مشاهدة النسخة كاملة : الليالي يلدن النهارا (شعر)


abomokhtar
18-11-2017, 08:44 AM
ومهما تعاظمَ شأنُ الأماني
بعون الإلهِ ستبدو حقيقةْ
وإلا فتلكَ أماني الكسالى
تلوبُ بلا خطواتٍ وثيقةْ
♦♦♦
هذا الوجودُ بما حوى من آيةٍ
يحكي لنا عن فألهِ فيما جرى
فلمَ التشاؤمُ إخوتي؟ هيا إلى
ساحاتِ غرس تفاؤلٍ بين الورى
♦♦♦
وأرقب فجراً فأنظر قلباً
إذا هو راضٍ فذاك الصباحْ
فكم من صباحٍ يمر بساهٍ
فيلهيه عنهُ همومٌ فداحْ
♦♦♦
وتغرب شمسٌ ويقبل ليلٌ
فيَرقب كل بعَودِ النهارْ
كذاك الهموم تروحُ وتغدو
وشأن ابن آدمَ ضيقُ اصطبارْ
♦♦♦
توحِّد نفسي همومي الكثيرةْ
فتجعلُ منها سبيلاً لنجوى
مع اللهِ حيث تلوح الأماني
بفألٍ يجددُ عزمي فأَقوى
♦♦♦
‏تطاولْ بعزمك نحوَ الكمالِ
وبشِّر رفاقكَ قُربَ المآلِ
ستفرَجُ - واللهِ - فانظر سماءً
تناديك هيا غيابكَ طالْ
♦♦♦
لأنك أحببتَ هذا الإلهَ
وأنك أسلمتَ دون ارتيابْ
عليك بأن تستجيبَ ابتداءً
لأقداره رغم كلِّ الصعابْ
فما من بلاءٍ يَطالُ ابنَ آدمَ
إلا وكان إلى النجحِ بابْ
♦♦♦
‏سألتُ وكنه سؤاليَ صعبٌ
وسهلٌ على من يذوق مذاقي
سؤاليَ ألا أكون دعيًّا
أراوح دونَ قرار انطلاقْ
♦♦♦
‏وعند الشروقِ علمت يقيناً
بأن الليالي يلدنَ النهارا
وأن اسودادَ الظلام بأرضٍ
بشيرُ ضياءٍ سيأتي جهارا
♦♦♦
‏مع الشمس حين تصوغُ الغروبْ
مع القلب حين يرى أن يتوبْ
مع الصوم حين يزيحُ الكروبْ
مع الله حين تُسرُّ القلوبْ
أتيت أريد اغتفارَ الذنوبْ
♦ ♦ ♦
نظرت إلى الشمسِ عند الغروبِ
فقالت: قليلاً وسوف أعودْ
فليس غروبيَ إلا ارتياحاً
وبعدُ سيملأُ نوري الوجودْ
♦ ♦ ♦
‏لئن خفتُ من خطراتِ الذنوبِ
سأبقى شغوفاً بربٍّ غفورْ
أقول: إلهي إليكَ كياني
توجَّهَ نحوك يعلوهُ نورْ
♦ ♦ ♦
‏وصبحٌ تألق عند الشروقِ
أشاع الأمان بكل طريقْ
يقولُ: سأذرو عليكم نهاراً
خليًّا من الخوف أو أيِّ ضِيقْ
ولكن بُعيدَ متابٍ وطهرٍ
ورُجعى إلى الله عَودٌ وثيقْ
♦ ♦ ♦
"‏إلهي"

غروب الشمس للمهمومِ يوحي
بأن الكلَّ سارٍ للمغيبِ
جميع الكون يقدرهُ إلهي
ولا شيءٌ يدوم سوى المجيبِ
♦♦♦
‏أأَبكي العشرَ أم أني أُسرُّ
وهذا القلب أرهقهُ الأمرُّ
سأَهنأُ بالعوائدِ من ليالٍ
ألِفنا خيرها.. واللهُ بَرُّ
عسى برُجوعنا للهِ يُلقى
علَينا ثوبُ عافية وطهرُ
♦♦♦
سعدتُ بإشغال يومي بذكركْ
وفزت بإحياء ليلي بقربكْ
فقلت: إلهيَ تمم عليَّ
بطهرِ فؤادٍ تسامى بحبكْ
♦♦♦
من قبلُ حاز نبينا كلَّ الثَّنا
ممن رآه بأطهرِ الأَوصافِ
لما تأخر تابِعوه عن الهدى
حجَبوا رسالَتهُ عن الآلافِ
♦♦♦
نحن الآباءُ نصائحُنا
ستؤدَّى إن قمنا فيها
لكن إن ناءَت خطوتنا
عنها مَن سوف يؤديها؟
هذي الأولادُ رسالتنا
وبعون اللهِ سنحميها


أبو الجود محمد منذر سرميني