مشاهدة النسخة كاملة : أرجوزة تحذير كل سائر إلى العلا من خطر الكبائر نظم عصارة كتاب الكبائر للذهبي


abomokhtar
20-01-2018, 01:40 PM
أرجوزة تحذير كلِّ سائر
إلى العُلا مِن خَطَر الكبائر
نظم عصارة كتاب "الكبائر"
للعلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي ت 748هـ
*
1- قال الفقيرُ المرتجي عفوَ العَلي
محمدٌ: اَلحمدُ لله الولي
2- ثم الصلاة والسلام المُعْتلي
على النبي المصطفى المكمَّلِ
3- محمدٍ وآله وصحبهِ
وكل تابع له مِن حزبهِ
4- وبعد إن هذه أرجوزة
مهمة في بابها وجيزة
5- سَميتُها: (تَحْذيرَ كلِّ سائرِ
إلى العُلا مِن خطَر الكبائرِ)
6- ضمنتُها سِفْرَ الإمام الذهبي
الحبرِ[1]صاحبِ الكلام الذهبي[2]
7- جزاه ربُّنا الجزاءَ الوافي
وعَمَّنا بالحِفظ والألطافِ

فصل
لُمَع يسيرة، في تعريف الكبيرة
8- هي: التي جاء عليها الحدُّ
في هذه الدنيا على ما يبدُو
9- أوْ جاء وعدٌ بالعذاب والغضبْ
لكلِّ فاعلٍ لها معَ العطَبْ
10- في دار الاخرى، زِدْ مع التهديدِ
لِمَن أتى، فاحذرْ مِن التشديدِ
11- وكلُّ ما فاعلُه قد لُعِنا
على لسان المصطفى نبينَا

فصل
كلام مُعتبر، في أن الكبائر تتفاوت في الكِبَر

12- هذا، وبعضُ هذه الكبائرِ
أكبرُ مِن بعضٍ لدى الأكابرِ
13- كالشرك بالله معَ العقوقِ
للوالدين، احفظْ عنِ المصدُوقِ
14- والقولِ للزور، وكم قد كَررا
عنه النبيُّ نَهْيَه مُسْتَنْكِرَا

فصل
في ذكر ما قاله الأكابر، في عدد الكبائر
15- واختلفوا في عَدِّها، فقالوا:
سبعٌ، وقيل: لا، وبعضٌ مالوا
16- لكونها أقربَ للسبعينا
عن ابن عباسٍ كذا رُوِّينا
17- هذا، وجُملة الذي قد فُصِّلا
ستٌّ وسبعون هنا قد نَقَلا
18- وبعدَها أفردَ فصلاً جامعا
في جُملةٍ أخرى تراه نافعا
19- وأسأل الرحمنَ أن يُعينا
في نظمها مُيَسَّرا مُبِينا[3]

فصل
في سرد الكبائر، تحذيرا من فعلها لكل سائر
20- أخطرُها: الشركُ و***ُ النفسِ
والسحرُ عندهم بغير لبسِ
21- ترك الصلاة –يا فتى- معْ منْعِ
فرْضِ الزكاة منكرٌ، فاستمعِ
22- ثم عقوق الوالدين والربا
وأكل مالٍ لليتامى اجْتنِبَا
23- ومَن على خير الورى قد كَذَبا
مع التعمُّد العذابَ استوجبا
24- إفطارُ شهرِ الصومِ دون عذرِ
أو رُخصةٍ كبيرةٌ، فلْتدرِ
25- كذلك الفرارُ يومَ الزحفِ
ثم الزنا فُحشٌ بغير خُلْفِ
26- ثم إمامٌ جائرٌ قد غشا
رعيةً، يا ويلَهُ إنْ نُوقشا
27- أيضا، ومن ذلك: شُرْبُ الخمرِ
معْ كبرٍ او عجبٍ وتيهٍ فَخرِ
28- شهادةُ الزور كذا اللواطُ
والقذفُ للمحصناتِ احتاطوا
29- ثم الغلولُ من غنيمةٍ ومِنْ
زكاة او من بيت مالٍ، احذرنْ
30- وأخذ أموال الورى بالباطلِ
ظلما بأيِّ وجهٍ اوْ تعاملِ
31- ومن كبائر الذنوب: السرقهْ
قطعُ الطريق، كم به مِن مُوبِقَهْ
32- كذا: اليمينُ الكاذبُ الغموسُ
كم أُزهقتْ مِن أجله النفوسُ
33- ومَن على أقواله الكِذْبُ غلبْ
وقاتلٌ لنفسِه يرى العطَبْ
34- أيضا وقاضي السوءِ، والقوادُ
فذلك الديوثُ والمِفسادُ
35- مخنثُ الرجال، ثم الرجُلَهْ
من النسا كبيرةٌ يا ناقلهْ
36- كذاك-يا أماجدُ-المُحَلِّلُ
أيضا وكلُّ مَنْ له يُحَلَّلُ
37- والأكلُ للميتة والخنزيرِ
أوْ للدمِ احذرْ نِقمةَ الكبيرِ
38- ومَن يبولُ ثم لا يستنزهُ
مِن بوله عنه الكرامُ استَنزَهوا
39- ومثلها: المكسُ مع الرياءِ
خيانةٌ قُبحًا لهؤلاءِ
40- تعلم العلمِ لأجل الدنيا
كتْمانُه احذرْ منه يا أُخَيَّا
41- وبعده: المَنانُ والمكذبُ
بالقدر المكتوبِ، ذاك يعطبُ
42- ومثله: الجسَّاسُ مَن يَسَّمعُ
سِرَّ الورى معْ كرْههم له، فعُوا
43- واللعنُ، والغادرُ بالأميرِ
وغيرِه، كم فيه مِن تحذيرِ
44- تصديقُ كاهنٍ أو المنجمِ
ثم نشوزُ امرأةٍ، فلْتعلمِ
45- وقاطعُ الأرحامِ، والمصورُ
في الثوبِ أوْ سواه، ذاك منكرُ
46- وفِعلُ نمامٍ مع النياحةِ
واللطمُ للوجهِ لدى المصيبةِ
47- طعنٌ في الانسابِ، وبغْيُ العبدِ
كبيرة، صاحبَها كم تُردِي
48- ومَن على جماعة الإسلامِ
يخرجُ بالقتالِ للإمامِ
49- مُكَفِّرا لأمة القرآنِ
بغير حُجَّةٍ ولا بُرهانِ
50- أذيةُ المسلمِ لوْ بالشتمِ
والسبِّ ُ[4] والبَذَا اتقوا يا قومي
51- ثم المُعاداة للاولياءِ
حَرْبُ الإلهِ -اعلمْ- لهؤلاءِ
52- والمسْبل الإزار للتكبرِ
أو غيره كالعُجْب والتجبُّرِ
53- لُبْسُ الرجال للحرير والذهَبْ
ومَن مِنَ العبيدِ عن مولًى ذَهَبْ
54- كذلك: ال***ُ لغير اللهِ
داهيةٌ مِن أكبر الدواهي
55- ومَن منارَ الأرض زُورًا غَيَّرا
أوْ سَبَّ أصحابًا لأشرفِ الورى
56- أوْ سَبَّ الانصارَ خصوصا، أوْ دعا
إلى ضلالةٍ وما قد شَنُعَا
57- أو سنَّ سيئا قبيحا في الملا
عليه وزرُهُ ومَن قد عَمِلا[5]
58- وكلُّ مَن مِنَ النساء واصلهْ
واشمةٌ، نامصةٌ، مُبَدِّلهْ
59- ومَن لِحُسْنٍ-يا أَخيْ- تفَلَّجَتْ
ملعونةٌ، ولعْنُها حتْما[6] ثَبَتْ
60- ومَن لإخوةٍ له أشارا
قُل: بِحَديدةٍ أصابَ المُنكرا
61- ومَن لغيرِ والدٍ قد ادَّعى
كذا تطيُّرٌ أفادَ مَن وَعَى
62- لبسُ الحريرِ، ثم مَن يشربُ في
إناء فضةٍ وتِبْر[7]ٍ، فاعرفِ
63- كذا الجدالُ والمراءُ واللدَدْ
ومَن خصى عبدًا له، فقد مَردْ
64- أو جدَع الأنفَ، ومَن قد قذفا
مملوكَه بغير حقٍّ عُرِفا
65- ومثله: الإخصاء للبهائمِ
والخيلِ، إنه من العظائمِ
66- أيضا مع التطفيف في الميزانِ
والبخسِ في الكيلِ منَ الخُسْرانِ
67- والأمن من مكر الإله جلَّا
واليأس مِن روح الرحيم مَن علا
68- إن القنوط سوءُ ظن العبدِ
بربه الرحمنِ مُعطيْ الرِّفْدِ
69- كفرانُ إحسانِ المُبِرِّ المُنْعِمِ
ومَنْع فضلِ الماءِ عن كلِّ ظَمِيْ[8]
70- ووسْمُ وجه دابَةٍ[9] والضرْبُ
له كبيرة، لها فاجتنبوا
71- مُقامِرٌ، كذا وكلُّ مُلحِدِ
في حَرَمِ اللهِ العظيمِ الصمدِ
72- وتاركُ الجمْعةِ[10] في المساجدِ
وكم لِمَن جَسَّ مِنَ المفاسدِ
73- يكشفُ عوراتِ عباد اللهِ
ويهتكُ السترَ به يُباهيْ
74- كمْ جَرَّ في الورى مِنَ الأضرارِ
يا ويلَه مِن عالمِ الأسرار
75- يفضحه الله أمامَ الخلقِ
يومَ الجزاءِ معْ أليمِ السَّحْقِ[11]
76- هذا إذا لم يفتضِحْ في العاجلِ
جزاءَ فعلِه لهذا الباطلِ
77- نسأل مولانا جميلَ السترِ
والعفوَ والغَفْرَ لِكل الوِزرِ
78- وبعدَ ذا في الأصلِ فصلٌ جامعُ
لِما بهِ –يا ذا- احتمالٌ واقعُ
79- في أن يكون مثل تِي الكبائرِ
فانظره-يا خِلُّ-، وهذا آخِرِي
80- هنا انتهى النظم بفضل الواحدِ
أُعيذه من حاسدٍ وجاحدِ
81- بدأتُه –يا صاحبي- بجُدَّهْ
والختمُ في مكةََ يا لَسَعْدَهْ
82- يا ربنا يا غافرَ الخطايا
وكاشفَ الضر مع البلايا
83- اغفرْ لنا كلَّ الذنوبِ السابقهْ
وامْحُ الخطايا المُوبقاتِ الماحقهْ
84- واعفُ عن الزلات يا مولانا
سرًا فعَلْناْ كان أو إعلانا
85- فإنك الرحيمُ والرحمنُ
والبَرُّ والرؤوفُ والمنانُ
86- أنت الحليمُ الغافرُ الغفارُ
أنت الكريم مَن له الفِرارُ
87- يا ربَّنا إليك قد فَرَرْنا
فاقبل وتُبْ، فإننا انْكسرْنا
88- وخذُ بأيدينا معَ النواصي
إليك يا أللهُ للخلاصِ
89- واكف الجميعَ نِقْمةَ المعاصي
واهدِ بفضلٍ منك كلَّ عاصي[12]
90- أعِنْ جميعنا على الطاعاتِ
في كل الاوقاتِ معَ الساعاتِ
91- والبُعدِ عن كبائر الآثامِ
واختمْ لنا اللهم بالإسلامِ
♦♦♦♦

♦♦♦♦
رب اغفر لي ولوالدي ولمشايخي وللمسلمين والمسلمات

[1] الحبر، بفتح الحاء وكسرها لغتان.
[2] أعني: كتاب الكبائر له –رحمه الله- عن نسخة نفيسة مسندة، مقروءة على محدث حلب البرهان سبط ابن العجمي الحلبي -رحمه الله-، و عليها إجازته بخطه.
[3] على حذف الموصوف، أي: نظماً ميسراً مبيناً، وقلت أيضاً: لنظمها عونًا لطالبينا.
[4] معا.
[5] أو: وما قد عُمِلا.
[6] أو: حقا.
[7] التبر: الذهب.
[8] وكذا غيره من كل ذي حاجة.
[9] بتخفيف الباء للوزن.
[10] بإسكان الميم لغة، وقرئ بها.
[11] أو: المَحْقِ.
[12] بإثبات الياء لغة، وقرئ بها.


محمد آل رحاب