abomokhtar
19-08-2017, 11:35 AM
الخطبة الأولى
الحمد لله.. الحمد لله الذي لا يحيط بحمده حامد، ولا توفي قدره بليغ المحامد، سبحانه فلا يعبده حق عبادته عابد، ولو قضى عمره قانتاً لله وهو راكعٌ أو ساجد.. الحمد لله عظيم الشان، واسع السلطان، مدبر الأكوان.. في ملكه تسبح الأفلاك وحول عرشه تسبح الأملاك ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ﴾ [الإسراء: 44]. لوجهه سبحات الجلال، وهو الجميل الذي له كل الجمال.. والله لو كان البحر محابر والسماوات السبع والأرضون دفاتر فلن تفيَ في تدوين فضله وأفضاله ولن تبلغ في بيان عظمته وبديع فعاله.. الله.. كريم الاسم عليُّ الوصف.. سبحت له السماوات والأرض ومن فيهن.. والطير قابضات وصفّ.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. أصدق كلمة فاهت بها الشفاه وخير جملةٍ نطقت بها الأفواه.. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله العارف بالله حقاً والمتوكل عليه صدقاً.. المتذلل له تعبداً ورقاً، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد أيها المسلمون:
فتقوى الله - تعالى - خير وصيةٍ وخير لباسٍ وأكرم سجية ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
من اتقى الله وقاه، ومن خانه هتك ستره وابتلاه، الواقف بغير باب الله عظيمٌ هوانه، والمؤمل غير فضل الله خائبةٌ آماله، والعامل لغير الله ضائعةٌ أعماله.
*
اللهم لك الحمد
• رزقتنا أعيناً نبصر بها طريقنا ونتجنب بها المخاطر من أمامنا
• رزقتنا آذاناً نسمع بها ما ينفعنا في دنيانا وأخرانا
• رزقتنا عقولاً ندرك بها مافيه صلاحنا ونتجنب بها ما قد يضرنا
• رزقتنا أطرافاً نقضي بها حوائجنا وتيسر لنا الكثير من أمورنا
• رزقتنا صحة في أبداننا تجعلنا نستمتع بهذه الحياة
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
•رزقتنا أمناً ننعم به في أوطاننا صباحاً ومساءً
• رزقتنا ألسنةً نفصح بها عما يدور في دواخلنا
• وهبتنا ديناً هو خير الأديان
• أسكنتنا أرضاً طيبة وبلداً صالحاً نمارس فيه عباداتنا في أمن وأمان
• يسرت لنا سبل الخير وألبستنا من النعم خير لباس
• رزقتنا في صيفناً ما يبرد علينا وفي شتائنا ما يدفينا
فاللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله
• يسرت لنا كسب الرزق ووهبتنا منه خيرا كثيرا
• ننام في كنفك وكلاءتك ونصحى في حفظك ورعايتك
• أسبغت علينا من نعمك ووهبتنا من عظيم فضلك
• وهبتنا أموالاً تفوق حاجاتنا وتزيد عن متطلباتنا
• رزقتنا وسائل مواصلات تقرب لنا ما بعد عنا
• ووهبتنا وسائل اتصالات وفرت لنا الكثير من سبل الرفاهية
فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا
• رزقتنا ماء عذباً يصلنا ولا نبحث عنه
• نخلد للنوم قريري الأعين في حين يسهر غيرنا وهو يكابد الألم
• نذهب للنزهه والمرح متى شئنا ويشيع غيرنا أقربائهم للمقابر لا كما شاؤا
• نتشجأ شبعاً ويتضور غيرنا جوعاً
• زاد طعامنا عن حاجتنا فألقيناه وبحث غيرنا عن لقمة فما وجدها
فاللهم لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك
• نسرح بخيالنا في أودية الأمل ويهيم غيرنا في بحار من الهم والحزن
• نأكل ثلاث وجبات في اليوم ويأكل غيرنا وجبة كل ثلاثة أيام
• نلبس في كل عيد جديد وغيرنا لا يعرف العيد فضلا عن لبس الجديد
• نصلي في المساجد آمنين ويصلي غيرنا في الخنادق خائفين
• نلتمس الكماليات ويبحث غيرنا عن الضروريات
*
فالحمد لله كثيراً كما ينعم كثيراً لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على أنفسه، فضلنا على كثير من الناس وألبسنا من أفضاله خير لباس. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا وأياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
*
فالحمد لله كثيراً كما ينعم كثيراً لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على أنفسه، فضلنا على كثير من الناس وألبسنا من أفضاله خير لباس. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا وأياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
*
الخطبة الثانية
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك
• وهبتنا أعيناً فنظرنا بها الى ما حرمته علينا وقد قلت لنا ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30]
• وهبتنا أسماعاً فسمعنا بها ما يغضبك علينا وقد قلت لنا ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]
• قلت لنا ﴿ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43] فآثرنا الصلاة في بيوتنا إلا ما رحم الله
• قلت لنا ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ [الحجرات: 12] فلم يحلو لنا مجلس الا بغيبه
• نصحتنا بقولك ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [الفاتحة: 77] فابتغينا الدنيا ولم ننس الآخرة
نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب اليه
• اهتدينا بالغرب فيما نريد أن نصلح به أحوالنا ونسينا قولك ﴿ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ﴾ [البقرة: 120]
• قرأنا قولك ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18] فتناسينا ذلك الرقيب ولم نحسب لأقوالنا حساب
• قلت لنا ﴿ اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12] لكنا لانجد طريقا نحكم به على النيات والتصرفات الا بالظنون
• قلت لنا "﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6] فاصبح فاسقوا القنوات الفضائية ووسائل التواصل مصدرا لكل مقولاتنا
• أمرتنا بقولك ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41] فذكرنا المخلوق ونسينا الخالق
• أمرتنا بالانفاق فأمسكنا وبالطاعة فعصينا وبالتوبة فسوفنا
نستغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم ونتوب اليه
• قال لنا رسولك صلى الله عليه وسلم "صلوا كما رأيتموني أصلي" فنقرنا الصلاة نقر الغراب
• مدحت الخاشعين في الصلاة لنقتدي بهم فسرحنا ونحن في الصلاة في أودية الدنيا فلم ندر كم صلينا
• حرمت علينا الخبائث فاتخذها بعضنا شرابا
• مدحت أهل تكبيرة الاحرام مع الامام فكان المتأخرون منا في الصلاة أضعاف المتقدمون
• مدحت التالين لكتابك والمتدبرين لآياته فلم يكن حظه منا الا القليل
• أردتنا أن نكون من السابقين بالخيرات فهوينا نحو الظالمين لأنفسهم
نستغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم ونتوب اليه
• رغبتنا في العفو بقولك ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134] فغلبتنا أنفسنا على الانتقام
• دقيقتنا فيما يرضيك طويلة وساعتنا فيما يسخطك أو ما لاينفعنا قصيره
• نسمع هذه الآيه ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18] فكأنها ليست لنا
• أردتنا أن نسعد الروح ونذل الجسد فعكسنا ذلك وأسعدنا الجسد وأهملنا الروح
• مدحت الذي ﴿ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ﴾ [النازعات: 40] لكن اتباعنا لهوانا قادنا لما لا يرضيك
• رغبتنا في التردد على بيتك حجا وعمره فترددنا في الصيف على المصائف وفي الربيع على المرابع الداخلية منها والخارجية
• رغبتنا في السنن فاكتفينا بالواجبات وتكاسلنا عن السنن والنوافل
*
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، خيرك إلينا نازل وشرنا إليك صاعد، أمرتنا بالمليح فركبنا القبيح، رضينا عن أنفسنا ونسينا كيف نرضيك عنا...
أيها المؤمنون
كانت تلك مقارنة بسيطة بين ما أعطانا الله أياه وما قابلنا نحن به ذلك العطاء!
• كيف رضينا لأنفسنا يا عباد الله أن نقصر في حق الله كل هذا التقصير؟
• كيف سمحت لنا أنفسنا أن نذكر احسان المخلوق فنقابله بالحسنى وننسى احسان الخالق؟
• كيف لا ي***نا الخجل ونحن نتقلب في نعمه ومع ذلك نعصي أمره؟
• كيف لا تحمر وجوهنا حياء منه وهو لايزال يبادرنا بالعطايا ونحن نبادله ذلك بالتقصير في حقه؟
• كيف لا تسيل دموعنا خشية منه ولا توجل قلوبنا حبا له ولا تلهج ألسنتنا ذكراً له؟
• ما هذا الران الذي على القلب الذي جعلنا نمن على الله بطاعاتنا وهي لا تساوي شيئا في جنب عطائه وإحسانه؟
• ما هذه الغشاوة التي على العقل التي جعلتنا لا نتفكر في اصلاح أعمالنا لتليق بمقام الخالق؟
• ما هذا الغطاء الذي على أعيننا والذي جعلنا لا نحسن السير اليه تعالى كما ينبغي؟
*
أيها المؤمنون
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]
ترجو النجاةَ ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس
إياك ان يخدك الشيطان ويوهمك بصلاح ما أنت عليه ويزكيك في عين نفسك فإن هذا داء قتَّال. أن المؤمن لا يزال يحاسب نفسة ويأطرها على الحق أطرا ويسوقها الى الله سوقا ويجاهد في سبيل الله حتى يأتيه اليقين ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]
*
إياك أن تقارن نفسك بمن هو دونك فيملأك شعور بالرضا عن نفسك فإن هذا من أشد أنواع تلبيس ابليس على المؤمن فالمؤمن الحق لايزال يحتقر عمله ويلوم نفسه في جنب الله حتى يلقى الله وهو من المشفقين كما وصف الله عباده الصالحين فقال بلسانهم ﴿ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾} [الطور: 26، 27]
*
يا عباد الله
استحوا من الله حق الحياء، ومن استحيا من الله حق الحياء "فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، ومن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء" كما قال صلى الله عليه وسلم.
د. فهد القرشي
الحمد لله.. الحمد لله الذي لا يحيط بحمده حامد، ولا توفي قدره بليغ المحامد، سبحانه فلا يعبده حق عبادته عابد، ولو قضى عمره قانتاً لله وهو راكعٌ أو ساجد.. الحمد لله عظيم الشان، واسع السلطان، مدبر الأكوان.. في ملكه تسبح الأفلاك وحول عرشه تسبح الأملاك ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ﴾ [الإسراء: 44]. لوجهه سبحات الجلال، وهو الجميل الذي له كل الجمال.. والله لو كان البحر محابر والسماوات السبع والأرضون دفاتر فلن تفيَ في تدوين فضله وأفضاله ولن تبلغ في بيان عظمته وبديع فعاله.. الله.. كريم الاسم عليُّ الوصف.. سبحت له السماوات والأرض ومن فيهن.. والطير قابضات وصفّ.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. أصدق كلمة فاهت بها الشفاه وخير جملةٍ نطقت بها الأفواه.. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله العارف بالله حقاً والمتوكل عليه صدقاً.. المتذلل له تعبداً ورقاً، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد أيها المسلمون:
فتقوى الله - تعالى - خير وصيةٍ وخير لباسٍ وأكرم سجية ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
من اتقى الله وقاه، ومن خانه هتك ستره وابتلاه، الواقف بغير باب الله عظيمٌ هوانه، والمؤمل غير فضل الله خائبةٌ آماله، والعامل لغير الله ضائعةٌ أعماله.
*
اللهم لك الحمد
• رزقتنا أعيناً نبصر بها طريقنا ونتجنب بها المخاطر من أمامنا
• رزقتنا آذاناً نسمع بها ما ينفعنا في دنيانا وأخرانا
• رزقتنا عقولاً ندرك بها مافيه صلاحنا ونتجنب بها ما قد يضرنا
• رزقتنا أطرافاً نقضي بها حوائجنا وتيسر لنا الكثير من أمورنا
• رزقتنا صحة في أبداننا تجعلنا نستمتع بهذه الحياة
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
•رزقتنا أمناً ننعم به في أوطاننا صباحاً ومساءً
• رزقتنا ألسنةً نفصح بها عما يدور في دواخلنا
• وهبتنا ديناً هو خير الأديان
• أسكنتنا أرضاً طيبة وبلداً صالحاً نمارس فيه عباداتنا في أمن وأمان
• يسرت لنا سبل الخير وألبستنا من النعم خير لباس
• رزقتنا في صيفناً ما يبرد علينا وفي شتائنا ما يدفينا
فاللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله
• يسرت لنا كسب الرزق ووهبتنا منه خيرا كثيرا
• ننام في كنفك وكلاءتك ونصحى في حفظك ورعايتك
• أسبغت علينا من نعمك ووهبتنا من عظيم فضلك
• وهبتنا أموالاً تفوق حاجاتنا وتزيد عن متطلباتنا
• رزقتنا وسائل مواصلات تقرب لنا ما بعد عنا
• ووهبتنا وسائل اتصالات وفرت لنا الكثير من سبل الرفاهية
فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا
• رزقتنا ماء عذباً يصلنا ولا نبحث عنه
• نخلد للنوم قريري الأعين في حين يسهر غيرنا وهو يكابد الألم
• نذهب للنزهه والمرح متى شئنا ويشيع غيرنا أقربائهم للمقابر لا كما شاؤا
• نتشجأ شبعاً ويتضور غيرنا جوعاً
• زاد طعامنا عن حاجتنا فألقيناه وبحث غيرنا عن لقمة فما وجدها
فاللهم لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك
• نسرح بخيالنا في أودية الأمل ويهيم غيرنا في بحار من الهم والحزن
• نأكل ثلاث وجبات في اليوم ويأكل غيرنا وجبة كل ثلاثة أيام
• نلبس في كل عيد جديد وغيرنا لا يعرف العيد فضلا عن لبس الجديد
• نصلي في المساجد آمنين ويصلي غيرنا في الخنادق خائفين
• نلتمس الكماليات ويبحث غيرنا عن الضروريات
*
فالحمد لله كثيراً كما ينعم كثيراً لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على أنفسه، فضلنا على كثير من الناس وألبسنا من أفضاله خير لباس. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا وأياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
*
فالحمد لله كثيراً كما ينعم كثيراً لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على أنفسه، فضلنا على كثير من الناس وألبسنا من أفضاله خير لباس. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا وأياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
*
الخطبة الثانية
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك
• وهبتنا أعيناً فنظرنا بها الى ما حرمته علينا وقد قلت لنا ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30]
• وهبتنا أسماعاً فسمعنا بها ما يغضبك علينا وقد قلت لنا ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]
• قلت لنا ﴿ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43] فآثرنا الصلاة في بيوتنا إلا ما رحم الله
• قلت لنا ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ [الحجرات: 12] فلم يحلو لنا مجلس الا بغيبه
• نصحتنا بقولك ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [الفاتحة: 77] فابتغينا الدنيا ولم ننس الآخرة
نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب اليه
• اهتدينا بالغرب فيما نريد أن نصلح به أحوالنا ونسينا قولك ﴿ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ﴾ [البقرة: 120]
• قرأنا قولك ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18] فتناسينا ذلك الرقيب ولم نحسب لأقوالنا حساب
• قلت لنا ﴿ اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12] لكنا لانجد طريقا نحكم به على النيات والتصرفات الا بالظنون
• قلت لنا "﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6] فاصبح فاسقوا القنوات الفضائية ووسائل التواصل مصدرا لكل مقولاتنا
• أمرتنا بقولك ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41] فذكرنا المخلوق ونسينا الخالق
• أمرتنا بالانفاق فأمسكنا وبالطاعة فعصينا وبالتوبة فسوفنا
نستغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم ونتوب اليه
• قال لنا رسولك صلى الله عليه وسلم "صلوا كما رأيتموني أصلي" فنقرنا الصلاة نقر الغراب
• مدحت الخاشعين في الصلاة لنقتدي بهم فسرحنا ونحن في الصلاة في أودية الدنيا فلم ندر كم صلينا
• حرمت علينا الخبائث فاتخذها بعضنا شرابا
• مدحت أهل تكبيرة الاحرام مع الامام فكان المتأخرون منا في الصلاة أضعاف المتقدمون
• مدحت التالين لكتابك والمتدبرين لآياته فلم يكن حظه منا الا القليل
• أردتنا أن نكون من السابقين بالخيرات فهوينا نحو الظالمين لأنفسهم
نستغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم ونتوب اليه
• رغبتنا في العفو بقولك ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134] فغلبتنا أنفسنا على الانتقام
• دقيقتنا فيما يرضيك طويلة وساعتنا فيما يسخطك أو ما لاينفعنا قصيره
• نسمع هذه الآيه ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18] فكأنها ليست لنا
• أردتنا أن نسعد الروح ونذل الجسد فعكسنا ذلك وأسعدنا الجسد وأهملنا الروح
• مدحت الذي ﴿ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ﴾ [النازعات: 40] لكن اتباعنا لهوانا قادنا لما لا يرضيك
• رغبتنا في التردد على بيتك حجا وعمره فترددنا في الصيف على المصائف وفي الربيع على المرابع الداخلية منها والخارجية
• رغبتنا في السنن فاكتفينا بالواجبات وتكاسلنا عن السنن والنوافل
*
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، خيرك إلينا نازل وشرنا إليك صاعد، أمرتنا بالمليح فركبنا القبيح، رضينا عن أنفسنا ونسينا كيف نرضيك عنا...
أيها المؤمنون
كانت تلك مقارنة بسيطة بين ما أعطانا الله أياه وما قابلنا نحن به ذلك العطاء!
• كيف رضينا لأنفسنا يا عباد الله أن نقصر في حق الله كل هذا التقصير؟
• كيف سمحت لنا أنفسنا أن نذكر احسان المخلوق فنقابله بالحسنى وننسى احسان الخالق؟
• كيف لا ي***نا الخجل ونحن نتقلب في نعمه ومع ذلك نعصي أمره؟
• كيف لا تحمر وجوهنا حياء منه وهو لايزال يبادرنا بالعطايا ونحن نبادله ذلك بالتقصير في حقه؟
• كيف لا تسيل دموعنا خشية منه ولا توجل قلوبنا حبا له ولا تلهج ألسنتنا ذكراً له؟
• ما هذا الران الذي على القلب الذي جعلنا نمن على الله بطاعاتنا وهي لا تساوي شيئا في جنب عطائه وإحسانه؟
• ما هذه الغشاوة التي على العقل التي جعلتنا لا نتفكر في اصلاح أعمالنا لتليق بمقام الخالق؟
• ما هذا الغطاء الذي على أعيننا والذي جعلنا لا نحسن السير اليه تعالى كما ينبغي؟
*
أيها المؤمنون
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]
ترجو النجاةَ ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس
إياك ان يخدك الشيطان ويوهمك بصلاح ما أنت عليه ويزكيك في عين نفسك فإن هذا داء قتَّال. أن المؤمن لا يزال يحاسب نفسة ويأطرها على الحق أطرا ويسوقها الى الله سوقا ويجاهد في سبيل الله حتى يأتيه اليقين ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]
*
إياك أن تقارن نفسك بمن هو دونك فيملأك شعور بالرضا عن نفسك فإن هذا من أشد أنواع تلبيس ابليس على المؤمن فالمؤمن الحق لايزال يحتقر عمله ويلوم نفسه في جنب الله حتى يلقى الله وهو من المشفقين كما وصف الله عباده الصالحين فقال بلسانهم ﴿ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾} [الطور: 26، 27]
*
يا عباد الله
استحوا من الله حق الحياء، ومن استحيا من الله حق الحياء "فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، ومن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء" كما قال صلى الله عليه وسلم.
د. فهد القرشي