مشاهدة النسخة كاملة : هل تغيرت مشاعرك عندما عرفت ان الدراسه اخر رمضان؟؟


شمس بياض
24-09-2008, 12:52 AM
هل تغيرت مشاعركم عندما علمتم بموعد الدراسه انه اخر الشهر الكريم؟مثل ام احمد؟تعالوا نرى بماذا نرد عليها
كانت أم أحمد في غاية الفرحة لما علمت أن الدراسة لن تكون في رمضان، ثم تغيَّرت مشاعرها بعدما علمت أن الدراسة في آخر أيام رمضان.. في عشر العتق.. في عشر الاعتكاف والقيام.. أيام المسارعة إلى الخيرات.
وكلما اقترب موعد المدرسة ازداد حزنها على ما سوف تعانيه هي وأولادها؛ من نقصٍ في العبادات بالشكل الذي تعدُّه هي وأولادها لتلك الأيام الفضليات.
فأقول لك أم أحمد: على رسلك؛ فالوضع لن يكون بهذا السوء؛ فعلى العكس.. الدراسة تُنظم الوقت وتقسِّمه جيدًا، كما أن طلب العلم في حدِّ ذاته مرضاة لله عز وجل؛ فإن الملائكة تحف طالب العلم بأجنحتها، ويُعَدُّ طالب العلم مجاهدًا في سبيل الله.
كما يجب أن تعلِّمي أولادك أن طالب العلم مستحقٌّ للزكاة، ويجب الإنفاق عليه؛ لأنه يعدُّ نفسه لخدمة دينه ووطنه، وإذا مات وهو يتعلم بنية أن هذا العلم ينتفع به وينفع غيره؛ فسوف يُكتب عند الله من الشهداء بإذن الله.
كما أحب أن أُشير إلى أن رمضان شهر التعود على الطاعات، جعله الله موسمًا للخير، وعلى الطالب أن يتعوَّد على هذه الطاقة الجديدة، وهي طلب العلم، ويحرص عليها، ويُنظِّم أوقاته، ويُحصِّل العلم النافع، وبالتالي تبقى هذه العادة إلى ما بعد رمضان، وبالتالي يحرصون على التفوق من بابِ أنه طاعة لله عز وجل، وهذا المعنى يجب أن تؤكده الأم وتستغل فرصة أن القلوب مفتوحة لتحصيل العلم الصالح، وتقبل أي نصح في شأن ذلك.
أرأيت حبيبتي كم تكون الضارة نافعة!، فليس هناك طريق مسدود.. قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)﴾ (الليل)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة".
هيا نعد شعارات تحث على العلم، وطلب الثواب عند الله عز وجل من الآن، ونضعها في المنزل، بل في العمارة كلها، ونضع لافتاتٍ في الشوارع؛ استعدادًا لهذا الموسم الذي يجب أن يكون قويًّا منظمًا، نحصد فيه التفوق الدراسي إن شاء الله.
حبيبتي.. حتى يمر هذا العام الدراسي بسلام هيا ننفِّذ معًا بعض القواعد الفطرية، ومنها:
1- إننا جميعًا مختلفون في كل شيء؛ في طريقةِ أكلنا ولبسنا وقراءتنا، وأفهامنا وطريقة المذاكرة وكيفية التحصيل؛ فعلينا أن نترك هذا للطالب وليس لنا، ولكن نعطي خبرات مختلفة من الممكن أن يأخذ منها الطالب في حالة عدم وضوح شيء معين، ونتركه يجرِّب كيف يصل إلى التفوق بطريقته، ونجعل من ذلك الشعار لوحةً في غرفته "احصل على التفوق بطريقتك"، مع الحذر من الطرق غير الشرعية؛ فلا غشَّ ولا أساليبَ لا تليق، ولا تقارني بينه وبين إخوته، بل يمكن أن يستفيد بعضًا من خبرات الآخر، ونجعل ذلك في جوٍّ من الحب بدلاً من أن يكره الولد أخاه المتفوق مثلاً.
2- حددي يومًا أسبوعيًّا نقوم فيه بعمل نشاط ما، فمثلاً اجعلي كل واحد من أولادك يقترح طريقةً جديدةً في القراءة السريعة المفيدة، ولتعطِ لهم أسئلة مثل الألغاز واطلبي منهم التفكير فيها بشكلٍ غير معتاد وغير تقليدي، واختاري كل مرة طريقةً لواحدٍ منهم وحييه على تلك الطريقة في التفكير، وبالتالي سوف يجد كل واحد نفسه- بالرغم من أنه مختلف عن غيره- متفوقًا أيضًا؛ فالتفوق ليس طريقًا واحدًا بل طرق عديدة، وبالتالي نحن نعد جيلاً مبدعًا وليس عاديًّا؛ فالإبداع له صفات: الأصالة.. الطلاقة.. والمرونة.
4- عليك أن تعرِّضي ولدك دائمًا لأنشطة عديدة؛ يختار منها ما يناسب قدراته ومواهبه، ولا تفرضي عليه شيئًا، ولكن إن أردت أن تلحقيه بنشاط رياضي مفيد له فعليك بالتدرج فيه حتى يحبه، وكذلك إيجاد أصدقاء له في ذلك النشاط، وأن يكون المدرب محبًّا للولد حتى يبدأ في حب ذلك النشاط ويكون الولد قويًّا.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"، وعن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قال: "علِّموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل"، وأعرفُ أنك سوف تقولين: "إنني أشعر بارتباك وأنت تقولين لي الرياضة ودراسة ورمضان!"، فلا ترتبكي؛ فكل هذا فرصة لتعرف الأولاد بعضهم على بعض.
5- علمي أولادك بأن أهم الانتصارات الإسلامية كانت في رمضان في الحر الشديد دون وسائل حديثة لتبريد الجو وصيف العطش الشديد، والماء ليس مثلجًا مثل اليوم، وحيث العدة والعتاد القليل والمشقة في كل شيء؛ في الحصول على المأكل والمشرب ومحاربة أعداء الإسلام.
واحكي لهم قصص شباب الصحابة وكيف كانوا في حياتهم كلها من جد وتقوى الله عز وجل رغم حداثة سنهم، وحثيهم على قراءتها أيضًا؛ فها هو سيدنا علي وسيدنا أسامة بن زيد وغيرهم الكثير، ومن بعدهم صلاح الدين، وآخر انتصارات المسلمين 6 أكتوبر "العاشر من رمضان" في العصر الحديث أيضًا.
وعلِّميهم أيضًا أن الصحابة كانوا مختلفين؛ كل واحد له بصمته الخاصة وتأثيره المتميز، وكلٌّ منهم له دور يؤديه لا يؤديه أحد غيره.
وسوف أحكي لك قصة تدل على أننا جميعًا ليس لدينا وجهة نظر واحدة، وهذا ليس عيبًا، بل هو التفاعل والتميز:
هل تعلمي ما هو الفيل؟!.
يُحكَى أن ثلاثة مكفوفين دخلوا غرفة بها فيل، وطُلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ويصفوه؛ فبدءوا في تحسس الفيل حتى يصفوه كما طُلب منهم.
قال الأول: الفيل هو أربعة أعمدة على الأرض، وقال الثاني: الفيل يشبه الثعبان تمامًا، وقال الثالث: بل هو مكنسة كهربائية.
وبدءوا في الشجار، وتمسك كلٌّ منهم برأيه، وأخذوا يتجادلون، بل نعتوا بعضهم البعض بالكذب والخداع.
وبالتأكيد لاحظتِ أن الأول أمسك بأرجله، والثاني أمسك بذيله، والثالث بخرطومه.. هل كان أحدهم يكذب؟! بالطبع لا.
ولكن للحقيقة أكثر من وجه؛ فحين نختلف لا يعني أن أحدنا على خطأ، بل علينا بالحوار الهادئ المفيد حتى نستوعب وجهات النظر المختلفة ونعزز الجميل المفيد والأعم منها، ونقبل الأخرى والأقل تأثيرًا مع محاولة تغيير هذه الوجهات بشكل تدريجي أو إكمالها.
6- اتخذي من هذه الأيام قوةً دافعةً للنجاح في هذا العام؛ فعليك بقوة الكلمات الدافعة وليست الهادمة.
وأقص عليك قصة أجمل توضح ما أقصد:
كان هناك مجموعة من الضفادع الصغيرة تشارك في منافسة، والهدف هو الوصول إلى قمة برج عالٍ، وكانت جموع الجماهير تعتقد أن الضفادع الصغيرة لا تستطيع تحقيق ذلك الإنجاز، فانطلقت العبارات: "صعب.. لن تستطيع أبدًا الوصول إلى أعلى ولا يوجد لديها فرصة.. البرج عالٍ"، بدأت بعض الضفادع الصغيرة في السقوط واحدة وراء الأخرى، واستمرت الجماهير تصرخ "صعبة جدًّا.. لا أحد سيفعلها ويصل إلى أعلى البرج"، عدد أكبر من الضفادع الصغيرة بدأ في التعب والاستسلام ثم السقوط، ولكن أحدها استمر في الصعود إلى أعلى فأعلى، وفي النهاية استسلمت الضفادع جميعًا عدا ضفدع واحد هو الذي وصل إلى القمة.
وبطبيعة الحال أرادوا معرفة كيف استطاع أن يحقق ما عجز عنه الآخرون، أحد المتسابقين سأل الفائز: "ما سر فوزك؟"، وكانت الإجابة أنه كان لا يسمع هذه الكلمات التي كانت لها قوة هزمت كل الضفادع.
لا تستمعي أبدًا إلى الأشخاص السلبيين؛ لأنهم سوف يبعدونك عن أحلامك المحببة والأمنيات، وكوني حذرة من قوةِ الكلمات؛ فكل ما تسمعينه وتقرئينه سيتحكم في أفعالك من الأمور المهمة.
النمذجة
فعليك استبدال النماذج التي تتعلق الأولاد بها بنماذج حقيقية حققت نجاحات أفادت الأمة كلها في السابق من الصحابة والسلف الصالح، وهناك وسائل شيقة لعرض قصص هؤلاء بالكمبيوتر أو التليفزيون أو وسائل أخرى، ثم العلماء في كل مجال من السابق حتى عصرنا هذا أيضًا.
وبالتالي فإن النمذجة هدفها اتخاذ نموذج قدوة حسن يقتدي بها الطالب يكون أمام عينيه؛ أن يكون مثل فلان في كل شيء؛ صفاته، أخلاقه، علمه، معاملاته مع أهله، وضعي شعارًا على حائط حجرته (العالم فلان- الطبيب فلان، المهندس فلان، الداعية فلان، (فلان اسم الطالب نفسه) حتى يحدد هدفه ويضعه نصب عينه فلا يحيد عنه، وكلما كانت الأسرة متماسكةً وكان جوها دافئًا كان ذلك معينًا على التفوق.
وأخيرًا.. أرأيتِ أم الإمام الشافعي.. أرجوكِ اقرئي قصته وكيف أصبح من أحد الأئمة الأربعة.. كيف أصبح مرفوعَ الذكر إلى يومنا هذا؟! كيف باليتيم الفقير أن يكون سراجًا قمرًا يسطع في سماء دنيانا.

ayman615
24-09-2008, 07:03 AM
جزاك الله كل خير

MoSTaFa NoUR
24-09-2008, 07:08 AM
النمذجة
فعليك استبدال النماذج التي تتعلق الأولاد بها بنماذج حقيقية حققت نجاحات أفادت الأمة كلها في السابق من الصحابة والسلف الصالح، وهناك وسائل شيقة لعرض قصص هؤلاء بالكمبيوتر أو التليفزيون أو وسائل أخرى، ثم العلماء في كل مجال من السابق حتى عصرنا هذا أيضًا.
وبالتالي فإن النمذجة هدفها اتخاذ نموذج قدوة حسن يقتدي بها الطالب يكون أمام عينيه؛ أن يكون مثل فلان في كل شيء؛ صفاته، أخلاقه، علمه، معاملاته مع أهله، وضعي شعارًا على حائط حجرته (العالم فلان- الطبيب فلان، المهندس فلان، الداعية فلان، (فلان اسم الطالب نفسه) حتى يحدد هدفه ويضعه نصب عينه فلا يحيد عنه، وكلما كانت الأسرة متماسكةً وكان جوها دافئًا كان ذلك معينًا على التفوق.
وأخيرًا.. أرأيتِ أم الإمام الشافعي.. أرجوكِ اقرئي قصته وكيف أصبح من أحد الأئمة الأربعة.. كيف أصبح مرفوعَ الذكر إلى يومنا هذا؟! كيف باليتيم الفقير أن يكون سراجًا قمرًا يسطع في سماء دنيانا.


تسلم ايدك وجزاك الله كل خير

شمس بياض
24-09-2008, 08:19 PM
جزانا واياكم اخى مصطفى صالح الاعمال وخير الجزاء