاحتفال بطقوس علي جدران المعابد في جميع العصور حتي ماشيد منها أيام الاحتلال الروماني‏.‏

وهذا الاحتفال أطلقوا عليه الاحتفال بعيد السد‏.‏
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=opin3.htm&DID=9698

الأستاذة هدى
08-09-2008, 03:21 PM
يعنى حضرتك مبارك للجهود الليبية العظيمة اللى عملها القائد الاخ الحاكم التاريخى العظيم!!!! ولماذا لم يقم بمثل هذه الاعمال البطولية الواضحة الحاسمة عندما سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من مشى على الارض ولماذا لم نجد للقائد الفذ معمر او اى من حكامنا العباقرة مواقف حاسمة كتلك التى قامت بها ليبيا دفاعا عن ابن القذافى الم يكن رسول الله اولى؟ الم يكن الشعب الفلسطينى والعراقى اهم من ابن القذافى؟ الا لعنة الله على الظالمين

D.Ayman Hassan
08-09-2008, 03:56 PM
ليبيا بلد متخلف وليست عظمى ومالزوا يعيشون في القرون الوسطى