مشاهدة النسخة كاملة : سيناء في القرآن


aymaan noor
25-04-2017, 03:10 PM
سيناء في القرآن

http://islam.ahram.org.eg/Media/NewsMedia/2015/4/25/2015-635655801722789217-278_Inner_630x371.jpg

معاذ زغبي

هي أرض ذكرت فى القرآن الكريم.. ترابها يحمل آثار أقدام انبياء الله ورسله.. وبين كثبانها أماكن مقدسة تحمل لنا حكايات مباركة.. إنها أرض سيناء..

طور سينين

لسيناء منزلة خاصة فى دين الله عز وجل، فقد ذكرت في القرآن في سورة التين حين قال تعالى:
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)

فالله تعالى يقسم في بداية السورة بالتين والزيتون وهما من منتجات سيناء، ثم يقسم بجبل الطور وبنسبه إلى سيناء "وطور سينين" ثم يقسم بمكة البلد الأمين.. ونرى هنا أن سيناء جاءت في الترتيب قبل مكة -بالرغم من مكانة مكة العظيمة- في موضوع يقسم به رب العزة على خلق الإنسان في أحسن تقويم.

وأهمية سيناء هنا تتلخص في جبل الطور.. ولذلك انتسبت سيناء أو (سينين) إلى الطور "وطور سينين".

ولم تأت كلمة "الطور" فى القرآن الكريم إلا فى الحديث عن طور سيناء، وقد تكررت الكلمة في القرآن الكريم كثيرًا، فمرة حينما جاء الوحي الأول لموسى هناك، ومرة أخرى عند أخذ العهد على بني إسرائيل ورفع جبل الطور فوقهم، ثم ذكر أهمية جبل الطور في سيناء وشجرة الزيتون المباركة فيه، مع الربط بين جبل الطور والمسجد الأقصى والبيت المعمور أو المسجد الحرام.

ولنا أربعة مشاهد في قصة موسى، كلها عند جبل الطور في سيناء وهى: الوحي الأول حين ناداه ربه لأول مرة، ثم تلقى الألواح، ومجيء موسى بسبعين رجلا من قومه للتوبة عند الطور، فأخذتهم الرجفة، وأخيرًا أخذ الميثاق عليهم حين رفع جبل الطور فوقهم.

والله جل وعلا حين يتكلم عن جبل الطور فإنه يجعله معرفًا بالأف واللام، وقد ورد هذا في سورة الأعراف.

(وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ).

( وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

ثم يأتي التحديد بموضع معين في الجبل، وذلك في اللقاء الذي حدث عنده فيقول تعالى لبني إسرائيل:
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ) - طه

وجانب الطور الأيمن من جبل الطور كان فيه أول وحى وحوار جرى بين موسى مع ربه، كما كان ذلك اللقاء الذي رفع فيه الله الجبل فوق بني إسرائيل وأخذ عليهم فيه العهد والميثاق
(وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ) - مريم

ويأتى التحديد بدقة أكثر في المكان الذي جرى فيه أول حوار بين الله تعالى وموسى عليه السلام:
(فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)- القصص.

حيث كان موسى يسير بزوجه مارا بجبل الطور فرأى نارا تخرج من شجرة تلوح له من بعيد . فالله جل وعلا يصف البقعة بأنها مباركة، وأنها في ناحية من الشجرة، وذلك كله يقع في أرض سيناء.

وقد كانت سيناء المسرح الكبير لقصة موسى عليه السلام، عبرها إلى مدين هاربا من فرعون وجنوده، ثم عاد بعدها إلى مصر ومعه زوجته، ثم انتقل بقومه إلى سيناء، حيث احتضنت أرضها رفاته.

"المحمل" الحج يمر بسيناء

وكما كانت سيناء مسرحًا لقصة موسى عليه السلام، فكانت أيضا معبرًا لأنبياء الله عز وجل، مثل إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف.

وبها أهم الآثار الدينية مثل جبل الطور، حيث توجد في أعلى قمته كنيسة صغيرة، ومسجد، ويحرص السائحون على تسلق الجبل عقب منتصف الليل؛ ليصلوا إلى قمته قبيل شروق الشمس، وبها عيون موسى، ودير سانت كاترين.. وغيرها.

ومن أجمل المشاهد التى عاشتها أرض سيناء، خروج "المحمل" إلى الحج، حيث كان "المحمل" يمر بسيناء متجهًا إلى الأراضي المقدسة في الحجاز منذ سافرت شجرة الدر عام 1248 مع قافلة إلى مكة عن طريق سيناء، ولكن مراسم "المحمل" الشهيرة أصبحت معروفة عام 1266 عندما بدأ الملك الظاهر بيبرس إرسال "محمل" يصاحب الحجاج عبر ذلك الطريق التاريخي.