مشاهدة النسخة كاملة : قميص يوسف (قصيدة)


abomokhtar
29-01-2018, 09:23 AM
قَدَّوا قَمِيصَك يَا أَقْصَى وَمِنْ دُبُرٍ
وَألْفَيا خَيْرَ أَهْلِ الأَرْضِ فِي البَابِ
مُرَابِطُونَ لَهُمْ حَظٌّ وَمَكْرُمَةٌ
مِنَ المُرُوءَةِ، مِنْ أَهْلٍ وَأَنْسَابِ
يُشَدِّدُ المُجْرِمُ المَلْعُونُ قَبْضَتَهُ
على القَمِيصِ بِأضْرَاسٍ وَأنْيَابِ
وَالمَقْدِسِيونَ مَا انفكَّتْ عَزِيمَتُهمْ
فَالسجنُ أفْضَلُ مِنْ تَدْنِيْسِ أَعْتَابِ
يُرَاودُ المَسْجِدَ الأَقْصَى لِيَخْطِفَهُ
وَيَسْرقُ النُّورَ مِنْ أَهْلٍ وَأَعْرَابِ
يَشُدُّ فِي الثوبِ يِرجُو أَنْ يُبَدِّلَهُ
كَمْ بَدَّلَ الظلمُ أثْوَاباً بِأَثْوَابِ
تَجْرِي على المَسْجِدِ الأَقْصَى وَقُبَّتِهِ
شَريعَةُ البَطْشِ وَالإجرَامِ وَالغَابِ
تُهْنَا جَمِيعاً وَتاهَتْ كُلُّ عَاصِمَةٍ
مَا بَيْنَ مُجْتَهِدٍ أَو بَينَ أَحْزَابِ
كَمْ خُدْعَةٍ مُورِسَتْ مِنْ كُلِّ عَالَمِنَا
حَتى نُلَهَّى بِمَلهَاةٍ وَأَلعَابِ
وَكَمْ خَطَايَا سَتَبْقَى فَوقَ كَاهِلِنَا
وَنَحْنُ نَمْشِي عَلى عَهْدٍ لِكَذابِ
مَا عَادَ فِي الأَرْضِ مَنْ يَأتِي وَيَحْضُننا
مَهْمَا فَعَلْنَا فَلَنْ نَحْظَى بِإِعْجَابِ
آذُوا العُرُوبَةَ فِي أغْلَى جَوَاهِرِهَا
فَمَسْجِدُ القُدْسِ ذُو أَصْلٍ وَأَحْسَابِ
قَدْ حَاصَرُونَا وَجَدُّوا فِي هَزِيمَتِنَا
وَاليَومَ بِتْنَا بِلا عِلْمٍ وَآدَابِ
داَسُوا عَلَينَا لِنَبْقَى تَحْتَ إمْرَتِهِمْ
وَيَسْلُبُوا كَنْزَ أَجْدَادِي بَأَتْرَابِ
وَصَارَ فِي دَمِنَا ذَنْبٌ يُرَافِقُنَا
عَلى ضَيَاعٍ لِأَثْوَابٍ وَأَرْوَابِ
مَا عَادَتْ القُدْسُ فِي الوِجْدَانِ حَاضِرَةٍ
وَزِينَةُ العِيدِ مَا عَادَت لأَحْبَابِ
قَدْ غَيَّرُوا مَا أَرَادُوا فِي علَاقَتِنَا
وَهَاجَمُونَا بِأَقْلَامٍ وَكُتَّابِ
الظُلمُ يَمْتَدُّ فِي شَامٍ وَفِي يَمَنٍ
وَالشَّعْبُ والأرضُ أمسوا مُلْكَ أَغْرَابِ
لَمْ يُدْرِكِ الأهلُ والأعرابُ رَاحَتَهُم
فَرَاحَةُ البَالِ فِي أَخْذٍ بِأَسْبَابِ
يُقَلِّبُ الدَهْرُ فِي أَرْضٍ وَأَزْمِنَةٍ
مَا بَيْنَ مُغْتَصِبٍ أو بَيْنَ أَصْحَابِ
صَبْرٌ جَمِيلٌ.. بِإِذْنِ الله مَوعِدُنَا
أنْ نَدْخُلَ القدسَ فِي أَهلٍ وَأَرْبَابِ.

د. معتز علي القطب