السيد درويش
20-11-2008, 04:27 PM
العنـف المــدرسي.. القضيـة والحـل
بقلم د. محمد عثمان
تشهد المدارس المصرية بين الحين والآخر احداثا مؤسفة تتسم بالعنف والتحرش مما يسيء للعملية التعليمية والقائمين عليها, وللأسف فإن ظاهرة العنف المدرسي باتت ظاهرة متبادلة ومزدوجة الأسباب فأوقات نري أن أولياء الأمور هاجموا مدرسة وقاموا مرة بالاعتداء علي المدرسين والمدرسات وتارة أخري نجد أن المدرسين اعتدوا علي طلاب وانزلوا بهم عقابا شديدا. ومعني ان هذه القضية تطل علينا بين الحين والآخر أنه لم يتم بحث الأسباب المؤدية لذلك ومحاولة تجنب المشكلة بشكل أو بآخر وهو ما يزيد تلك المشكلة واستمرارها إلي ماشاءالله. ومشكلة مثل تلك لابد ان لها جذورا عميقة تمتد إلي سنوات طويلة مضت ولم يأخذها المسئولون والسادة التربويون مأخذ الجدية وما كانت مسرحية مدرسة المشاغبين إلا تجسيدا مبكرا لهذه الظاهرة ولكننا قابلناها بنوع من السخرية واعتبارها نوعا من الترفيه.
والمشكلة تبدأ اساسا من بداية التغير الاقتصادي والاجتماعي الذي حل بالمجتمع المصري منذ أواخر السبعينيات فحالات الهجرة الجماعية لدول الخليج وحالة الرفاهية التي حلت علي المجتمع. جعلت الطالب يقلل من التزامه نحو التعليم والمعلم, فكل شيء أصبح من الممكن تعويضه بالمال دروس خصوصية, غش جماعي, شراء امتحانات, أشياء كثيرة أصبحت تصيب المجتمع في كبد, فما الجدوي من اهلاك النفس في المذاكرة طالما ان هذه الشهادة سوف تعلق علي الحيط وأعمل في عمل آخر يدر أرباحا كثيرة, وما الفائدة من التزام الطالب في الفصل وفي المدرسة طالما ان مجال الدروس الخصوصية مفتوح علي مصراعيه ويعوض له ما يمكن ان يحصل عليه من المدرسة. إذن فالقضية يتحملها الطرفان ولي الأمر الذي يعتبر نفسه ماكينة أموال تضخ لسد احتياجات ابنائه وسعيه لتوفير احتياجاتهم دون تعب حتي وصل الأمر إلي العملية التعليمية نفسها
فهو يكرس جهوده منذ نعومة أظافر ابنائه في نجاحهم بأي طريقة كانت وتصاعد الموقف حتي وصل إلي حالات الغش الجماعي الذي استشري وأصبح آفة اجتماعية خطيرة ومع ذلك فإن الجميع مستمرون في هذه الممارسة دون مبالاة رغم خطورة هذا الأمر ليس علي العملية الدراسية فقط ولكن الوضع الاجتماعي بصفة عامة. والطرف الثاني وهوالمدرس الذي أصبح شغله الشاغل هوالدروس الخصوصية والتي هي أشبه بالجريمة المنظمة فالدروس الخصوصية التي تبدأ من مرحلة مبكرة من فصل الصيف تجعل الطالب يحصل مادة علمية كبيرة تجعله يشعر بالفراغ واللامبالاة داخل المدرسة مما يجعله يلجأ إلي المشاغبة وأعمال العنف في اتجاهات متعددة سواء ضد المدرس او ضد زملائه, وفي النهاية فكل هذه الأشياء تحدث الفوضي بصفة عامة. وللأسف اننا حينما نلجأ إلي معالجةالمشكلة نترك كثيرا من القصور
فحين حاول وزير التعليم حسين كامل منع الضرب في المدارس أخذت القضية من جانب واحد وهوالمدرس, في نفس الوقت فالطالب لم توضع له آلية من العقاب تردعه في حالة الخطأ فسارت العملية علي جانب ووتيرة واحدة فاستفحل طرف علي آخر خاصة ان الوزارة تملك المدرس بوسائل كثيرة غير الطالب الذي ممكن ان يبرر موقفه بأكثر من وسيلة, إذن فيجب ان يكون هناك عقاب مشدد أوله الغاء الغش الجماعي وبخاصة في المرحلة الابتدائية, ثانيا الغاء التزام المدارس بنتيجة معينة تجعل الإدارة المدرسية ترفع الدرجات وتمارس عمليات غش منظمة, تجعل الطالب يطمئن علي نجاحه سواء قام بالإجابة أم لا, وعلي ولي
الأمر ان يغرس القيم في ابنه منذ الصغر علي اعتبار ان العلم غاية وفضيلة وتربية وليس مجرد أداء روتيني من أجل الحصول علي شهادة ورقية فقط. كما أن للإعلام دورا خطيرا خاصة الإعلام الذي يجسم ويكبر حجم القضية سعيا وراء وضع الحكومة والوزارة موضع الاهتزاز, لاننا كما اوضحنا ان القضية لا تلقي تبعاتها علي الحكومة فقط, ولكنها نبت اجتماعي قبل كل شيء فعندما أذهب بابني إلي المدرسة كي يتعلم فلابد ان اجعله سويا ينشأ نشأة طيبة, واجعله يحترم مدرسته ومدرسيه لانه ان لم يفعل ذلك فسوف لا يحترم اباه في المستقبل لان فاقد الشيء لا يعطيه, هذا إذا كنا فعلا نبحث عن حل لهذه المشكلة المعضلة التي تهدد كيان العملية التعليمية من حين لآخر.
بقلم د. محمد عثمان
تشهد المدارس المصرية بين الحين والآخر احداثا مؤسفة تتسم بالعنف والتحرش مما يسيء للعملية التعليمية والقائمين عليها, وللأسف فإن ظاهرة العنف المدرسي باتت ظاهرة متبادلة ومزدوجة الأسباب فأوقات نري أن أولياء الأمور هاجموا مدرسة وقاموا مرة بالاعتداء علي المدرسين والمدرسات وتارة أخري نجد أن المدرسين اعتدوا علي طلاب وانزلوا بهم عقابا شديدا. ومعني ان هذه القضية تطل علينا بين الحين والآخر أنه لم يتم بحث الأسباب المؤدية لذلك ومحاولة تجنب المشكلة بشكل أو بآخر وهو ما يزيد تلك المشكلة واستمرارها إلي ماشاءالله. ومشكلة مثل تلك لابد ان لها جذورا عميقة تمتد إلي سنوات طويلة مضت ولم يأخذها المسئولون والسادة التربويون مأخذ الجدية وما كانت مسرحية مدرسة المشاغبين إلا تجسيدا مبكرا لهذه الظاهرة ولكننا قابلناها بنوع من السخرية واعتبارها نوعا من الترفيه.
والمشكلة تبدأ اساسا من بداية التغير الاقتصادي والاجتماعي الذي حل بالمجتمع المصري منذ أواخر السبعينيات فحالات الهجرة الجماعية لدول الخليج وحالة الرفاهية التي حلت علي المجتمع. جعلت الطالب يقلل من التزامه نحو التعليم والمعلم, فكل شيء أصبح من الممكن تعويضه بالمال دروس خصوصية, غش جماعي, شراء امتحانات, أشياء كثيرة أصبحت تصيب المجتمع في كبد, فما الجدوي من اهلاك النفس في المذاكرة طالما ان هذه الشهادة سوف تعلق علي الحيط وأعمل في عمل آخر يدر أرباحا كثيرة, وما الفائدة من التزام الطالب في الفصل وفي المدرسة طالما ان مجال الدروس الخصوصية مفتوح علي مصراعيه ويعوض له ما يمكن ان يحصل عليه من المدرسة. إذن فالقضية يتحملها الطرفان ولي الأمر الذي يعتبر نفسه ماكينة أموال تضخ لسد احتياجات ابنائه وسعيه لتوفير احتياجاتهم دون تعب حتي وصل الأمر إلي العملية التعليمية نفسها
فهو يكرس جهوده منذ نعومة أظافر ابنائه في نجاحهم بأي طريقة كانت وتصاعد الموقف حتي وصل إلي حالات الغش الجماعي الذي استشري وأصبح آفة اجتماعية خطيرة ومع ذلك فإن الجميع مستمرون في هذه الممارسة دون مبالاة رغم خطورة هذا الأمر ليس علي العملية الدراسية فقط ولكن الوضع الاجتماعي بصفة عامة. والطرف الثاني وهوالمدرس الذي أصبح شغله الشاغل هوالدروس الخصوصية والتي هي أشبه بالجريمة المنظمة فالدروس الخصوصية التي تبدأ من مرحلة مبكرة من فصل الصيف تجعل الطالب يحصل مادة علمية كبيرة تجعله يشعر بالفراغ واللامبالاة داخل المدرسة مما يجعله يلجأ إلي المشاغبة وأعمال العنف في اتجاهات متعددة سواء ضد المدرس او ضد زملائه, وفي النهاية فكل هذه الأشياء تحدث الفوضي بصفة عامة. وللأسف اننا حينما نلجأ إلي معالجةالمشكلة نترك كثيرا من القصور
فحين حاول وزير التعليم حسين كامل منع الضرب في المدارس أخذت القضية من جانب واحد وهوالمدرس, في نفس الوقت فالطالب لم توضع له آلية من العقاب تردعه في حالة الخطأ فسارت العملية علي جانب ووتيرة واحدة فاستفحل طرف علي آخر خاصة ان الوزارة تملك المدرس بوسائل كثيرة غير الطالب الذي ممكن ان يبرر موقفه بأكثر من وسيلة, إذن فيجب ان يكون هناك عقاب مشدد أوله الغاء الغش الجماعي وبخاصة في المرحلة الابتدائية, ثانيا الغاء التزام المدارس بنتيجة معينة تجعل الإدارة المدرسية ترفع الدرجات وتمارس عمليات غش منظمة, تجعل الطالب يطمئن علي نجاحه سواء قام بالإجابة أم لا, وعلي ولي
الأمر ان يغرس القيم في ابنه منذ الصغر علي اعتبار ان العلم غاية وفضيلة وتربية وليس مجرد أداء روتيني من أجل الحصول علي شهادة ورقية فقط. كما أن للإعلام دورا خطيرا خاصة الإعلام الذي يجسم ويكبر حجم القضية سعيا وراء وضع الحكومة والوزارة موضع الاهتزاز, لاننا كما اوضحنا ان القضية لا تلقي تبعاتها علي الحكومة فقط, ولكنها نبت اجتماعي قبل كل شيء فعندما أذهب بابني إلي المدرسة كي يتعلم فلابد ان اجعله سويا ينشأ نشأة طيبة, واجعله يحترم مدرسته ومدرسيه لانه ان لم يفعل ذلك فسوف لا يحترم اباه في المستقبل لان فاقد الشيء لا يعطيه, هذا إذا كنا فعلا نبحث عن حل لهذه المشكلة المعضلة التي تهدد كيان العملية التعليمية من حين لآخر.