إيهاب خميس إدريس
08-11-2008, 04:46 PM
ومن آداب المتعلم : أن يتحرى رضا المعلم - وإن خالف رأي نفسه - ولا يغتاب عنده ولا يفشي له سرا , وأن يرد غيبته إذا سمعها , فإن عجز فارق ذلك المجلس . وألا يدخل عليه بغير إذن , وإذا دخل جماعة قدموا أفضلهم وأسنهم , وأن يدخل كامل الهيبة , فارغ القلب من الشواغل , متطهرا متنظفا بسواك , وقص شارب وظفر , وإزالة كريه رائحة , ويسلم على الحاضرين كلهم بصوت يسمعهم إسماعا محققا , ويخص الشيخ بزيادة إكرام , وكذلك يسلم إذا انصرف , ففي الحديث الأمر بذلك , ولا التفات إلى من أنكره , وقد أوضحت هذه المسألة في كتاب الأذكار .
ولا يتخطى رقاب الناس , ويجلس حيث انتهى به المجلس إلا أن يصرح له الشيخ أو الحاضرون بالتقدم والتخطي , أو يعلم من حالهم إيثار ذلك , ولا يقيم أحدا من مجلسه , فإن آثره غيره بمجلسه لم يأخذه إلا أن يكون في ذلك مصلحة للحاضرين , بأن يقرب من الشيخ , ويذاكره مذاكرة ينتفع الحاضرون بها , ولا يجلس وسط الحلقة إلا لضرورة . ولا بين صاحبين إلا برضاهما , وإذا فسح له قعد وضم نفسه , ويحرص على القرب من الشيخ ليفهم كلامه فهما كاملا بلا مشقة , وهذا بشرط أن لا يرتفع في المجلس على أفضل منه ويتأدب مع رفقته وحاضري المجلس , فإن تأدبه معهم تأدب مع [ ص: 68 ] الشيخ , واحترام لمجلسه . ويقعد قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين , ولا يرفع صوته رفعا بليغا من غير حاجة , ولا يضحك , ولا يكثر الكلام بلا حاجة , ولا يعبث بيده ولا غيرها , ولا يلتفت بلا حاجة , بل يقبل على الشيخ مصغيا إليه , ولا يسبقه إلى شرح مسألة أو جواب سؤال إلا أن يعلم من حال الشيخ إيثار ذلك , ليستدل به على فضيلة المتعلم . ولا يقرأ عليه عند شغل قلب الشيخ وملله وغمه , ونعاسه واستيقاظه , ونحو ذلك مما يشق عليه , أو يمنعه استيفاء الشرح . ولا يسأله عن شيء في غير موضعه إلا أن يعلم من حاله أنه لا يكرهه . ولا يلح في السؤال إلحاحا مضجرا , ويغتنم سؤاله عند طيب نفسه وفراغه , ويتلطف في سؤاله , ويحسن خطابه , ولا يستحي من السؤال عما أشكل عليه , بل يستوضحه أكمل استيضاح , فمن رق وجهه رق علمه , ومن رق وجهه عند السؤال ظهر نقصه عند اجتماع الرجال . وإذا قال له الشيخ : أفهمت ؟ فلا يقل : نعم , حتى يتضح له المقصود إيضاحا جليا ; لئلا يكذب ويفوته الفهم . ولا يستحي من قوله : لم أفهم , لأن استثباته يحصل له مصالح عاجلة وآجلة , فمن العاجلة : حفظه المسألة , وسلامته من كذب ونفاق , بإظهاره فهم ما لم يكن فهمه . ومنها : اعتقاد الشيخ اعتناءه ورغبته وكمال عقله وورعه , وملكه لنفسه وعدم نفاقه , ومن الآجلة ثبوت الصواب في قلبه دائما , واعتياده هذه الطريقة المرضية , والأخلاق الرضية .
وعن الخليل بن أحمد (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=14248)- رحمه الله - : منزلة الجهل , بين الحياء والأنفة . وينبغي إذا سمع الشيخ يقول مسألة , أو يحكي حكاية وهو يحفظها , أن يصغي لها إصغاء من لم يحفظها , إلا إذا علم من حال الشيخ إيثاره علمه بأن المتعلم حافظها .
ولا يتخطى رقاب الناس , ويجلس حيث انتهى به المجلس إلا أن يصرح له الشيخ أو الحاضرون بالتقدم والتخطي , أو يعلم من حالهم إيثار ذلك , ولا يقيم أحدا من مجلسه , فإن آثره غيره بمجلسه لم يأخذه إلا أن يكون في ذلك مصلحة للحاضرين , بأن يقرب من الشيخ , ويذاكره مذاكرة ينتفع الحاضرون بها , ولا يجلس وسط الحلقة إلا لضرورة . ولا بين صاحبين إلا برضاهما , وإذا فسح له قعد وضم نفسه , ويحرص على القرب من الشيخ ليفهم كلامه فهما كاملا بلا مشقة , وهذا بشرط أن لا يرتفع في المجلس على أفضل منه ويتأدب مع رفقته وحاضري المجلس , فإن تأدبه معهم تأدب مع [ ص: 68 ] الشيخ , واحترام لمجلسه . ويقعد قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين , ولا يرفع صوته رفعا بليغا من غير حاجة , ولا يضحك , ولا يكثر الكلام بلا حاجة , ولا يعبث بيده ولا غيرها , ولا يلتفت بلا حاجة , بل يقبل على الشيخ مصغيا إليه , ولا يسبقه إلى شرح مسألة أو جواب سؤال إلا أن يعلم من حال الشيخ إيثار ذلك , ليستدل به على فضيلة المتعلم . ولا يقرأ عليه عند شغل قلب الشيخ وملله وغمه , ونعاسه واستيقاظه , ونحو ذلك مما يشق عليه , أو يمنعه استيفاء الشرح . ولا يسأله عن شيء في غير موضعه إلا أن يعلم من حاله أنه لا يكرهه . ولا يلح في السؤال إلحاحا مضجرا , ويغتنم سؤاله عند طيب نفسه وفراغه , ويتلطف في سؤاله , ويحسن خطابه , ولا يستحي من السؤال عما أشكل عليه , بل يستوضحه أكمل استيضاح , فمن رق وجهه رق علمه , ومن رق وجهه عند السؤال ظهر نقصه عند اجتماع الرجال . وإذا قال له الشيخ : أفهمت ؟ فلا يقل : نعم , حتى يتضح له المقصود إيضاحا جليا ; لئلا يكذب ويفوته الفهم . ولا يستحي من قوله : لم أفهم , لأن استثباته يحصل له مصالح عاجلة وآجلة , فمن العاجلة : حفظه المسألة , وسلامته من كذب ونفاق , بإظهاره فهم ما لم يكن فهمه . ومنها : اعتقاد الشيخ اعتناءه ورغبته وكمال عقله وورعه , وملكه لنفسه وعدم نفاقه , ومن الآجلة ثبوت الصواب في قلبه دائما , واعتياده هذه الطريقة المرضية , والأخلاق الرضية .
وعن الخليل بن أحمد (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=14248)- رحمه الله - : منزلة الجهل , بين الحياء والأنفة . وينبغي إذا سمع الشيخ يقول مسألة , أو يحكي حكاية وهو يحفظها , أن يصغي لها إصغاء من لم يحفظها , إلا إذا علم من حال الشيخ إيثاره علمه بأن المتعلم حافظها .