abomokhtar
13-01-2017, 07:00 AM
الحمد لله الذي أمر بالصدقِ وألبس الصادقين لباس الوقار والجلال، ونهى عن الكذب ووسَمَ الكاذبين بسِيْمَا الخزي والنكال، ولعنهم على لسان نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فقال في محكم كتابه: ﴿ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: 61]، أستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله، دعانا إلى حميد الخصال، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، حذرنا ذميم الفِعال، صلِّ اللهم عليه وعلى آله وصحبه، واكتبنا من عبادك الصادقين.
أما بعد:
فقد قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].
وقال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 60].
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28].
عباد الله، إن الصدق فضيلةٌ من أمهات الفضائل، يدعو إليها الدين القويم، ويحضُّ عليها العقل السليم، ويتحلى بها ذوو المروءة والخلق الكريم، ترون الصادق رفيعًا قدرُه، مقبولًا قولُه، مطاعًا رأيُه، محبوبًا عند الله والناس أجمعين، إن كان تاجرًا ربح في تجارته، وإن كان صانعًا تقدَّم في صناعته، وإن كان زارعًا بُورِك له في زرعه، وإن كان وضيعًا رفعته فضيلة الصدق، فنال سعادة الدنيا والدين.
أما الكذب - وقانا الله وإياكم السوء - فهو رذيلة من أصول الرذائل، سببه ضعف في الدين، ونقص في العقل، وبُعْد عن المروءة، وتأثر بطباع المنافقين، ينبتُ الكذب في نفوس خبيثة، لم تهذِّبها أخلاقٌ كريمة، ولم تصلحها تربية قويمة، لها في الدنيا خزي، ولها في الآخرة عذاب عظيم.
ترى الكذاب ساقط الهمة، دنيء النفس، وضيع القدر، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، إن قال لا يُصدَّق وإن كان صادقًا، وإن اعتذر لا يُعذَر وإن كان معذورًا، يحسب أمر تجارته رابحة، وهو في الدنيا والآخرة من الخاسرين.
فعليكم - عباد الله - بالصدق وإن رأيتم فيه الهلاك؛ فإن فيه النجاة، وإياكم والكذب وإن رأيتم فيه النجاة؛ فإن صاحبه من الهالكين، واعلموا أن الصدق يَهْدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا، وأن الكذب يَهْدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذَّابًا؛ بذلك أخبرنا السيِّد الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.
وتخلَّقوا - رحمكم الله - بالأخلاق الطاهرة الكريمة، وتجنَّبوا كل خصلة ممقوتة ذميمة، واتقوا الله وتوبوا إليه؛ إن الله يحب التوَّابين.
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اضمَنوا لي ستًّا من أنفسكم، أضمنْ لكم الجنة: اصدُقوا إذا حدَّثتم، وأَوْفوا إذا وعدتم، وأَدُّوا إذا اؤتمنتم، واحفَظوا فُروجَكم، وغضُّوا أبصاركم، وكفُّوا أيديَكم))؛ رواه أحمد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آيةُ المنافق ثلاث: إِذا حَدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غَدَر)).
وعن صفوان بن سليم قال: قيل: يا رسول الله، أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: ((نعم))، قيل له: أيكون المؤمن بخيلًا؟ قال: ((نعم))، قيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: ((لا))؛ الترغيب والترهيب.
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أَربعٌ مَن كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومَن كانت فيه خصلةٌ منهن كانت فيه خصلةٌ مِن النفاق حتى يدعَها: إِذا ائتُمِن خان، وإذا حدَّث كذَب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فَجَر))؛ ق.
فالصدق خير وبركة، والكذب شؤم ونقمة، الصدق حلية وفضيلة، والكذب فساد ورذيلة.
الشيخ طه محمد الساكت
أما بعد:
فقد قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].
وقال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 60].
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28].
عباد الله، إن الصدق فضيلةٌ من أمهات الفضائل، يدعو إليها الدين القويم، ويحضُّ عليها العقل السليم، ويتحلى بها ذوو المروءة والخلق الكريم، ترون الصادق رفيعًا قدرُه، مقبولًا قولُه، مطاعًا رأيُه، محبوبًا عند الله والناس أجمعين، إن كان تاجرًا ربح في تجارته، وإن كان صانعًا تقدَّم في صناعته، وإن كان زارعًا بُورِك له في زرعه، وإن كان وضيعًا رفعته فضيلة الصدق، فنال سعادة الدنيا والدين.
أما الكذب - وقانا الله وإياكم السوء - فهو رذيلة من أصول الرذائل، سببه ضعف في الدين، ونقص في العقل، وبُعْد عن المروءة، وتأثر بطباع المنافقين، ينبتُ الكذب في نفوس خبيثة، لم تهذِّبها أخلاقٌ كريمة، ولم تصلحها تربية قويمة، لها في الدنيا خزي، ولها في الآخرة عذاب عظيم.
ترى الكذاب ساقط الهمة، دنيء النفس، وضيع القدر، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، إن قال لا يُصدَّق وإن كان صادقًا، وإن اعتذر لا يُعذَر وإن كان معذورًا، يحسب أمر تجارته رابحة، وهو في الدنيا والآخرة من الخاسرين.
فعليكم - عباد الله - بالصدق وإن رأيتم فيه الهلاك؛ فإن فيه النجاة، وإياكم والكذب وإن رأيتم فيه النجاة؛ فإن صاحبه من الهالكين، واعلموا أن الصدق يَهْدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا، وأن الكذب يَهْدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذَّابًا؛ بذلك أخبرنا السيِّد الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.
وتخلَّقوا - رحمكم الله - بالأخلاق الطاهرة الكريمة، وتجنَّبوا كل خصلة ممقوتة ذميمة، واتقوا الله وتوبوا إليه؛ إن الله يحب التوَّابين.
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اضمَنوا لي ستًّا من أنفسكم، أضمنْ لكم الجنة: اصدُقوا إذا حدَّثتم، وأَوْفوا إذا وعدتم، وأَدُّوا إذا اؤتمنتم، واحفَظوا فُروجَكم، وغضُّوا أبصاركم، وكفُّوا أيديَكم))؛ رواه أحمد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آيةُ المنافق ثلاث: إِذا حَدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غَدَر)).
وعن صفوان بن سليم قال: قيل: يا رسول الله، أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: ((نعم))، قيل له: أيكون المؤمن بخيلًا؟ قال: ((نعم))، قيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: ((لا))؛ الترغيب والترهيب.
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أَربعٌ مَن كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومَن كانت فيه خصلةٌ منهن كانت فيه خصلةٌ مِن النفاق حتى يدعَها: إِذا ائتُمِن خان، وإذا حدَّث كذَب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فَجَر))؛ ق.
فالصدق خير وبركة، والكذب شؤم ونقمة، الصدق حلية وفضيلة، والكذب فساد ورذيلة.
الشيخ طه محمد الساكت