لا خير فى امة اهانت معلميها
ان رسالة المعلم ما هى الا امتداد لرسالات الانبياء، فالانبياء يخرجون الناس من ظلام الكفر الى نور التوحيد والايمان بالله، والمعلمون يخرجون الناس من ظلام الجهل الى نور العلم. وبالعلم سجدت الملائكة لادم عندما علمه الله الاسماء، ونزل القران بقول الحق سبحانه " اقرأ باسم ربك الذى خلق" . فالمعلم هو الذى يبنى المجتمع كله فعلى يديه يخرج العلماء والاطباء والمفكريين والمهندسيين والمعلميين وغيرهم. والدول المتقدمة وعت دور المعلم فاعطوه كل التقديرات المادية والاجتماعية، فلا انسى يوما التقيت فيه بمعلمه ابتدائى من دولة انجلترا فاخبرتنى انها تتقاضى 25.000 جنيه استرلينى، هذا علاوة على مكانة المعلم السامية فى بلدها، واستحييت ان اخبرها بما اتقاضاه فى بلدى عندما سألتنى، وحتى الدول العربية التى كانت خلفنا سبقتنا فى العلم لما اعطوه من مكانة لمعلميها وظل من اهانوا معلميهم فى ذيل الدول ولن يتقدموا ابدا ما ظلوا على هذا الحال.
ان ما حدث مؤخرا ويحدث كل يوم من اذلال وانتقاص من حق المعلم ما هو الا زيادة فى التخلف والرجعية. لا امانع ابدا فى الارتقاء بالناحية المهنية للمعلم، ولكن ان تعقد لهم امتحانات بهذا الشكل الذى حدث مؤخرا بلا تدريب او اعداد مسبق، ودون مراعاة للسن وسنوات الخبرة ما هو الا مهذلة حقيقية. وان يخرج كبار المسئولين فى قنوات فضائية ويوجهوا السباب لمعلمين مصر امر لا استطيع التعليق عليه الا بقولى : " لا خير فى امة اهانت معلميها".