حـHoSaMـسام
31-10-2008, 05:27 AM
القطيع الفاسد ليسوا سوي اولادنا !!!
29/10/2008
http://www.egypty.com/Component/Photo/Miscellaneous/20081029131107_MiscellaneousPhoto2.jpg
هـكذا نتصدي للتحرش
لا شك أننا جميعا تلقينا خبر قيام العشرات من أبنائنا بالتحـرش الجمـــــاعي ببعض الفتيات بشارع جامعة الدول العربية بحزن شديد, وعقب وقوع هذا العدوان الاصفر تعالت الأصوات وسالت الأقلام مطالبة بضرورة توقيع اقصي عقوبة علي هؤلاء الشباب!!, والتنكيل بهم, وجعلهم عبرة لمن يعتبر!!.لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل هؤلاء الشباب ـ رغم شناعة ما ارتكبوه ـ
مجرمون يجب تطبيق المادة268 من قانون العقـــوبات عليهم والتي تنص علي معاقبة كل من هتك عرض انســـان بالقوة او التهديد او الشروع في ذلك بالسـجن من ثلاث الي سبع سنوات!!, ام انهم ضحايا لبيئة اجتماعية فاسدة ترعرعوا بداخلها, وسري ماؤها الفاسد داخل اوردتهم وعروقهم فيحتاجون حينئذ الي علاج واصلاح!!.
وبداية لابد من التذكرة بأن هذا القطيع الفاسد ليسوا سوي اولادنا!!!, وهذا الحادث الذي وقع بشارع جامعة الدول العربية جرس انذار دق ليعلن عن حقيقة تفرض نفسها ولا نملك فرارا منها وهي انهم حصادنا وثمرة تربيتنا لهم!!!, انهم شباب سيتولي مقاليد الامور في المستقبل القريب, ولك ان تطلق العنان لنفسك لتتخيل هذا القطيع الفاسد وهو يقود اجيالا قادمة!!, فهل هذا القطيع الفاسد يمكن اعتباره ضحية اسرة اهملت تربيته!!, ولم توفر له غير الطعام والشراب والكسوة من غير ان تعمل علي تربيته روحيا واخلاقيا وبدنيا وعقليا!!, ام انهم ضحايا اب مهمل لا يري اولاده غير ساعات قليلة كل اسبوع ولا يدري شيئا عن احوالهم واخلاقهم!!, ام انهم ضحايا ام اقتصر دورها علي اعداد الطعام وتنظيف البيت ولا تفعل شيئا داخل البيت طوال النهار غير الصراخ في وجه اولادها بسبب وبغير سبب!!.
ام انهم ضحايا مدرسة لا تربية فيها ولا تعليم وتحولت الي وكر يجتمعون بداخله مع اقرانهم ممن هم علي ذات الشاكلة ليفسد بعضهم بعضا, مدرسة قضت علي مواهبهم واورثتهم كراهية شديدة للعلم والتعلم وشراء النجاح بالدروس الخصوصية!! ام انهم ضحايا لدور العبادة التي لا تري شيئا غير ذلك الماضي البعيد وعجز خطباؤها عن ربط الحاضر بالماضي!!, واكتفوا بعبارات التعنيف والتوبيخ والتهديد والوعيد!! ولا يوضحون للناس كيف يحفظون انفسهم وعقولهم من تحديات واخطار احاطت بهم من كل جانب!!.
ام ان هؤلاء الشباب ضحايا لبعض الفضائيات التي تخصصت في تقديم كل ابتذال وسقوط, فالأجساد عارية, والألحان شاذة, والاعلانات مثيرة للغرائز, وتستغل تلك الشهوات المكبوتة لتجعل منها نارا تلظي تحرق الظاهر والباطن!!, ام انهم ضحايا لهذا الخواء الفكري الذي اصبح سمة من سمات امتنا العربية وصار لها علامة تعرف بها بين الأمم والشعوب!! ام ان كل هذه الاسباب قد اجتمعت واحاطت بهم من كل جانب فمسخت نفوسهم, ودمرت عقولهم, وقتلت انتماءهم لاوطانهم!!.
ان هؤلاء الشباب هم ثمرة الاهمال والبطالة والخواء الروحي والنفسي, وهذا القطيع الفاسد نذير شؤم لايكفي لعلاجه تكثيف الوجود الامني, فالمطلوب تحقيقه هو الردع بقوة الضمائر والاخلاق!!, لان التربية الصحيحة هي الضمان الوحيد لاستقرار امن المجتمع وامانه, ان الشرطة قد تحقق الامن, لكن الأمان لا يتحقق الا تحت ظلال التربية الصحيحة!!, فقوانين العقوبات انما جعلت لردع فئة قليلة ماتت ضمائرها فاستباحت كل شئ لنفسها ولا يتصور ابدا ان تتمكن هذه القوانين ـ مهما كانت صارمة ـ من تهذيب جيل او بناء الامة, فالأمم انما تبني بالتربية لا بالعقوبات وحدها!!.
اننا اليوم نعاني من ازمة تربوية قاسية, وهذه الأزمة هي التي اوصلت هؤلاء الشباب الي هذا المستوي المتدني من الاخلاق, واعتقد اننا اذا لم نقم بمواجهة انفسنا في قيامنا بما يجب علينا القيام به نحو ابنائنا فلنعلم اننا سنكون اول ضحايا عدوانهم وسوء تربيتهم!!.
ان التربية الصحيحة هي التي جعلت تلك الفتاة المؤمنة ترفض الانصياع لاوامر امها حين امرتها بخلط اللبن بالماء وقالت قولتها الرائعة: اذا كان عمر لا يرانا, فإن رب عمر يرانا!! لكن كيف يتحقق ذلك وقد تحولت التربية الروحية الي بحوث عقيمة غير مفهومة والتربية البدنية مجرد حبر علي ورق, والتربية العقلية اوهام نضحك بها علي انفسنا!!.
فهل آن الآوان لوقفة مع انفسنا داخل البيت والمدرسة والاعلام ودور العبادة لنتعلم كيف نربي ليرتدع ابناؤنا عن الاستجابة لرعونات نفوسهم بقوة الضمائر والاخلاق!!!, لا بقوة الحبس والضرب!!
منقول من الأهرام المسائي
29/10/2008
http://www.egypty.com/Component/Photo/Miscellaneous/20081029131107_MiscellaneousPhoto2.jpg
هـكذا نتصدي للتحرش
لا شك أننا جميعا تلقينا خبر قيام العشرات من أبنائنا بالتحـرش الجمـــــاعي ببعض الفتيات بشارع جامعة الدول العربية بحزن شديد, وعقب وقوع هذا العدوان الاصفر تعالت الأصوات وسالت الأقلام مطالبة بضرورة توقيع اقصي عقوبة علي هؤلاء الشباب!!, والتنكيل بهم, وجعلهم عبرة لمن يعتبر!!.لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل هؤلاء الشباب ـ رغم شناعة ما ارتكبوه ـ
مجرمون يجب تطبيق المادة268 من قانون العقـــوبات عليهم والتي تنص علي معاقبة كل من هتك عرض انســـان بالقوة او التهديد او الشروع في ذلك بالسـجن من ثلاث الي سبع سنوات!!, ام انهم ضحايا لبيئة اجتماعية فاسدة ترعرعوا بداخلها, وسري ماؤها الفاسد داخل اوردتهم وعروقهم فيحتاجون حينئذ الي علاج واصلاح!!.
وبداية لابد من التذكرة بأن هذا القطيع الفاسد ليسوا سوي اولادنا!!!, وهذا الحادث الذي وقع بشارع جامعة الدول العربية جرس انذار دق ليعلن عن حقيقة تفرض نفسها ولا نملك فرارا منها وهي انهم حصادنا وثمرة تربيتنا لهم!!!, انهم شباب سيتولي مقاليد الامور في المستقبل القريب, ولك ان تطلق العنان لنفسك لتتخيل هذا القطيع الفاسد وهو يقود اجيالا قادمة!!, فهل هذا القطيع الفاسد يمكن اعتباره ضحية اسرة اهملت تربيته!!, ولم توفر له غير الطعام والشراب والكسوة من غير ان تعمل علي تربيته روحيا واخلاقيا وبدنيا وعقليا!!, ام انهم ضحايا اب مهمل لا يري اولاده غير ساعات قليلة كل اسبوع ولا يدري شيئا عن احوالهم واخلاقهم!!, ام انهم ضحايا ام اقتصر دورها علي اعداد الطعام وتنظيف البيت ولا تفعل شيئا داخل البيت طوال النهار غير الصراخ في وجه اولادها بسبب وبغير سبب!!.
ام انهم ضحايا مدرسة لا تربية فيها ولا تعليم وتحولت الي وكر يجتمعون بداخله مع اقرانهم ممن هم علي ذات الشاكلة ليفسد بعضهم بعضا, مدرسة قضت علي مواهبهم واورثتهم كراهية شديدة للعلم والتعلم وشراء النجاح بالدروس الخصوصية!! ام انهم ضحايا لدور العبادة التي لا تري شيئا غير ذلك الماضي البعيد وعجز خطباؤها عن ربط الحاضر بالماضي!!, واكتفوا بعبارات التعنيف والتوبيخ والتهديد والوعيد!! ولا يوضحون للناس كيف يحفظون انفسهم وعقولهم من تحديات واخطار احاطت بهم من كل جانب!!.
ام ان هؤلاء الشباب ضحايا لبعض الفضائيات التي تخصصت في تقديم كل ابتذال وسقوط, فالأجساد عارية, والألحان شاذة, والاعلانات مثيرة للغرائز, وتستغل تلك الشهوات المكبوتة لتجعل منها نارا تلظي تحرق الظاهر والباطن!!, ام انهم ضحايا لهذا الخواء الفكري الذي اصبح سمة من سمات امتنا العربية وصار لها علامة تعرف بها بين الأمم والشعوب!! ام ان كل هذه الاسباب قد اجتمعت واحاطت بهم من كل جانب فمسخت نفوسهم, ودمرت عقولهم, وقتلت انتماءهم لاوطانهم!!.
ان هؤلاء الشباب هم ثمرة الاهمال والبطالة والخواء الروحي والنفسي, وهذا القطيع الفاسد نذير شؤم لايكفي لعلاجه تكثيف الوجود الامني, فالمطلوب تحقيقه هو الردع بقوة الضمائر والاخلاق!!, لان التربية الصحيحة هي الضمان الوحيد لاستقرار امن المجتمع وامانه, ان الشرطة قد تحقق الامن, لكن الأمان لا يتحقق الا تحت ظلال التربية الصحيحة!!, فقوانين العقوبات انما جعلت لردع فئة قليلة ماتت ضمائرها فاستباحت كل شئ لنفسها ولا يتصور ابدا ان تتمكن هذه القوانين ـ مهما كانت صارمة ـ من تهذيب جيل او بناء الامة, فالأمم انما تبني بالتربية لا بالعقوبات وحدها!!.
اننا اليوم نعاني من ازمة تربوية قاسية, وهذه الأزمة هي التي اوصلت هؤلاء الشباب الي هذا المستوي المتدني من الاخلاق, واعتقد اننا اذا لم نقم بمواجهة انفسنا في قيامنا بما يجب علينا القيام به نحو ابنائنا فلنعلم اننا سنكون اول ضحايا عدوانهم وسوء تربيتهم!!.
ان التربية الصحيحة هي التي جعلت تلك الفتاة المؤمنة ترفض الانصياع لاوامر امها حين امرتها بخلط اللبن بالماء وقالت قولتها الرائعة: اذا كان عمر لا يرانا, فإن رب عمر يرانا!! لكن كيف يتحقق ذلك وقد تحولت التربية الروحية الي بحوث عقيمة غير مفهومة والتربية البدنية مجرد حبر علي ورق, والتربية العقلية اوهام نضحك بها علي انفسنا!!.
فهل آن الآوان لوقفة مع انفسنا داخل البيت والمدرسة والاعلام ودور العبادة لنتعلم كيف نربي ليرتدع ابناؤنا عن الاستجابة لرعونات نفوسهم بقوة الضمائر والاخلاق!!!, لا بقوة الحبس والضرب!!
منقول من الأهرام المسائي