مشاهدة النسخة كاملة : السلوك الاجتماعي في الإسلام


إيهاب خميس إدريس
28-11-2008, 08:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلوك الاجتماعي في الإسلام
يسعدني أن أتحدث معكم عن السلوك الاجتماعي ودور المعلم لتعديل سلوك أبناءه من الطلاب بداية يواجه التعليم عامة والمعلم خاصة حملات تشويه للدور التربوي الذي يقوم به المعلم .
مما أدى إلي :
أولاً ـ ترك طلاب الثانوية العامة وهم في مرحلة خطرة ( مرحلة المراهقة) مدارسهم وبعدوا عن ا لمعلم والمربي .
ثانياً ـ يشن الإعلام حملة كراهية المعلم وتشويه دوره وكأنه مجرم حرب .
ثالثاً ـ المرحلة القادمة بين المعلم وأخيه المعلم بعد تنفيذ الكادر والتفريق بين المعلمين من الناحية المالية .

كل إنسان في هذه الحياة يبحث عن أسباب الحياة المستقرة المليئة بالبهجة ، والسرور ، والأمن والكفاية .. والجو النظيف ، والمظهر الجميل ...
والحياة الطيبة هدف جعله الله جزاء الإيمان والعمل الصالح .

قال تعالى :(( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ))النحل آية 97



و لا يمكن توفير هذا الجو في الأمة إلا إذا أدى كل واحد واجبه نحو أخيه ، ونحو الجماعة التي يحيا فيها ، والأمة التي ينتسب اليها ، والإنسانية التي هو جزء منها .
وقال تعالى :(( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ))آل عمران آية 104
والعلاقة بين المعلم والمتعلم تتلخص في قول معلمنا الأعظم صلى الله عليه و سلم
(ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه ) رواه الترمذي
فإن تعديل التفكير والتخلص من الافكار السلبية والانهزامية الهدامة وكذلك تعديل السلوك وتبنى انماط وعادات صحية وايجابية راسخة ومستمرة لن يحدث إلا من خلال التحول من الثقافة الوعظية و علوم الكلام وفلسفة الاخلاق الى التدريب والتطبيق العملى لعلوم سلوكية إسلامية عصرية وتطبيقية جديدة . وان يكون ذلك وفق مناهج التفكير العلمى التجريبى .. مع الاستفادة من علوم النفس والطب النفسى والاجتماع وبحوث التعلم وعلوم النفس المعرفية وقواعد العلوم السلوكية والتى من اهمها التدريب فى تعديل السلوك واستخدام اسلوب المكافأة والتدعيم وغيرها لتثبيت السلوكيات المرغوبة والعادات الايجابية .
إننا نتعلَّم لنطبِّق خير ما نَعلم وهذا الهدف التَّربوي هو مُقتضى البيان الإلهي ومقصد الهدي النَّبوي. قال اللّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الألْبَابِ {18}" (سُوْرَةُ الزّمر). ومن دعاء خاتم الأنبياء وسيد الأصفياء قوله e "اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاها، وَزَكِّها أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاها، أنْتَ وَلِيُّها وَمَوْلاها، اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ" (رواه مسلم


وليكن أول ما ندعوا إليه هو
التواضع

فعلى كل مسلم أن يتواضع لله ورسوله ولدينه ولكل فرد من عباد الله ، ولا يرى نفسه خيراً من أحد من البشر ،

ما دام لم يعرف مصيره ، ولم يعلم من قدر الله عليه صغيرة ولا كبيرة ... وهذا ما يدعو إليه الإسلام ويمجده

فضل التواضع

قال تعالى :

(( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )9
الفرقان آية 63

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد " مسلم وأبو داود

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عِزاً ، وما تواضع أحدُ لله إلا رفعهُ الله " مسلم والترمذي


حكايات وحكم في التواضع


عن طارق قال : خرج عمر إلى الشام ومعنا أبو عبيدة فأتوا على مخاضة - ( مستنقع فيه ماء كثير يخوضه المارة ) -

وعمر على ناقة ، فنزل وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض ، فقال ابو عبيدة : يا أمير المؤمنين :

أنت تفعل هذا ؟ ! ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك ( رأوك ) فقال : أوه ( كلمة تضجر ) ولو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكال لأمة محمد .

إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله .

***

وكان عثمان رضي الله عنه يلي وضوء الليل بنفسه فقيل : لو أمرتَ بعض الخدم فكفوك ؟ فقال : لا . إن الليل لهم يستريحون فيه "

وأخرج البخاري أن إمرأة رأت عليا رضي الله عنه اشترى تمراً بدرهم فحمله في ملحقته فقالت له ،

أو قال له رجل : أحمل عنك يا أمير المؤمنين ، قال : لا أبو العيال أحق أن يحمل "

***

وقال قتادة: " من أعطى مالاً ، أو جمالاً ، أو ثياباً ، أو علماً ، ثم لم يتواضع فيه كان عليه وبالاً يوم القيامة "


وبالتواضع تكون محبوبا ً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضل الحلم وذم الغضب

الغضب غريزة في الإنسان فلا يذم ولا يمدح من جهة آثاره ؛

فمن غضب وكظم غضبه وغيظه مُدِح ، ومن غضب فثار وتصرف تصرفا شائنا نتيجة الغضب كان مذموما بقدر ما وقع منه من تصرف

قال تعالى :

(( وسارعوا إلى مغفرة ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ))
آل عمران آية 133 ، 134

وقوله تعالى :

(( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ))
الأعراف آية 199

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأشَجَ عبدِ القيس :

" إن فيك خصلتين يُحبهما الله : الحِلمُ والأناةُ "
رواه مسلم

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الله رفيق يحب الرفّقَ ، ويعطي على الرفّقِ ما لا يعطي على العنفِ ، أو ما لا يعطي على ما سِواهُ "
رواه مسلم

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني قال :لا تغضب ُ "فردد مرارا ،

قال : " لا تغضب "
رواه البخاري

وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" ليس الشديد بالصرَعَةِ إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "
متفق عليه

وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه ، وتنتفخ أوداجه ، فنظر غليه الرسول الكريم فقال :

" إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ذا : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

هل تدري ما قال رسول الله آنفا ؟ قال : لا . قال إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ذا : لو قال : أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم . فقال الرجل : أمجنوناً تُراني ؟
رواه البخاري ومسلم

هذه سقطة من هذا الرجل الذي اشتد غضبه حتى لم يقبل نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

ولذلك قال كثير من العلماء : إن هذا الرجل كان منافقا، أو هو نافق بهذه الكلمة ...

وفي حديث رواه الترمذي وحسنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" ألا وإن الغضب جَمرة في قلب ابن آدم ، أما رأيتم إلى حُمرةِ عينيه وانتفاخ أوداجه ؟ فمن أحس بشئ من ذلك فلُيلتصق بالأرض "


علاج الغضب

الغضب يعالج بالوضوء أو الغسل

بتغيير الوضع الذي يكون عليه الغاضب حين يغضب

بأن يقعد القائم

او يضطجع

يستعيذ بالشيطان

فقد قال صلى الله عليه وسلم :

" إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خُلِقَ من النار ، وإنما تُطفأ النارُ بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأُ "
رواه أبو داود

وقال صلى الله عليه وسلم :

" إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضبُ ، وإلا فليضطَجع "
رواه ابن داود

ومن هنا نجد أن ما يقوله علماء النفس اليوم من علاج للغضب والانفعالات الضارة هو شئ جاء به الرسول الأعظم من أربعة عشر قرنا من الزمان ،
فلنتبه المفتنون ، وليحاولوا دراسة دينهم ، فإنهم واجدون فيه كل ما يغنيهم ويكفيهم .

إننا نتعلَّم لنطبِّق خير ما نَعلم وهذا الهدف التَّربوي هو مُقتضى البيان الإلهي ومقصد الهدي النَّبوي. قال اللّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الألْبَابِ {18}" (سُوْرَةُ الزّمر). ومن دعاء خاتم الأنبياء وسيد الأصفياء قوله e "اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاها، وَزَكِّها أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاها، أنْتَ وَلِيُّها وَمَوْلاها، اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ" (رواه مسلم في كتاب الذِّكر والدُّعاء والتَّوبة والاستغفار).

M.Sherif
28-11-2008, 09:02 PM
حقا
عضو مجتهد

اسامه القزاز
28-11-2008, 09:08 PM
جزاك الله خيرا على مجهودك الكبير

نهر الكوثر
28-11-2008, 09:44 PM
جزاك الله عنا خيرا

المخلص
28-11-2008, 10:21 PM
جزاك الله خيرا على مجهودك الكبير

ناصر الفخرانى
28-11-2008, 11:29 PM
جزاك الله خيراً أخى العزيز ، وبارك لك ، وهدانا جميعاً لما فيه الخير