العشرى1020
06-04-2018, 10:52 AM
- جمال المشد أستاذ جراحة العيون: المضاعفات معروفة سلفاً.. وفحوصات ما قبل إجراء العملية كفيلة بعدم حدوثها.. ولم نتوسع فى إجرائها إلا بعد نتائجها الإيجابية.. وإذا كان هناك ألف شخص يقولون «بلاش ليزك» فهناك عشرات الآلاف يقولون «الليزك نعمة»
«تخلص من نظارتك فى خمس دقائق».. إعلان صادفناه جميعًا، يفتح أملًا مشرقًا لرؤية العالم دون عدسات.. «الليزك»، و«الفيمتو ليزك»، وغيرهما من الأسماء لنفس العملية تقريبًا، مع اختلاف التقنية المستخدمة، تجعلك ترى بوضوح تام فى دقائق قليلة، وبتكلفة ليست مرتفعة كثيرًا.
البعض قرر أن يخوض التجربة ويتخلص من نظارته، الكثيرون منهم كانت تجربتهم ناجحة، تخلصوا بالفعل من نظاراتهم، وأصبحوا أكثر قدرة على الرؤية بشكل جيد دون نظارة، لكنّ كثيرين أيضًا واجهوا كارثة بكل ما تعنيه الكلمة، وبكل وقعها الثقيل، خرجوا من العملية ليكتشفوا أن رؤيتهم تشوهت، بعضهم فقد وظيفته، والبعض الآخر فكر فى الانتحار.
حالات عدة تواصلت معها «اليوم السابع»، كانت تجربة عملية «الليزك» بالنسبة لهم بمثابة مأساة متكاملة الأركان، الكثير منهم بكوا وهم يحكون لنا تجربتهم المروعة مع عملية «الليزك»، بعضهم بحث عن حل فنجح فى تخفيف الآثار الكارثية، والبعض الآخر كان الحل كارثة جديدة بانتظاره، وآخرون استسلموا للقدر ولضياع قدرتهم على الإبصار.
العملية فى الأساس تستهدف «كشط» جزء صغير من سطح قرنية العين، لتعديلها وتصحيح مشاكل الإبصار التى تؤدى لـ «قصر النظر» أو «طول النظر»، أو أى من مشاكل الإبصار الأخرى.
تبدأ العملية عن طريق وضع «مخدر موضعى» فى العين على هيئة «قطرة»، ثم يتم إبعاد الجفون عن بعضها البعض، بحيث تظل العين مفتوحة تمامًا، وبعدها يتم فصل الطبقة السطحية للقرنية عن طريق جهاز يشبه «المشرط» الحاد يسمى «الميكروكيراتوم»، ثم يتدخل شعاع الليزر لكشط سطح القرنية وتعديلها، ثم يعاد من جديد وضع الطبقة السطحية أو عدسة القرنية لمكانها من جديد، وبذلك تنتهى العملية.
لا تستغرق عملية «الليزك» أكثر من دقيقتين، إلا أن هناك محاذير مهمة عند إجرائها، وهى أن يكون سُمك سطح القرنية كبيرًا بما فيه الكفاية، لكى تجرى عملية الكشط دون أن تتأثر القرنية، وألا تُجرى لامرأة حامل، أو مصاب بالسكر، أو من يعانى من عدم انتظام ضغط الدم، كما أن هناك محظورات أخرى ومضاعفات قد تظهر لمن يقومون بإجراء تلك العملية، وهو الأمر الذى سنعرفه فى تحقيقنا هذا من خلال حوار مفصل أجريناه مع أحد أطباء العيون، وذلك بعد أن نستعرض حكايات الضحايا، وهى الحكايات التى يشعر المرء وهو يكتبها بأنه أمام مرة من المرات القليلة للغاية، التى لا يستطيع القلم أن ينقل فيها حجم الألم الذى يظهر فى أصوات الضحايا، وأن ينقل بكل ما يعرفه من كلمات نبرة الصوت الحزينة، و«التنهيدات»، ورائحة الندم والعجز والحسرة، والبكاء الذى قطع الكثير من حديث الضحايا، وكذلك مقدار عجز كلمات المواساة فى وجه المأساة.
مها فاروق، تعمل مديرة قطاع فى أحد البنوك الاستثمارية، قبل ثمانى سنوات ذهبت مع والدتها لعمل نظارة جديدة لدى أحد الأطباء بمنطقة مصر الجديدة، سألها الطبيب: «لماذا ترتدين نظارة؟»، وأخبرها أن هذه «موضة» قديمة وانتهت، وعرض عليها إجراء عملية «ليزك» لتصحيح النظر، سألته إن كان هناك أى مضاعفات للعملية، فأخبرها بأنها عملية آمنة تمامًا، وبالفعل بعد 3 أيام أجرت مها عملية «الليزك»، وبعدها فوجئت بعينها تبكى باستمرار دون توقف، أو حسب لفظها «حنفية ميه مفتوحة فى عينى»، فهاتفت الطبيب الذى ظل يطمئنها أن هذا أمر طبيعى، وطالبها بوضع «قطرة العيون» التى كتبها لها.
انقضت 3 أيام بعد العملية، والوضع على ما هو عليه، ذهبت إلى الطبيب الذى أخبرها أنها أصيبت بـ«فيروس»، وعلى مدى أشهر طويلة ظلت تتردد عليه لعلاج هذا الفيروس المزعوم، وفى كل مرة يكتب لها أدوية جديدة دون جدوى، بعد أشهر من العلاج بأدوية مختلفة لم تعد تثق فيه، وذهبت إلى طبيب جديد لتكتشف الكارثة.
فاجأ الطبيب الجديد مها بما حدث لها، بأن قرنية عينها ضعيفة، ولم تكن تسمح بإجراء تلك العملية، وأن الحالة ليس لها علاج.. أغلق الطبيب لها القناة الدمعية وقام بعملية تركيب «عدسة حماية» على القرنية التى باتت ضعيفة.. توقفت الدموع وهدأت الآلام لكن كل هذا لم يكن سوى إجراء مؤقت، تحتاج مها إلى تغيير العدسة كل شهر، وإجراء قفل جديد للقناة الدمعية، لكن هذا ليس الأسوأ.
شيئًا فشيًا بدأت حياتها تتدهور، أصبحت الرؤية عندها عملية صعبة، فهى مسؤولة فى أحد البنوك، وتقوم بالتوقيع على مستندات قيمتها بملايين الجنيهات، بحسب وصفها. تروى هى تلك المأساة لـ«اليوم السابع» فتقول: «بدأت أطلب من موظف صغير الجلوس بجوارى كى يقرأ لى ما أقوم بالتوقيع عليه، كنت أشعر بالرعب حتى لا أوقع على مستند خاطئ، بدأت لا أرى أى شىء على شاشة الكمبيوتر أو الهاتف، فقدت تمييز الألوان، أصبحت أرى الأحمر أخضر، لم أعد أستطيع أن أقود سيارتى، أو حتى السير فى الشمس، لم أعد قادرة على السير فى الشارع وحدى، لابد لى من مرافق فى سيرى، لم أعد أشاهد التلفاز، انتهت حياتى تمامًا، واضطررت فى النهاية إلى أن أترك العمل بعد أن عجزت عن الرؤية، وذلك رغم احتياجى الشديد له، حاولت طويلًا أن أستمر فى العمل، فأنا لا مصدر دخل لى سواه، رغم تحذيرات الطبيب أن العمل سيرهق عينى أكثر وسأفقد بصرى بالكامل، وفى النهاية اضطررت أن أجلس فى بيتى وأترك عملى، وبقيت غير قادرة على العيش».
واجهت مها الطبيب الذى أجرى لها عملية «الليزك» بما فعل، تقول إنه ألمح لها بإمكانية تعويضها لكنها رفضت، واعترف لها بأن قرنيتها كانت ضعيفة لكنه كان يراهن على العلم الذى تقدم، قررت مها أن تطارد الطبيب بالشكاوى، وبالفعل تقدمت بشكوى ضده فى نقابة الأطباء، لكنها بعد أشهر حين ذهب محاميها ليسأل عن الشكوى لم يجدها موجودة، ونفى الموظفون تسلمهم لشكواها.
تختتم مها فاروق حديثها: «مستقبلى ضاع، شقى 30 عاما انتهى، ترقياتى ضاعت، عمرى كله كان لعملى، كان منصبى كبيرًا فى البنك، لكن كل هذا بات من الماضى، أصبحت لدى مشاكل مادية بخلاف المشاكل النفسية، الكلمات التى تقال لى من البعض كانت جارحة: هوا إنتى بتشوفى.. مش عارفة أعمل إيه!».
لم يكن طبيب الباطنة، الدكتور شريف سعيد، يدرك وهو يدخل عيادة طب العيون لإجراء جراحة لتصحيح النظر بـ«الليزك»، بأن حياته ستنقلب رأسًا على عقب بعد إجراء هذه العملية، وبأنه سيصبح بعدها مؤسسًا لرابطة على «فيس بوك» لضحايا عمليات «ليزك العيون»، ينشط عليها نحو 13 ألف شخص، ويرفعون شعار «بلاش ليزك نضارتك نعمة».
«تخلص من نظارتك فى خمس دقائق».. إعلان صادفناه جميعًا، يفتح أملًا مشرقًا لرؤية العالم دون عدسات.. «الليزك»، و«الفيمتو ليزك»، وغيرهما من الأسماء لنفس العملية تقريبًا، مع اختلاف التقنية المستخدمة، تجعلك ترى بوضوح تام فى دقائق قليلة، وبتكلفة ليست مرتفعة كثيرًا.
البعض قرر أن يخوض التجربة ويتخلص من نظارته، الكثيرون منهم كانت تجربتهم ناجحة، تخلصوا بالفعل من نظاراتهم، وأصبحوا أكثر قدرة على الرؤية بشكل جيد دون نظارة، لكنّ كثيرين أيضًا واجهوا كارثة بكل ما تعنيه الكلمة، وبكل وقعها الثقيل، خرجوا من العملية ليكتشفوا أن رؤيتهم تشوهت، بعضهم فقد وظيفته، والبعض الآخر فكر فى الانتحار.
حالات عدة تواصلت معها «اليوم السابع»، كانت تجربة عملية «الليزك» بالنسبة لهم بمثابة مأساة متكاملة الأركان، الكثير منهم بكوا وهم يحكون لنا تجربتهم المروعة مع عملية «الليزك»، بعضهم بحث عن حل فنجح فى تخفيف الآثار الكارثية، والبعض الآخر كان الحل كارثة جديدة بانتظاره، وآخرون استسلموا للقدر ولضياع قدرتهم على الإبصار.
العملية فى الأساس تستهدف «كشط» جزء صغير من سطح قرنية العين، لتعديلها وتصحيح مشاكل الإبصار التى تؤدى لـ «قصر النظر» أو «طول النظر»، أو أى من مشاكل الإبصار الأخرى.
تبدأ العملية عن طريق وضع «مخدر موضعى» فى العين على هيئة «قطرة»، ثم يتم إبعاد الجفون عن بعضها البعض، بحيث تظل العين مفتوحة تمامًا، وبعدها يتم فصل الطبقة السطحية للقرنية عن طريق جهاز يشبه «المشرط» الحاد يسمى «الميكروكيراتوم»، ثم يتدخل شعاع الليزر لكشط سطح القرنية وتعديلها، ثم يعاد من جديد وضع الطبقة السطحية أو عدسة القرنية لمكانها من جديد، وبذلك تنتهى العملية.
لا تستغرق عملية «الليزك» أكثر من دقيقتين، إلا أن هناك محاذير مهمة عند إجرائها، وهى أن يكون سُمك سطح القرنية كبيرًا بما فيه الكفاية، لكى تجرى عملية الكشط دون أن تتأثر القرنية، وألا تُجرى لامرأة حامل، أو مصاب بالسكر، أو من يعانى من عدم انتظام ضغط الدم، كما أن هناك محظورات أخرى ومضاعفات قد تظهر لمن يقومون بإجراء تلك العملية، وهو الأمر الذى سنعرفه فى تحقيقنا هذا من خلال حوار مفصل أجريناه مع أحد أطباء العيون، وذلك بعد أن نستعرض حكايات الضحايا، وهى الحكايات التى يشعر المرء وهو يكتبها بأنه أمام مرة من المرات القليلة للغاية، التى لا يستطيع القلم أن ينقل فيها حجم الألم الذى يظهر فى أصوات الضحايا، وأن ينقل بكل ما يعرفه من كلمات نبرة الصوت الحزينة، و«التنهيدات»، ورائحة الندم والعجز والحسرة، والبكاء الذى قطع الكثير من حديث الضحايا، وكذلك مقدار عجز كلمات المواساة فى وجه المأساة.
مها فاروق، تعمل مديرة قطاع فى أحد البنوك الاستثمارية، قبل ثمانى سنوات ذهبت مع والدتها لعمل نظارة جديدة لدى أحد الأطباء بمنطقة مصر الجديدة، سألها الطبيب: «لماذا ترتدين نظارة؟»، وأخبرها أن هذه «موضة» قديمة وانتهت، وعرض عليها إجراء عملية «ليزك» لتصحيح النظر، سألته إن كان هناك أى مضاعفات للعملية، فأخبرها بأنها عملية آمنة تمامًا، وبالفعل بعد 3 أيام أجرت مها عملية «الليزك»، وبعدها فوجئت بعينها تبكى باستمرار دون توقف، أو حسب لفظها «حنفية ميه مفتوحة فى عينى»، فهاتفت الطبيب الذى ظل يطمئنها أن هذا أمر طبيعى، وطالبها بوضع «قطرة العيون» التى كتبها لها.
انقضت 3 أيام بعد العملية، والوضع على ما هو عليه، ذهبت إلى الطبيب الذى أخبرها أنها أصيبت بـ«فيروس»، وعلى مدى أشهر طويلة ظلت تتردد عليه لعلاج هذا الفيروس المزعوم، وفى كل مرة يكتب لها أدوية جديدة دون جدوى، بعد أشهر من العلاج بأدوية مختلفة لم تعد تثق فيه، وذهبت إلى طبيب جديد لتكتشف الكارثة.
فاجأ الطبيب الجديد مها بما حدث لها، بأن قرنية عينها ضعيفة، ولم تكن تسمح بإجراء تلك العملية، وأن الحالة ليس لها علاج.. أغلق الطبيب لها القناة الدمعية وقام بعملية تركيب «عدسة حماية» على القرنية التى باتت ضعيفة.. توقفت الدموع وهدأت الآلام لكن كل هذا لم يكن سوى إجراء مؤقت، تحتاج مها إلى تغيير العدسة كل شهر، وإجراء قفل جديد للقناة الدمعية، لكن هذا ليس الأسوأ.
شيئًا فشيًا بدأت حياتها تتدهور، أصبحت الرؤية عندها عملية صعبة، فهى مسؤولة فى أحد البنوك، وتقوم بالتوقيع على مستندات قيمتها بملايين الجنيهات، بحسب وصفها. تروى هى تلك المأساة لـ«اليوم السابع» فتقول: «بدأت أطلب من موظف صغير الجلوس بجوارى كى يقرأ لى ما أقوم بالتوقيع عليه، كنت أشعر بالرعب حتى لا أوقع على مستند خاطئ، بدأت لا أرى أى شىء على شاشة الكمبيوتر أو الهاتف، فقدت تمييز الألوان، أصبحت أرى الأحمر أخضر، لم أعد أستطيع أن أقود سيارتى، أو حتى السير فى الشمس، لم أعد قادرة على السير فى الشارع وحدى، لابد لى من مرافق فى سيرى، لم أعد أشاهد التلفاز، انتهت حياتى تمامًا، واضطررت فى النهاية إلى أن أترك العمل بعد أن عجزت عن الرؤية، وذلك رغم احتياجى الشديد له، حاولت طويلًا أن أستمر فى العمل، فأنا لا مصدر دخل لى سواه، رغم تحذيرات الطبيب أن العمل سيرهق عينى أكثر وسأفقد بصرى بالكامل، وفى النهاية اضطررت أن أجلس فى بيتى وأترك عملى، وبقيت غير قادرة على العيش».
واجهت مها الطبيب الذى أجرى لها عملية «الليزك» بما فعل، تقول إنه ألمح لها بإمكانية تعويضها لكنها رفضت، واعترف لها بأن قرنيتها كانت ضعيفة لكنه كان يراهن على العلم الذى تقدم، قررت مها أن تطارد الطبيب بالشكاوى، وبالفعل تقدمت بشكوى ضده فى نقابة الأطباء، لكنها بعد أشهر حين ذهب محاميها ليسأل عن الشكوى لم يجدها موجودة، ونفى الموظفون تسلمهم لشكواها.
تختتم مها فاروق حديثها: «مستقبلى ضاع، شقى 30 عاما انتهى، ترقياتى ضاعت، عمرى كله كان لعملى، كان منصبى كبيرًا فى البنك، لكن كل هذا بات من الماضى، أصبحت لدى مشاكل مادية بخلاف المشاكل النفسية، الكلمات التى تقال لى من البعض كانت جارحة: هوا إنتى بتشوفى.. مش عارفة أعمل إيه!».
لم يكن طبيب الباطنة، الدكتور شريف سعيد، يدرك وهو يدخل عيادة طب العيون لإجراء جراحة لتصحيح النظر بـ«الليزك»، بأن حياته ستنقلب رأسًا على عقب بعد إجراء هذه العملية، وبأنه سيصبح بعدها مؤسسًا لرابطة على «فيس بوك» لضحايا عمليات «ليزك العيون»، ينشط عليها نحو 13 ألف شخص، ويرفعون شعار «بلاش ليزك نضارتك نعمة».