مشاهدة النسخة كاملة : من اداب المتعلم ان يتواضع للعلم والمعلم


إيهاب خميس إدريس
08-11-2008, 04:50 PM
وينبغي له أن يتواضع للعلم والمعلم فبتواضعه يناله , وقد أمرنا بالتواضع مطلقا فهنا أولى , وقد قالوا : العلم حرب للمتعالي , كالسيل حرب للمكان العالي . وينقاد لمعلمه , ويشاوره في أموره , ويأتمر بأمره , كما ينقاد المريض لطبيب حاذق ناصح , وهذا أولى لتفاوت مرتبتهما .

قالوا : ولا يأخذ العلم إلا ممن كملت أهليته , وظهرت ديانته , وتحققت معرفته واشتهرت صيانته وسيادته , فقد قال ابن سيرين (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=16972)ومالك (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=16867)وخلائق من السلف : هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم . ولا يكفي في أهلية التعليم أن يكون كثير العلم , بل ينبغي مع كثرة علمه بذلك الفن كونه له معرفة في الجملة بغيره من الفنون الشرعية , فإنها مرتبطة , ويكون له دربة ودين وخلق جميل وذهن صحيح , واطلاع تام . وقالوا : ولا تأخذ العلم ممن كان أخذه له من بطون الكتب من غير قراءة على شيوخ أو شيخ حاذق , فمن لم يأخذه إلا من الكتب يقع في التصحيف , ويكثر منه الغلط والتحريف . وينبغي أن ينظر معلمه بعين الاحترام ويعتقد كمال أهليته , ورجحانه على أكثر طبقته , فهو أقرب إلى انتفاعه به , ورسوخ ما سمعه منه في ذهنه . وقد كان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء وقال : اللهم استر عيب معلمي عني , ولا تذهب بركة علمه مني . وقال الشافعي (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13790)- رحمه الله - : كنت أصفح الورقة بين يدي مالك (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=16867)- رحمه الله - صفحا رفيقا هيبة له .

[ ص: 67 ] لئلا يسمع وقعها . وقال الربيع : والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي (http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13790)ينظر إلي هيبة له . وقال حمدان بن الأصفهاني : وكنت عند شريك - رحمه الله - فأتاه بعض أولاد المهدي , فاستند إلى الحائط وسأله عن حديث فلم يلتفت إليه , وأقبل علينا ثم عاد فعاد لمثل ذلك , فقال : أتستخف بأولاد الخلفاء ؟ فقال : شريك : لا ولكن العلم أجل عند الله تعالى من أن أضعه , فجثا على ركبتيه , فقال شريك : هكذا يطلب العلم . وعن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال : من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه بالتحية , وأن تجلس أمامه , ولا تشيرن عنده بيدك , ولا تعمدن بعينك غيره , ولا تقولن : قال فلان خلاف قوله , ولا تغتابن عنده أحدا , ولا تسار في مجلسه , ولا تأخذ بثوبه , ولا تلح عليه إذا كسل , ولا تشبع من طول صحبته , فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء .