farag
10-04-2006, 03:27 PM
على باب الأزهر
كان الفتى قد انفق أربعة أ‘وام فى الأزهر ، وكان يعدها أربعيين فقد طالت عليه كأنها الليل المظلم فحياته كانت تدعو للملل لا يشعر فيها بجديد 0
ولم يكن هذا السأم نتيجة قصر ذات اليد لأنه يعلم أن الفقر شرط للجد والكد وأن العلم هو الثروة الحقيقية التي لا تعادلها ثروة ، وإن غنى القلوب والنفوس بالعلم أجدى وأنفع من امتلاء الجيوب بالمال 0
وإنما كان يضيق أشد الضيق بهذا السأم الذى ملأ عليه حياته من استمرار تلك الحياة المطردة المتتابعة التى ر يجد فيها جديداً وتلك الدروس المعادة التي تسير علي وتيرة عقيمة مملة درس التوحيد بعد الفجر ، ودرس الفقه بعد الشروق ودرس النحو بعد أن يرتفع الضحى ثم فراغ كثيف ثقيل وبعد المغرب درس المنطق ألخ 00
وفي أثناء ذلك ذكر اسم الجامعة فأ خذت الدهشة تسيطر علي الفتي وبدا يتصورها ويفكر فيها ويسائل نفسه ماذا عسي أن تكون الى أن وصل الي معرفة بعض الشئ عنها وعن مزيتها الكبرى بالنسبة له
وتمكن نبأ الجامعة من احياء الأمل عند الفتى وإبعاد شبح المحنة التي يعيشها إلا أن لهيب الشك المؤرق أخذ يسيطر علي الفتي خوفا من عدم قبوله بالجامعة لأنه مكفوف ولا مجال لمثله إلا في الأزهر،على أن الأمل الضعيف كان يداعبه أحياناً.
وحاول الفتي أن يسعد نفسه برؤية الجامعة فذهب مع زميله واستمعوا إلي دروسها فأعجبتهم طريقة التدريس فيها ودهش الفتي فقد كان أول درس ( أحمد زكى بك ) هن الحضارة الإسلامية ، ذلك الدرس الذى كان يترقبه. و الذى كان يفكر فيه و يتوق إليه و هو يستمع درس الأدب فى الرواق العباسى.
و زاد شوق الفتى إلى درس اليوم الثالث الذى سيلقيه أستاذ إيطالى إلى المصريين باللغة العربية عن (أديبات الجغرافيا و التاريخ) إلا ان صوت الأستاذ الإيطالى كان ضعيفآ ، مما ساعد على الضوضاء و ساهم فى ضياع الدرس.
أقطاره : جوانبه مألوفاً : معتادا أجدى : أنفع
مطردة : متتابعة السأم : الملل لا سيغه : لايقبله
يؤثرون : بفضلون يختلفون : يترددون ممض : مؤلم
راعه : أعجبه أحمد زكى : واحد من أدباء مصر ولد بالاسكندرية
مع تحيات فرج علوان
مدرس أول اللغة العربية
كان الفتى قد انفق أربعة أ‘وام فى الأزهر ، وكان يعدها أربعيين فقد طالت عليه كأنها الليل المظلم فحياته كانت تدعو للملل لا يشعر فيها بجديد 0
ولم يكن هذا السأم نتيجة قصر ذات اليد لأنه يعلم أن الفقر شرط للجد والكد وأن العلم هو الثروة الحقيقية التي لا تعادلها ثروة ، وإن غنى القلوب والنفوس بالعلم أجدى وأنفع من امتلاء الجيوب بالمال 0
وإنما كان يضيق أشد الضيق بهذا السأم الذى ملأ عليه حياته من استمرار تلك الحياة المطردة المتتابعة التى ر يجد فيها جديداً وتلك الدروس المعادة التي تسير علي وتيرة عقيمة مملة درس التوحيد بعد الفجر ، ودرس الفقه بعد الشروق ودرس النحو بعد أن يرتفع الضحى ثم فراغ كثيف ثقيل وبعد المغرب درس المنطق ألخ 00
وفي أثناء ذلك ذكر اسم الجامعة فأ خذت الدهشة تسيطر علي الفتي وبدا يتصورها ويفكر فيها ويسائل نفسه ماذا عسي أن تكون الى أن وصل الي معرفة بعض الشئ عنها وعن مزيتها الكبرى بالنسبة له
وتمكن نبأ الجامعة من احياء الأمل عند الفتى وإبعاد شبح المحنة التي يعيشها إلا أن لهيب الشك المؤرق أخذ يسيطر علي الفتي خوفا من عدم قبوله بالجامعة لأنه مكفوف ولا مجال لمثله إلا في الأزهر،على أن الأمل الضعيف كان يداعبه أحياناً.
وحاول الفتي أن يسعد نفسه برؤية الجامعة فذهب مع زميله واستمعوا إلي دروسها فأعجبتهم طريقة التدريس فيها ودهش الفتي فقد كان أول درس ( أحمد زكى بك ) هن الحضارة الإسلامية ، ذلك الدرس الذى كان يترقبه. و الذى كان يفكر فيه و يتوق إليه و هو يستمع درس الأدب فى الرواق العباسى.
و زاد شوق الفتى إلى درس اليوم الثالث الذى سيلقيه أستاذ إيطالى إلى المصريين باللغة العربية عن (أديبات الجغرافيا و التاريخ) إلا ان صوت الأستاذ الإيطالى كان ضعيفآ ، مما ساعد على الضوضاء و ساهم فى ضياع الدرس.
أقطاره : جوانبه مألوفاً : معتادا أجدى : أنفع
مطردة : متتابعة السأم : الملل لا سيغه : لايقبله
يؤثرون : بفضلون يختلفون : يترددون ممض : مؤلم
راعه : أعجبه أحمد زكى : واحد من أدباء مصر ولد بالاسكندرية
مع تحيات فرج علوان
مدرس أول اللغة العربية