msamido
29-04-2006, 12:11 AM
ده الجزء التاني ياااااااااارب يحوز اعجابكم
اترككم مع الحديث
بالفساد وحده..2
العرب أقاموا أعظم دولة عظيمة فى الأندلس …
دولة أنارت أوروبا كلها ، بعلومها ، وفنونها ،وبالعدل العاقل الهادئ ، الذى كان أساس حكمها ، وقاعدة نشاطها وتطوّرها …
ومن تلك الدولة ، انتشرت الحضارة فى أوروبا كلها ..
خرجت علوم وفلسفات جديدة ، أضاءت العقول والقلوب ، وبدأت عصراً جديداً من المعرفة ، لم يشهد التاريخ له مثيلاً ، فى العصور الحديثة كلها ، حتى أصبحت الأندلس قبلة لكل طالب علم ، أو باحث عن المعرفة ، أو فيلسوف يسعى للبحث عن الحقيقة …
أية حقيقة ...
وفى ظل حكم مثالى كهذا ، ظهرت أنواع جديدة من الفنون ، والعلوم ، والآداب ، وتطوّرت المعارف القديمة ، وتعدّلت ، وتمكّنت ، وبرزت ، وأصبح من الضرورى لكل دارس ، وكل باحث ، من أن يتعلّم اللغة العربية ، وأن يتقنها ؛ باعتبارها لغة العلم والفلسفة والحضارة …
وكان من الممكن أن يستمر هذا للأبد ، وأن تظل الأندلس أعظم منارة فى العالم …
بل وربما أصبحت سيّدة النظام العالمى كله ، مع عجلة التقدّم والتطوّر …
لولا تلك الآفة القاتلة …
الفساد …
فمع التفوّق والقوّة والنجاح ، ينمو شعوران قويان …
الزهو …
والاسترخاء …
وفى أعماق الكبار يولد شعور مقيت بأنهم سادة ، لا أحد يملك لهم نفعاً أو ضراً ، وماداموا يحكمون فمن الطبيعى أن يتحكّمون …
ومن هنا تبدأ الكارثة …
تماماً مثلما حدث فى الأندلس …
الكبار بدءوا يتعاملون باعتبارهم فوق القانون ، ولهم الحق فى أن يفعلوا ما شاء لهم أن يفعلوا ، وأن يمنحوا ، ويهبوا ، ويمنعوا ، دون ضابط أو رابط ..
وليس على الشعب سوى السمع والطاعة …
باختصار ، أصبح النظام فى الأندلس قائم على أن ينقسم المجتمع إلى فئتين ، لا ثالث لهما ...
السادة ..
والعبيد ...
وبعد أن كانت الأندلس مثالاً للعدل ، انتشر فيا الظلم ، وأطلّ منها الفساد برأسه ، ليجثم على نفوس الكل ..
وكما يحدث دوماً بدأ الفساد فى أوّله بين الطبقات القوية ، الحاكمة والمسيطرة على مقاليد الأمور ، ثم لم يلبث أن توغّل وانتشر ،دون أن يجرؤ أحد ، أو يستطيع مخلوق واحد الوقوف فى وجهه ، أو التصدّى له ؛ لأن الأمراء والأكابر كانوا أوّل من يمارسه ..
ويؤيده ..
ويسبغ عليه القوّة والحماية أيضاً ؛ باعتبارهم أصحاب السلطة والقوة والنفوذ ، والقانون …
وبدلاً من محاربة الفساد ، الذى ينخر فى كيان الدولة العظيمة ببطء ، انشغل الكل فى التشدّق بالمنجزات ، والتغنى بالتاريخ ، والقوّة ، والسطوة , ولأوّل مرة راحت الأندلس تستنزف طاقتها فى قهر الفكر ، ومحاربة العقائد ، وتركت الفساد يستشرى ، ويستشرى ، ويستشرى …
سيناريو متكرّر انتهى بالدولة العظيمة إلى نهاية حتمية ، سأم التاريخ من تكرارها ، بنفس التسلسل ، دون أن يتعلّم أحد …
وانهارت الأندلس …
سقطت الدولة العظمى ، وانطفأت منارة العلم ، وانخسفت دولة العرب فى أوروبا ..
وأيضاً .... بالفساد وحده ..
وللحديث بقية
نبيل فاروق
اترككم مع الحديث
بالفساد وحده..2
العرب أقاموا أعظم دولة عظيمة فى الأندلس …
دولة أنارت أوروبا كلها ، بعلومها ، وفنونها ،وبالعدل العاقل الهادئ ، الذى كان أساس حكمها ، وقاعدة نشاطها وتطوّرها …
ومن تلك الدولة ، انتشرت الحضارة فى أوروبا كلها ..
خرجت علوم وفلسفات جديدة ، أضاءت العقول والقلوب ، وبدأت عصراً جديداً من المعرفة ، لم يشهد التاريخ له مثيلاً ، فى العصور الحديثة كلها ، حتى أصبحت الأندلس قبلة لكل طالب علم ، أو باحث عن المعرفة ، أو فيلسوف يسعى للبحث عن الحقيقة …
أية حقيقة ...
وفى ظل حكم مثالى كهذا ، ظهرت أنواع جديدة من الفنون ، والعلوم ، والآداب ، وتطوّرت المعارف القديمة ، وتعدّلت ، وتمكّنت ، وبرزت ، وأصبح من الضرورى لكل دارس ، وكل باحث ، من أن يتعلّم اللغة العربية ، وأن يتقنها ؛ باعتبارها لغة العلم والفلسفة والحضارة …
وكان من الممكن أن يستمر هذا للأبد ، وأن تظل الأندلس أعظم منارة فى العالم …
بل وربما أصبحت سيّدة النظام العالمى كله ، مع عجلة التقدّم والتطوّر …
لولا تلك الآفة القاتلة …
الفساد …
فمع التفوّق والقوّة والنجاح ، ينمو شعوران قويان …
الزهو …
والاسترخاء …
وفى أعماق الكبار يولد شعور مقيت بأنهم سادة ، لا أحد يملك لهم نفعاً أو ضراً ، وماداموا يحكمون فمن الطبيعى أن يتحكّمون …
ومن هنا تبدأ الكارثة …
تماماً مثلما حدث فى الأندلس …
الكبار بدءوا يتعاملون باعتبارهم فوق القانون ، ولهم الحق فى أن يفعلوا ما شاء لهم أن يفعلوا ، وأن يمنحوا ، ويهبوا ، ويمنعوا ، دون ضابط أو رابط ..
وليس على الشعب سوى السمع والطاعة …
باختصار ، أصبح النظام فى الأندلس قائم على أن ينقسم المجتمع إلى فئتين ، لا ثالث لهما ...
السادة ..
والعبيد ...
وبعد أن كانت الأندلس مثالاً للعدل ، انتشر فيا الظلم ، وأطلّ منها الفساد برأسه ، ليجثم على نفوس الكل ..
وكما يحدث دوماً بدأ الفساد فى أوّله بين الطبقات القوية ، الحاكمة والمسيطرة على مقاليد الأمور ، ثم لم يلبث أن توغّل وانتشر ،دون أن يجرؤ أحد ، أو يستطيع مخلوق واحد الوقوف فى وجهه ، أو التصدّى له ؛ لأن الأمراء والأكابر كانوا أوّل من يمارسه ..
ويؤيده ..
ويسبغ عليه القوّة والحماية أيضاً ؛ باعتبارهم أصحاب السلطة والقوة والنفوذ ، والقانون …
وبدلاً من محاربة الفساد ، الذى ينخر فى كيان الدولة العظيمة ببطء ، انشغل الكل فى التشدّق بالمنجزات ، والتغنى بالتاريخ ، والقوّة ، والسطوة , ولأوّل مرة راحت الأندلس تستنزف طاقتها فى قهر الفكر ، ومحاربة العقائد ، وتركت الفساد يستشرى ، ويستشرى ، ويستشرى …
سيناريو متكرّر انتهى بالدولة العظيمة إلى نهاية حتمية ، سأم التاريخ من تكرارها ، بنفس التسلسل ، دون أن يتعلّم أحد …
وانهارت الأندلس …
سقطت الدولة العظمى ، وانطفأت منارة العلم ، وانخسفت دولة العرب فى أوروبا ..
وأيضاً .... بالفساد وحده ..
وللحديث بقية
نبيل فاروق