nancyali9
17-11-2008, 11:07 AM
لكل عشاق المسح ومحبيه اليوم معى قصه
لشخصيه لطالما قرانا القصص على لسانها
وهى شهر زات
ارجو الاستمتاع
اظلام
ابدا
المسرحية الأولى
الشخصيات
1 ـ الملك شهريار 40 سنة
2 ـ الملكة نور العيون 30 سنة
3 ـ الحاجب ضياء 25 سنة
4 ـ القاضي 50 سنة
5 ـ الوزير ماهين 55 سنة
6 ـ النديم حيران 35 سنة
7 ـ المربية دردبيس 55 سنة
8 ـ الملك السِّكِّيت 60 سنة
9 ـ الأمير الهِرتيت 27 سنة
10 ـ الأميرة الهِرتيتة 23 سنة
11 ـ شهرزاد 25 سنة
المشهد الأول
(قاعة عرش شهريار)
(العرش في صدر القاعة. باب إلى اليمين يؤدي إلى خارج القاعة. باب في اليسار وإلى الخلف يؤدي إلى غرفة نوم شهريار)
(يفتح الستار والمسرح فارغ. فجأة تأتي أصوات أفراح وأهازيج)
(تدخل نور العيون مسرعة ومتلهفة من باب غرفة النوم. تدخل دردبيس مسرعة من الباب الثاني)
نور العيون:
ما هذا يا دردبيس؟
دردبيس:
لا أعرف.
(يدخل الحاجب)
الحاجب:
مولاتي الملكة. الملك قادم.
نور العيون:
(بفرح طفولي) أهلاً وسهلاً. أهلاً وسهلاً.
دردبيس:
هكذا يأتي؟ دون خبر؟
الحاجب:
سبق الجيشَ وأسرع إلى هنا.
نور العيون:
يحب المفاجآت.
دردبيس:
(إلى نور العيون) تعالي واستعدي لهذه المفاجأة.
نور العيون:
(إلى الحاجب) أرسل وراء القاضي.
الحاجب:
حاضر.
نور العيون:
بسرعة.
الحاجب:
حاضر. حاضر.
(يخرج الحاجب مسرعاً)
نور العيون:
أين حيران؟
(يدخل حيران مسرعاً)
حيران:
حيران هنا. هنا.
نور العيون:
استعد لاستقبال الملك.
حيران:
استقبال الملك؟
نور العيون:
ألا تسمع أصوات الاحتفال بقدومه؟
دردبيس:
اتركي القاضي وغير القاضي وتعالي واستعدي. ماذا يقول إذا رآك هكذا مثل الدجاجة المبلولة؟ سيقول دردبيس مهملة.
(دردبيس تجر نور العيون بقوة إلى غرفة النوم)
(يدخل الحاجب والقاضي)
القاضي:
كيف يعود الملك من الحرب دون خبر؟ يجب أن يُعلِمنا بقدومه حتى نستعد لاستقباله.
حيران:
مشتاق لرؤية القاضي.
القاضي:
أهذا وقت مزاحك يا سمج؟ قف مكانك واستعد لاستقبال الملك.
(تدخل نور العيون وقد لبست ثيابها الرسمية وتقف عند العرش. تدخل دردبيس من غرفة النوم وهي تحمل تاج نور العيون)
دردبيس:
نور العيون. نسيت التاج.
(دردبيس تصعد إلى جانب نور العيون وتهم بوضع التاج على رأسها)
دردبيس:
شعرك منفوش. (ترتب لها شعرها وثيابها) أعرفه عجولاً منذ صغره. ملك يعود ولا يخبر أحداً؟
نور العيون:
لا بد أنه جائع.
دردبيس:
بينما تستقبلونه سأهيئ الطعام. اطمئني.
نور العيون:
سيأتي بين لحظة وأخرى يا دردبيس. هل تستطيعين تحضير الطعام الذي يحبه؟
دردبيس:
أنا التي تعرف كيف تحضر له الطعام. (تهم بالذهاب ثم تعود) لا تتركيه ينشغل مع القاضي وغير القاضي. جريه إلى الطعام من يده غصباً عنه.
نور العيون:
حاضر. حاضر.
دردبيس:
ولا تشغليه بالنظرات والابتسامات بحجة أنه كان غائباً. رأساً إلى الطعام.
نور العيون:
طيب. طيب.
(دردبيس تنزل عن العرش وتتجه نحو غرفة النوم)
(يدخل الحاجب)
الحاجب:
مولانا الملك شهريار.
(يدخل الملك مسرعاً بلهفة وهو لابس ثياب الحرب. يبدو عليه التعب والفرح. وراءه يدخل الوزير ماهين متعباً). (نور العيون وشهريار يسرعان نحو بعضهما بلهفة)
شهريار:
(بهمس) نور العيون.
نور العيون:
مولاي.
شهريار:
مشتاق أنا يا حبيبتي.
نور العيون:
وأنا بانتظارك يا حبيبي.
شهريار:
(يمد يده بزمردة) هديتك الصغيرة كانت ترافقني.
نور العيون:
إنها قلبي بين يديك.
(شهريار ونور العيون يصعدان إلى العرش ويده في يدها. في مشيته فرحةُ الزوج العائد وكبرياءُ المنتصر)
شهريار:
(وهو يضع الزمردة في جيبه) أيها القاضي. لقد نصرنا الله على عدونا الملك السِّكِّيت وولده الهِرْتيت. استرجعنا منه أرضَ القمح التي استولى عليها، وألزمناه حدَّه وحدودَ بلاده.
القاضي:
يعني انتهت الحرب بيننا وبين الملك السكيت وولده؟
شهريار:
لا أظنهما يفكران بعد اليوم في حربنا بعد الهزيمة الساحقة.
القاضي:
مباركٌ نصرُك يا مولاي.
شهريار:
بعد حرب دامت شهراً، آن لكل منا أن يطمئن إلى أهله وادعاً، وأن يلقى منهم الرعاية (يلتفت إلى زوجته) ويلقَوْا منه المحبة.
(دردبيس تفتح الباب وتشير لنور العيون أن تأتي بالملك)
نور العيون:
ألا تستريح وتأكل يا مولاي؟
شهريار:
بعد أن أسمع أخبار المملكة.
دردبيس:
(بسخرية) أخبار المملكة.
(تدخل الغرفة)
شهريار:
(إلى القاضي) كيف كانت الرعية في غيابنا أيها القاضي؟
القاضي:
انتظرتك بالمحبة والدعاء بالنصر. وهاهي تستقبلك بالفرح والأهازيج.
حيران:
إلا القاضي.
القاضي:
كفَّ عني هذا النديم السمج يا مولاي.
شهريار:
(يضحك) ماذا كنت تفعل بالقاضي يا حيران حتى جعلته يغضب؟
حيران:
كان يطلب مني أن أركب على ظهره وكنت أرفض.
القاضي:
(يزداد غضباً) أتسمع هذا الكلام يا مولاي؟
(بينما يضحك شهريار ينام ماهين وهو واقف)
شهريار:
أتنام واقفاً يا وزير؟
ماهين:
(ينتبه) عفواً يا مولاي.
حيران:
لعل الحرب لا تليق بالشيوخ العواجيز من أمثال الوزير.
شهريار:
لو رأيتَه في الحرب لقلتَ غير هذا.
حيران:
أعرفه دون أن أراه. يهجم على الطعام ويفر عند الهجوم.
شهريار:
بل يكر ولا يفر. ويعف عند الغنيمة. ما أقواني بك يا ماهين.
ماهين:
ما أقواك بجندك يا مولاي.
شهريار:
هو ما تقول يا ماهين. استبسلوا في الحرب وصمدوا عند اشتداد القتال. وكانوا خير جند في خير معركة.
ماهين:
وكنت أشجعَنا في الهجوم وأصبرنا على البلاء.
شهريار:
أتعلم أيها القاضي أن الملك السكيت وابنه الهرتيت كانا من أشجع الرجال في القتال؟
ماهين:
لكن النتيجة كانت محتومة في معركة فاصلة.
شهريار:
وها هي بلادنا تفرح.
(يعود صوت الأهازيج)
شهريار:
أتسمعون؟ ما أسعدني يا وزير. بلادي تفرح بالنصر. وأنا بعودتي إلى قصري وأهل بيتي أفرح.
(دردبيس تخرج من الغرفة بحدة مصممة على أن يأكل الملك)
دردبيس:
الطعام جاهز.
شهريار:
بعد قليل يا دردبيس.
دردبيس:
(تقلد شهريار وهي تعود إلى الغرفة) بعد قليل يا دردبيس. سيبرد الطعام.
شهريار:
(إلى القاضي) كيف كنت تحكم بين الناس في غيابي أيها القاضي؟
القاضي:
بالعدل والإنصاف كما تأمرنا الشريعة.
شهريار:
(يبدو أنه مغتاظ من القاضي) إذا كنت تقول هذا، فلماذا كنت تحكم على الناس بالشبهة دون البينة، وبالظن دون الدليل؟ ولماذا كنت تتشدد في العقوبة حتى تحكم على الجنحة كأنها جناية؟
القاضي:
(مندهشاً) كيف علمت هذا وأنت غائب في الحرب؟
شهريار:
أتظن الحرب تشغلني عن أمور رعيتي؟
القاضي:
ما فعلت ذلك إلا حفاظاً على هيبة الحكم في غيابك.
شهريار:
مجنون أنت أيها القاضي؟ أتجعل الناس تهابني بالخروج عن العدل؟
القاضي:
لأن الشدة بين الناس أساس العدل.
شهريار:
لكن الرحمة فوق العدل.
القاضي:
على ألا نعفو عن المسيء.
شهريار:
فلماذا عفوت عن الرجل الذي شكت زوجته من بطشه بها وقسوته عليها؟
القاضي:
لأن الرجال قوامون على النساء.
شهريار:
أيعني ذلك أن يبطش الرجالُ بالنساء؟
القاضي:
لا يصلح النساءَ إلا الشدة.
شهريار:
لا يصلح النساءَ إلا الرحمةُ والتراحم. أنسيت أن المرأة خُلِقت من نفس الرجل زوجاً ليسكن إليها حتى تكون بين الزوجين المودة والرحمة؟
القاضي:
لم أنس يا مولاي.
شهريار:
ولا تقل بعد اليوم إن الرجال قوامون على النساء.
القاضي:
هذا ما تقوله الشريعة.
شهريار:
فلتكن شريعتنا أن المرأة قوامة على نفسها وأن الرجل قوام على نفسه. فمن أحسن منهما إلى نفسه وأهله فهو الأفضل. رجلاً كان أم امرأة.
القاضي:
أنت تعطي المرأة الكثير يا مولاي.
شهريار:
لأنها تستحق الكثير. اسمع. سامحتك على أخطائك هذه المرة لأنك أمسكت زمام الأمور في غيابي. أما إن خالفت أوامري مرة ثانية فلن تجد مني ما يسرك. اذهب إلى عملك. وإياك أن تحكم بما يخالف العدل والرحمة.
(القاضي يخرج)
حيران:
الملك يأمر بالرحمة ولا يرحم القاضي.
شهريار:
وأنت أيها الوزير.
حيران:
الملك أكل القاضي. وسوف يأكل الوزير.
شهريار:
قد آكلك يا هذا.
حيران:
إذا أكلتني فأكثِرْ من وضع الفلفل والبهار.
ماهين:
أنا تحت الأمر يا مولاي.
شهريار:
بعدما فرغ بالنا من هزيمة الملك السكيت، سنعمل على تعمير البلاد حتى تكثر خيراتها ونعوِّض ما أنفقناه على الحرب.
ماهين:
ولا تنس العطف على الناس يا مولاي.
شهريار:
(يضحك) لا يغيب عنك التفكير بالرعية يا ماهين.
ماهين:
إذا كانت الحرب تلزمها الشجاعة، فإن الرأفة بالناس تلزمها البطولة.
شهريار:
بعد غد أسمع ما تريد. بعد غد. أنا أناقشك فيما تطلب. وأنت تسدد خطاي فيما آمر به.
ماهين:
أعرفك تحب الاستشارة في أمر الدولة يا مولاي.
نور العيون:
هكذا يكون الملك الصالح. وعلى وزيره أن يكون مثله.
شهريار:
أما غداً فإلى الصيد. ألا يحق لي يوم راحة بعد شهر في الحرب يا وزير؟
ماهين:
ستجد كل شيء جاهزاً لرحلة الصيد في الصباح.
شهريار:
لكن هناك أمراً لا يؤجل. وعليك أن تقوم به الليلة قبل أن تنام.
ماهين:
ما هو؟
شهريار:
أن تعلن في الناس أن يوم الجمعة القادم يصادف مرور خمس سنوات على زواجي من الملكة نور العيون. وكل فتاة تتزوج يوم الجمعة تكون كلفة عرسها على حساب الدولة.
حيران:
سأتزوج يوم الجمعة يا مولاي.
نور العيون:
(ضاحكة) أأنت فتاة يا حيران؟
حيران:
أصير فتاة. وإن شئتِ أصير فرساً أو بقرة.
شهريار:
وإن زوجناك ثوراً أو حماراً؟
حيران:
أشارك فيه الوزير ماهين.
(تدخل دردبيس من غرفة النوم)
دردبيس:
الطعام جاهز. تعال يا مولاي.
شهريار:
سآتي يا دردبيس. سآتي.
دردبيس:
لا أعرف رجلاً يعود من الحرب جائعاً ولا يلتهم الطعام. تعال.
شهريار:
طيب. طيب. سآتي.
(دردبيس تدخل الغرفة)
(الوزير والقاضي وحيران يخرجون)
(شهريار يتأمل نور العيون)
نور العيون:
يجب أن تلتهم الطعام يا مولاي.
شهريار:
سألتهم زوجتي أولاً.
نور العيون:
زوجتك جاهزة.
شهريار:
هل كنت تنتظرينني بلهفة؟
نور العيون:
لم يغب خيالك عن ناظري في اليقظة والمنام. فبين الخوف عليك من الحرب، والشوق إليك من الحب، كنت ريشةً في مهب الريح.
شهريار:
والآن أعود إليك محملاً بالشوق واللهفة.
(يدخلان غرفة النوم)
(مع دخولهما تخرج دردبيس)
دردبيس:
(إلى الحاجب) اذهب إلى بيتك يا ضياء.
الحاجب:
لم يصرفني الملك.
دردبيس:
لأنه مشغول بزوجته. اذهب.
(الحاجب يذهب. دردبيس تخرج من الباب الثاني)
إظلام
(http://www.dvd4arab.com/)
لشخصيه لطالما قرانا القصص على لسانها
وهى شهر زات
ارجو الاستمتاع
اظلام
ابدا
المسرحية الأولى
الشخصيات
1 ـ الملك شهريار 40 سنة
2 ـ الملكة نور العيون 30 سنة
3 ـ الحاجب ضياء 25 سنة
4 ـ القاضي 50 سنة
5 ـ الوزير ماهين 55 سنة
6 ـ النديم حيران 35 سنة
7 ـ المربية دردبيس 55 سنة
8 ـ الملك السِّكِّيت 60 سنة
9 ـ الأمير الهِرتيت 27 سنة
10 ـ الأميرة الهِرتيتة 23 سنة
11 ـ شهرزاد 25 سنة
المشهد الأول
(قاعة عرش شهريار)
(العرش في صدر القاعة. باب إلى اليمين يؤدي إلى خارج القاعة. باب في اليسار وإلى الخلف يؤدي إلى غرفة نوم شهريار)
(يفتح الستار والمسرح فارغ. فجأة تأتي أصوات أفراح وأهازيج)
(تدخل نور العيون مسرعة ومتلهفة من باب غرفة النوم. تدخل دردبيس مسرعة من الباب الثاني)
نور العيون:
ما هذا يا دردبيس؟
دردبيس:
لا أعرف.
(يدخل الحاجب)
الحاجب:
مولاتي الملكة. الملك قادم.
نور العيون:
(بفرح طفولي) أهلاً وسهلاً. أهلاً وسهلاً.
دردبيس:
هكذا يأتي؟ دون خبر؟
الحاجب:
سبق الجيشَ وأسرع إلى هنا.
نور العيون:
يحب المفاجآت.
دردبيس:
(إلى نور العيون) تعالي واستعدي لهذه المفاجأة.
نور العيون:
(إلى الحاجب) أرسل وراء القاضي.
الحاجب:
حاضر.
نور العيون:
بسرعة.
الحاجب:
حاضر. حاضر.
(يخرج الحاجب مسرعاً)
نور العيون:
أين حيران؟
(يدخل حيران مسرعاً)
حيران:
حيران هنا. هنا.
نور العيون:
استعد لاستقبال الملك.
حيران:
استقبال الملك؟
نور العيون:
ألا تسمع أصوات الاحتفال بقدومه؟
دردبيس:
اتركي القاضي وغير القاضي وتعالي واستعدي. ماذا يقول إذا رآك هكذا مثل الدجاجة المبلولة؟ سيقول دردبيس مهملة.
(دردبيس تجر نور العيون بقوة إلى غرفة النوم)
(يدخل الحاجب والقاضي)
القاضي:
كيف يعود الملك من الحرب دون خبر؟ يجب أن يُعلِمنا بقدومه حتى نستعد لاستقباله.
حيران:
مشتاق لرؤية القاضي.
القاضي:
أهذا وقت مزاحك يا سمج؟ قف مكانك واستعد لاستقبال الملك.
(تدخل نور العيون وقد لبست ثيابها الرسمية وتقف عند العرش. تدخل دردبيس من غرفة النوم وهي تحمل تاج نور العيون)
دردبيس:
نور العيون. نسيت التاج.
(دردبيس تصعد إلى جانب نور العيون وتهم بوضع التاج على رأسها)
دردبيس:
شعرك منفوش. (ترتب لها شعرها وثيابها) أعرفه عجولاً منذ صغره. ملك يعود ولا يخبر أحداً؟
نور العيون:
لا بد أنه جائع.
دردبيس:
بينما تستقبلونه سأهيئ الطعام. اطمئني.
نور العيون:
سيأتي بين لحظة وأخرى يا دردبيس. هل تستطيعين تحضير الطعام الذي يحبه؟
دردبيس:
أنا التي تعرف كيف تحضر له الطعام. (تهم بالذهاب ثم تعود) لا تتركيه ينشغل مع القاضي وغير القاضي. جريه إلى الطعام من يده غصباً عنه.
نور العيون:
حاضر. حاضر.
دردبيس:
ولا تشغليه بالنظرات والابتسامات بحجة أنه كان غائباً. رأساً إلى الطعام.
نور العيون:
طيب. طيب.
(دردبيس تنزل عن العرش وتتجه نحو غرفة النوم)
(يدخل الحاجب)
الحاجب:
مولانا الملك شهريار.
(يدخل الملك مسرعاً بلهفة وهو لابس ثياب الحرب. يبدو عليه التعب والفرح. وراءه يدخل الوزير ماهين متعباً). (نور العيون وشهريار يسرعان نحو بعضهما بلهفة)
شهريار:
(بهمس) نور العيون.
نور العيون:
مولاي.
شهريار:
مشتاق أنا يا حبيبتي.
نور العيون:
وأنا بانتظارك يا حبيبي.
شهريار:
(يمد يده بزمردة) هديتك الصغيرة كانت ترافقني.
نور العيون:
إنها قلبي بين يديك.
(شهريار ونور العيون يصعدان إلى العرش ويده في يدها. في مشيته فرحةُ الزوج العائد وكبرياءُ المنتصر)
شهريار:
(وهو يضع الزمردة في جيبه) أيها القاضي. لقد نصرنا الله على عدونا الملك السِّكِّيت وولده الهِرْتيت. استرجعنا منه أرضَ القمح التي استولى عليها، وألزمناه حدَّه وحدودَ بلاده.
القاضي:
يعني انتهت الحرب بيننا وبين الملك السكيت وولده؟
شهريار:
لا أظنهما يفكران بعد اليوم في حربنا بعد الهزيمة الساحقة.
القاضي:
مباركٌ نصرُك يا مولاي.
شهريار:
بعد حرب دامت شهراً، آن لكل منا أن يطمئن إلى أهله وادعاً، وأن يلقى منهم الرعاية (يلتفت إلى زوجته) ويلقَوْا منه المحبة.
(دردبيس تفتح الباب وتشير لنور العيون أن تأتي بالملك)
نور العيون:
ألا تستريح وتأكل يا مولاي؟
شهريار:
بعد أن أسمع أخبار المملكة.
دردبيس:
(بسخرية) أخبار المملكة.
(تدخل الغرفة)
شهريار:
(إلى القاضي) كيف كانت الرعية في غيابنا أيها القاضي؟
القاضي:
انتظرتك بالمحبة والدعاء بالنصر. وهاهي تستقبلك بالفرح والأهازيج.
حيران:
إلا القاضي.
القاضي:
كفَّ عني هذا النديم السمج يا مولاي.
شهريار:
(يضحك) ماذا كنت تفعل بالقاضي يا حيران حتى جعلته يغضب؟
حيران:
كان يطلب مني أن أركب على ظهره وكنت أرفض.
القاضي:
(يزداد غضباً) أتسمع هذا الكلام يا مولاي؟
(بينما يضحك شهريار ينام ماهين وهو واقف)
شهريار:
أتنام واقفاً يا وزير؟
ماهين:
(ينتبه) عفواً يا مولاي.
حيران:
لعل الحرب لا تليق بالشيوخ العواجيز من أمثال الوزير.
شهريار:
لو رأيتَه في الحرب لقلتَ غير هذا.
حيران:
أعرفه دون أن أراه. يهجم على الطعام ويفر عند الهجوم.
شهريار:
بل يكر ولا يفر. ويعف عند الغنيمة. ما أقواني بك يا ماهين.
ماهين:
ما أقواك بجندك يا مولاي.
شهريار:
هو ما تقول يا ماهين. استبسلوا في الحرب وصمدوا عند اشتداد القتال. وكانوا خير جند في خير معركة.
ماهين:
وكنت أشجعَنا في الهجوم وأصبرنا على البلاء.
شهريار:
أتعلم أيها القاضي أن الملك السكيت وابنه الهرتيت كانا من أشجع الرجال في القتال؟
ماهين:
لكن النتيجة كانت محتومة في معركة فاصلة.
شهريار:
وها هي بلادنا تفرح.
(يعود صوت الأهازيج)
شهريار:
أتسمعون؟ ما أسعدني يا وزير. بلادي تفرح بالنصر. وأنا بعودتي إلى قصري وأهل بيتي أفرح.
(دردبيس تخرج من الغرفة بحدة مصممة على أن يأكل الملك)
دردبيس:
الطعام جاهز.
شهريار:
بعد قليل يا دردبيس.
دردبيس:
(تقلد شهريار وهي تعود إلى الغرفة) بعد قليل يا دردبيس. سيبرد الطعام.
شهريار:
(إلى القاضي) كيف كنت تحكم بين الناس في غيابي أيها القاضي؟
القاضي:
بالعدل والإنصاف كما تأمرنا الشريعة.
شهريار:
(يبدو أنه مغتاظ من القاضي) إذا كنت تقول هذا، فلماذا كنت تحكم على الناس بالشبهة دون البينة، وبالظن دون الدليل؟ ولماذا كنت تتشدد في العقوبة حتى تحكم على الجنحة كأنها جناية؟
القاضي:
(مندهشاً) كيف علمت هذا وأنت غائب في الحرب؟
شهريار:
أتظن الحرب تشغلني عن أمور رعيتي؟
القاضي:
ما فعلت ذلك إلا حفاظاً على هيبة الحكم في غيابك.
شهريار:
مجنون أنت أيها القاضي؟ أتجعل الناس تهابني بالخروج عن العدل؟
القاضي:
لأن الشدة بين الناس أساس العدل.
شهريار:
لكن الرحمة فوق العدل.
القاضي:
على ألا نعفو عن المسيء.
شهريار:
فلماذا عفوت عن الرجل الذي شكت زوجته من بطشه بها وقسوته عليها؟
القاضي:
لأن الرجال قوامون على النساء.
شهريار:
أيعني ذلك أن يبطش الرجالُ بالنساء؟
القاضي:
لا يصلح النساءَ إلا الشدة.
شهريار:
لا يصلح النساءَ إلا الرحمةُ والتراحم. أنسيت أن المرأة خُلِقت من نفس الرجل زوجاً ليسكن إليها حتى تكون بين الزوجين المودة والرحمة؟
القاضي:
لم أنس يا مولاي.
شهريار:
ولا تقل بعد اليوم إن الرجال قوامون على النساء.
القاضي:
هذا ما تقوله الشريعة.
شهريار:
فلتكن شريعتنا أن المرأة قوامة على نفسها وأن الرجل قوام على نفسه. فمن أحسن منهما إلى نفسه وأهله فهو الأفضل. رجلاً كان أم امرأة.
القاضي:
أنت تعطي المرأة الكثير يا مولاي.
شهريار:
لأنها تستحق الكثير. اسمع. سامحتك على أخطائك هذه المرة لأنك أمسكت زمام الأمور في غيابي. أما إن خالفت أوامري مرة ثانية فلن تجد مني ما يسرك. اذهب إلى عملك. وإياك أن تحكم بما يخالف العدل والرحمة.
(القاضي يخرج)
حيران:
الملك يأمر بالرحمة ولا يرحم القاضي.
شهريار:
وأنت أيها الوزير.
حيران:
الملك أكل القاضي. وسوف يأكل الوزير.
شهريار:
قد آكلك يا هذا.
حيران:
إذا أكلتني فأكثِرْ من وضع الفلفل والبهار.
ماهين:
أنا تحت الأمر يا مولاي.
شهريار:
بعدما فرغ بالنا من هزيمة الملك السكيت، سنعمل على تعمير البلاد حتى تكثر خيراتها ونعوِّض ما أنفقناه على الحرب.
ماهين:
ولا تنس العطف على الناس يا مولاي.
شهريار:
(يضحك) لا يغيب عنك التفكير بالرعية يا ماهين.
ماهين:
إذا كانت الحرب تلزمها الشجاعة، فإن الرأفة بالناس تلزمها البطولة.
شهريار:
بعد غد أسمع ما تريد. بعد غد. أنا أناقشك فيما تطلب. وأنت تسدد خطاي فيما آمر به.
ماهين:
أعرفك تحب الاستشارة في أمر الدولة يا مولاي.
نور العيون:
هكذا يكون الملك الصالح. وعلى وزيره أن يكون مثله.
شهريار:
أما غداً فإلى الصيد. ألا يحق لي يوم راحة بعد شهر في الحرب يا وزير؟
ماهين:
ستجد كل شيء جاهزاً لرحلة الصيد في الصباح.
شهريار:
لكن هناك أمراً لا يؤجل. وعليك أن تقوم به الليلة قبل أن تنام.
ماهين:
ما هو؟
شهريار:
أن تعلن في الناس أن يوم الجمعة القادم يصادف مرور خمس سنوات على زواجي من الملكة نور العيون. وكل فتاة تتزوج يوم الجمعة تكون كلفة عرسها على حساب الدولة.
حيران:
سأتزوج يوم الجمعة يا مولاي.
نور العيون:
(ضاحكة) أأنت فتاة يا حيران؟
حيران:
أصير فتاة. وإن شئتِ أصير فرساً أو بقرة.
شهريار:
وإن زوجناك ثوراً أو حماراً؟
حيران:
أشارك فيه الوزير ماهين.
(تدخل دردبيس من غرفة النوم)
دردبيس:
الطعام جاهز. تعال يا مولاي.
شهريار:
سآتي يا دردبيس. سآتي.
دردبيس:
لا أعرف رجلاً يعود من الحرب جائعاً ولا يلتهم الطعام. تعال.
شهريار:
طيب. طيب. سآتي.
(دردبيس تدخل الغرفة)
(الوزير والقاضي وحيران يخرجون)
(شهريار يتأمل نور العيون)
نور العيون:
يجب أن تلتهم الطعام يا مولاي.
شهريار:
سألتهم زوجتي أولاً.
نور العيون:
زوجتك جاهزة.
شهريار:
هل كنت تنتظرينني بلهفة؟
نور العيون:
لم يغب خيالك عن ناظري في اليقظة والمنام. فبين الخوف عليك من الحرب، والشوق إليك من الحب، كنت ريشةً في مهب الريح.
شهريار:
والآن أعود إليك محملاً بالشوق واللهفة.
(يدخلان غرفة النوم)
(مع دخولهما تخرج دردبيس)
دردبيس:
(إلى الحاجب) اذهب إلى بيتك يا ضياء.
الحاجب:
لم يصرفني الملك.
دردبيس:
لأنه مشغول بزوجته. اذهب.
(الحاجب يذهب. دردبيس تخرج من الباب الثاني)
إظلام
(http://www.dvd4arab.com/)