كشفت صحيفة "ميل اند جارديان" أن رئاسة جنوب أفريقيا اضطرت إلى تعديل موعد الزيارة التى كانت مقرره لأمير قطر تميم بن حمد اليوم الأربعاء، خوفا من المسيرات التى اندلعت فى العاصمة الإدارية بريتوريا، والإحراج الذى كان سيتعرض له، حيث قالت الصحيفة إن الرئاسة لجأت إلى استضافة تميم بعد منتصف الليل واصفة ذلك بـ" خطوة غير مسبوقة، وزيارة دولة ليلا".

وقالت الصحيفة إنه كان من المقرر أن يقوم تميم بزيارة رسمية يوم الأربعاء، وعادة ما يكون هناك صورة قبل انسحاب الزعيمين من المحادثات خلال النهار، ولكنه لم يحدث مع أمير قطر الذى غضب من مراسم الاستقبال.

وأوضح مسئول حكومى رفيع المستوى للموقع الإخبارى، أنه كان متوقعا أن ينضم الآلاف إلى المظاهرات لمحاولة إجبار الرئيس جاكوب زوما على التخلى عن السلطة، وأوصى مسئولو أمن الدولة باستضافة الزيارة فى وقت مبكر من اليوم.

وفى ضوء المناخ السياسى الحالي، وافق الأمير والوفد المرافق له على طلب من الرئاسة، مما أدى إلى زوبعة إعادة ترتيب لوجستى، كما أكد عضو من الوفد القطرى، ونقلت الصحيفة عنه "يالها من مزحة! زعيم أغنى بلد فى المنطقة يعامل مثل هذا، الأمر لا يصدق!".

واحتفلت جماعات المعارضة فى جنوب أفريقيا صباح اليوم بعيد ميلاد الرئيس جاكوب زوما ال 75 مع احتجاج ضده طالبته بالاستقالة فورا من منصبه، وتأتى هذه التظاهرة فى بريتوريا التى تلت الاحتجاجات فى جميع أنحاء البلاد الأسبوع الماضى والتى جمعت عشرات الآلاف يوم الجمعة الماضية، وقد أصبح زوما، رئيسا فى عام 2009، ويواجه تهم بشأن الفساد الحكومى وسوء الإدارة.

شهدت بريتوريا العاصمة الإدارية لجنوب أفريقيا مظاهرات حاشدة صباح اليوم، ومسيرات جابت شوارع المدينة مطالبة باستقالة الرئيس جاكوب زوما، حاملين لافتات "زوما يجب أن يرحل".

وتجمعت أحزاب المعارضة فى جنوب أفريقيا صباح اليوم، فى ساحة الكنيسة "تشرشل سكوير" وبدأت مسيرات مناهضة لزوما وسط ضغوط متزايدة على الرئيس للتنحى، وتوافقت تلك الدعوات مع يوم عيد ميلاد الرئيس الجنوب أفريقى الـ75 والذى يحتفل حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى بميلاده.

ونقل موقع "بيزنس داى" الإخبارى عن جودريتش جاردى السكرتير العام للأتحاد الأوروبى أن الرئيس زوما يجب أن يقوم فى عيد ميلاده بالتخلى عن منصبه بشرف، وتجمع مع المتظاهرين فى ساحة الكنيسة وقال "يجب أن يسلم السلطة إلى أشخاص آخرين ويجب عليه التنحى".

تجدر الإشارة إلى أن أحزاب المعارضة التى انضمت إلى المسيرة هى الحركة الديمقراطية المتحدة، ومؤتمر الشعب، واتفاقية الشعب الأفريقى، والحزب الديمقراطى المسيحى الأفريقى، واجانج سا، والمؤتمر الأفريقى المستقل، وتجمعوا فى الساحة يرفعون أعلام جنوب أفريقيا.

راجعت وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية التصنيف الائتمانى السيادى لجنوب إفريقيا إلى المستوى "خردة"، لتكون ثانى وكالة عالمية تتخذ هذه الخطوة، بعد إقالة وزير المالية "برافين جوردهان"، وهو ما يضعف الثقة إزاء التزام الرئيس "جاكوب زوما" بسياسات اقتصادية سليمة.

وحسب ما نقلته صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية على نسختها الالكترونية، فقد خفضت "ستاندرد آند بورز" تصنيف الديون الأجنبية للحكومة الجنوب إفريقية إلى المستوى "خردة" يوم الاثنين الماضى، لكن "فيتش" اتخذت خطوة إضافية اليوم حيث خفضت أيضا تصنيف الديون المقومة بالراند إلى مستوى "bb+".

وحاول الرئيس "زوما" وداعموه طمأنة المستثمرين بعد خطوة "ستاندرد آند بورز" قائلا أن السياسة العامة لوزارة الخزانة ستظل كما هى بلا تغيير"، إلا أن هذا لم يعدل "فيتش" عن قرارها، حيث قالت فى بيانها أن التعديل الوزارى الأخير "يحتمل أن يتسبب فى تغيرات بتوجهات السياسة الاقتصادية".

ولم يكن من المقرر أن تراجع "فيتش" تصنيف جنوب أفريقيا حتى الصيف، لكنها حذرت الأسبوع الماضى من أن التعديل الوزارى قد يؤثر على التصنيف لما له من تأثيرات على الاستقرار الاقتصادى والسياسى.