أحمد حافظ جلال
19-11-2008, 11:59 PM
تحياتي إخواني الكرام
نلاحظ في زماننا ظاهرتان متوازيتان في التعامل مع الدين.
ففريق منهم نجده عالماً متفقها ولكنه بكل الأسف يتوارى أو لا يجد لنفسه مكان بين زخم الفريق الآخر .
أما الفريق الثاني وهذا هو موضوعنا . هو الفريق الذي يتاجر بالدين . ويستخدم آيات الله في الدفاع عن الباطل . ويستخدم أحاديث النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في غير مواضعها . من أجل لوى الحقيقة وتحقيق أهداف مادية تشبع رغباته أو رغبات المكلف بالدفاع عنهم .
والحق أن هذا الأمر جال بخاطري قبل رمضان . ولكني فضلت تأجيل الكتابة فيه لما بعد رمضان وحتى ألم بالموضوع . من كافة جوانبه . ولكني وأثناء البحث وجدت أن هناك طامة كبرى . ألا وهي أن الناس بمجرد أن رجل يرتدي العمامة تبجله حتى تكاد تقدسه . بينما في بعض الاحيان يكون اللباس ليس على من يستحقه .
ولذلك فلقد فضلت أن أضرب بعض الأمثلة ممن وضعوا العمامة فوق رؤسهم بدون وجه حق أو إعتلوا أرفع المناصب الدينية . ولم يكونوا أهل بها . وهذا لا يقلل أبداً من رجال الدين والذين نفتخر بهم ونتعلم منهم ونقتدي بهم من أمثال
الشيخ عبد الحليم محمود أو الشيخ الغزالي أو الشيخ الشعراوي أو الشيخ القرضاوي
.
وما هؤلاء إلا مجرد أمثلة فقط من آلاف بل ملايين العلماء الأتقياء ورحمة الله على
الدكتور عبد الله شحاته والامام محمد عبده
. وكل أئئمة المسلمين . ولكن تسلل بين صفوفهم أحيانا بعض ضعاف النفوس بكل الأسف . فتاجروا بالدين . وظهر في أيامنا فريق يقتدي بهم ووجدوا المنتديات مجال رحب للتجول . فيحرموا هذا ويحللوا هذا ويدافعوا عن الباطل في وجه الفضيلة . أو يجذبونا للخلف لنتحجر .
في عام 1919 وأثناء تضافر كل طوائف الشعب المصري لمواجهة الاحتلال الانجليزي . تم ضبط مفتي الديار المصرية في هذه الفترة ( المرحوم الشيخ / محمد بخيت ) يتسلل في جنح الظلام لبيت المعتمد البريطاني . وكانت بالطبع فضيحة كبيرة.
وسجل بيرم التونسي ذلك في قصيدة تاريخية .
يا بخيت يا ابو دومة *** يا أبو خلقة مشومة
لاديك بالشومة *** إن مكنتش ترجع
ضبطوك متنيل *** عالقصر محول
تجري وتتشندل *** وعامل واد مجدع
ولم تكن هذه هي الحادثة الوحيدة للشيخ بخيت
فلقد نشر يوما مقالاً في الاهرام ووقع عليه بإمضائه
وأثناء تصفح الزعيم سعد زغلول للأهرام شك في المقال وقام على الفور للبحث في مكتبته . فإذ به مقال للشيخ محمد عبده . وكان الشيخ قد نشره في مجلة العروة الوثقى. تحت عنوان ( العصبية والتعصب ) وعلى الفور أمر سعد زغلول الاهرام بنشر المقالين في صفحتين متقابلتين . مع توضيح الموقف .
وكان بيرم في منفاه . وعندما علم بالخبر . أرسل قصيدة طويلة تم نشرها في الاهرام . مطلعها.
قلت لكم الشيخ ينجلد *** قلتولي أخرج م البلد
قلت إنت مالك يا ولد *** حا تتحشر مع الغجر
حسبت شيخ الدولة تاب *** جه هو سخمها بهباب
سرق مقالة من كتاب *** شهير وصاحبه مشتهر
أيه رأيكم يا مسلمين *** في الشيخ كباب كفته الأمين
مرة أخرى فكر الاستاذ ( عمر لطفي ) في تكوين جمعية خيرية لمساعدة الفقراء في زمن سيطر الانجليز فيه على أقوات الفقراء . ولاقى المشروع نجاح كبير . حتى أنزعج الانجليز . وعمدوا إلي بعض أعوانهم من رجال الدين لمحاربة المشروع . وكان أشهرهم هو الشيخ ( التفتازاني ) وهو شيخ إحدى الطرق الصوفية . فهاجم الشيخ المشروع بشكل غريب . ووصف المشروع بأنه يرمي إلى البلشفية!!!!!!! مساعدة الفقراء في نظر الشيخ الجليل ( بلشفية )
ولم يحرمنا بيرم التونسي من تسجيل الواقعة للتاريخ .
الحمد لله لا أنا لتات ولا عجان
ولا قريبي بوليس سري ولا سجان
يا ( زفتزاني ) كلامك كله باذنجاني
تبزق عليك الخلايق إنسها والجاني
جماعة شافوا الغلابة ميتين م الجوع
حنوا عليهم وقاموا وضبوا مشروع
جي انت بتقول دا دين البلشفيك ممنوع
ايش ادخل البولشفيك في نجدة الانسان
لا في الجوامع رأيت مثلك ولا في الدير
عالم ومسلم وبتعارض في فعل الخير
لا والتلامة بتستشهد لنا بالدين
إنه أمر يبقى نص المسلمين جاعنين
إن كنت فاهم شريعة العدل عن لنين
أنظر شريعة نبينا نازلة في القرآن
لاحظوا التعبير القاسي لبيرم التونسي في تحوير اسم الشيخ ( زفتزاني ) وعبقرية بيرم تتجلي لو فكرت أن تقسم الاسم ( زفت زاني )
ومرة أخرى نجد أحد الشيوخ المشاهير ممن يدعون العلاج بالقرآن وخلافه . وهذا الشيخ ( الشيخ محمد زيدان ) إشتهر صيته بشكل غريب حتى أنه تزوج إحدى الاميرات . وهذا قبل أن ينفضح أمره . وأنه كان يستخدم علمه ودرايته واطلاعه على كتاب الله في إخفاء نواياه الدنيئة .
ومرة أخرى من لها غير بيرم
الشيخ زيدان عامل طبيب روحاني
بالسفلى قال يكتب وبالسرياني
بين النسا له صيت عظيم جواني
فايق على الدكتور ( شاهين ) وزياده
ونأخذ مثال أحدث وهو قانون الاصلاح الزراعي . وهو أول ثمار ثورة يوليو . وهذا القانون الذي ثبت فشله تماما وحاول السادات فيما بعد معالجته ولم ينجح . وألغاه حسني مبارك.
هذا القانون كان مخالفاً للدين . وأعترض عليه رجال الدين وقتها . ورفض شيخ الازهر التوقيع عليه . فما كان من عبد الناصر إلا أن عزل شيخ الازهر . وجاء برجل دين من تونس ونصبه مشيخة الأزهر الشريف . لتكون الحالة الفريدة في التاريخ التي يتولى فيها مشيخة الأزهر رجل غير مصري . وبالطبع قام هذا الشيخ بالتوقيع على القانون المخالف للدين . إرضاء لرغبة الحاكم.
ودار بنا الزمان . حتى وجدنا هذه العناصر الفردية في زماننا قد أصبحوا عشرات أو مئات . ووجدنا من يحلل تقبيل النساء . ومن يحلل إرضاع الزملاء . ومن يكفر من يدعو للمجاهدين لأنهم ليسوا من مذهبه . ومن يبيح الاستعانة بالشيطان من أجل إسترداد حقه .
والطريف أننا وجدنا بعضهم يأخذ حق اللجوء السياسي في أمريكان . ويعلن صباح مساء أنه يحارب أمريكا. وبكل الأسف ينخدع فيه بعض الشباب.
حادثة سمعتها وأستغفر الله إن كان الراوي كاذبا . وتجنباً للخطأ لن أذكر إسم الشيخ . يروى أن رجلا ذهب لأحد العلماء . ( وأنا شخصياً كنت معجب به ) لأن منهجه كان فيه بعض الفلسفة . المهم ذهب الرجل لهذا الشيخ وقال له إن إبنتي مشتركة في النادي . وممارسة الرياضة تجبرها على إرتداء لباس معين يكشف أجزاء من جسمها ويحدد معالم أجزاء أخرى . فكانت فتوى الشيخ للرجل . ( هل أنت أقوى من تيار الزمن )
بقي أن أقول أن في كل مجال الصالح والطالح . وأن الطالح في مجال الدين ما زال قلة قليلة . ولا تؤثر أبداً على مكانة رجال الدين العلمية والروحية والاخلاقية . وما موضوعي إلا مجرد نفي صفة القداسة عنهم . فهم بشر معرضين للخطأ والصواب مثل كل البشر .
وأنه من الواجب على كل مسلم أن يحكم عقله . وأن يبحث عن العلم عند الثقات من العلماء والأئمة . بل ويبحث بنفسه عن الحقيقة .
وفي النهاية أعلم أنني في هذا الموضوع كنت أسبح ضد التيار . ولكن الحمد لله أن ضميري مستريح . فلم أرمي أحد بالباطل . وكل ما ذكرته مسجل ومؤرخ وموثق .
ودمتم بخير
منقوووووووووووووول
نلاحظ في زماننا ظاهرتان متوازيتان في التعامل مع الدين.
ففريق منهم نجده عالماً متفقها ولكنه بكل الأسف يتوارى أو لا يجد لنفسه مكان بين زخم الفريق الآخر .
أما الفريق الثاني وهذا هو موضوعنا . هو الفريق الذي يتاجر بالدين . ويستخدم آيات الله في الدفاع عن الباطل . ويستخدم أحاديث النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في غير مواضعها . من أجل لوى الحقيقة وتحقيق أهداف مادية تشبع رغباته أو رغبات المكلف بالدفاع عنهم .
والحق أن هذا الأمر جال بخاطري قبل رمضان . ولكني فضلت تأجيل الكتابة فيه لما بعد رمضان وحتى ألم بالموضوع . من كافة جوانبه . ولكني وأثناء البحث وجدت أن هناك طامة كبرى . ألا وهي أن الناس بمجرد أن رجل يرتدي العمامة تبجله حتى تكاد تقدسه . بينما في بعض الاحيان يكون اللباس ليس على من يستحقه .
ولذلك فلقد فضلت أن أضرب بعض الأمثلة ممن وضعوا العمامة فوق رؤسهم بدون وجه حق أو إعتلوا أرفع المناصب الدينية . ولم يكونوا أهل بها . وهذا لا يقلل أبداً من رجال الدين والذين نفتخر بهم ونتعلم منهم ونقتدي بهم من أمثال
الشيخ عبد الحليم محمود أو الشيخ الغزالي أو الشيخ الشعراوي أو الشيخ القرضاوي
.
وما هؤلاء إلا مجرد أمثلة فقط من آلاف بل ملايين العلماء الأتقياء ورحمة الله على
الدكتور عبد الله شحاته والامام محمد عبده
. وكل أئئمة المسلمين . ولكن تسلل بين صفوفهم أحيانا بعض ضعاف النفوس بكل الأسف . فتاجروا بالدين . وظهر في أيامنا فريق يقتدي بهم ووجدوا المنتديات مجال رحب للتجول . فيحرموا هذا ويحللوا هذا ويدافعوا عن الباطل في وجه الفضيلة . أو يجذبونا للخلف لنتحجر .
في عام 1919 وأثناء تضافر كل طوائف الشعب المصري لمواجهة الاحتلال الانجليزي . تم ضبط مفتي الديار المصرية في هذه الفترة ( المرحوم الشيخ / محمد بخيت ) يتسلل في جنح الظلام لبيت المعتمد البريطاني . وكانت بالطبع فضيحة كبيرة.
وسجل بيرم التونسي ذلك في قصيدة تاريخية .
يا بخيت يا ابو دومة *** يا أبو خلقة مشومة
لاديك بالشومة *** إن مكنتش ترجع
ضبطوك متنيل *** عالقصر محول
تجري وتتشندل *** وعامل واد مجدع
ولم تكن هذه هي الحادثة الوحيدة للشيخ بخيت
فلقد نشر يوما مقالاً في الاهرام ووقع عليه بإمضائه
وأثناء تصفح الزعيم سعد زغلول للأهرام شك في المقال وقام على الفور للبحث في مكتبته . فإذ به مقال للشيخ محمد عبده . وكان الشيخ قد نشره في مجلة العروة الوثقى. تحت عنوان ( العصبية والتعصب ) وعلى الفور أمر سعد زغلول الاهرام بنشر المقالين في صفحتين متقابلتين . مع توضيح الموقف .
وكان بيرم في منفاه . وعندما علم بالخبر . أرسل قصيدة طويلة تم نشرها في الاهرام . مطلعها.
قلت لكم الشيخ ينجلد *** قلتولي أخرج م البلد
قلت إنت مالك يا ولد *** حا تتحشر مع الغجر
حسبت شيخ الدولة تاب *** جه هو سخمها بهباب
سرق مقالة من كتاب *** شهير وصاحبه مشتهر
أيه رأيكم يا مسلمين *** في الشيخ كباب كفته الأمين
مرة أخرى فكر الاستاذ ( عمر لطفي ) في تكوين جمعية خيرية لمساعدة الفقراء في زمن سيطر الانجليز فيه على أقوات الفقراء . ولاقى المشروع نجاح كبير . حتى أنزعج الانجليز . وعمدوا إلي بعض أعوانهم من رجال الدين لمحاربة المشروع . وكان أشهرهم هو الشيخ ( التفتازاني ) وهو شيخ إحدى الطرق الصوفية . فهاجم الشيخ المشروع بشكل غريب . ووصف المشروع بأنه يرمي إلى البلشفية!!!!!!! مساعدة الفقراء في نظر الشيخ الجليل ( بلشفية )
ولم يحرمنا بيرم التونسي من تسجيل الواقعة للتاريخ .
الحمد لله لا أنا لتات ولا عجان
ولا قريبي بوليس سري ولا سجان
يا ( زفتزاني ) كلامك كله باذنجاني
تبزق عليك الخلايق إنسها والجاني
جماعة شافوا الغلابة ميتين م الجوع
حنوا عليهم وقاموا وضبوا مشروع
جي انت بتقول دا دين البلشفيك ممنوع
ايش ادخل البولشفيك في نجدة الانسان
لا في الجوامع رأيت مثلك ولا في الدير
عالم ومسلم وبتعارض في فعل الخير
لا والتلامة بتستشهد لنا بالدين
إنه أمر يبقى نص المسلمين جاعنين
إن كنت فاهم شريعة العدل عن لنين
أنظر شريعة نبينا نازلة في القرآن
لاحظوا التعبير القاسي لبيرم التونسي في تحوير اسم الشيخ ( زفتزاني ) وعبقرية بيرم تتجلي لو فكرت أن تقسم الاسم ( زفت زاني )
ومرة أخرى نجد أحد الشيوخ المشاهير ممن يدعون العلاج بالقرآن وخلافه . وهذا الشيخ ( الشيخ محمد زيدان ) إشتهر صيته بشكل غريب حتى أنه تزوج إحدى الاميرات . وهذا قبل أن ينفضح أمره . وأنه كان يستخدم علمه ودرايته واطلاعه على كتاب الله في إخفاء نواياه الدنيئة .
ومرة أخرى من لها غير بيرم
الشيخ زيدان عامل طبيب روحاني
بالسفلى قال يكتب وبالسرياني
بين النسا له صيت عظيم جواني
فايق على الدكتور ( شاهين ) وزياده
ونأخذ مثال أحدث وهو قانون الاصلاح الزراعي . وهو أول ثمار ثورة يوليو . وهذا القانون الذي ثبت فشله تماما وحاول السادات فيما بعد معالجته ولم ينجح . وألغاه حسني مبارك.
هذا القانون كان مخالفاً للدين . وأعترض عليه رجال الدين وقتها . ورفض شيخ الازهر التوقيع عليه . فما كان من عبد الناصر إلا أن عزل شيخ الازهر . وجاء برجل دين من تونس ونصبه مشيخة الأزهر الشريف . لتكون الحالة الفريدة في التاريخ التي يتولى فيها مشيخة الأزهر رجل غير مصري . وبالطبع قام هذا الشيخ بالتوقيع على القانون المخالف للدين . إرضاء لرغبة الحاكم.
ودار بنا الزمان . حتى وجدنا هذه العناصر الفردية في زماننا قد أصبحوا عشرات أو مئات . ووجدنا من يحلل تقبيل النساء . ومن يحلل إرضاع الزملاء . ومن يكفر من يدعو للمجاهدين لأنهم ليسوا من مذهبه . ومن يبيح الاستعانة بالشيطان من أجل إسترداد حقه .
والطريف أننا وجدنا بعضهم يأخذ حق اللجوء السياسي في أمريكان . ويعلن صباح مساء أنه يحارب أمريكا. وبكل الأسف ينخدع فيه بعض الشباب.
حادثة سمعتها وأستغفر الله إن كان الراوي كاذبا . وتجنباً للخطأ لن أذكر إسم الشيخ . يروى أن رجلا ذهب لأحد العلماء . ( وأنا شخصياً كنت معجب به ) لأن منهجه كان فيه بعض الفلسفة . المهم ذهب الرجل لهذا الشيخ وقال له إن إبنتي مشتركة في النادي . وممارسة الرياضة تجبرها على إرتداء لباس معين يكشف أجزاء من جسمها ويحدد معالم أجزاء أخرى . فكانت فتوى الشيخ للرجل . ( هل أنت أقوى من تيار الزمن )
بقي أن أقول أن في كل مجال الصالح والطالح . وأن الطالح في مجال الدين ما زال قلة قليلة . ولا تؤثر أبداً على مكانة رجال الدين العلمية والروحية والاخلاقية . وما موضوعي إلا مجرد نفي صفة القداسة عنهم . فهم بشر معرضين للخطأ والصواب مثل كل البشر .
وأنه من الواجب على كل مسلم أن يحكم عقله . وأن يبحث عن العلم عند الثقات من العلماء والأئمة . بل ويبحث بنفسه عن الحقيقة .
وفي النهاية أعلم أنني في هذا الموضوع كنت أسبح ضد التيار . ولكن الحمد لله أن ضميري مستريح . فلم أرمي أحد بالباطل . وكل ما ذكرته مسجل ومؤرخ وموثق .
ودمتم بخير
منقوووووووووووووول