مشاهدة النسخة كاملة : أخلاقيات غائبة في خلافات الزوجين


abomokhtar
25-03-2018, 08:32 AM
لحظات الغضب لحظات كاشفة لحقيقة القيم والمبادىء والطبائع ، وأوقات الشدائد مسفرة عن معدن الإنسان ، والخلافات موطن مناسب لبيان القدرة على الاستمساك بالتعاليم والثوابت .

واوقات الخلافات الزوجية ومواقفها مثبتة أو نافية لكل دعاوي الشرف والوفاء والعدل وغيرها مما ادعاه أحد الزوجين أنه يلتزم به تجاه الآخر

كثير من الأزواج يبتعد عن معالي القيم و تسيطر عليه مشاعر الرغبة في الانتقام , فربما انتهت بعض الخلافات الزوجية إلى مالايحمد عقباه من *هدم للبيوت , أو إلى صراع عائلي واسع النطاق أو إلى ضياع الحقوق .

وفي تلك اللحظات الملتهبة تُنسى الوصايا النبوية ويغفل الناس عن كريم المعاني التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم فيها أن يحسن الرجل إلى زوجته إحسانا , فقال " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله " ، وقال : " استوصوا بالنساء خيرا " , وقال : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا أحب منها آخر " اخرجه مسلم ، ووصف المرأة الصالحة بأنها " إذا نظر إليها سرته وإذا غاب عنها حفظته "

فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبح المرء زوجته , ونهى أن يلطمها على وجهها , ونهى أن يمنعها الطعام والشراب , أو أن يؤذيها في نفسها , أو أن يتسبب لها في أي نوع من أنواع الضرر .

بل أمر بأن يكون عمل الزوجين في الخلاف سائرا نحو الصلح والتصالح فقال سبحانه "والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح "

وأنا ههنا اؤكد على خمسة اخلاق في الخلافات :

فالأول : العدل , فكثير من الرجال يطلب حقه وينسى واجباته , وهذا خلل في مطلب العدل .

*وكثير من النساء لا ترى في زوجها عند الخلاف إلا كل نقيصة , وتنسى الخير , فتكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن النساء " يكفرن العشير " .

*فالعدل مطلب أساسي عند الخلاف , ومطلب أخلاقي إسلامي يبنى على أساسه الصلح , وينشأ الحق , ويتم الرضى والتراضي بين الزوجين .

والثاني : *كظم الغيظ ، فالله عز وجل قد وكل القوامة للرجل واوكل بها صلاحية التطليق , ولكنه سبحانه لم يعط الرجل أهلية التطليق كي يستخدم ذلك كلما غضب .

*وكم من بيت تهدم لأجل عدم قدرة الزوج على كظم الغيظ , فكثر تطليقه لزوجته .*ومن كظم الغيظ عدم التجرؤ على إيذاء الزوجة , وعدم الإقدام على سبابها أو الانتقاص منها أو تقبيحها .

والثالث : الوفاء , قال سبحانه منبها إلى هذا الخلق العظيم " ولا تنسوا الفضل بينكم " .

فليس بمجرد الخلاف بين الزوجين يتناسى أحدهما وفاءه تجاه زوجه , فالوفاء خلق يعمل عمل الجاذب للفرقاء في لحظة الخلافات , وعمل المطهر لما قد يحيك في النفس , فيذكر كل منهما لحظات الفضل , ولحظات المودة , ولحظات العطاء السابقة للخلافات , فتلين قلوبهما , ويتراضيا , وينبذا الشيطان .

والرابع : العفو , إذ يقول سبحانه وتعالى " وأن تعفو أقرب للتقوى " , فليعف كل صاحب حق من الزوجين عن الآخر , فإن العفو مكرمة , وهو مذيب لكل خلاف , والعفو والوفاء قرينان , فمن كان لديه وفاء سهل عليه العفو .
والخامس : العطاء , فعلى الزوج أن يكون معطاء لزوجته حتى لو خالفته , وحتى لو حصل بينهما فراق , فعليه أن يذكر سابق الحسنى , وعليه أن يرعى إن كان بينهما أولاد , أن يحسن إليهم , وأن ينفق عليهم , وأن يداوم السؤال عليهم .

وبالعموم يلزم الأزواج أن يجعلوا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نبراسا لهم ومنهاجا في لحظات الخلاف , ولا يتركوا أنفسهم نهبا لقيل وقال , فإن شرع الله كله خير .

إن البيوت المسلمة لتظل مضيئة في أشد لحظات الحرج التي تمر بها مادامت قائمة على أمر الله , في حين تعم الظلمة بيوت اللذين تنكبوا الطريق وغفلوا عن نداء الإيمان ..


د. خالد رُوشه

abomokhtar
25-03-2018, 08:40 AM
قد لا يتصور الكثيرون أن يحصل الظلم بين الزوجين اللذين أخذا من بعضهما ميثاقا غليظا ، وتعاهدا على المودة والرحمة .. لكن الحقيقة أنه يحصل ، وسواء أكان متعمدا أو خطأ ، فإن له صورا مختلفة *..

وغالبا يصدر الظلم من القوى إلى الضعيف* , ورغم أن المرأة تعتبر ضعيفة بالنسبة لزوجها لكن في بعض الأوقات تتصف المرأة بصفات حادة الطبع خاصة عندما يتصف زوجها بضعف الشخصية ، فيتغير ضعفها ويتحول الى معاندة وشراسة وقد تقع في الظلم الذي قد يظهر في عدة أمور :

فقد تسىء به الظن ، وهو سلوك يقلب حياتها إلى جحيم ونكد دائم، يعود عليهم بالألم *وعلى الابناء بالهموم والاحزان .
*
وقد تحمله فوق طاقته ، سواء أكان ذلك ماديا او من جهة مسؤوليات الحياة الاخرى ، خصوصا إذا قارنت نفسها بغيرها من الغنيات أو المرفهات ، فتعقد المقارنات الظالمة .
*
تقارن زوجها بغيره من الاغنياء ، وقد لا يكون بكلمات مباشرة ، بل بايحاءات وإشارات وكلمات عابرة كلها جارحة للزوج .
*
تعاتبه على أمور لايستطيع تغييرها ، كنقص في عائلته ، أو مشكلات في أقربائه ، أو أشياء من هذا القبيل ، فتصيبه بالندم على هذا الاختيار .
*
تصبحه وتمسيه بوجه عابس كئيب ، وهي تريه هذا الوجه عندما يرفض لها من الأمور ما ترغب فيه و تريد تحقيقه ، كمنعه من زيارة صديقات لايفضلهن أو أماكن لايريدها أو مثل ذلك
*
تكفر عشيره وتنسى فضله ولا تذكر له إلا ايامه الثقيلة وأعماله السلبية ، وهذا يصيب الزوج بألم شديد جدا وحسرة على مافات من أيام عشرته معها .
*
تسىء حديثه وتغلظ الكلام معه ، بينما ترقق صوتها وتحسن حديثها مع غيره ، فكانها تخفي القبيح عن غيره لتواجهه هو به ، إمعانا في سوء المعاملة .
*
تفضل أهلها على أهله ، كتفضيل استضافتهم وإحسان استقبالهم والمبالغة في إكرامهم ، بينما هي تهمل أهل زوجها وتعبس في وجوههم وتقتر معهم وتسىء الضيافة وكأن بينها وبينهم عداوة !..
*
تفشي سره ، وتبوح بأخطائه ، وتذيع خفاياه ، سواء أكان ذلك أمام أهلها او صديقاتها او غيرهم ، وكذا أسرار بيتها ، او مشكلاتهم معها ، او خصوصياتهم ، فتؤذيه ، رغم أنها اولى الناس بستر عيوبه وحفظ أسراره
*
تغفل عن تحسين نفسها ، وتهمل رائحتها ، وتغفل عن إصلاح شكلها ، وتنسى نصيحة الاعرابية الحكيمة لابنتها " لا تقع عينه منك على قبيح ولا يشمن منك إلا أطيب ريح " .. فينفر منها زوجها وربما تسببت في كراهيته لها ..
*
تظلمه عندما تعيش في كنفه وتأكل من كده ، وتسكن في بيته ، ومع ذلك ينشغل بالها بغيره ، فتخونه في نفسها وعقلها وخيالها ، متحججة بقسوته تاره وببخله تارة وبانشغاله عنها تارة اخرى ، والحق انها عديمة الوفاء خائنة العشرة ..
*
وتظلمه عندما تمنعه حقوقه منها ، بل ربما تتزين اذا خرجت للناس وفي الطرقات ، واذا اقترب منها تمنعت .. فتورث عنده البغضاء والرغبة في المفارقة فتهدم بيتها وتزلزل جدرانه ..
*
وتظلمه عندما تتفنن في بث الهم والقلق في نفسه ، برفض الحال ودوام الشكوى ، وكثرة التمارض ، والقلق من مستقبل الايام ..وغيرها
*
إن الحياة الزوجية السعيدة انما توجد عندما يسعى كل طرف فيها أن يغض الطرف عن عيوب الآخر ، ويتذكرا الخيرات والحسنات ، توجد بتقديم المحبة والمودة والعطف والاهتمام .

وعندما نعفوا ونصفح عن الاساءة ، ونذكر الوفاء .. وعندما نبتغي وجه الله تعالى في كل عمل نقدمه للطرف الآخر ، وهنا يبعد الظلم ويقترب العدل والإحسان ..


أميمة الجابر

أبو إسراء A
27-03-2018, 01:42 PM
بارك الله فيك

أبو حسن فتوح
09-04-2018, 02:27 PM
ولاتنسوا الفضل بينكم

Mr. Bayoumy Ghreeb
11-04-2018, 01:30 AM
خالص شكري و تقديري لحضرتك علي هذا الجهد : ربنا يبارك فيك