مشاهدة النسخة كاملة : إمكانية إعداد المعلم بدون علم النفس التربوي


nahoous
23-10-2008, 02:35 PM
أن مهمة علم النفس التربوي تزويد المعلم بالمبادئ النفسية الصحيحة التي تتناول مشكلات التربية ومسائل التعلم المدرسي. فماذا يحدث إذا لم يتوافر للمعلم مثل هذه المبادئ يمكن للمعلم في هذه الحالة أن يلجأ إلى بعض الطرق غير العلمية بحثا عن انسب وسائل التدريس .
بعض الطرق المقترحة على المعلم للتدريس :
1 – محاكاة معلم قديم أو زميل خبير : من المعروف أن بعض الملمين يمارسون المهنة دون إعداد تربوي ونفسي ملائم ، وحسبنا أن نشير إلى تلك الظاهرة التي لا زالت شائعة في معظم الأقطار العربية وهي تعيين خريجي الجامعات من غير الكليات التربوية في وظائف المعلمين عقب التخرج مباشرة ، وقد يتلقون بعض التدريب المبستر أثناء الخدمة ، ولعل أسهل الطرق التي يلجأ إليها بعضهم أن يحاكي معلما قديما له أو زميلا خبيرا معه على أمل أن يصبح على الأقل مثله . وبالطبع فان المحاكاة قد تعطي قدرا من الأمن والاستقرار و ثروة الحكمة الصائبة ، ألا إنها قد لا تكون كذلك وخاصة إذا كان النموذج الذي يختاره المعلم للمحاكاة ليس نموذجا جيدا بذلك فهي تصبح عائقا في تقدمه المهني ما لم يعيد النظر في النموذج الذي يحاكيه .
2 – الوصفات التقليدية في الفلكلور التربوي : قد يلجأ بعض هؤلاء المعلمين إلى " الفلكلور التربوي " التقليدي الذي ينتقل من جيل إلى جيل على أساس أن قواعد هذا الفلكلور ومبادئه قد اجتازت اختبار الزمن وبالتالي أصبحت صحيحة إلا ان حقائق الحياة الاجتماعية تؤكد لنا أن ليس كل ما يجتاز اختبار الزمن يعتد صالحا فكثير من التقاليد الاجتماعية التي لا تساير العصر (كتقاليد الأفراح والأخذ بالثأر والمآتم وغيرها ) استمر أجيالا كثيرة ومع ذلك لا يعد بأي معيار معاصر تقليدا اجتماعيا مقبولا وحتى لو كانت هذه الوصفات التقليدية صحيحة فأن اختلافها يتنوع باختلاف الظروف والأهداف التربوية .
3 – استخدام أسلوب المحاولة والخطأ : الأسلوب الثالث الذي قد يلجأ إليه المعلم غير البصير بمباديء علم النفس التربوي هو ما يسمى أسلوب المحاولة والخطأ . وهذا الأسلوب يتميز بالعشوائية الكاملة وتحكمه بالمصادفة ابحثه ، وبالتالي فهو عادة مضيع للوقت والجهد . وهكذا نجد أن من المهم للمعلم أن يبدأ بمجموعة من " المبادئ النفسية الصحيحة " حول التعلم المدرسي ، وبذلك يستطيع أن يختار على أسس عقلانية أفضل الطرق التي تستحق التجريب أو المحاولة بدلا من اللجوء إلى الحكم الانطباعي أو الفهم الهام أو الحيل التربوية التقليدية أو الخبرة الشخصية المحدودة . بهذا يضيق أمام المعلم نطاق الاختيار بين ما يستحق المحاولة وما لا يستحق فكثير من البدائل يمكن استبعاده ما دام لا يتفق مع القواعد أو المبادئ التي دعمها البحث العلمي المنظم في علم النفس التربوي .