مشاهدة النسخة كاملة : رسول الله عزنا (قصيدة)


abomokhtar
27-11-2017, 09:56 PM
ربيعُكَ آن لهُ أن يعودْ
لتخضرَّ أرضٌ ويخضرَّ عودْ
بطهرِ الرسالة سوفَ يَسُودْ
أمانٌ وعدل وشعبٌ ودودْ
يحنُّ لروضك أَسمى حنينْ
• • •
ربيعكَ أدهش كل عَقولْ
فأيقنَ أنكَ حقًّا رسولْ
بأخلاقك الغرِّ حار السؤولْ
فكنت العظيمَ وحزت القَبولْ
لدى الناسِ عبر سنينَ مِئينْ
• • •
ربيعكَ يوم تركنا هداهْ
زهدنا، غفلنا، هدمنا بِناهْ
وحين الرقيبُ رآنا دهاهْ
مآلُ محبيِّك.. واحُرقتاهْ!
مِن الهون باتوا كما الضائعينْ
• • •
ربيعك يذرفُ منه الدموعْ
على أمةٍ قد عراها الخنوعْ
أيُعقل من كان شمساً سَطوعْ
يعيشُ الظلامَ بغير شموعْ؟
غريبٌ خياركِ لو تسمعينْ
• • •
ربيعك حُقَّ له أن يقولْ
لمن ناء عنكَ: أتبغي الوصولْ؟
وأنت جهولٌ غَفولٌ كسولْ
ألا إن تلك الثريا تَحولْ
ومثلك غافٍ عن المرتقينْ
• • •
ربيعكَ ليس لإحياء حفلةْ
وتزيينِ بيتٍ بأجمل حلةْ
ولكن بجيلٍ تسامى بِخُلَّةْ
تَسامى اتباعاً لقائد ملةْ
رسولٌ هو الركنُ للقاصدينْ
• • •
ربيعكَ عطَّرَ هذا الوجودْ
بعطرِ خشوعكَ عند السجودْ
تقوم تناجيهِ ترجو السُّعودْ
لمن سارَ خلفك دون قعودْ
لتوضيحِ نهجكَ للسالكينْ
• • •
ربيعك نهجٌ تسامى كمالا
وطهَّرَ دنيا وأهدى جمالا
لمن كان يهوى سناكَ مِثالا
ويهفُو لتذويقِ نهجِكَ حالا
ليبدوْ قريباً من المنصفينْ
• • •
ربيعك ألقى علَينا مهابةْ
فكنا دعاةَ هدًى وإنابةْ
وكنا لظمأى العلومِ سحابةْ
تهادَوا إلينا فنالُوا إجابةْ
ولم نحتجِب عن دُنى الراغبينْ
• • •
ربيعك يدعو لتحصيلِ فَهمِ
ليقربَ منهُ نوابغُ علمِ
بهم نتألقُ يوماً كنجمِ
ونهنأ - بعدُ - بتحقيقِ حلمِ
ويعتزُّ شعبي على النابغينْ


أبو الجود محمد منذر سرميني