Ahmedali20177
27-01-2017, 10:16 AM
الإستغفار من أعظم الطاعات وأنفع القربات
إنه من أعظم الطاعات وأنفع القربات الاستغفار، ختام الأعمال الصالحة مع كونها صالحة، فتختم الصلوات بالاستغفار، وقيام الليل بالاستغفار، وكذلك في الحج: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ البقرة:199 ] .
وختام المجالس الاستغفار، الاستغفار بالأسحار بعد قيام الليل في الطاعات أيضاً، وليس في المعاصي فقط؛ لأن العبد لا يخلو من التقصير، وأما إذا ظلم نفسه، فإنه يستغفر ربه: ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ [ آل عمران:135 ] . وقد أمرنا الله تعالى به فقال: وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [ المزمل:20 ] ، وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ [ هود:3 ] . فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ [ فصلت:6 ] . وهكذا أمر الأنبياء أقوامهم: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ [ هود:52 ] كما قال هود لقومه، وكذلك قال صالح - عليه السلام -: يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ [ هود:61 ] .وقال شعيب لقومه: وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ [ هود:90 ] . وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (يا عائشة، إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار) ، ندم بالقلب مصحوب باستغفار اللسان طلب المغفرة من الله، إن هنالك أناساً يأتون يوم القيامة في غاية السرور والحبور لماذا؟ قال -عليه الصلاة والسلام-: (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيرا) ، رواه ابن ماجة وهو حديث صحيح، بل (إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى هذا؟ من أين لي هذا؟ لا يراه في عمله، فيقول: أنا هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك)، وهو حديث حسن، وكذلك قال -عليه الصلاة والسلام-: (من أحب أن تسره صحيفته، فليكثر من الاستغفار)، فهنيئاً إذاً للمستغفرين، وهنيئاً لآباء المستغفرين الذين يستغفرون لهم، بل النبي –صلى الله عليه وسلم– وهو العليم بأحوال النساء قال: (يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار)، إن الاستغفار ينتج عملاً عظيماً، ويغفر الذنب الكبير، قال -عليه الصلاة والسلام-: (من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان قد فر من الزحف). إن الفرار من الزحف كبيرة ؛ لكن الاستغفار يرقع ذلك كله، من قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، كلمات جامعات، (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان قد فر من الزحف). حديث صحيح. كلما أذنب استغفر ربه؛ لأنه يعلم أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب يغفر: هذا رجاء، يأخذ: هذا خوف، فهو جامع بين الخوف والرجاء، كلما أذنب ذنبا استغفر ربه؛ لأنه يعلم، ويؤمن، ويوقن، بأن الله يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ولذلك فإن الله -سبحانه وتعالى- يغفر له ذنبه، وهو -عز وجل- ينزل إلى سماء الدنيا ليقول للعباد: هل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الصبح، والنبي -عليه الصلاة والسلام- إمامنا، وقدوتنا، وحبيبنا، وأعظم الأمة، وأعبد العباد قال: (إنه ليغان على قلبي). ليغان من الغين، والغين بمعنى واحد: ما يتغشى القلب، ما يغطيه، ما يغان على قلبي، وإني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة، هل النبي -عليه الصلاة والسلام- يفعل المعاصي ليغان على قلبه؟ لا، لكن قالوا: بما يشتغل به من مصالح أمته، والمباحات أحياناً، وما يكون من محاربة العدو، وتأليف المؤلفة، ونحو ذلك يشتغل به عن علي المقام، فيراه ذنباً بالنسبة إلى عظيم منزلته مع أن هذه الأمور من الطاعات، لكن لما كان عليه الصلاة والسلام قلبه مشغول دائماً بالحضور مع الله، ومراقبة الله، وهو يذكر ربه، وهو مع ربه، فتأتي هذه الأمور التي هي من الطاعات لكن فيها اشتغال بالتفكير في العدو، التفكير بتأليف المؤلفة قلوبهم، ونحو ذلك من مصالح الأمة التي يفكر بها فيعتبر أن هذا الانصراف عن الحضور، حضور الذهن والقلب مع الله إلى اشتغال القلب والذهن بمصالح الأمة؛ يعتبره غيناً على قلبه، هل رأيتم هذه الدقة والحساسية؟ التي جعلته يكثر من الاستغفار حتى لا ينزل عن المستوى العالي، ونحن اليوم ننزل من مستوى أسفل إلى أسفل، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يريد أن يحافظ على المستوى الأعلى، ومصالح لابد من القيام بها، ولكنه يريد أيضاً أن يكون في المقام الأعلى، فهو لا يزال يستغفر في اليوم مائة مرة.
المؤمن لا يقنط أبد من رحمة الله تعالى
منقول
إنه من أعظم الطاعات وأنفع القربات الاستغفار، ختام الأعمال الصالحة مع كونها صالحة، فتختم الصلوات بالاستغفار، وقيام الليل بالاستغفار، وكذلك في الحج: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ البقرة:199 ] .
وختام المجالس الاستغفار، الاستغفار بالأسحار بعد قيام الليل في الطاعات أيضاً، وليس في المعاصي فقط؛ لأن العبد لا يخلو من التقصير، وأما إذا ظلم نفسه، فإنه يستغفر ربه: ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ [ آل عمران:135 ] . وقد أمرنا الله تعالى به فقال: وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [ المزمل:20 ] ، وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ [ هود:3 ] . فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ [ فصلت:6 ] . وهكذا أمر الأنبياء أقوامهم: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ [ هود:52 ] كما قال هود لقومه، وكذلك قال صالح - عليه السلام -: يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ [ هود:61 ] .وقال شعيب لقومه: وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ [ هود:90 ] . وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (يا عائشة، إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار) ، ندم بالقلب مصحوب باستغفار اللسان طلب المغفرة من الله، إن هنالك أناساً يأتون يوم القيامة في غاية السرور والحبور لماذا؟ قال -عليه الصلاة والسلام-: (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيرا) ، رواه ابن ماجة وهو حديث صحيح، بل (إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى هذا؟ من أين لي هذا؟ لا يراه في عمله، فيقول: أنا هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك)، وهو حديث حسن، وكذلك قال -عليه الصلاة والسلام-: (من أحب أن تسره صحيفته، فليكثر من الاستغفار)، فهنيئاً إذاً للمستغفرين، وهنيئاً لآباء المستغفرين الذين يستغفرون لهم، بل النبي –صلى الله عليه وسلم– وهو العليم بأحوال النساء قال: (يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار)، إن الاستغفار ينتج عملاً عظيماً، ويغفر الذنب الكبير، قال -عليه الصلاة والسلام-: (من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان قد فر من الزحف). إن الفرار من الزحف كبيرة ؛ لكن الاستغفار يرقع ذلك كله، من قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، كلمات جامعات، (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان قد فر من الزحف). حديث صحيح. كلما أذنب استغفر ربه؛ لأنه يعلم أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب يغفر: هذا رجاء، يأخذ: هذا خوف، فهو جامع بين الخوف والرجاء، كلما أذنب ذنبا استغفر ربه؛ لأنه يعلم، ويؤمن، ويوقن، بأن الله يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ولذلك فإن الله -سبحانه وتعالى- يغفر له ذنبه، وهو -عز وجل- ينزل إلى سماء الدنيا ليقول للعباد: هل من مستغفر يغفر له حتى ينفجر الصبح، والنبي -عليه الصلاة والسلام- إمامنا، وقدوتنا، وحبيبنا، وأعظم الأمة، وأعبد العباد قال: (إنه ليغان على قلبي). ليغان من الغين، والغين بمعنى واحد: ما يتغشى القلب، ما يغطيه، ما يغان على قلبي، وإني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة، هل النبي -عليه الصلاة والسلام- يفعل المعاصي ليغان على قلبه؟ لا، لكن قالوا: بما يشتغل به من مصالح أمته، والمباحات أحياناً، وما يكون من محاربة العدو، وتأليف المؤلفة، ونحو ذلك يشتغل به عن علي المقام، فيراه ذنباً بالنسبة إلى عظيم منزلته مع أن هذه الأمور من الطاعات، لكن لما كان عليه الصلاة والسلام قلبه مشغول دائماً بالحضور مع الله، ومراقبة الله، وهو يذكر ربه، وهو مع ربه، فتأتي هذه الأمور التي هي من الطاعات لكن فيها اشتغال بالتفكير في العدو، التفكير بتأليف المؤلفة قلوبهم، ونحو ذلك من مصالح الأمة التي يفكر بها فيعتبر أن هذا الانصراف عن الحضور، حضور الذهن والقلب مع الله إلى اشتغال القلب والذهن بمصالح الأمة؛ يعتبره غيناً على قلبه، هل رأيتم هذه الدقة والحساسية؟ التي جعلته يكثر من الاستغفار حتى لا ينزل عن المستوى العالي، ونحن اليوم ننزل من مستوى أسفل إلى أسفل، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يريد أن يحافظ على المستوى الأعلى، ومصالح لابد من القيام بها، ولكنه يريد أيضاً أن يكون في المقام الأعلى، فهو لا يزال يستغفر في اليوم مائة مرة.
المؤمن لا يقنط أبد من رحمة الله تعالى
منقول