صفاء عزمى
19-11-2008, 09:37 PM
http://www.zamalek-toolbar.com/news/adspics/dlztb.gif (http://zamalek.myteamtoolbar.com/exe)
الرئيسية (http://zamalek-toolbar.com/news/) | المقالات (http://zamalek-toolbar.com/news/articles/index.1.html) | الكرة في مصر نسخة من مصر
الكرة في مصر نسخة من مصر
حجم الخط: http://zamalek-toolbar.com/news/themes/tpl_4023/img/font_decrease.gif (javascript:tsz('article_body','12px')) http://zamalek-toolbar.com/news/themes/tpl_4023/img/font_enlarge.gif (javascript:tsz('article_body','16px'))
shady 18 November, 2008 08:03:00
رصف مصر
يحررها عمر طاهر
يحلم معظم اللاعبين المصريين بالهجرة والاحتراف وهدفهم ليس دائما هو حب الكرة ، بل الهدف في معظم الأحيان ترك البلد وخلاص حتي إذا كانت الهجرة للعب في ناد درجة ثانية في سويسرا أو تركيا أو الصين أو إنجلترا، مثلهم مثل معظم الشباب المصري الذي يحلم بالهجرة حتي لو كانت غير شرعية وغير مضمونة.هل تريد نموذجا مصغرا يضم أمثلة متنوعة لشكل الحياة في مصر بمختلف جوانبها الاجتماعية والثقافية والسياسية؟
إذن فلتنظر إلي مباريات كرة القدم التي تشغل حيزا كبيرا من حياتنا، ستجد الكرة في مصر نسخة من مصر نفسها، وستعرف من خلال ممارستنا اللعبة كم نحن عشوائيون وكسالي وبلا طموح وبلاخطة واضحة وإذا كانت هناك خطة فهي بلا هدف وإذا كان هناك هدف فلا وجود للحماس، ستعرف كم نحن متعصبون وهواة لا نعرف الاحتراف ونفتقد اللمسة النهائية ونهدر الفرص بسهولة ولا نجيد التسديد وإن كنا نجيد تبرير الهزائم.
الكرة في مصر تشبه مصر نفسها وإليك الدليل...
> تفتقد الفرق عندنا فكرة اللمسة النهائية، يبذل الفريق جهدا لكن مجهوده يصبح بلا معني بلا فائدة مع الاقتراب من مرمي الخصم، فلابد من قدم طائشة أو استعجال أو استهتار أو غرور أو استهبال أو إخلاص غائب، افتقاد اللمسة النهائية يمكن ملاحظته في مصر بوضوح بداية من شغل النقاشين والجراحين ومرورا بالمنتجات الصناعية نهاية برصف الطرق.
> من يهاجمون التوريث لا يعرفون أنه مبدأ أصيل في حياتنا يمكنك ملاحظته في مثال العطارة ولافتات عيادات الأطباء لكن في ملاعب الكرة التطبيق الأكبر له فهناك علي سبيل المثال لا الحصر ابن حمادة إمام وابن اكرامي وابن مشير عثمان وابن شديد قناوي وابن اينو.
> المجاملات التي يشكو اللاعبون الموهوبون منها أحيانا والتي تضعهم علي دكة الاحتياطي لمصلحة آخرين نصف موهوبين هي أحد تجليات فكرة المجاملات التي يشكو منها أصحاب الحق في أماكن كثيرة في مصر وأشهرهم أصحاب الحق في التعيين كمعيدين أو مدرسين في الجامعات المصرية.
> النظرية الأمنية المطبقة في التعامل مع التجمعات السلمية في مصر هي نفسها المطبقة في الملاعب، فالأمن موجود في الاستاد لا ليحمي الجماهير لكن ليحمي «الناس اللي بتلعب» من الجماهير!
.
> باب الاحتراف الذي تم فتحه أمام اللاعبين المصريين مؤخرا للانتقال هو شقيق هامش الحرية الذي تم منحه للصحافة المصرية.هو احتراف الملمح الرئيسي فيه الأرقام التي يحصل عليها اللاعبون والأندية دون أن نري في النهاية كرة قدم حقيقية، وهو هامش حرية الملمح الرئيسي فيه حرية كشف عيوب ومخالفات المسئولين دون أن نري شيئا يتغير.
> أن يستمر مدرب في موقعه رغم الهزائم المتتالية ورغم تراجع مستوي فريقه هو أسلوب تتعامل به الحكومة مع الوزير الذي تتبع الصحف إخفاقاته يوميا في كل مكان.
> ضعف اللياقة البدنية تلك الصفة المميزة للاعب المصري هي جزء من اللياقة البدنية المهترئة لشعب بالكامل ، فشبابه يستخدمون الفياجرا قبل بداية الثلاثينيات ورجاله معظمهم مصاب بالضغط أو السكر أو القولون العصبي ويصاب معظمهم بأزمات قلبية مع بداية الأربعينيات، شعب يعيش في تلوث فاحش.. هتجيي له اللياقة من فين؟
> يحلم معظم اللاعبين المصريين بالهجرة والاحتراف وهدفهم ليس دائما هو حب الكرة ، بل الهدف في معظم الاحيان ترك البلد وخلاص حتي إذا كانت الهجرة للعب في ناد درجة ثانية في سويسرا أو تركيا أو الصين أو إنجلترا، مثلهم مثل معظم الشباب المصري الذي يحلم بالهجرة حتي لو كانت غير شرعية غير مضمونة.
> المشجع الذي ينزل إلي أرض الملعب ويقوم بهز شباك المرمي اعتقادا منه أنه يفك نحس فريقه بهذه الحركة باعتبار أن العيب في الشبكة، هو شقيق الرجل الذي ذهب بأمواله إلي أحد الدجالين لكي يقوم الجن بمهمة مضاعفتها باعتبار أن الجن هو المسئول عن الرزق.
> فكرة التمثيل المشرف التي تعطي بعدا جماليا لهزائم بعض الفرق ويحاول المسئولون من خلالها أن يجعلوا الجماهير يرون جانبا مشرقا في المسألة.. هي
copy وpaste
من مانشيتات الصحف القومية التي تحاول تحسين الصورة بالعافية مثل مانشيت قرأته مؤخرا يقول..
«مصر تحتل المرتبة الثانية دوليا في تصدير الخرشوف».
> هناك دائما مبررات لكل شيء عند الهزيمة مثل مستوي التحكيم او سوء أرضية الملعب أو الهواء الذي كان ضد الفريق في الشوطين، ألا تذكركم هذه المبررات بجمل مثل« زيادة أعداد الخريجين» التي تبرر بها البطالة أو «عشق الفلاحين للألعاب النارية» التي تبرر بها السحابة السوداء أو «مصر مستهدفة» التي يبرر بها قانون الطوارئ .
> اللعيبة الذين يدعون الإصابة حتي يتهربوا من المشاركة في بعض المباريات هم أبناء المجتمع الذي يدعي بعض موظفيه المرض ليزوغوا من الشغل ويدعي بعض أطفاله أن معدتهم تؤلمهم حتي لا يذهبوا إلي المدرسة.
> اللعيبة طوال اللسان في أرض الملعب لإرهاب الخصم أو الحكم هم أبناء مجتمع الكلمة العليا في شوارعه لسائقي الميكروباصات وأمناء الشرطة.
> مبدأ الاستعانة بحكام أجانب هربا من تحمل المسئولية كان التطبيق الأشهر له الاستعانة بشركة أجنبية لتنظيف شوارع القاهرة، أما إذا كان الأمر ليس هروبا من المسئولية في الحالتين فلا مبرر له سوي عقدة النقص .
> مبدأ الحفاظ علي الهدف والذي غالبا ما يقود الفريق إلي خسارة الماتش يذكرني بشعار الحفاظ علي مكاسب الثورة..والباقي معروف طبعا.
> تحيرني الجماهير كثيرا، فهم يذهبون مبكرا إلي الاستاد، ويتخذون مقاعدهم بحماس شديد ويهللون كثيرا قبل المباراة، وما أن تبدأ المباراة حتي يصمتوا تماما ويتوقفوا عن أداء المهمة المطلوبة منهم وهي التشجيع حتي الدقيقة الأخيرة بذمة وضمير مثلما نري في المباريات الأجنبية، والأغرب أنهم لا يشجعون إلا بعد دخول الهدف بالرغم من أن المفروض أن يشجعوا حتي يحرز فريقهم هدفا. هم نسخة من الموظفين الذين يذهبون إلي أعمالهم مبكرا وكلهم حماس وإقبال وما أن يبدأ العمل فعلا حتي يتململوا وتنتشر بينهم عدوي الكسل ولا ينشطون إلا عندما يخبرهم الصراف بوصول الحوافز بالرغم من أن المفروض أن يعملوا بنشاط حتي يستحقوا هذه الحوافز.
> الملاعب السيئة التي تقام عليها المباريات هي نسخة من الشوارع المليئة بالمطبات والحفر ومكاتب الموظفين المليئة بالأتربة والملفات وغرف عمليات المستشفيات المليئة بالبكتيريا والفطريات وعشرات الفصول التي يتكدس فيها التلاميذ بلا منفذ تهوية.
> البطء الذي يميز إيقاع اللعبة عندنا هو نسخة من بطء يميز بلدا بالكامل ويمكن ملاحظته في كل الطرق التي يطلق عليها مجازا طرقا سريعة، وهو سمة مميزة لتفاصيل كثيرة منها الإجراءات الحكومية وإجراءات التقاضي وعمليات إصلاح المحور وكوبري أكتوبر.
> الشعب الذي يذهب معظم أبنائه إلي صلاة الجمعة متأخرين حتي لا يحضرونا الخطبة وإذا اقتربوا من المسجد «والخطبة لسه شغالة» يتباطأون أو قد يقفون أمام الجامع يعبثون في موبايلاتهم، هذا الشعب طبيعي أنه مايعرفش ربنا غير في ضربات الجزاء.
> فلسفة الدفاع التي تلعب بها معظم الفرق هي الفلسفة نفسها التي يعيش بها المواطن المصري، فهو يدافع طول الوقت عن لقمة عيشه وأمان أسرته ولا يفكر في الهجوم مطلقا لتحسين أوضاعه، ويمكن تفسير الموضوع كله بانعدام الطموح سواء عند اللاعبين أو المواطنين.
> الاهتمام بالأندية الكبيرة فقط مثل الأهلي والزمالك وعمل حساب لهما ولمصالحهما طوال الوقت علي حساب بقية الأندية الغلبانة أمر يشبه عملية الإصلاح التي تقوم بها الدولة ولا يستفيد منها سوي الصفوة، قسم اتحاد الكرة الفرق في مصر إلي فرق ممتازة وفرق القاع والمظاليم.. كذلك فعلت الحكومة التي تختار دائما أعضاء هذا الاتحاد.
> هناك قاعدة شهيرة في الملاعب وهي «مابنتحركش غير لما ييجي فينا جون»، كذلك الحكومة فهي لا تتحرك إلا بعد حدوث الكارثة مثلما تقوم بإنشاء كوبري مشاة فوق طريق سريع بعرض وقوع مئات الضحايا من عابري هذا الطريق.
> حتي عندما يكون الجو جميلا ومشرقا في بلادنا فهو
«جو كورة».
الرئيسية (http://zamalek-toolbar.com/news/) | المقالات (http://zamalek-toolbar.com/news/articles/index.1.html) | الكرة في مصر نسخة من مصر
الكرة في مصر نسخة من مصر
حجم الخط: http://zamalek-toolbar.com/news/themes/tpl_4023/img/font_decrease.gif (javascript:tsz('article_body','12px')) http://zamalek-toolbar.com/news/themes/tpl_4023/img/font_enlarge.gif (javascript:tsz('article_body','16px'))
shady 18 November, 2008 08:03:00
رصف مصر
يحررها عمر طاهر
يحلم معظم اللاعبين المصريين بالهجرة والاحتراف وهدفهم ليس دائما هو حب الكرة ، بل الهدف في معظم الأحيان ترك البلد وخلاص حتي إذا كانت الهجرة للعب في ناد درجة ثانية في سويسرا أو تركيا أو الصين أو إنجلترا، مثلهم مثل معظم الشباب المصري الذي يحلم بالهجرة حتي لو كانت غير شرعية وغير مضمونة.هل تريد نموذجا مصغرا يضم أمثلة متنوعة لشكل الحياة في مصر بمختلف جوانبها الاجتماعية والثقافية والسياسية؟
إذن فلتنظر إلي مباريات كرة القدم التي تشغل حيزا كبيرا من حياتنا، ستجد الكرة في مصر نسخة من مصر نفسها، وستعرف من خلال ممارستنا اللعبة كم نحن عشوائيون وكسالي وبلا طموح وبلاخطة واضحة وإذا كانت هناك خطة فهي بلا هدف وإذا كان هناك هدف فلا وجود للحماس، ستعرف كم نحن متعصبون وهواة لا نعرف الاحتراف ونفتقد اللمسة النهائية ونهدر الفرص بسهولة ولا نجيد التسديد وإن كنا نجيد تبرير الهزائم.
الكرة في مصر تشبه مصر نفسها وإليك الدليل...
> تفتقد الفرق عندنا فكرة اللمسة النهائية، يبذل الفريق جهدا لكن مجهوده يصبح بلا معني بلا فائدة مع الاقتراب من مرمي الخصم، فلابد من قدم طائشة أو استعجال أو استهتار أو غرور أو استهبال أو إخلاص غائب، افتقاد اللمسة النهائية يمكن ملاحظته في مصر بوضوح بداية من شغل النقاشين والجراحين ومرورا بالمنتجات الصناعية نهاية برصف الطرق.
> من يهاجمون التوريث لا يعرفون أنه مبدأ أصيل في حياتنا يمكنك ملاحظته في مثال العطارة ولافتات عيادات الأطباء لكن في ملاعب الكرة التطبيق الأكبر له فهناك علي سبيل المثال لا الحصر ابن حمادة إمام وابن اكرامي وابن مشير عثمان وابن شديد قناوي وابن اينو.
> المجاملات التي يشكو اللاعبون الموهوبون منها أحيانا والتي تضعهم علي دكة الاحتياطي لمصلحة آخرين نصف موهوبين هي أحد تجليات فكرة المجاملات التي يشكو منها أصحاب الحق في أماكن كثيرة في مصر وأشهرهم أصحاب الحق في التعيين كمعيدين أو مدرسين في الجامعات المصرية.
> النظرية الأمنية المطبقة في التعامل مع التجمعات السلمية في مصر هي نفسها المطبقة في الملاعب، فالأمن موجود في الاستاد لا ليحمي الجماهير لكن ليحمي «الناس اللي بتلعب» من الجماهير!
.
> باب الاحتراف الذي تم فتحه أمام اللاعبين المصريين مؤخرا للانتقال هو شقيق هامش الحرية الذي تم منحه للصحافة المصرية.هو احتراف الملمح الرئيسي فيه الأرقام التي يحصل عليها اللاعبون والأندية دون أن نري في النهاية كرة قدم حقيقية، وهو هامش حرية الملمح الرئيسي فيه حرية كشف عيوب ومخالفات المسئولين دون أن نري شيئا يتغير.
> أن يستمر مدرب في موقعه رغم الهزائم المتتالية ورغم تراجع مستوي فريقه هو أسلوب تتعامل به الحكومة مع الوزير الذي تتبع الصحف إخفاقاته يوميا في كل مكان.
> ضعف اللياقة البدنية تلك الصفة المميزة للاعب المصري هي جزء من اللياقة البدنية المهترئة لشعب بالكامل ، فشبابه يستخدمون الفياجرا قبل بداية الثلاثينيات ورجاله معظمهم مصاب بالضغط أو السكر أو القولون العصبي ويصاب معظمهم بأزمات قلبية مع بداية الأربعينيات، شعب يعيش في تلوث فاحش.. هتجيي له اللياقة من فين؟
> يحلم معظم اللاعبين المصريين بالهجرة والاحتراف وهدفهم ليس دائما هو حب الكرة ، بل الهدف في معظم الاحيان ترك البلد وخلاص حتي إذا كانت الهجرة للعب في ناد درجة ثانية في سويسرا أو تركيا أو الصين أو إنجلترا، مثلهم مثل معظم الشباب المصري الذي يحلم بالهجرة حتي لو كانت غير شرعية غير مضمونة.
> المشجع الذي ينزل إلي أرض الملعب ويقوم بهز شباك المرمي اعتقادا منه أنه يفك نحس فريقه بهذه الحركة باعتبار أن العيب في الشبكة، هو شقيق الرجل الذي ذهب بأمواله إلي أحد الدجالين لكي يقوم الجن بمهمة مضاعفتها باعتبار أن الجن هو المسئول عن الرزق.
> فكرة التمثيل المشرف التي تعطي بعدا جماليا لهزائم بعض الفرق ويحاول المسئولون من خلالها أن يجعلوا الجماهير يرون جانبا مشرقا في المسألة.. هي
copy وpaste
من مانشيتات الصحف القومية التي تحاول تحسين الصورة بالعافية مثل مانشيت قرأته مؤخرا يقول..
«مصر تحتل المرتبة الثانية دوليا في تصدير الخرشوف».
> هناك دائما مبررات لكل شيء عند الهزيمة مثل مستوي التحكيم او سوء أرضية الملعب أو الهواء الذي كان ضد الفريق في الشوطين، ألا تذكركم هذه المبررات بجمل مثل« زيادة أعداد الخريجين» التي تبرر بها البطالة أو «عشق الفلاحين للألعاب النارية» التي تبرر بها السحابة السوداء أو «مصر مستهدفة» التي يبرر بها قانون الطوارئ .
> اللعيبة الذين يدعون الإصابة حتي يتهربوا من المشاركة في بعض المباريات هم أبناء المجتمع الذي يدعي بعض موظفيه المرض ليزوغوا من الشغل ويدعي بعض أطفاله أن معدتهم تؤلمهم حتي لا يذهبوا إلي المدرسة.
> اللعيبة طوال اللسان في أرض الملعب لإرهاب الخصم أو الحكم هم أبناء مجتمع الكلمة العليا في شوارعه لسائقي الميكروباصات وأمناء الشرطة.
> مبدأ الاستعانة بحكام أجانب هربا من تحمل المسئولية كان التطبيق الأشهر له الاستعانة بشركة أجنبية لتنظيف شوارع القاهرة، أما إذا كان الأمر ليس هروبا من المسئولية في الحالتين فلا مبرر له سوي عقدة النقص .
> مبدأ الحفاظ علي الهدف والذي غالبا ما يقود الفريق إلي خسارة الماتش يذكرني بشعار الحفاظ علي مكاسب الثورة..والباقي معروف طبعا.
> تحيرني الجماهير كثيرا، فهم يذهبون مبكرا إلي الاستاد، ويتخذون مقاعدهم بحماس شديد ويهللون كثيرا قبل المباراة، وما أن تبدأ المباراة حتي يصمتوا تماما ويتوقفوا عن أداء المهمة المطلوبة منهم وهي التشجيع حتي الدقيقة الأخيرة بذمة وضمير مثلما نري في المباريات الأجنبية، والأغرب أنهم لا يشجعون إلا بعد دخول الهدف بالرغم من أن المفروض أن يشجعوا حتي يحرز فريقهم هدفا. هم نسخة من الموظفين الذين يذهبون إلي أعمالهم مبكرا وكلهم حماس وإقبال وما أن يبدأ العمل فعلا حتي يتململوا وتنتشر بينهم عدوي الكسل ولا ينشطون إلا عندما يخبرهم الصراف بوصول الحوافز بالرغم من أن المفروض أن يعملوا بنشاط حتي يستحقوا هذه الحوافز.
> الملاعب السيئة التي تقام عليها المباريات هي نسخة من الشوارع المليئة بالمطبات والحفر ومكاتب الموظفين المليئة بالأتربة والملفات وغرف عمليات المستشفيات المليئة بالبكتيريا والفطريات وعشرات الفصول التي يتكدس فيها التلاميذ بلا منفذ تهوية.
> البطء الذي يميز إيقاع اللعبة عندنا هو نسخة من بطء يميز بلدا بالكامل ويمكن ملاحظته في كل الطرق التي يطلق عليها مجازا طرقا سريعة، وهو سمة مميزة لتفاصيل كثيرة منها الإجراءات الحكومية وإجراءات التقاضي وعمليات إصلاح المحور وكوبري أكتوبر.
> الشعب الذي يذهب معظم أبنائه إلي صلاة الجمعة متأخرين حتي لا يحضرونا الخطبة وإذا اقتربوا من المسجد «والخطبة لسه شغالة» يتباطأون أو قد يقفون أمام الجامع يعبثون في موبايلاتهم، هذا الشعب طبيعي أنه مايعرفش ربنا غير في ضربات الجزاء.
> فلسفة الدفاع التي تلعب بها معظم الفرق هي الفلسفة نفسها التي يعيش بها المواطن المصري، فهو يدافع طول الوقت عن لقمة عيشه وأمان أسرته ولا يفكر في الهجوم مطلقا لتحسين أوضاعه، ويمكن تفسير الموضوع كله بانعدام الطموح سواء عند اللاعبين أو المواطنين.
> الاهتمام بالأندية الكبيرة فقط مثل الأهلي والزمالك وعمل حساب لهما ولمصالحهما طوال الوقت علي حساب بقية الأندية الغلبانة أمر يشبه عملية الإصلاح التي تقوم بها الدولة ولا يستفيد منها سوي الصفوة، قسم اتحاد الكرة الفرق في مصر إلي فرق ممتازة وفرق القاع والمظاليم.. كذلك فعلت الحكومة التي تختار دائما أعضاء هذا الاتحاد.
> هناك قاعدة شهيرة في الملاعب وهي «مابنتحركش غير لما ييجي فينا جون»، كذلك الحكومة فهي لا تتحرك إلا بعد حدوث الكارثة مثلما تقوم بإنشاء كوبري مشاة فوق طريق سريع بعرض وقوع مئات الضحايا من عابري هذا الطريق.
> حتي عندما يكون الجو جميلا ومشرقا في بلادنا فهو
«جو كورة».