السيد درويش
29-11-2008, 03:08 PM
لثانوية العامة ومكتب التنسيق
٢٩/ ١١/ ٢٠٠٨فى بلادنا لم يعد أمام أبنائنا للعبور إلى المستقبل والوظيفة والمركز الاجتماعى سوى طريق واحد هو النجاح فى الثانوية العامة ودخول الجامعة عن طريق مكتب التنسيق.
وأصبحت الثانوية العامة بؤرة التهاب فى المجتمع ووباء يجتاح البيوت عاماً بعد عام وأصبح الطلبة المستضعفون فريسة للقلق والتوتر والأمراض النفسية وأهلهم مسخرين لتوفير الجو الملائم لهم مادياً ومعنوياً وهرع المدرسون خارج دور العلم يعلمون طلابهم فى المساكن والقصور والمساجد والكنائس ليستقر فى أذهان الجميع أن الوصول إلى الجامعة هو الوصول إلى الجنة.
وعندما استحوذت الثانوية العامة على اهتمام المجتمع أصبحت ذات أهمية سياسية خاصة فوزير التعليم يمر على الطلبة أثناء الامتحان ليتأكد من أن الطلبة يستطيعون الإجابة وأن الأسئلة من المنهج ويتأكد من عدم وجود شكوى ويأمر بإعادة توزيع الدرجات على الأسئلة إذا شكا الطلبة من صعوبة سؤال ليؤكد للجميع أن الدولة تهتم بالتعليم والثانوية العامة على وجه الخصوص وتهتم بالأبناء وتحنو عليهم وتيسر لهم طريق النجاح وإذا ظهرت حالات الغش الجماعى فى مكان ما فويل للجميع فالدولة مستيقظة وتملك زمام الأمور أما إذا كان الغش علينا وبالإملاء بالميكروفون فى بعض المراكز فلابد من إخفاء الخبر والتعتيم لأن البعض من رجال الإدارة وكبار الموظفين متورطون وهكذا تتعقد الأمور عاما بعد عام ولا يفكر أحد فى تغيير النظام.
وعندما أزيلت الأسوار وفتحت الأبواب على مصراعيها وأصبحت القاهرة مدينة مفتوحة وقر فى ذهن البعض من علية القوم أن الأوان قد حان للتخلص من زحام الثانوية العامة ومكتب التنسيق وكان هذا هو الاختراق الثانى لمكتب التنسيق، فقد استورد أثرياؤنا الجامعات من كل مكان لكى تستقبل أبناءهم بكل ترحيب لكى يتقدموا الصفوف التى عجزوا عن اختراقها عن طريق مكتب التنسيق وأصبحت القاهرة سوقاً علمية، آسف، بل عالمية تعج بمختلف ثقافات العالم شرقية وغربية.
وفتح هذا التعليم للقادر على متطلباته المادية تحت أي علم إلا علم مصر وهكذا تم اختراق مكتب التنسيق للمرة الثانية ومع ذلك فما زال صامداً عنوانا للمساواة وتكافؤ الفرص وسبيلاً إلى اختيار أفضل العناصر لدخول جامعات الوطن التى لا تزال ترفع علم مصر وثقافة مصر وتقود التنمية وتنشر المعرفة فى أرجاء البلاد.
ومنذ أكثر من نصف قرن وامتحان الثانوية العامة ومكتب التنسيق هو هو لا يتغير ولا يتطور ويتكدس الطلاب أمامه وينفضون ويذهب من يذهب ويأتى من يأتى والطوابير تزيد عاماً بعد عام ولا أمل فى تطوير النظام الإدارى وطريقة الامتحان والقضاء على التكدس، أما لماذا لا يحدث هذا فلأن المجتمع ما زال مجتمعا ذكوريا أبويا فرعونيا يؤمن بسلطة واحدة مركزية.
أليس من الأجدى أن ننشئ بجانب القاهرة المقدسة مناطق جغرافية أخرى لكل منطقة امتحان ثانوية ومكتب تنسيق، ويضع الامتحان مجلس لكل القطر ويختار لكل منطقة امتحاناً.
وهكذا نقضى على الرهبة والقلق ونزيل التوتر والاحتقان فى الوقت الذى يمكن أن يحكم كل قسم جغرافى سيطرته ويسهل فرض النظام والانضباط على كل جزء على حدة.
وربما لا يكون فى هذا ما يكفى فلابد أن نشجع إقامة الجامعات فى كل مكان بجميع أنواعها «استثمار وخاصة وأهلية وحكومية وتابعة للصناعات والمؤسسات» فمازلنا فى حاجة إلى كثير من الجامعات ولا يكفى أن يكون فى كل محافظة جامعة واحدة وينبغى أن يكون للمجتمع اليد العليا فى إنشاء هذه الجامعات.
ولمزيد من التطوير ينبغى أن يصبح التعليم الفنى منافساً للثانوية العامة وطريقاً موازياً لدخول الجامعات وربما كان هذا وحده كافياً لإحداث قفزة نوعية فى التعليم تقضى على الطريق الواحد إلى الجامعات وتؤدى إلى إنهاء أزمة الثانوية العامة وارتفاع مستوى التعليم فى الوقت نف
٢٩/ ١١/ ٢٠٠٨فى بلادنا لم يعد أمام أبنائنا للعبور إلى المستقبل والوظيفة والمركز الاجتماعى سوى طريق واحد هو النجاح فى الثانوية العامة ودخول الجامعة عن طريق مكتب التنسيق.
وأصبحت الثانوية العامة بؤرة التهاب فى المجتمع ووباء يجتاح البيوت عاماً بعد عام وأصبح الطلبة المستضعفون فريسة للقلق والتوتر والأمراض النفسية وأهلهم مسخرين لتوفير الجو الملائم لهم مادياً ومعنوياً وهرع المدرسون خارج دور العلم يعلمون طلابهم فى المساكن والقصور والمساجد والكنائس ليستقر فى أذهان الجميع أن الوصول إلى الجامعة هو الوصول إلى الجنة.
وعندما استحوذت الثانوية العامة على اهتمام المجتمع أصبحت ذات أهمية سياسية خاصة فوزير التعليم يمر على الطلبة أثناء الامتحان ليتأكد من أن الطلبة يستطيعون الإجابة وأن الأسئلة من المنهج ويتأكد من عدم وجود شكوى ويأمر بإعادة توزيع الدرجات على الأسئلة إذا شكا الطلبة من صعوبة سؤال ليؤكد للجميع أن الدولة تهتم بالتعليم والثانوية العامة على وجه الخصوص وتهتم بالأبناء وتحنو عليهم وتيسر لهم طريق النجاح وإذا ظهرت حالات الغش الجماعى فى مكان ما فويل للجميع فالدولة مستيقظة وتملك زمام الأمور أما إذا كان الغش علينا وبالإملاء بالميكروفون فى بعض المراكز فلابد من إخفاء الخبر والتعتيم لأن البعض من رجال الإدارة وكبار الموظفين متورطون وهكذا تتعقد الأمور عاما بعد عام ولا يفكر أحد فى تغيير النظام.
وعندما أزيلت الأسوار وفتحت الأبواب على مصراعيها وأصبحت القاهرة مدينة مفتوحة وقر فى ذهن البعض من علية القوم أن الأوان قد حان للتخلص من زحام الثانوية العامة ومكتب التنسيق وكان هذا هو الاختراق الثانى لمكتب التنسيق، فقد استورد أثرياؤنا الجامعات من كل مكان لكى تستقبل أبناءهم بكل ترحيب لكى يتقدموا الصفوف التى عجزوا عن اختراقها عن طريق مكتب التنسيق وأصبحت القاهرة سوقاً علمية، آسف، بل عالمية تعج بمختلف ثقافات العالم شرقية وغربية.
وفتح هذا التعليم للقادر على متطلباته المادية تحت أي علم إلا علم مصر وهكذا تم اختراق مكتب التنسيق للمرة الثانية ومع ذلك فما زال صامداً عنوانا للمساواة وتكافؤ الفرص وسبيلاً إلى اختيار أفضل العناصر لدخول جامعات الوطن التى لا تزال ترفع علم مصر وثقافة مصر وتقود التنمية وتنشر المعرفة فى أرجاء البلاد.
ومنذ أكثر من نصف قرن وامتحان الثانوية العامة ومكتب التنسيق هو هو لا يتغير ولا يتطور ويتكدس الطلاب أمامه وينفضون ويذهب من يذهب ويأتى من يأتى والطوابير تزيد عاماً بعد عام ولا أمل فى تطوير النظام الإدارى وطريقة الامتحان والقضاء على التكدس، أما لماذا لا يحدث هذا فلأن المجتمع ما زال مجتمعا ذكوريا أبويا فرعونيا يؤمن بسلطة واحدة مركزية.
أليس من الأجدى أن ننشئ بجانب القاهرة المقدسة مناطق جغرافية أخرى لكل منطقة امتحان ثانوية ومكتب تنسيق، ويضع الامتحان مجلس لكل القطر ويختار لكل منطقة امتحاناً.
وهكذا نقضى على الرهبة والقلق ونزيل التوتر والاحتقان فى الوقت الذى يمكن أن يحكم كل قسم جغرافى سيطرته ويسهل فرض النظام والانضباط على كل جزء على حدة.
وربما لا يكون فى هذا ما يكفى فلابد أن نشجع إقامة الجامعات فى كل مكان بجميع أنواعها «استثمار وخاصة وأهلية وحكومية وتابعة للصناعات والمؤسسات» فمازلنا فى حاجة إلى كثير من الجامعات ولا يكفى أن يكون فى كل محافظة جامعة واحدة وينبغى أن يكون للمجتمع اليد العليا فى إنشاء هذه الجامعات.
ولمزيد من التطوير ينبغى أن يصبح التعليم الفنى منافساً للثانوية العامة وطريقاً موازياً لدخول الجامعات وربما كان هذا وحده كافياً لإحداث قفزة نوعية فى التعليم تقضى على الطريق الواحد إلى الجامعات وتؤدى إلى إنهاء أزمة الثانوية العامة وارتفاع مستوى التعليم فى الوقت نف