مشاهدة النسخة كاملة : القصاص


سراج منير
13-05-2017, 07:21 AM
القصاص



بسم الله



ما يسأل عنه العبد و كيفية السؤال



قال الله تعالى : " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " 1- قال : " ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون " و قال " قل بلى و ربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم " أي ما عملتموه .

2-الترمذي " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية " لتسألن يومئذ عن النعيم " قال الناس يا رسول الله : عن أي نعيم نسأل فإنما هما الأسودان و العدو حاضر و سيوفنا على عواتقنا ؟ قال : إن ذلك سيكون

3-و عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أول ما يسأل عنه يوم القيامة يعني العبد أن يقال له ألم أنصح لك جسمك و نرويك من الماء البارد "



4-و -: قال: ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ما أراد بها

5-وروى-مسلم ": قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ؟ و عن جسده فيما أبلاه ؟ و عن عمله ما عمل فيه ؟ و عن ماله من أين اكتسبه ؟ و فيما أنفقه ؟ "



6- و-، وقال : إذا كان يوم القيامة دعا الله بعبد من عباده فيوقفه بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن عمله



7-واخبر مسلم عن صفوان بن محرز قال : قال رجل لابن عمر رضي الله عنه . كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في النجوى ؟ قال : سمعته يقول : يدنى المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه ، فيقول هل تعرف ؟ فيقول : رب أعرف . قال فيقول : إني سترتها عليك في الدنيا و أنا أغفرها لك اليوم . قال : فيعطى صحيفة حسناته ، و أما الكفار و المنافقون ، فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على الله " . أخرجه البخاري و قال في آخره : " هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين



8-وقال إذا كان يوم القيامة خلا الله عز و جل بعبده المؤمن يوقفه على ذنوبه ذنباً ذنباً ، ثم يغفر الله له لا يطلع على ذلك ملك مقرب و لا نبي مرسل و ستر عليه من ذنوبه ما يكرهه أن يقف عليها ثم يقول لسيئاته كوني حسنات



9-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : يدني الله العبد منه يوم القيامة و يضع عليه كنفة فيستره من الخلائق كلها و يدفع إليه كتابه في ذلك الستر فيقول له : اقرأ يا ابن آدم كتابك قال : فيمر بالحسنة فيبيض لها وجهه ، و يمر بالسيئة فيسود لها وجهه ، قال :

فيقول الله تعالى له : أتعرف يا عبدي ؟ قال :

فيقول نعم يا رب أعرف ، قال : فيقول : إني أعرف بها منك ، قد غفرتها لك ، قال : فلا تزال حسنة تقبل فيسجد و سيئة تغفر فيسجد ، فلا يرى الخلائق منه إلا ذلك حتى ينادي الخلائق بعضها بعضاً طوبى لهذا العبد الذي لم يعص قط و لا يدرون ما قد لقي فيما بينه و بين الله تعالى مما قد وقفه عليه



10-وقال الحبيب يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه و تخبأ كبارها ، فيقال له : عملت يوم كذا و كذا كذا و كذا ثلاث مرات ، قال : و هو يقر ليس ينكر قال : و هو مشفق من الكبائر أن تجيء قال : فإذا أراد الله به خيراً قال : أعطوه مكان كل سيئة حسنة ، فيقول حين طمع : يا رب إن لي ذنوباً ما رأيتها ها هنا ، قال : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ضحك حتى بدت نواجذه . ثم تلا " فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " " خرجه مسلم

.

11-و روي عن ابن مسعود أنه قال : ما ستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر الله عليه في الآخرة ، و هذا مأخوذ من حديث النجوى ، و من قوله عليه السلام : " يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة " خرجه مسلم



.

12-و في صحيح مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : [ من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا و الآخرة ] ، و روى [ من ستر على مسلم عورته ، ستر الله عورته يوم القيامة ] ، -: فهذا إنما يرجوه عبد مؤمن ستر على الناس عيوبهم و احتمل في حق نفسه تقصيرهم . و لم يحرك لسانه بذكر مساوئ الناس و لم يذكرهم في غيبتهم بما يكرهون لو سمعوه ، فهذا جدير بأن يجازى بمثله في القيامة



و في قوله : [ سترتها عليك في الدنيا و أنا أغفرها لك اليوم ] نص منه تعالى على صحة قول أهل السنة في ترك إنفاذ الوعيد على العصاة من المؤمنين





ما جاء أن الله تعالى يكلم العبد ليس بينه و بينه ترجمان





1-مسلم " عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه و بينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، و ينظر أيسر منه فلا يرى إلا ما قدم ، و ينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار و لو بشق تمرة -و قال الحبيب : يجاء بابن آدم يوم القيامة فيوقف بين يدي الله تعالى فيقول له : أعطيتك و خولتك و أنعمت عليك ، فماذا صنعت ؟ فيقول : يا رب جمعته و ثمرته فتركته أكثر ما كان فارجعني آتيك به فيقول الله تعالى : أرني ما قدمت . فيقول : فإذا عبد لم يقدم خيراً فيمضي به إلى النار " -: هو ولد الضأن و جمعه بدجان . و -: البدوج من الضأن بمنزلة العقود من أولاد المعز





2-و قوله : ما منكم من أحد مخصوص بما ذكرناه في الباب قبل أي ما منكم ممن لا يدخل الجنة بغير حساب من أمتي إلا وسيكلمه الله ، و الله أعلم فتكفر في عظيم حياتك إذا ذكرك ذنوبك شقاها إذ يقول

: يا عبدي أما استحييت مني فبارزتني بالقبح و استحييت من خلقي فأظهرت لهم الجميل أكنت أهون عليك من سائر عبادي استخففت بنظري إليك فلم تكترث به ، و استعظمت نظر غيري ألم أنعم عليك فماذا غرك بي ؟



-و عن ابن مسعود قال : ما منكم من أحد إلا سيخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر ثم يقول يا ابن آدم ما غرك بي ؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت ؟ يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين ؟

يا ابن آدم ألم أكن رقيباً على عينيك و أنت تنظر بهما إلى ما لا يحل لك ألم أكن رقيباً على أذنيك ؟ و هكذا عن سائر الأعضاء فكيف ترى حياءك و خجلك و هو يعد عليك إنعامه و معاصيك و أياديه و مساويك ؟ فإن أنكرت شهدت عليك جوارحك ، فنعوذ بالله من الافتضاح على ملأ الخلق بشهادة الأعضاء إلا أن الله وعد المؤمن أن يستر عليه ، و لا يطلع عليه غيره كما ذكرنا ، و ذلك بفضل منه .





- القصاص يوم القيامة ممن استطال في حقوق الناس و في حسبه لهم حتى ينصفوا منه





1-مسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء " . –



2- البخاري عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون ديناراً و لا درهم . إن كان له عمل صالح أخذه منه بقدر مظلمته و إن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه

3-مسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال

: أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس من لا درهم له و لا متاع . قال : إن المفلس من أمتي ، من يأتي يوم القيامة بصلاة و صيام و زكاة ، و يأتي قد شئتم هذا و قذف هذا و أكل هذا و سفك دم هذا و ضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته و هذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل انقضاء ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار



4-وقال : يحشر الله العباد أو قال الناس ـ شك ـ و أومأ بيده إلى الشام عراة غرلاً بهما ، قال : ما بهما ؟ قال : ليس معهم شيء فيناديهم بصوت يسمعه من بعد و من قرب ، أنا الملك ، أنا الديان ، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ، و واحد من أهل النار يطلبه بمظلمة حتى اللطمة ، و لا ينبغي لأحد من أهل النار و واحد من أهل الجنة يطلبه حتى اللطمة ، قال : قلنا : كيف و إنما نأتي الله عراة حفاة ، قال بالحسنات و السيئات





-: و اختلف االناس في حشر البهائم و في قصاص بعضها من بعض





1- فروي عن ابن عباس أن حشر الدواب و الطير موتها ، و : أن البهائم تحشر و غيرهم و هو الصحيح لقوله تعالى : " و إذا الوحوش حشرت " و قوله " ثم إلى ربهم يحشرون " ،



2- قال أبو هريرة : يحشر الله الخلق كلهم يوم القيامة البهائم و الطير و الدواب و كل شيء فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من القرناء ، ثم يقول : كوني تراباً فذلك قوله تعالى حكاية عن الكفار " و يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا " - ،



3-و في الخبر : إن البهائم إذا صارت تراباً يوم القيامة حول ذلك التراب في وجوه الكفار ، فذلك قوله تعالى " وجوه يومئذ عليها غبرة " أي غبار و قالت طائفة : الحشر في قوله تعالى " ثم إلى ربهم يحشرون " راجع الكفار .



4-و ما تخلل من قوله تعالى " و ما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ، و أما الحديث فالمقصود منه التمثيل على جهة تعظيم أمر الحساب و القصاص فيه حتى يفهم منه أنه لا بد لكل أحد منه و أنه لا محيص لمخلوق عنه ، و عضدوا ذلك بما روي في غير الصحيح عن بعض رواياته من الزيادة ، فقال : حتى يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء ، و للحجر لما ركب الحجر ، و العود لما خدش العود .

قالوا فظهر من هذا أن المقصود التمثيل المفيد للاعتبار و التهويل ، لأن الجمادات لا تعقل خطابها و لا عقابها و ثوابها و لم يصر إليه أحد من العقلاء و متخيلة من جملة المعتوهين الأغبياء





5- .وقال الحبيب حين أخذ الجمل القضم الذي ند و امتنع بحائط بني النجار و غلب الخلق عن أخذه و الوصول إليه حتى جاء صلى الله عليه و سلم ، فلما مشي إليه ورآه الجمل برك لديه و جعل يمر بمشفره على الأرض بين يديه تذللاً و تسخيراً فقال صلى الله عليه و سلم هات الخطام فلما خطمه و رأى الناس يعجبون منه رد رأسه إليهم فقال ألا تعجبون أو كما قال إنه ليس شيء بين السماء و الأرض إلا يعلم أني رسول الله غير عاصي الجن و الإنس "



6-وفى الصحيح انة قال " ما دابة إلا و هي مصيخة بأذنها يوم الجمعة تنتظر قيام الساعة "



7-و قال صلى الله عليه و سلم "لا يسمع مدى صوت المؤذن جن و لا إنس و لا شجر و لا مدر و لا شيء إلا شهد له يوم القيامة

و أنه مر بشاتين تنتطحان فقال : إن الله تعالى ليقضين يوم القيامة لهذة الجلحاء من هذه القرناء 8-

9--عن أبي ذر قال رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم شاتين تنتطحان ، فقال : يا أبا ذر أتدري فيم تنتطحان ؟ قلت : لا يا رسول الله قال : لكن الله يدري و يقضي بينهما يوم القيامة " –



10-، و قال عمرو بن العاص رضي الله عنه : إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم و حشر الجن و الإنس و الدواب و الوحوش ، فإذا كان ذلك اليوم جعل الله القصاص بين الدواب حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء تنتطحها ، فإذا فرغ الله من القصاص بين الدواب قال لها كوني تراباً فيراها الكافر فيقول يا ليتني كنت تراباً

]

11-: و في خبر الوحوش و البهائم تحشر يوم القيامة فتسجد لله سجدة فتقول الملائكة ليس هذا يوم سجود هذا يوم الثواب و العقاب و تقول البهائم هذا سجود شكر حيث لم يجعلنا الله من بني آدم و يقال أن الملائكة تقول للبهائم : لم يحشركم الله جل ثناؤه لثواب و لا لعقاب و إنما يحشركم تشهدون فضائح بني آدم







في إرضاء الله تعالى الخصوم يوم القيامة





1-حسن الظن بالله تعالى " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم جالس إذ رأيته ضحك حتى بدت ثناياه ، فقيل له : مم تضحك يا رسول الله ؟ قال : رجلان من أمتي جثيا بين يدي ربي عز و جل فقال أحدهما يا رب خذ لي مظلمتي من أخي ، فقال الله تعالى : أعط أخاك مظلمته فقال يا رب ما بقي من حسناتي شيء ،

فقال يا رب فليحمل من أوزاري و فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم قال إن ذلك اليوم ليوم يحتاج الناس فيه إلى أن تحمل عنهم أوزارهم ، ثم قال الله تعالى للطالب حقه ارفع بصرك فانظر إلى الجنان فرفع بصره ما أعجبه من الخير و النعمة فقال : لمن هذا يا رب ؟ فقال : لمن أعطاني ثمنه . قال و من يملك ثمن ذلك ؟ قال أنت . قال : بم إذاً ؟ قال بعفوك عن أخيك . قال يا رب فإني قد عفوت عنه . قال خذ بيد أخيك فأدخله الجنة . ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فاتقوا الله و أصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة



2-و عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال : يجيء المؤمن يوم القيامة قد أخذه صاحب الدين فيقول ديني على هذا فيقول الله تعالى أنا أحق من قضى عن عبدي قال : فيرضى هذا من دينه و يغفر لهذا .



واخر دعوانا ان الحمد للة رب العالمين

اعمل لله

الداعى للخير كفاعلة

لاتنسى

جنة عرضها السموات والارض

لاتنسى

سؤال رب العالمين

ماذا قدمت لدين الله

انشرها فى كل موقع ولكل من تحب

واغتنمها فرصة اجر حسنات

كالجبال يوم القيامة